شاهد على العصر

الانقلابات في سوريا كما يراها أمين الحافظ ح5

في هذه الحلقة من شهادته على العصر، الفريق أمين الحافظ رئيس سوريا الأسبق يروي تفاصيل قرار ورحلة الضباط السوريين إلى مصر لإعلان الوحدة دون علم رئيس الدولة أو رئيس الوزراء أو وزير الدفاع.

undefined
undefined

أحمد منصور: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأهلاً بكم في حلقة جديدة من برنامج (شاهد على العصر) حيث نواصل الاستماع إلى شهادة الفريق أمين الحافظ (رئيس سوريا الأسبق) مرحباً سيادة الرئيس.

أمين الحافظ: بكم.

أحمد منصور: في الحلقة الماضية توقفنا عند مرحلة هامة وهي الفترة التي سبقت الوحدة مع مصر ودعوة حزب البعث للوحدة، كيف بدأت عملية الدعوة للوحدة من قِبَل البعثيين؟

أمين الحافظ: عملية الدعوة للوحدة قديمة، يعني منذ أن نشأ الحزب كان من أهدافه الأساسية الوحدة.

أحمد منصور: أعلن في 47.. أبريل 47.

أمين الحافظ: بالوحدة ومميزة عن الحرية والاشتراكية، لها ميزة خاصة، لأنه هي الأصل.

أحمد منصور: بس كانت تالت حاجة: حرية، اشتراكية، وحدة.

أمين الحافظ: الوحدة إلها مكانة أكبر ولازالت في حزب البعث العربي الاشتراكي.

أحمد منصور: الحرية مالهاش وجود طبعاً؟

أمين الحافظ: لا، إلها وجود، يعني أساسية.

أحمد منصور: والاشتراكية؟

أمين الحافظ: الاشتراكية إلها اشتراكية عربية وليست اشتراكية شيوعية أو يسارية أو.. يعني قلت لك قبل: إن الحزب حزب أخلاق، قيم وتضحية، وبذل، وصدق، واستقامة وجهاد في سبيل الله والوطن بها الشكل.

أحمد منصور: متى بدأت الدعوة للوحدة مع مصر؟

أمين الحافظ: والله أنا يعني حسب معلوماتي المتواضعة قديمة كتير.

أحمد منصور: أقصد في الفترة بعد الخمسة وخمسين.

أمين الحافظ: آه، يعني حتى الأحزاب الأخرى كانت تحكي دائماً بالوحدة، حزب البعث يعني الأساتذة مع أكرم.

أحمد منصور: حينما تقول الأساتذة، تقصد هنا ميشيل عفلق.

أمين الحافظ: أستاذ ميشيل.

أحمد منصور: وصلاح الدين البيطار.

أمين الحافظ: وصلاح وأكرم الحوراني.

أحمد منصور: وأكرم الحوراني.

أمين الحافظ: أكرم الحوراني.

أحمد منصور: وحدث اتفاق ما بين أكرم الحوراني وما بين حزب البعث في عام 53.

أمين الحافظ: يعني كحزب واحد صراحة، بعثي، عربي، اشتركي، خلال التآمر، فترة التآمر على سوريا.

أحمد منصور: التي أعقبت حلف بغداد.

أمين الحافظ: يعني حلف بغداد ومن لف لفه مصر كبلد عربي قامت بما يجب عليها عسكرياً وسياسياً ومعنوياً وقفت إلى جانب سوريا.

أحمد منصور: كيف؟

أمين الحافظ: وقفت وكانت تهاجم حلف بغداد وما يمت.. ومن يمت إليه بصلة، كما أنه أرسلت قوات إلى سوريا، وزارنا بعض القادة، ومنه يمكن المرحوم أنور السادات صار ده الآخر ولو..

أحمد منصور: أنور السادات جاء مع وفد من حزب من مجلس الشعب المصري في سنة 57.

أمين الحافظ: يمكن، يعني هلا على كل يعني أنا بنرجع على الشيء الهام، الرئيسي، الحزب كان له دور صادق ومشرف.

أحمد منصور: أنت كنت على دراية بمساعي قادة الحزب، أو الأساتذة للوحدة مع مصر؟

أمين الحافظ: والله إني قادة.. بس يعني أنا أحضرت معهم اجتماع، أو أكثر اجتماعين أنا ومصطفى وبشير صادق، وكنت أنا من الناس، أو طرحت عرضت أن نقوم بانقلاب عسكري كامل نستلم كل شيء..

أحمد منصور: غير الانقلاب اللي أشرت له في الحلقة الماضية؟

أمين الحافظ: يعني يمكن واحد آخر نهائي يعني.

أحمد منصور: محترف أنت.

أمين الحافظ: بلا ما أنا ما بس نهائي أني نسوي لوحدي لأنه هون صار فيه خلاف، الأستاذ صلاح –الله يرحمه- اجتمعنا والله في بيت أستاذ ميشيل بغير البيت ما بأعرف، كان الأساتذة التلاتة الأستاذ صلاح البيطار ذكر بكل خير جماعة أديب، وذكر..

أحمد منصور: أنتم كنتم بتتهموهم إنهم على علاقة بـ..

أمين الحافظ: يعني ونحن كانوا خصومنا، يعني كمان جماعة أديب، يعملون ضباط جيدين، وكانوا جزء من حركة التحرير التي أنشئت بأمر إداري هذا ما هو حزب، هذا مجموعة موظفين وأوامر، أمر إداري ما بأخلق حزب، بأخلق حزب من نضال وبالساحة مع الشعب، هو الأصح من هيك اجتمعنا أنا ومصطفى وبشير صادق، قدرنا..

أحمد منصور: مين بشير صادق؟ نعرفه.

أمين الحافظ: بشير ضابط حزبي قديم ورجل، يعني يمكن قبلنا داخل الجيش، وهو شاب من خيرة الشباب الحزبيين، وقبلنا بالحزب، دمشقي، قدرنا وقلنا نحن قادرين أن نستلم كل شيء بدون..

أحمد منصور: تفتكر التاريخ بالضبط؟

أمين الحافظ: يعني قبل الوحدة، والله ما أنا متذكر.

أحمد منصور: الوحدة في 58 في فبراير.

أمين الحافظ: قبلها، قبل ما نروح على عبد الناصر، في يوم اجتمعنا مع الأساتذة -يعني هاي هام إني أطرح لك إياها- اجتمعنا مع الأساتذة، صار تداول قلت لك أستاذ صلاح ذكر بالخير ها المجموعة، وغيرون..

أحمد منصور: أنتم ذهبتم في 12 يناير 58 إلى القاهرة.

أمين الحافظ: يمكن.

أحمد منصور: وجاء أنور السادات ومعه وفد من مجلس الشعب المصري.

أمين الحافظ: قبل.

أحمد منصور: في 26 نوفمبر 57.

أمين الحافظ: أيجي.

أحمد منصور: بين.. بين زيارة السادات وبين ذهابكم إلى القمة.

أمين الحافظ: بها المرحلة.

أحمد منصور: خططت لانقلاب جديد.

أمين الحافظ: بها المرحلة.

أحمد منصور: كانت رتبتك مقدم أيضاً؟

أمين الحافظ: والله يمكن مقدم.

أحمد منصور: ما رقوكش يعني؟

أمين الحافظ: مقدم.. مقدم، اجتمعنا مع الأساتذة، أستاذ أكرم هاجم حزب الشعب هاي بآتذكره طيب، وحكى الرجل بالوحدة، ولكن كان نفسه يعني أقرب للاتحاد، أو هذا ما اتفق عليه الحزب آنذاك، الأستاذ ميشيل أبدع قال: أبو عبده شو رأيك؟ كنا ببيته، أو بيت صديق ما بأعرف، خلينا نسمع رأي أمين أبو عبده، قلت له: والله أنا رأيي: إنه تسوي الوحدة، والوحدة شيء هام، يعني وأمل لأن إحنا ما حققنا نصر في أي وقت على الصليبيين.. على التتار إلا بوحدتنا ولو وحدة جزئية، هلا أقل لك إحنا ضربنا بعين جالوت التتار يوم الشام ومصر أيام قطز –الله يرحمه- أظن.. أيام الصليبيين صلاح الدين (ورانا) مصر يعني مصر كنانة الله في أرضه، قلب الوطن العربي، نسره، يعني النسر الأساسي وجناحيه المغرب والمشرق وزي السودان من لفالفة..

أحمد منصور: يعني قلب العروبة النابض..

أمين الحافظ: و… لأ مو قلب.. سوريا.

أحمد منصور: مفيش فايدة؟!

أمين الحافظ: سوريا، أبداً..

أحمد منصور: اللي نعرفه إن مصر قلب العروبة النابض.

أمين الحافظ: مصر صحيح قلب الوطن العربي وشعب من أطيب ما يكون ومن خيرة الناس، بس قلب العروبة النابض سوريا.

أحمد منصور: بعد ما اتحدت مع مصر.

أمين الحافظ: ولن نتنازل عنها، قبل.. قبل، الآن (اندبحت) الآن (اندبحت)!!

لا صارت نابض، الآن الجولات بيد إسرائيل ما عم بيتجرأوا يحرروها يا رجل.

أحمد منصور: هيحرروها بالاتفاقية يا سيادة الرئيس.

أمين الحافظ: عيب.. باسلام عيب، أنا عسكري بـ 24 ساعة بأرجعها.

أحمد منصور: لأنك الآن خارج السلطة تقول أنك تستعيد الجولات في 24 ساعة.

أمين الحافظ: أنا بأقول ذلك في السلطة وخارجها، وأينما كنت هذا وطني، وأنا..

أحمد منصور [مقاطعاً]: هل القوى الدولية ستسمح لك بهذا؟

أمين الحافظ: القوى الدولية بقدر ما أنت مصمم وأنت صاحب حق على خوض المعركة لو حاربتك الدنيا بمن فيها فذلك شرف لك، أنا كعسكري وضابط أركان حرب وكنت قائد جيش أقولها بالفم الملآن:

الجيش السوري الآن بضباطه وضباط صفه وجنوده جيش بطل وقادر أن يستعيد الجولان بأقل من 24 ساعة، وإذا بدي أفصل أيضاً بهجوم ليلي، ونحن نعرف الأرض شبر.. شبر.. جنودنا كلهم..

أحمد منصور [مقاطعاً]: الإسرائيليين.

أمين الحافظ [مستأنفاً]: ونحن أصحاب حق.

أحمد منصور: الإسرائيليين أصبحوا متقدمين جداً الآن في المجال العسكري وكل الأقمار الصناعية الأميركية تخدمهم.

أمين الحافظ: لخدمتهم، ونحن لا نقل عنهم.

أحمد منصور: وأساليب الحرب تغيرت عما كانت عليه أيامكم.

أمين الحافظ: لا.. ما تغيرت، الإقدام والشجاعة والخطة الحكيمة العاقلة والتصميم يستعيد كل شيء.. ونحن صح قوله صح، تكنولوجيا والعلم وإسرائيل وراها أميركا، أرضي هاي، عند ذلك أقف بجانب الفلسطينيين في (…) أو غيره أما ما أبيع فلسطين حتى يدوني الجولان، هذا عيب كبير وحتى أقول خيانة، وهذا تخليت عن فلسطين..

أحمد منصور: لو رجعت إلى الفترة من 16 نوفمبر 57 إلى 12 يناير 58 وهي الفترة التي بين زيارة السادات إلى دمشق وبين قيامكم أنتم كمجموعة من الضباط البعثيين بلقاء عبد الناصر في القاهرة، في هذه الفترة أنت كنت تخطط للقيام بانقلاب في سوريا.

أمين الحافظ: مو أنا.. أنا وبعض الضباط..

أحمد منصور: أنت صاحب الفكرة..

أمين الحافظ: أنا صاحب فكرة إنه يجب أن نقوم بانقلاب حتى تكون الوحدة مسؤول عنها حزب واحد وبقية الإخوان جماعة أديب وغير أديب… نأتي بهم بعدنا…

أحمد منصور [مقاطعاً]: يعني ديكتاتورية يعني.

أمين الحافظ: لا.. ما هي ديكتاتورية.

أحمد منصور: لماذا تحيد الآخرين؟

أمين الحافظ: لسبب، وقلت مرة وزعل من هذا.. غضب من هذا الكلام عبد المحسن أبو النور كان مجتمع مع.. قال يا أمين هذا…

أحمد منصور [مقاطعاً]: كان سفير مصر.. كان سفير مصر.. كان ملحق عسكري مصري في سوريا.

أمين الحافظ: ملحق عسكري، لكن له صلة أضخم من هيك، قلت إنني أخشى على الوحدة من كثرة الأيادي وأجهزة عبد الناصر وخاصة المخابرات قوية جداً وقلت ها الكلام، لكن أخشى على…

أحمد منصور [مقاطعاً]: قبل الوحدة؟!

أمين الحافظ: قبل الوحدة.. لأ لخصلك رحنا اجتمعنا عند الأساتذة الثلاثة، الأستاذ ميشيل قال لأستمع لرأي أمين أبو عبدو…

أحمد منصور [مقاطعاً]: كان مين من الضباط معاك؟

أمين الحافظ: مصطفى حمدون وبشير صادق.

أحمد منصور: صاحبك، رفيقك مصطفى حمدون.

أمين الحافظ: والله والنعمة رجل شجاع ومناضل ومن خيرة.. يعني بنحبه ونقدره وإله ماضي مشرف وطني، قال: أبو عبدو رأيك؟ قلت له كيت.. أنا أجد أن نمد أيدي نظيفة مؤمنة بالوحدة إلى عبد الناصر، وأن لا تكون…

أحمد منصور [مقاطعاً]: مع سحق الآخرين المعارضين.

أمين الحافظ: دون سحق، حاشا، إلهم مكانتهم..

أحمد منصور [مقاطعاً]: كيف لهم مكانة وأنت هتعمل انقلاب عليهم؟!

أمين الحافظ: ما هو انقلابي أبيض..

أحمد منصور: ما هي الضمانة لكي يكون أبيض؟!

أمين الحافظ: يعني قدرنا ما إحنا أقوياء بالجيش، أقوى منهم بكثير، يوم عصيان (قطنة) صاروا هيك حجمهم.

أحمد منصور: ليس الجميع مثل أديب الشيشكلي يعني.

أمين الحافظ: كانوا شجعان مقاتلين، لكن إحنا ضمنانين إن إحنا أقوى منهم، وفي سبيل الوحدة كل شيء يرخص.

أحمد منصور: أنا أقصد الرجل خرج حتى حقناً للدماء.

أمين الحافظ: إحنا ما تصير دماء قدرنا موقف إن إحنا أقوى ونقوم بانقلاب أيضاً نستلم فيه كل شيء.

أحمد منصور: كان إيه خطة الانقلاب؟

أمين الحافظ: ونأتي بالآخرين، يكونوا معنا يعني ما يكونوا بسعرنا..

أحمد منصور: خطة الانقلاب قائمة على إيه؟

أمين الحافظ: الخطة نحن أقوى بالجيش، ننهي ها الوضع لأن الوقت…

أحمد منصور: نسبة الضباط البعثيين كانت كام في الجيش؟

أمين الحافظ: والله أمور نسبية.

أحمد منصور: المواقع؟

أمين الحافظ: كان بيدنا المراكز الأساسية وكنا أجرأ من غيرنا، يعني جماعة أديب شجعان وضباط محترمين علماً ورجال، لكن سبق ودخلنا المعركة ضد أديب وضدون وكانوا بحركة التحرير اللي أنشأها أديب وهو حزب أمر إداري، ما هو حزب مناضل، أمر، جمع موظفين، جمع … فخشينا قلت له: يا أستاذ، قلت له: أخشى على الوحدة، بنجيبهم يجيوا يكونوا معنا لكن الحزب يقوم بالـ .. هلا الشعب كله وحدوي، لكن يوم تيجي أيدي أمينة نظيفة على أساس حزب كان يعني نضيف أمين نزاهة، استقامة..

أحمد منصور: أفهم من كلامك هذا عن كان الحزب بيسيره السياسيين وأنتم العسكريين تنفذون المخططات؟

أمين الحافظ: يعني بشكل عام اسمعوا كلامنا وأحياناً لنا كلمة كويسة، لا بأس يعني. الأستاذ أكرم وصلاح..

أحمد منصور: فين رأي الشعب هنا؟ وفين الحكومة الموجودة؟ وفين رئيس البلد؟

أمين الحافظ: نحن هون وبالاجتماع –لأوضح لك- بعد الاجتماع بالمجلس العسكري طرح موضوع الوحدة، صار حديث، عدة شباب ومنهم كان فيه جاسم علوان عندكم بمصر، شاب طيب وضابط ممتاز يمكن كان سكرتير للمجلس العسكري يسجل، طرحت نقاط، كُلف قادة الشعب الأربعة بالأركان مع النائب ما رأيت (…) هو، اجتمعنا اجتماع آخر طرحت أمامنا أنا موجود، أنا شخصياً حكيت كل نقطة وقلت: والله هذا يعني نقدوها البعض كل ما يقول هذا جملة أنا أصلاً ككل لم تعجبني، قال: ليش؟ قلت لهم: هذه وحدة بها العبارة أشبه ما تكون بوحدة بين كوريا الجنوبية وأميركا وشتان بين الشكل واللون والقوة والقدرة وكل واحد بجهة لوناً وشكلاً وعقلاً وتفكيراً، قلت له: أنا رأيي كيت كيت كيت..

أحمد منصور: أيه هو رأيك؟

أمين الحافظ: طرحت أن نلغي هذا وأن نتبنى فكرة الوحدة الاندماجية كاستراتيجية بعيدة المدى، أنا ضابط أركان حرب، أنا بأحكي بالاستراتيجية..

أحمد منصور: ماذا تقصد بالوحدة الاندماجية كاستراتيجية بعيدة المدى؟

أمين الحافظ: بأقصد إن فيه وحدة كاملة مش شرط تصير بسنة باتنين وضربت أمثلة..

أحمد منصور [مقاطعاً]: وحدة كاملة وإنتوا بينكم إسرائيل في النص وبينكم فراغ جغرافي كبير وبينكم يعني تفاوت في أشياء كثيرة بين مصر وبين سوريا من حيث الإمكانات طبائع الناس…

أمين الحافظ: لا.. لا.. ما بهم.

أحمد منصور [مستأنفاً]: طبائع الشعوب، عندكم أحزاب وديمقراطية، مصر كان فيها نظام الحزب الواحد..

أمين الحافظ [مقاطعاً]: صح كان فيه ها الشيء، كان فيهاش..

أحمد منصور [مستأنفاً]: طيب كل هذا كيف يصير؟!

أمين الحافظ [مستأنفاً]: وهذا شرطه عبد الناصر..

أحمد منصور [مقاطعاً]: إنتوا كل يوم تعملوا انقلاب، هناك والأمور مستقرة..

أمين الحافظ: لأ وشرطه علينا عبد الناصر، وفسرت، حكيت، قلت له: أول شيء مثلاً الخارجية والدفاع لأنه إسرائيل جنبنا ووراها من وراها، بعد الشيء اللي تفضلت عنه تاريخنا كله نحنا مع بعض، نحن قضاءنا على 190 سنة من الصليبيين بوحدة سوريا..

أحمد منصور [مقاطعاً]: الوضع كان مختلف، ماكانش فيه حدود جغرافية.

أمين الحافظ [مستأنفاً]: بوحدة بلاد الشام ومصر.

أحمد منصور: لم يكن هناك حدود جغرافية بين العالم العربي.

أمين الحافظ [مستأنفاً] ضربنا بعين جالوت التتار يوم اللي كان…

أحمد منصور [مقاطعاً]: ماكانش فيه قومية ولا فيه بعث ولا فيه كذا كذا، كان فيه إسلام.

أمين الحافظ: فيه إسلام، الله أكبر، ونفس الشيء كان شعب مصري عربي ومسلم.

أحمد منصور: ماكانوش العسكريين اللي بيحكموا البلد، كان بيحكمها نظام خلافة ونظام كذا.. يعني إنتوا الآن بتجتمعوا وإنتوا بتسيروا النظام…

أمين الحافظ: نحن ما بنحكم البلد، الأصل أحكي لك علشان..

أحمد منصور: كل دا وما بتحكموش؟!

أمين الحافظ: باحكي لك شغله بدك أياها احكيها هيك، قلنا لهم خارجية كذا وهناك يمكن مثلاً تربية وتعليم كل واحد فيه شيء، خلي لجنة تتشكل تبدأ من الابتدائي الصف الأول لكذا سنة لـ 14، 15 سنة الطالب بالجامعة يدرس بطنطا بمثل ما كان يدرسه الطالب بحلب ونفس التعليم (ونفس الثقافة).. يعني ما بتصير الأمور سلق.. القضاء بده كذا.. بالإجماع أكترية –يمكن ما واحد، اتنين- قالوا: نحن معك، مروره على عبد الناصر وكتبنا كتاب وديناه لرئيس الجمهورية إنه شعارنا السياسيين بين اتحاد ووحدة وبدنا مسألة طويلة..

أحمد منصور: شكري القوتلي.

أمين الحافظ: يعني شكري رجل وطني من خيرة الناس، لإله وجهات نظر، والبرلمان فيه ساسة وبيلعبوا وبشكل.. مع احترامنا..

أحمد منصور: كل ده يروح على جنب والمهم إنكوا اللي إنتوا عاوزينه بتمشوه.

أمين الحافظ: بعتنا لهم كتاب سلم لوزير الدفاع وسلم لرئيس الجمهورية وسافرنا بالليل..

أحمد منصور [مقاطعاً]: يا سيدي..

أمين الحافظ [مستأنفاً]: سافرنا بالليل على عبد الناصر.

أحمد منصور: يا سيدي أنا عايز الآن أفهم اللجنة العسكرية البعثية كيف شكلت؟

أمين الحافظ: هاي بعد.. هاي غير المجلس العسكري.

أحمد منصور: غير المجلس العسكري.

أمين الحافظ: غيره.

أحمد منصور: المجموعة التي سافرت إلى عبد الناصر في 12 يناير 58 كانت تتبع المجلس العسكري أو اللجنة العسكرية البعثية؟!

أمين الحافظ: كان ضمن المجلس العسكري.

أحمد منصور: خدتوا قرار ورحتوا على عبد الناصر!! لا رئيس الدولة عنده علم! ولا مجلس الشعب موافق على الموضوع!!

أمين الحافظ: وافقوا الجميع.. لا.. لا.. ولا أحد.

أحمد منصور: ولا حتى يعني..

أمين الحافظ: ولا قادة الحزب..

أحمد منصور: بالظبط.

أمين الحافظ: لكن إيش لون.. بعدما خدنا القرار مصطفى حمدون..

أحمد منصور: عزبة.. هي عزبة!!

أمين الحافظ: لا ما هي عزبة.. لا هذا وطن.. وحدة.

أحمد منصور: هذا وطن!! فيه دولة! فيه رئاسة! فيه مجلس أمة!

أمين الحافظ: فيه دولة بالهم طويلة دول، الوحدة بدها جرأة.. بدها جرأة، والله من 80 سنة ممزقين لا تؤاخذني..

أحمد منصور: كان مين الـ 14 طابط اللي معاك.

أمين الحافظ: والله صورتهم.. أنا بأعدلك أنا، فيه عفيفي البذري، عبد الغني قنون، بشير صادق، مصطفى حمدون، جادو عز الدين، جمال صوفي، أحمد حنيدي، طامل عوض الله، ياسين فرجاني، محمد النسر، أمين الحافظ.

أحمد منصور: كان عفيفي البذري رئيس أركان وإنتوا تنتموا إلى الطيف المختلف.

أمين الحافظ: نحن فيه جماعة أديب، جماعة حياديين جماعة بعثيين ماشيين.

أحمد منصور: وخدتوا قراركم وطيارتكم واتكلتوا على الله على القاهرة.. لا رئيس دولة ولا مجلس شعب..

أمين الحافظ [مقاطعاً]: بس هون فيه.. لا بعتنا لهم، عم باحكي لك اللي وقع، سوينا كتاب عن الوحدة وضرورتها وكذا و(كان) الجميع فيه مسؤولية وكلفنا –على ما أذكر- العميد أمين نافوري، أستاذنا رجل عالم –ولو من جماعة أديب- عسكري ممتاز ولو كان ضدنا، راح سلم وزير الدفاع واحدة وسلم رئيس الجمهورية..

أحمد منصور [مقاطعاً]: ولا وزير الدفاع عنده علم بالضباط بتوعه رايحين يعملوا إيه!! كويس..

أمين الحافظ: آه.. مصطفى حمدون أيضاً عطونا بأقول رئيس الأركان قال حتى ما الفكرة تنتشر، يعني ساق بس ساعة زمن بدي وراكم وكلنا نسافر واتصل…

أحمد منصور [مقاطعاً]: كده.

أمين الحافظ: كده.. كطيار.. وحدة.

أحمد منصور: وحدات تقوم بهذا الـ..

أمين الحافظ: هلا بأطرح لك شيء أحسن من هيك طول لي بالك، على الوحدة، أنت عم تحكي بالقرن العشرين.. مصطفى حمدون راح اجتمع بالأستاذ أكرم، وبـ –بالمرحوم.. الله يرحمه- وصلاح البيطار، صلاح قال له: أنا معكم،أكرم قال له: يا مصطفى مو اندماجية مجيء وحدة اتحادية أقرها الحزب، الحزب أقر اتحادية..

أحمد منصور [مقاطعاً]: اتحادية مختلفة عن اندماجية.

أمين الحافظ: طبيعي.

أحمد منصور: أنت دعوت للاندماجية ووافقك الجماعة.

أمين الحافظ: فيه confedration وfedration وفيه هاي الاندماجية.

أحمد منصور: أنت مش بتاع حاجات وسط لازم..

أمين الحافظ: نحن.. لأنه وطن، نحن شيء واحد لكن مع الزمن، استراتيجيتنا البعيدة، من هذا ما راح تصير، الحاصل رحنا على عبد الناصر..

أحمد منصور [مقاطعاً]: لا استنى قبل ما تروح على عبد الناصر.

أمين الحافظ: لأ.. أقول لك هون على قصة الوحدة والشراكة شوف أستاذنا الكريم، اليوم أقوى دولة بالعالم مين؟

أحمد منصور: أميركا طبعاً.

أمين الحافظ: أميركا.. أساطيلها تملأ المحيطات والبحار وشعبها من مختلف أنحاء العالم.. دمجته.

أحمد منصور: الوضع مختلف.

أمين الحافظ: امسح لي.. اسمح لي..

أحمد منصور: أميركا لم تصبح قوية إلا خلال أكثر ما يقرب من 200 سنة.

أمين الحافظ: خلي 20 سنة اسمح لي، بلد كانت حوالي 40، 50 دولة وكانت الدولة العشرة مستعمرة من بريطانيا، صح..

أحمد منصور: تعرف الحروب التي قامت في نهاية القرن الماضي ومحاولات الجمع ما بين.. مش 14 ظابط يتلموا وياخدوا طيارة ويطلعوا ويعملوا وحدة.

أمين الحافظ [مقاطعاً]: لا.. اسمح لي.. ما هي مستعمرة.

أحمد منصور [مستأنفاً]: ولا رئيس الدولة عنده فكرة.

أمين الحافظ: مستعمرة من بريطانيا، الأميركان قاتلوا الإنجليز وطردوهم، ثم خاضوا حرباً ضروساً كلفتهم بشراً ومالاً ومعنويات وحققوا الوحدة، والآن أقوى دولة..

أحمد منصور [مقاطعاً]: مش في قعدة نص ساعة يا سيادة الرئيس.

أمين الحافظ: يا أستاذ هذا شيء قديم، نحنا بدمنا الوحدة، لا تصدق إن إحنا الهاي قاعد ساكتين، لا أبداً.

أحمد منصور: طب ما تعلموها صح.

أمين الحافظ: نحنا من كنا صغار نصيح "بلادي عرب الأوطان" بصدق إيمانّا وها دول الساسة.

أحمد منصور: فيه فرق بين الشعارات وبين الواقع.

أمين الحافظ: الساسة بيلعبوا.. الساسة -مع احترامي لإلهم- البعض لا يصدق أو بيغره المنصب بيضيع، نحن لا إلنا مدورين على المنصب ولا غيره، ثق أنا اللي قدامك أمين الحافظ، يوم صارت الوحدة.. معلش الفضل للشعب، عرض عليَّ أيام الوحدة الوزارة مرتين فرفضت، الوزير أيام عبد الناصر يعيش وتصفيق، بقيت عسكري وجيت على المنطقة الشرقية جنب العراق هون بدير الزور والمنطقة الشرقية، والجزيرة، الحسكة والراقة تحت، قائد منطقة عسكرية، برتبتي بمكانتي، بس يعني الجماعة يودوني..

أحمد منصور [مقاطعاً]: لم تأخذوا موافقة مجلس الشعب ولا الأحزاب.

أمين الحافظ: بعتنا لهم.. الرسالة.

أحمد منصور: بعتوا لك لسه ما ردوش عليكم.

أمين الحافظ: ما يردوا.. هو إحنا راح نسوي وحدة، هلا (بسمارك) سوى ها الوحدة 300 دولة ألمانيا بده يستنى.. هذا اللي صاره، وعبد الناصر -الله يرحمه- لو يعني وضع حد لأجهزته وصار حوله من يصدق معه وترفعت الأجهزة عن الصغائر، هلا جماعة المشير..، المشير أنا بأعرفه رجل طيب هذا.

أحمد منصور: كان لك علاقة بالمشير قبل هذا؟

أمين الحافظ: والله المشير مرة أنا قائد منطقة شرقية عرض علي وزير..

أحمد منصور [مقاطعاً]: لا.. لا.. هذا أثناء الوحدة أنا لسه الآن قبل سفركم إلى القاهرة.

أمين الحافظ: قبل لأ، الرجل ما فيه بيني وبينه شيء لا هو ولا غيره.

أحمد منصور: أنتوا مباشرة بعد الاجتماع اللي عقدتوه ليلة 12..

أمين الحافظ [مقاطعاً]: أخدنا قرار وتوكلنا.. موافقين على اللي طرحه أمين الحافظ قالوا موافقين.

أحمد منصور [مقاطعاً]: دبرتوا الشنطة في نص ساعة وطيارة..

أمين الحافظ [مقاطعاً]: قبل نص ساعة ركبنا طائرة ومعنا ضابط يمكن كان لاجئ..

أحمد منصور [مقاطعاً]: كاتبين تصور للوحدة؟

أمين الحافظ: لا.. كان حاطين خطوط عليها.

أحمد منصور: لا.. لا.. لأ حاطين تصور انتوا رايحين تناقشوا أيه، أيه الوحدة اللي بتطالبوا بيها؟

أمين الحافظ: لا إحنا كنا الشيء الأساس اللي بنطرحه إحنا بدون تفاصيل، وحدة اندماجية على مستوى بعيد، استراتيجية يدركها السياسيين، الأساسي، ما هوش عادتنا، هاي ما هيش عادتنا ندخل في التفاصيل، لكن فيه أشياء أمامنا ظاهرة، وزارة الخارجية على مستوى دولة والدفاع هاي الثورة لازم تصير لأنه إسرائيل عندما تلاحظ أي ضعف أو استكانة في بلد عربي أو فيه فوضى والفرصة واتتها بتضرب، عندما توحد الدفاع والخارجية، الأمور الثانية بسنة بـ 10 بـ 20، الله أعلم.

أحمد منصور: مقومات الوحدة كات واضحة في ذهنكم؟

أمين الحافظ: والله -كما قلت- هي واضحة، مصطفى بيقول..

أحمد منصور [مقاطعاً]: أيه أهم المقومات اللي كنتوا..

أمين الحافظ [مستأنفاً]: إن إحنا ما بنميز بين فيدرالي وكونفيدرالي، لا والله بنميز، فيه وحدة بتصير الدولة إليها برلمان.

أحمد منصور [مقاطعاً]: بعدين هذا ميزتم، لكن وقتها؟

أمين الحافظ: وقتها إحنا شايفين إنها وحدة، نوحد الجيش ونحط إسرائيل بين كماشة من جهتين بقيادة واحدة، الله واحد، ما هو عشرة، يعني إحنا تمزيقنا هو الله عم بيضيعنا، هلا الحرب سألتي عنها بالـ 48 شو اللي ضعينا؟ كل حاكم ورئيس يغني على ليلاه ونحنا بقيادة واحد وكانوا أكذب من مسيلمة على الله، والخارجية ضروري يكون فيه قيادة واحدة، وبعدها ما ادخلنا نحن، ثق يعني.

أحمد منصور [مقاطعاً]: مقومات الوحدة.. سيادة الرئيس.. مقومات الوحدة في ذلك الوقت، ما هي كانت المقومات التي ترتبط بين الشعبين السوري والمصري، بين سوريا كدولة ونظام فيها رئيس دولة، فيها أحزاب، فيها ديمقراطية، فيها عسكر كل يوم بيعملوا انقلابات، وما بين مصر كدولة فيها نظام واحد بيحكم عبد الناصر وفيها حزب واحد وفيها وضع مختلف عن الوضع السياسي.

أمين الحافظ: علي عيني.. على عيني.. على عيني.. دعنا ننظر إلى تاريخ مر على ها الأمة بكل قرية حاكم يجعل نفسه إله -لا إله إلا هو، و الرب واحد- مزقوها الناس، يوم إجي قادة كبار مثل صلاح الدين، مثل اللي قبله محمود زنكي، إجي رجال الدين..

أحمد منصور [مقاطعاً]: أنا في عبد الناصر.. أنا في عبد الناصر.

أمين الحافظ: على عيني.. إجي رجل مثل عبد القادر الجيلاني ربىَّ طلابه على الوحدة والإسلام، طردوا الصليبيين، طردوهم، واجتمعت بلاد الشام مع مصر، عبد الناصر ما هو دايم.. بيزول، لكن الشعب ما بيزول، أنا خدمت كلية أركان بمصر، شفت الناس والله شعب من أطيب ما يكون.

أحمد منصور: عبد الناصر.. عبد الناصر.. هل سبق عملية ذهابكم إلى القاهرة عملية مفاوضات وكلام في الوحدة بالذات بعد مجيء أنور السادات في زيارة في نوفمبر 57 إلى دمشق؟

أمين الحافظ: قلت لك نحن.. قلت لك نحن.. مو أنا رحت، قادة الحزب يوم..، أنا كنت انقلاب أسوي عصيان بقطنة اتصلوا بعبد الناصر عن طريق محمود رياض.

أحمد منصور: كان سفير مصر في سوريا في ذلك الوقت.

أمين الحافظ: كان سفير، وعبد الناصر عطى إجابة سووا انقلاب نهاية وتعالوا نسوي وحدة أو اتحاد أو أي بديكوا شو، إخوانا ما بدهم، قادرة الحزب وأنا لمتهم..، كصديق يعني، قلت اتفقنا على شيء سويتوا عصيان، إحنا يعني وقفنا في الجبهة حتى ما يتآمروا عليهم، والله وفقهم.

أحمد منصور: مين أهم الأطراف التي كانت تعارض عملية الوحدة وذهابكم لمصر؟

أمين الحافظ: الشيوعيين، الشعب بكامله كان وحدوي.

أحمد منصور: الشيوعيين فقط؟

أمين الحافظ: الشيوعيين.

أحمد منصور: وحزب الشعب لأ.. حزب الشعب كان يعارض بقوة.

أمين الحافظ: والله حزب الشعب يوم اللي صار وحدة الجماعة هلا أكثرهم إ، بيريدوا كانت وحدة مع العراق لكن وحدة مصر ما استجابوا الجماعة، ما بينا نعمل، الجماعة عاقلين وطنيين ما..

أحمد منصور: لكن كان فيه.. كان فيه آراء ظاهرة بالمعارضة.

أمين الحافظ: فيه آراء لهم وجهات نظر.

أحمد منصور: الشعب نفسه موقفه أيه؟

أمين الحافظ: والله الشعب وحدوي، لا تؤاخذني يعني.

أحمد منصور: انتوا بتنطقوا الشعب حاجات ما بيقولهاش.

أمين الحافظ: يا أخي والله الشعب وحدوي، والله شعب سوريا..

أحمد منصور: وحدوي بالشكل ده، قعدة ضابط نص ساعة وطيارة وعلى القاهرة.

أمين الحافظ: ما إحنا من هاي الشعب، شو نحنا عسكر فرنسا، يا رجل نحنا من الشعب بدنا مبادرة، وعبد الناصر رجل أمم القناة قدم بمصر شيء كويس.. عربي إله أخطاء، لكن إله مواقف طيبة.

أحمد منصور: كان مين رئيس الوفد؟

أمين الحافظ: رئيس الأركان.

أحمد منصور: عفيفي البذري.

أمين الحافظ: عفيفي.

أحمد منصور: نعم.

أمين الحافظ: والرجل كان موقفه طيب رغم حاربوه.

أحمد منصور: عبد الحميد السراج متى لحق بكم؟

أمين الحافظ: لحقنا ثاني يوم.

أحمد منصور: ثاني يوم..كان رئيس مخابرات أو شعبة مخابرات.

أمين الحافظ: عبد الحميد يجوز أن يكون له صلة مع عبد الناصر أو غيره..

أحمد منصور [مقاطعاً]: عرفنا هذه الصلة..

أمين الحافظ: يعني قدم للشعبه التانية لها حق..

أحمد منصور: هناك تأكيدات كثيرة على إن هو كان رجل عبد الناصر حتى قبل أن تتحركوا.

أمين الحافظ: قيل لكن قلت لك أنا الرجل هو قبلي متقدمي بالـ 45 دخل هيك 46، أنا بأكن له كل حب واحترام لأنه نضيف.

أحمد منصور: عشان الأقدمية يعني؟

أمين الحافظ: أقدمية بالجيش بس نضيف، وطلع ما عنده شيء ما استغل مركزه، لكن الكمال لله، يعني قتل، جماعته قتلوا واحد شيوعي نسيت اسمه والله صارت عليه مشكلة كثيرة، شيوعي زعيم من زعماء الشيوعيين، وأنا حتى سألت عليه قال لي والله يا أبو عبدو مو أنا يعني جماعته وأخوته..

أحمد منصور [مقاطعاً]: دائماً رجال المخابرات أيديهم ملوثة بدماء الناس.

أمين الحافظ: أحسنت.. أحسنت، لكن الرجل نضيف يعني رجل بأعرفه، رجل عمل..

أحمد منصور [مقاطعاً]: أنت لم تقتل أحد؟

أمين الحافظ: حاشا أنا بأشير برضو بأقتل يوم الناصر بين ما اقتلوا كتائب (شال الوادي) و (بادجينه) بأضربهم.

أحمد منصور [مقاطعاً]: هذا انقلاب الناصريين وسنأتي له.

أمين الحافظ: وأنا نصحتهم يعين أنا قبل ما أضرب بأنصح، حتى مظاهرات بتاع..

أحد منصور [مقاطعاً]: لأ..عمليات تصفية ما شاركت في عمليات تصفية.

أمين الحافظ: حاشا.

أحمد منصور: ما أعطيت أوامر بتصفية أحد؟

أمين الحافظ: عيب.. ما هي شيمتي.

أحمد منصور: هل سمحت في أثناء.

أمين الحافظ: ما هي شميتنا.

أحمد منصور: هل سمحت أثناء وجودك في السلطة أيضاً بأن تقوم الأجهزة التي تتبعك بعمليات تصفية؟

أمين الحافظ: حاشا.. حاشا الله، أنا بأعتبرها العمل أكبر جريمة نحن نعمل بالنهار، وواضح أمام كل العالم أنا يوم انقلاب الناصري رحت حكيت، قلت لهم، وكبست بيوتهم وقلت حتى أمنع المؤامرة. جوا وركبوا راسهم، وعبد الناصر –الله يرحمه- هو اللي ورطهم، يعني رأي جاسم من عن طريق لبنان..

أحمد منصور [مقاطعاً]: سآتي له بالتفصيل.

أمين الحافظ [مستأنفاً]: قال له 30% الانقلاب، قال له سوييه واحتلوا كتائب بيجي أمامي يشيل باردوه..

أحمد منصور [مقاطعاً]:هذا في 65 سآتي له بالتفصيل حينما..

أمين الحافظ: بيشيل باردوه بأضربه أنا.

أحمد منصور: حينما قمت.. حينما توليت الرئاسة.

أمين الحافظ: أما أنا عيب.

أحمد منصور: أنا الآن.. الآن أنتم ركبتم الطائرة 14 ضابطاً بقيادة رئيس الأركان السوري دون أخذ موافقة لا مجلس الشعب ولا رئيس الدولة..

أمين الحافظ: خبرناهم.

أحمد منصور: مجرد إخبار يعني ولا وزير الدفاع حتى.

أمين الحافظ: ولا خبرناه وزعل شكري القوتلي.

أحمد منصور: نعم.. طبعاً رئيس الدولة حاطينه لا يعلم شيء وتوجتهم إلى عبد الناصر لتحملوا مشروع الوحدة كيف استقبلتم في مصر؟

أمين الحافظ: والله استقبلونا الجماعة نزلونا بقصر..

أحمد منصور: الطاهرة.

أمين الحافظ: الطاهرة.. قصر الطاهرة.. المشير -الله يرحمه- إجى تاني يوم.

أحمد منصور: عبد الحكيم عامر.

أمين الحافظ: عبد الحيكم.. صارت حديث قلنا له الموجز كيت.

أحمد منصور: كانوا عارفين لماذا أنتم قادمون؟

أمين الحافظ: خبرهم عبد المحسن أبو النور.

أحمد منصور: عبد المحسن.. نعم..

أمين الحافظ: إن الطائرة طالعة بساعة كذا تصل بكذا وطلعنا إلى قصر الطاهرة، حكينا مع المشير، المشير قال: يا شباب الواحد بده زمان على الأقل 5 سنوات، قلنا له: والله شوف وجهة نظرنا نحن إسرائيل بكرة تهاجم، ليش هون قائد وهون قائد ونكون قيادة واحدة، العدو موجود وراءه من وراءه المفروض وزارة الخارجية والدفاع فوراً تعلن عنها وقائدها يكون موجود، هاي حرب ما هي لعبة أما الأمور بعشرين تلاتين سنة..

أحمد منصور [مقاطعاً]: كان واحد فقط بيتكلم باسمكم أو كلكم تشاركون في الحديث.

أمين الحافظ: والله كل واحد يحكي شوي، وإن كان رئيس الأركان بيحكي بس الرأي إلنا، كان كل واحد بيسأله بيحكي.

أحمد منصور: بصفتك أنت صاحب الفكرة كلمته وخدت.

أمين الحافظ: الكلام والله أنا حكيت مع عبد الناصر وقلت له ذكرها مصطفى في كتبه -قلنا له إن يعني الاستعمار خلق بيناتنا حاجز ونحن جئنا نزيله…

أحمد منصور [مقاطعاً]: كان مين مع عبد الحكيم في النقاش؟

أمين الحافظ: والله ما أني متذكر، لكن بأتذكر عبد الحكيم..

أحمد منصور [مقاطعاً]: كم ساعة جلستم لتبحثوا الوحدة.

أمين الحافظ: الرجل قال أنا يعني هيك رأيي، بعدها رحنا على عبد الناصر يمكن اتأخرنا يوم يومين.

أحمد منصور: عبد الناصر صحيح ترككم 3 أيام حتى التقى بكم.

أمين الحافظ: كان عنده (سوكارنو) على ما أذكر.. يعني أنا ذاكرتي منحية..

أحمد منصور: بس انتوا رايحين الآن يعني تدمجوا دولتين في بعض.

أمين الحافظ:ولو كان.. يعني الراجل، تعرف عبد الناصر تعرف له عقل مخابرات -الله يرحمه- يعني الإنسان له أفضال، له حسنات وله أخطاء.

أحمد منصور: يعني أيه له عقل مخابرات؟

أمين الحافظ: عقل مخابرات، بأبعت المشير شو دار بينكم وبينهم؟ بأبعت لنا على قصر القبة فلان بالحكي اللي اسمعه يعني مين حكى، مين قال، بيدرس الأمور يعني، وضابط أركان حرب يعني، قابلنا الرجل ببيته..

أحمد منصور [مقاطعاً]: الوضع كان في سوريا أيه طيب لما جالكم عبد الحميد السراج تاني يوم؟

أمين الحافظ: الوضع بسوريا الشعب عندنا ما بيقصر.

أحمد منصور: أُعلن عن وصولكم إلى مصر، وأنكم جئتم من أجل إعلان الوحدة بين مصر وسوريا.

أمين الحافظ: إن الجيش.

أحمد منصور: الجيش.

أمين الحافظ: ما حدا بيعرف.

أحمد منصور: الشعب اتحرك أم لا؟

أمين الحافظ: ما حدا تحرك برضو.

أحمد منصور: لأ.. اتحرك مؤيد أو معارض.

أمين الحافظ: يعني اللي بنعرفه الشعب مع الوحدة.

أحمد منصور: الشعب دا غلبان.

أمين الحافظ: آه لا والله شعب طيب ما فيه مثله، شعب مع الوحدة.

أحمد منصور: يستنطق بما لا يقول.. نعم.

أمين الحافظ: الأساتذة حتى صلاح البيطار -الله يرحمه الرجل- كان مع الاندماجية، أكرم قال له لأ مع الاتحادية أو الوحدة.

أحمد منصور: أكرم كان له رأي مختلف عبر عنه بشكل واضح في مذكراته وشكل تفصيلي وشكل موسع جداً.

أمين الحافظ: واضح كان الرجل لأنه هو بده وحدة اتحادية لأن إحنا عندنا برلمان، عندنا أحزاب، مصر ما فيه، نحن أخدنا الحماس شوي وشفنا الوحدة أكبر من كثير، ولما عرض علينا عبد الناصر -الله يرحمه- قال يا إخوان أنتم مسيسين وأنا الجيش مسيس ما بأحط إيدي في إيده، أنا أحزاب ما عندي بدي الجيش جيش، توافقوا؟ قلنا له نعم.

أحمد منصور: وافقتم على أنكم تعودوا للثكنات وليس لكن علاقة بالسياسية؟

أمين الحافظ: الجيش حتى أنا قلت له والله لو يصير نقل يعني أنا مثلاً آمر كلية لو نقلتوني إلى أسوان آمر قطعة صغيرة بس كرمة للوحدة.

أحمد منصور: يعني تفكيركم كمان إن ممكن الجيش السوري والمصري تحت قيادة واحدة، وضابط سوري يبقى رئيس كتيبة مصرية وقائد كتيبة مصري يبقى قائد كتيبة سورية.

أمين الحافظ: هاي (…) وهاي لها دراسة، هاي من أخطاء الوحدة.

أحمد منصور: لا أنا أذكر يعني في هذا المجلس تناقشتوا.

أمين الحافظ: لا.. لا.. هذا.. وضحنا له الأمور، حتى أنا المشير جلسات طويلة بيني وبينه.

أحمد منصور [مقاطعاً]: إيه اللي دار بينك وبين المشير في هذه الجوانب؟

أمين الحافظ: شغله طويلة جي عرض علي وزارة، وسألني ليش الناس مستساءة من الوحدة.

أحمد منصور: كل ده في زيارتكم الأولى؟

أمين الحافظ: لا.. هي لوين.. بعد الوحدة بزمان.

حمد منصور: لا إحنا خلينا الآن في. نعم.

أمين الحافظ [مقاطعاً]: هلا بهاي، فعبد الناصر رجل شرط شروط، رحب الرجل و..

أحمد منصور [مقاطعاً]: ما هي أهم الشروط اللي اشترطها عبد الناصر.

أمين الحافظ: شروطه إنه أحزاب ما فيه، قلنا له هاي ليست بيدنا.

أحمد منصور: طالبكم بإلغاء الأحزاب في سوريا.

أمين الحافظ: قلت له هاي ليست، وطالما حكى مع مصطفى قال له هاي للحزب هواللي بيقرر..

أحمد منصور: حزب البعث.

أمين الحافظ: البعث طلب، فيه أمور تانية..

أحمد منصور [مقاطعاً]: هو طلب إلغاء حزب البعث طبعاً.

أمين الحافظ: يعني إني ما بدي أحزاب بالمرة لا بعث ولا غيره.

أمين الحافظ: ولا غيره.. اليوم اللي اجتمع الحزب على ما فهمناه..

أحمد منصور [مقاطعاً]: وجهة نظر عبد الناصر كانت أيه؟

أمين الحافظ: يعني إن هو عنده حزب واحد ما بده أحزاب كثيرة، الجيش ما يدخل، بنقول إحنا وعدناه بصدق يعني.

أحمد منصور: هتبطلوا انقلابات يعني.

أمين الحافظ: ما تصير.. عيب تصير وحدة وتصير انقلابات نحن حاولنا الانفصال من ضرر الوحدة، والرجل حكى كلام كويس وبقوة، نحن ركزنا إن الخارجية والدفاع والأمور التانية تأتي بعد، إجى الوزارة، الرئيس غضب شوي وأكرم والمجلس وصل له خبر.

أحمد منصور: أنتو لسه ما رجعتوش الآن.

أمين الحافظ: أُرسل لنا الأستاذ صلاح كوزير خارجية..

أحمد منصور: صلاح البيطار.

أمين الحافظ: يحمل مشروع الاتحاد أو الوحدة.

أحمد منصور: مكتوب بقى ومفصل.

أمين الحافظ: واتصلوا معهم وأخدوا منا خمس.. ستة ضباط، ورجعنا إحنا على سوريا وبعدين..

أحمد منصور [مقاطعاً]: مين اللي بقوا في مصر؟

أمين الحافظ: والله ما أتذكر يعني أكرم ديري يمكن حسين..، يعني 5، 6 ونحن فوضناهم يعني المهم كأسئلة بس كان كام قضية صغيرة وبعدها جت الزارة إجى شكري القوتلي -الله يرحمه- واتفقوا وانحل.. ما عدنا نتدخل.

أحمد منصور: أعلنت الوحدة بين مصر وسوريا في أول فبراير 58 دون أي مقومات للوحدة وإنما مبادرة من 14 ضابطاً التقوا في دمشق ثم ركبوا طائرة إلى القاهرة وعرضوا الوحدة، وتجاوب عبد الناصر مع الوحدة، ثم بدأ السياسيين في سوريا بعد ذلك في زيارات متبادلة خلال يعني عشرين يوماً تقريباً..

أمين الحافظ: أو أكثر.

أحمد منصور: ثم إعلان الوحدة بين بلدين.

أمين الحافظ: وصارت انتخابات.

أحمد منصور: دون أن تكون هناك أمور واضحة ومحددة بشكل دقيق.

أمين الحافظ: والله أنا اللي بأعرفه، ترك الأمور التانية، المهم الخط العريض، الخط الكبير.

أحمد منصور: شكري القوتلي لقى نفسه كده كرئيس دولة أمام واقع لا يستطيع إلا أن يتجاوب معه؟

أمين الحافظ: والله، الرجل اللي بنعرفه تجاوب، وألقوا.. يعني أعطوه اسم المواطن العربي الأول.

أحمد منصور [مقاطعاً]: حتى ليس نائب رئيس الدولة.

أمين الحافظ: ما بأظن والرئيس شكل وزارة أكرم نائبه كان، وفلان من أخوته.

أحمد منصور: أصبحت هناك الآن.. أصبحت هناك الآن حكومة سورية -مصرية مشتركة، وأصبح عبد الحكيم عامر تقريباً..

أمين الحافظ: قائد عام.

أحمد منصور: الحاكم العسكري لسوريا.

أمين الحافظ: لأ بعدها إجى حاكم.. ما زال قائد عام للقوات المسلحة وسمي سوريا إقليم جنوبي ومصر إقليم شمالي، كيف بأذكر، أو إقليم شمالي سوريا، إقليم جنوبي مصر..

أحمد منصور: تأثير إعلان الوحدة على الدول العربية المختلفة وعلى رأسها المملكة العربية السعودية وما قيل عن مؤامرة حكيت ضد عبد الناصر في سوريا بعد ذلك، الدور الذي قام بيه عبد الحميد السراج كرئيس للمخابرات في هذا الجانب..

أمين الحافظ [مقاطعاً]: والله أنا ما..

أحمد منصور [مستأنفاً]: وتفصيلات الوحدة نفسها وأسباب فشلها أتناولها معك في الحلقة القادمة.

أمين الحافظ: شكراً لكم أستاذ أحمد، الله يعطيك العافية.

أحمد منصور: حياك الله فخامة الرئيس.

أمين الحافظ: عم تعجبني قد إيش والله.

أحمد منصور: لا..

أمين الحافظ: اللي بدك صحيح يا ريت فيه بدك الوحدة بالرضا.. بالرضا…

أحمد منصور [مقاطعاً]: فين الرضا.. دا أنتم دوستم على الناس كلها.

أمين الحافظ: أما نحنا لا بالرضا نمشي ولا بالعصا.. بالسيف.. هذا اللي صار.

أحمد منصور: دوستوا على رئيس الدولة وعلى كله.. شكراً لك في الحلقة القادمة نتناول التفصيلات المهمة.

أمين الحافظ: ممنون أخي.

أحمد منصور: كما أشكركم مشاهدينا الكرام على حسن متابعتكم، في الحلقة القادمة -إن شاء الله- نواصل الاستماع إلى شهادة الفريق أمين الحافظ (رئيس سوريا الأسبق) في الختام أنقل لكم تحيات فريق البرنامج، وهذا أحمد منصور يحييكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

المصدر : الجزيرة