فريد عبد الخالق ج2
شاهد على العصر

الإخوان المسلمون كما يراهم فريد عبد الخالق ح8

فريد عبد الخالق مرافق الإمام حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين وعضو الهيئة التأسيسية ومكتب الإرشاد الأسبق يتحدث عن اختيار حسن الهضيبي مرشدا للإخوان عام 1951، وتفاصيل اللقاء المثير بين الهضيبي والملك فاروق.

مقدم الحلقة:

أحمد منصـور

ضيف الحلقة:

فريد عبد الخالق: عضو جماعة الإخوان المسلمين

تاريخ الحلقة:

25/01/2004

– ظروف اختيار حسن الهضيبي
– رد الفعل على اختيار الهضيبي
– لقاء الملك فاروق بحسن الهضيبي
– علاقة الهضيبي برئيس الحكومة علي ماهر


أحمد منصور: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأهلاً بكم في حلقةً جديدة من برنامج شاهد على العصر، حيث نواصل الاستماع إلى شهادة الأستاذ فريد عبد الخالق أحد مرافقي الإمام حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين عضو مكتب الإرشاد وعضو الهيئة التأسيسية في الجماعة، أستاذ فريد مرحباً بك.

فريد عبد الخالق: أهلاً بكم.. يا مرحبا

ظروف اختيار حسن الهضيبي

أحمد منصور: عاد الإخوان مع عودة حكومة حسين سري، وأُلغيت معاهدة 1936 في عشرة أكتوبر 1951 في عهد حكومة الوفد واختير الهضيبي مرشداً عاماً للإخوان المسلمين في 19 أكتوبر 1951 حيث اجتمعت الهيئة التأسيسية في هذا اليوم 19 أكتوبر 1951 وبقي الهضيبي مرشداً للإخوان إلى ثمانية نوفمبر 1973 حيث توفي وعمره 83 عاما، ما هي الظروف التي اخترتم فيها حسن الهضيبي؟

فريد عبد الخالق: بالنسبة للجماعة بعد ما لم يتفق أحد من الذين يُظن بهم بحكم واقعهم، الصلاحية للمرشد فكان لابد من ملء الفراغ، فطُرح اسم المستشار حسن إسماعيل الهضيبي..

أحمد منصور: من الذي طرحه؟

فريد عبد الخالق: الذي طرحه منير دله..

أحمد منصور: من هو منير دله؟

فريد عبد الخالق: منير دله أحد أعضاء مكتب الإرشاد والهيئة التأسيسية والذي يعني عاش الدعوة واستوعبها وآمن بها وأخلص لها الحقيقة بواقع حياته، وكان بذله في سبيلها بذل مال وجهد نفس..

أحمد منصور: ما الذي جعل منير الدله ينظر إلى خارج الجماعة وليس داخلها؟

فريد عبد الخالق: منير دله عندما.. بطبيعة الأشياء لم يحصل مليء الفراغ نبه إلى أن ثمة رجلا عظيما لا يعلمونه، هوه كان يعلمه لإن ده قاضي وله خصوصية وظيفة لا تسمح للإعلان، فكان العلاقة شخصية بين حسن البنا رحمة الله عليه وحسن الهضيبي رحمة الله عليهما، مراعاة لوظيفته كقاضي ليس له علاقة بالأحزاب ولا يتصل بها، فكان الذي يحمله إليه منير دله في سيارته، فكان لما يقابل المرشد يعني ينبئه في الطريق بالذي حدث، فتكونت عند منير فكرة إن هذا رجل مستشار يعني مستشار يعني لأن كان في أمور الخطيرة يرجع إليه فيها..

أحمد منصور [مقاطعاً]: مثل.. إيه الأمور الخطيرة اللي رجع حسن البنا؟

فريد عبد الخالق: لما عندنا حصلت الأزمة وبدأت الحكومة..

أحمد منصور [مقاطعاً]: تقصد الأزمة.. بعد حل الإخوان في 8 ديسمبر 1948؟

فريد عبد الخالق: أينعم. العلاقات كانت قوية إنما زادت لأنه وُجد أمور خطيرة يعني مثلاً عُرض على حسن البنا إنه عشان نصل إلى تفاهم ونستعيد العلاقات عايزين تقولوا لنا كل أسماء النظام الخاص وإذا كان عندكم أسلحة كله يسلم لنا..

أحمد منصور [مقاطعاً]: والإذاعة السرية وأين تبث..

فريد عبد الخالق: أفندم؟

أحمد منصور: والإذاعة التي كانت تبث في السابعة صباحاً

فريد عبد الخالق: كل الأمور اللي عندكم تدوها، في الحقيقة هوه حريص على إن الدعوة.. وضنين على إن الإخوان لا تتعطل ويعني.. فكان في مسألة هل يعني ما الموقف فعرض القضية برمتها على المستشار الهضيبي، فقال له كما سمعت أنا من المرشد قال له لا تعوِّل على وعود هؤلاء الناس..

أحمد منصور [مقاطعاً]: سمعت من أي مرشد؟

فريد عبد الخالق: سمعت عن طريق الذي نُقل الكلام ده منه، يعني مثلاً..

أحمد منصور: آه يعني أنت لم تسمع من حسن البنا لأنك كنت في السجن.

فريد عبد الخالق: هو أنا سمعته عن طريق يعني منير قال لي يعني.. فلما قال له أن لا تعول على وعود هؤلاء الناس دول ناس يعني.. للحكم إملاءات ووراء الحكومات قوى أجنبية لا يمكن تجاهل مكانها ودورها، فأنا أعتبر أنه هو مش بُرءاء ولا يملكون الأمور لوحدهم فيبقى الكلام أنك تعطي يعني ليس شرطاً لأن يفوا بوعدهم وتعود الجماعة، يعني المسألة عايزه شيء من الحذر في القبول واتخاذ الخطوة. مثلاً فيما يتعلق بمشاكل الدعوة حتى الداخلية أنا علمت برضه عن طريق من نقل إليه لأنه كان بيكلم بطريقة ضيقة مكلمناش إحنا كدعوة ولا كمكتب إرشاد مَن.. مَن الهضيبي هو تكتم عليه..

أحمد منصور [مقاطعاً]: يعني معرفة الهضيبي كانت محدود بمنير الدله؟

فريد عبد الخالق: لا معروفة.. لا هي محدودة بحسن الهضيبي إنما لأنه بيحمله في السيارة طبيعي بيتكلم إليه وهو ليس غريباً وليس كذا..

أحمد منصور: تقصد إن حسن البنا كان يُسِر بما في علاقته الخاصة بحسن الهضيبي إلى شخص واحد فقط هو منير الدله؟

فريد عبد الخالق: والله أنا يعني مش شايف..

أحمد منصور: لكن حسن العشماوي في مذكراته قال أن حسن البنا، أن الإمام حسن البنا أسرّ إليه ببعض الأشياء عن حسن الهضيبي وهو حينما ذهب إلى حسن الهضيبي في بيته، فحسن الهضيبي قال له أنا لست من الإخوان ورفض أن يلتقي به أو يتحدث معه..

فريد عبد الخالق: مَن حسن البنا.. حسن الهضيبي؟

أحمد منصور: حسن الهضيبي ولكنه حينما قال له إن حسن البنا قال لي كيت وكيت، فأجلسني إلى جواره واطمئن لي وأخذ يتحدث معي.

فريد عبد الخالق: هو عايز أقول لحضرتك حاجة هو الصلة اللي بينهم ده مؤكدة وأنه محل استشارة ده مؤكدة نأخذ القدر..

أحمد منصور: هل هذا كافي لكي يصبح هذا هو مرشد الإخوان؟ الإخوان دي جماعة، تنظيم، قيادة، شُعَب، إدارة، واحد من بره كان بيُستشار شيء وأن يصبح رئيس للإخوان شيء آخر.

فريد عبد الخالق: هوه نفس استشارته دليل على تقدير مكانه، يعني هوه..

أحمد منصور: هل كان وحده هو الذي يستشيره حسن البنا؟

فريد عبد الخالق: لا كان يستشير، بالعكس..

أحمد منصور: ألم تكن أنت مستشار لحسن البنا؟

فريد عبد الخالق: أينعم، بس أنا عايز أقول لك حاجة..

أحمد منصور: هل هذا يكفي أنك تصبح مرشد للإخوان؟

فريد عبد الخالق: أصل ده راجل يعني زي ما تقول رجل قانون ورجل قاضي وله تاريخ معروف..

أحمد منصور: عبد القادر عودة كان أكثر قانونية منه، وكان وكيل للإخوان لماذا لم تختاروا عبد القادر عودة؟

فريد عبد الخالق: ما هو عبد القادر عودة.. لا أصل هو أكثر تاريخاً.. وأكثر.. أحب أقول فيه حاجة تانية الرجل بيتميز بشيء أنا ما كنتش لأول مرة أنا أعرفه لما قرأت كلام مصطفى أمين أنا ما كنتش قرأته مذكرات مصطفى أمين قال أسرّ إليه وقال لي ما لم يقله لأحد اللي كان طبيعته كتوم وحذر وحتى بيقول أنا بستغرب إزاي أنا وصلت معه أنه قال لي عن تاريخه أيام إبراهيم الورداني وأيام مصطفى كامل وإزاي محمد فريد وإزاي كان هو عضو في اللجنة السرية لمقاومة الاستعمار وإزاي دوره، يعني قال لي أشياء يعني أماط اللثام عنها، وأثبت مصطفى أمين، مصطفى أمين له مكانه وكلامه يعني له منزلة وأقرّ أن هذا الرجل له تاريخ وطني لا يعلمه الناس وإنه كان له دور كبير جداً حتى في مسألة لما جاء..

أحمد منصور: يا أستاذ فريد أنا الآن مبتكلمش في وطنية حسن الهضيبي، لا أتحدث عن إن حسن الهضيبي قاضي ومستشار وكان يرجع له حسن البنا ولكن أنا أتحدث في اختيار الإخوان لحسن الهضيبي لكي يصبح مرشداً لهم في أعقاب حسن البنا بعدما فشلوا في اختيار مرشد من داخلهم، حسن الهضيبي لم يكن له أي علاقة تنظيمية بالإخوان المسلمين لم يكن له علاقة تنظيمية بالإخوان المسلمين..

فريد عبد الخالق: اسمح لي يعني إزاي أنا قطعت الحديث بـ..

أحمد منصور: اتفضل

فريد عبد الخالق: اسمح لي يعني ليست بمهم تاريخه في الدعوة ولا صلته بالإخوان، ده كله أنا..

أحمد منصور [مقاطعاً]: أُمال إيه مهم؟

فريد عبد الخالق: لا.. المهم صلاحية الشخص، هل هو عنده قدرة على الاستيعاب الكاف هل عنده قدرة اتخاذ القرار؟ هل يستطيع أنه يقود جماعة؟ هل عنده..

أحمد منصور: ده مكنش متوفر في حد فيكم؟

فريد عبد الخالق: بس توفر فيه بطريقة غير عادية ما هو راخر ليس..

أحمد منصور: حبقى أشوف معك الطريقة الغير عادية، اتفضل

فريد عبد الخالق: أحب أقول لك حاجة أنا عايشت حسن الهضيبي معايشة شخصية، وليس من عاش كمن سمع أو كمن قرأ أنا عايشت منه وأرجو أن يكون طبعاً إذا قلت أنا كده لا أعني إن أنا بنفرد بالحكم عليه إنما واقع لازم أنا أشهد بيه، الراجل فعلاً أنا بعتبره إنه لا يقل إطلاقاً عن صلاحياته للزعامة مع حسن وإن ده كان مؤهل للدور وده مؤهل للدور..

أحمد منصور [مقاطعاً]: سآتي معك تفصيل.. سآتي معك تفصيل ولكن أنا الآن كيف اقتنع الإخوان بأن حسن الهضيبي يمكن أن يصبح مرشداً؟

فريد عبد الخالق: اطلعوا لأنهم سألوا يعني أن جبت لك مثلاً كلام قاله الآخرين عنه بما ليه كيف.. الكلام اللي قاله شوكت التوني ده راجل محامي كبير وكتب كتاب..

أحمد منصور: شوكت التوني قال الكلام ده بعد سنة 1954 أنا بكلمك الآن على 1951.

فريد عبد الخالق: شوكت التوني لما تعرض عن القضاء الجالس والقضاء الواقف اللي هو المحاماة قال والنموذج الوحيد اللي أنا بضرب به مثل للقضاء الجالس هو حسن الهضيبي لأنه كان يمتاز وذكر ما لا يذكر لغيره، قال هو ده الوحيد طبعاً إيه اللي خلاه الاختيار ده يقول ده كان أكثر استيعاباً أكثر قدرة على النفاذ إلى الرأي، أكثر قدره على الشجاعة إنه يقول ده رأيه، وقال لنا حاجة أنا برضه مكنتش عارفها أنا ومصطفى قال المضابط أعلى مركز تشريعي له هو مجلس الشيوخ يعمل في مضابطه دفاع عن الشريعة الإسلامية وأن يكون مصدر للقوانين لم يتوفر إلا للهضيبي لأن هما طلبوه بالشخص يعني عندهم إتعملت لجنة اختاروا هما المعنيين لجنة التشريعية، اختاروا الهضيبي يسمعوا منه فدافع عن الشريعة وكيف أنها غنية وتصلح أنها تمدنا بكل القوانين حتى يتصلح حالنا..

أحمد منصور: الآن كيف بعد ترشيح منير..

فريد عبد الخالق: الراجل كان ليه مكان إذا كان هو يُختار وحده أمام أعلى مجلس تشريعي أعلى مجلس تشريعي إذا كان هوه..

أحمد منصور: أستاذ فريد بعد ترشيح منير الدله له كيف أنتم أقررتم هذا الاختيار وأصبح الهضيبي مرشداً للإخوان؟

فريد عبد الخالق: عُرض هذا الكلام بدأ هو يلتقي بالإخوان، والإخوان بدؤوا يتصلوا به ويسمعوا منه يتبينوا، فحصل رأي عام فعلاً بدليل إنه هو لما طلب إن هو يبايع كان متردد خالص وكان يعني رافض لدرجة يعني.. حييئس الإخوان، يعني أقول لك كادوا ييئسوا وهوه الحقيقة يعني أنا لا يعني دموع يوسف طلعت لا أنساها..

أحمد منصور: أنت كنت حاضر يعني؟

فريد عبد الخالق: أيوه يوسف طلعت لما قال لي اقبل المرشد إحنا محتاجين لك الدعوة عايزة رد اعتبار بعد اللي حاصل من النظام الخاص والناس تصوروا إن إحنا يعني أهل عنف إحنا محناش كده، فوجودك كقاضي وتقبل هذه المهمة رد اعتبار هيخلي نفس الساحة القضائية تسترد ثقتها وأنا حضرت في مكتب الإرشاد مع الموجودين من أعضاء المكتب ذات يوم وهو يتكلم في التليفون ويتكلم معه العِلْيا من أهل الفكر.. قالوا له كلام..

أحمد منصور: مين؟

فريد عبد الخالق: ناس من الخارج طلبوا حسن الهضيبي وهو جالس على المكتب وإحنا معاه بعد الثورة بأيام قليلة، وقال انظروا الناس اللي هما لهم مكانة في الرأي العام وأهل نظر يقولون نحن لا نعرف هؤلاء الضباط الأحرار نحن نعرفكم..

أحمد منصور: هل كنتم تنظرون إليه لحظة اختياره على أنه اختيار مؤقت أم اختيار دائم؟

فريد عبد الخالق: لا اختيار دائم.

رد الفعل على اختيار الهضيبي

أحمد منصور: ألم يكن هذا يمثل مرحلة بالنسبة لكثير من الطاعمين.. الطامعين في قيادة الإخوان وأن يكون الهضيبي هو الحل الوسط في هذه المرحلة للخروج من مأزق المرشد؟

فريد عبد الخالق: لم يكن عندما حصل الفراغ بتاع حسن البنا الناس عندنا بقوا تقريباً وضحوا، ناس من النظام الخاص رفضوا الهضيبي وأصروا على إن من منهم اللي هوه صالح العشماوي والعقل لأن كان عندهم تطلع.. تطلع ده في أثناء حياة حسن البنا ظهر لما لم يسمعوا له الكلام في الانتهاء عن الاغتيالات بدأ يأخذوا دور هما أكثر من حجمهم وظل هذا حتى لوقت طويل وكان ده محل يعني تسبب يعني فهم كانوا غير راضيين ولذلك هم يعني أنا أحد الذين حُرِبوا لقربي من هذا الهضيبي فاعتبروني كأن أنا ضالع فيما يكرهون فاتبعوني به يعني عايز..

أحمد منصور: يعني هذا رد فعل النظام الخاص على اختيار الهضيبي، النظام الخاص لم يكن راضي عن اختيار الهضيبي مرشداً للإخوان؟

فريد عبد الخالق: أينعم لأنه كان طامع في إن يكون منهم..

أحمد منصور [مقاطعاً]: ما هي الطبقات الأخرى داخل الجماعة التي رفضت الهضيبي أيضاً؟

فريد عبد الخالق: نعم؟

أحمد منصور: من هم الآخرون؟ هل قبل الجميع الهضيبي؟

فريد عبد الخالق: ما هوه أصل النظام الخاص كان له شخص..

أحمد منصور [مقاطعاً]: الآن النظام الخاص عرفنا قصته، الآخرين النظام العام؟

فريد عبد الخالق: النظام العام وثق في الرجل وجلس إليه كثيرون وانتقل إلى الرأي العام أن الرجل ده فعلاً يصلح تماماً.

أحمد منصور: إزاي يصلح تماماً؟ أنا معاك واحدة .. واحدة، حسن البنا كان رجل عنده كاريزمة وعنده حضور وكان رجل خطابي يؤلف القلوب ويجمع الناس، الآن جبتوا واحد صامت لا يتكلم، لقاء الثلاثاء كان يمتد إلى ثلاث ساعات صدم الهضيبي الإخوان حينما طلع وتحدث خمس دقائق ثم نزل، الناس جاية بعاطفة مشبوبة جاية بروح الإخوان تستعيد مجد الإخوان، بصوا لقوا مرشد طالع يتكلم أربع كلمات ونزل.

فريد عبد الخالق: كويس أنا لا أستطيع يعني مع تقديري ورأيي في أنك أنت لك وجهة نظر..

أحمد منصور: أنا بقول لك حدث.. مش ده اللي حصل؟

فريد عبد الخالق: لا أنا أسف عايز أقول لك لا؟ ليه.. خد بالك ليه ما زي ما أنت باحث عن حقيقة تتقبل الرأي الآخر.

أحمد منصور: نعم.

فريد عبد الخالق: أقول لحضرتك حاجة أن الرجل في قلة كلامه هذا بصمة من بصمات قضائه، الرجل القاضي بيسمع الطرفين ويقول كلمه ينطق بالحكم هو طبيعته كده..

أحمد منصور: أنتم عايزين قاضي؟ أنتم عايزين زعيم.. عايزين قائد.

فريد عبد الخالق: بقول لك دي من بصمات المهنة فهو الحقيقة قليل الكلام، إنما ليست قلة الكلام هي الميزان إنما هل هو يُحسن أو لا يحسن، إذا تكلم كلمة فأصابت الحقيقة أحسن من كلام طويل لا، فأنا عايز أقول إن هو عندما واجهة مواقف.

أحمد منصور: أنتم جماعة شعبية، جماعة شعبية محتاجة نوع من الحضور والزعامة وجمع الناس.

فريد عبد الخالق: أيوه حاقولك.. هقول لحضرتك أولا أنا بعتبره كدعوة واستيعاب مفاهيمها واستيعاب خطواتها ومراحلها شرب من حسن البنا الكثير وأنا بعتبره في هذا المجال تلميذ للبنا رغم أنه مكنش بيروح المركز العام وإن قلة المعلومات عنه وإنما هو ليه؟ لأن كثير من المواقف واجه بها النظام الخاص وردد عليهم ما قاله المرشد في الرسائل بتاعته وقال لهم..

أحمد منصور: أنا هرجع للنظام الخاص وهتكلم معاك بالتفصيل فيه..

فريد عبد الخالق: لا نختلف على استيعاب الرجل الدعوة..

أحمد منصور: كان حسن البنا يعيش بين الإخوان، حينما ذهب معك للصعيد نام على الأرض، يرتدي جلباب، بين العلماء يرتدي زي العلماء، بيقابل رئيس الحكومة يرتدي البدلة والطربوش كان مع الجوالة يرتدي زي الجوالة حسن البنا، حسن بك الهضيبي كان بالبدلة وجاي يجلس في وسط الإخوان قاضي، مش جاي يجلس في وسط الإخوان كواحد منهم، شخصية حسن البنا كانت شخصية بتسع الإخوان على أي وضع، شخصية حسن الهضيبي كانت مع البشوات اللي هو حضرتكم بس يجلس فيما بينكم بالبدلة وأنتم كلكم قاعدين حواليه بالبدلة، فين عموم الإخوان؟

فريد عبد الخالق: هو اتصل وزار ومر على كل المكاتب الإدارية كلها كما كان يفعل حسن البنا، وأنا أقول لك إنه على قلة كلامه لقي عند الناس ارتياح لأنه مخلص وفاهم وحريص على الدعوة، فالحقيقة أن الصفات دية أوجدت له شعبية حقيقية وده أنا عشته وأنا بشهد بما.. أنت بتسألني كشاهد على العصر بقولك أنا جلست معه.. مع الإخوان عمال وفلاحين وطلبة فقرأت في تصرفاتهم وفي مشاعرهم اقتناع بالرجل وثقة فيه، فده حقيقي حصل يعني أنا عايز حضرتك يعني متخليش تتسلط عليك فكرة المسألة الزمنية هل هو أد إيه اتصل بالإخوان؟ أد إيه احتك بالإخوان؟ أد أية هو بيتكلم..

أحمد منصور: أنا بكلمك عن الواقع.

فريد عبد الخالق: الواقع أنا بتكلم برضه عن الواقع اللي أنا شفته الواقع أناعشته..

أحمد منصور [مقاطعاً]: جاء الهضيبي مرشداً للجماعة لا يعرفه أفرادها من قبل ولا يعرفهم لكن الفريق الذي أتى به وهم منير الدله وحسن العشماوي وفريد عبد الخالق وعبد القادر حلمي وصالح أبو رقية هم الذي كانوا يُسيِّرون الجماعة وكان الرجل يعتمد عليهم.. طبعاً كلام مش هيعجبك لأحمد عادل كمال.

فريد عبد الخالق: أنا.. أولاً كل كلام من أي أحد حتى من أكبر واحد حتى من حسن البنا نفسه ليس كل كلام أسمعه حُجة على الحقائق التي يجب أن تحكم الأمور، أنا هقول لحضرتك حاجة الأخ عادل أنا أعرفه وأعرفه كويس وإنسان مجتهد وكويس أوي وربنا يعني ينفع به، بس أنا عايز أقول لك حاجة أن أنا عشان أحكم على الأمور لازم أحكم بغير متأثر بوضع جزئي أو حالة معينة، أنا عايز أخذ يعني زي ما تقول عموم الرأي عشان أوصل أنا إلى الكبد يعني الحقيقة، الرجل تحمل الدعوة والظروف التي وجد فيها حسن البنا قلت لك كانت ظروف أمنه وهادئة استطاع أن هوه يحط البذور في الأرض ويسقيها ويحافظ عليها دُكها إحنا دخلنا في سجن، حسن الهضيبي كل حياته داخل السجن 1954- 1955..

أحمد منصور: هوه اللي دخلكم السجن.

فريد عبد الخالق: لا مش هوه اللي دخلنا السجن اللي دخلنا السجن مش هو ولا 1965 دخلنا السجن في 1954 كأشخاص ده إرادة الله طبعاً وإحنا.. وبلاء من الله عشان يربينا، هيه كده سنة الله كده.. سنة الله في هذه الدعوات من يتصدر لازم يُبتلى، مفيش نبي ولا رسول جاء بدعوة إلا ابتلي وأكثر الذين ابتلوا محمد عليه الصلاة والسلام..

أحمد منصور: عليه الصلاة والسلام

فريد عبد الخالق: فالابتلاء ده ليس شيء ده من طبيعة الأشياء هي..

أحمد منصور: يا أستاذي.. الابتلاء من طبيعة الأشياء ولكن أيضاً أخطاء البشر تلعب دوراً في حدوث الابتلاء..

فريد عبد الخالق: ما أنا قلت لحضرتك حاجة أنت سألتني سؤال معرفش أنت حر بقى..

أحمد منصور [مقاطعاً]: أنا خليني أجيلك هنا

فريد عبد الخالق: أنت حر بقى في هل ده في مكاني ولا مش في مكاني..

أحمد منصور: هل شعر الإخوان وأدركوا أن مرشدهم الجديد يختلف اختلافا جذرياً عن المرشد الأول؟

فريد عبد الخالق: هذا الخلاف الذي تقول حضرتك عنه هو خلاف في المواهب، إنما كصاحب دعوة لا، صاحب دعوة آمنوا أنه على قدر حسن البنا وأنه يؤمن بالله ورسوله وإنه فقيه

أحمد منصور: حسن الهضيبي لم يكن له خبرة سياسية واجتماعية كافية مثل التي كانت عند حسن البنا؟

فريد عبد الخالق: الخبرة السياسية أنا بقول لحضرتك، كان له خبرة سياسية حركية من أيام مصطفى كامل وأيام محمد فريد وكان ليه يعني كان رئيس الجمعية اللي بيشتغل فيها..

أحمد منصور [مقاطعاً]: أنتم كإخوان لم تكونوا تعرفوا عنه ذلك لأن الراجل كان كتوم..

فريد عبد الخالق: لا..

أحمد منصور: محدش يعرف حاجة عنه

فريد عبد الخالق: يعني رجل سياسي ووطني وبذل في سبيل بلده تماماً، ليه تاريخ مشرف

أحمد منصور: هل كانت له قدرة خطابية ولسانية وكاريزمة يجمع بها الإخوان؟

فريد عبد الخالق: له كاريزمة الإنسان اللي بقعد أنا معاه بسيط وأجد إن هو صادق فصدقه يشدني إليه مش لازم خطبته، قلت لحضرتك أنا مثلاً مش شرط تسمعه بقولك أنا لم ينقص من قدر موسى إن هارون أفصح منه إن كان على الفصاحة والكلام وطلب منه إنه يخلي هارون معاه لأنه أفصح منه لسان إذاً الحكاية مش فصاحة لسان ولا طول كلام لا ده مواهب تانية، وصالحية كل إنسان لزمنه يعني جه موسى وراح لقاء ربه وجه هارون إستخلفه فيه وقال له اخلفني في قومي وبعدين جه لقى السامري وحصل الفتنة اللي أنت عارفها، فهوه سيدنا موسى حاد قوي ومسك لحيته قال أنت لي مابتتبعش ذكري وكنت حاربتهم؟ فقال له إيه قال شوف الفقه اللي غاب كمان عن سيدنا موسى، قال له أنا خشيت أن تقول فرقت بين إسرائيل.. قومي..

أحمد منصور [مقاطعاً]: {بَيْنَ بَنِي إسْرَائِيلَ ولَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي}..

فريد عبد الخالق: فأنا.. كان الإبقاء على الوحدة عنده أهم من ردة الكفر بتاعة السامري..

أحمد منصور [مقاطعاً]: أستاذ..

فريد عبد الخالق: شوف الفقه إذن هو فقيه وذري باللسان وراسي، دوكها التاني بقى يعني في يعني كل {واحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي (27) يَفْقَهُوا قَوْلِي} مش عارف حتى..

أحمد منصور: برجع وأقول لحضرتك

فريد عبد الخالق: مش هيه ده الضوابط ولا هي دي الشروط ولا هي دي المواصفات، المواصفات أعمق

أحمد منصور: طب خلينا في المواصفات، هاجيلك على شيء واقعي وعملي ونقيِّمه مع بعض..

فريد عبد الخالق: أنا قلت لك حضرتك دلت التجارب على أن الرجل..

أحمد منصور: أنا في تجربة أهه هاجيبها لك..

فريد عبد الخالق: أنا عشت معاه بقى في السجن في فترة صعبة وجدته

أحمد منصور: أنا لسه ماجيتش للسجن

أحمد منصور: أنا قبل السجن، اللي وداكوا للسجن أنا في اللي وداكوا للسجن..

فريد عبد الخالق: ما هو إحنا بندور على المواصفات يا أستاذي العزيز..

لقاء الملك فاروق بحسن الهضيبي

أحمد منصور: أستاذ في 21 نوفمبر 1951 التقى حسن الهضيبي مع الملك فاروق عندك فكرة عن هذا الموضوع؟

فريد عبد الخالق: أيوه عندي..

أحمد منصور: طيب قول لي اللي تعرفه عن هذا اللقاء

فريد عبد الخالق: اللي أعرف إن هذا اللقاء هو استُدعي، وكريم ثابت هو اللي سعى في الحكاية دي، كان الملك والقصر كان متأزم وأوضاعه صعبة لأن التيار الوطني جارف وأي حكومة يحاول يعينها إنها تقف مقدرتش لأن التيار الوطني كان أقوى من كل حكومة فهو لقى الإخوان لهم شعبية فقال طب أنا أقدر أستعين بيهم بقى كما استعان غيره شيء طبيعي لاسيما الإنجليز كان لهم يعني شروط إنه التيار الوطني ده لازم يشوف له حد وأنا كنت بعتبر أنا إن القضاء على التيار الوطني اللي المستعمر بيضيق بيه دائماً وعايز يوقفه وبيعتبر بقاؤه رهن لكدة، هما اللي خلاهم يستعجلوا بوجود نظام عسكري جديد وجدوا إن النظام بتاع الملك ده انتهى مش قادر وإن التيار الشعبي..

أحمد منصور [مقاطعاً]: خليني في لقاء الملك مع حسن الهضيبي

فريد عبد الخالق: ما هو بقول لك أنا، فلقاؤه بالملك كان لقاء هو اللي طُلب إليه ولما عبّر عنه..

أحمد منصور: أنت كعضو مكتب إرشاد وهيئة تأسيسية هل استشاركم حسن الهضيبي وعرض عليكم الأمر؟

فريد عبد الخالق: أيوه قال لنا..

أحمد منصور: آه ماذا قال لكم؟

فريد عبد الخالق: وأنا أودعت حتى قال لنا كلام قال الناس دول طالبين مني من ضمن الكلام اللي قاله..

أحمد منصور: لا أنا عايزك تقول لي اللي قاله بالضبط

فريد عبد الخالق: قال أنا دُعيت عن طريق كريم ثابت إن الملك عايز يقابلني، قلنا له كلنا شيء طبيعي روح شوف إيه الحكاية، الحاجة التانية حتى من ضمن التباسط، معانا قال طالبين مني ريدين كوت، وأنا معنديش ريدين كوت

أحمد منصور: بدلة يعني بدلة

فريد عبد الخالق: رسمية عشان مقابلة الملك لا تتم إلا بالرداء الرسمي وكانوا يسموه ريدين كوت ده فهوه حتى بعت له بدلتين..

أحمد منصور: كريم ثابت؟

فريد عبد الخالق: آه، شوف بقى احترام الرجل لنفسه قال والله أنا لا ألقاه إلا بملابسي الطبيعية وأنا ماليش أنا هو اللي طالبني مش أنا اللي طالبه ميشترطش عليا وعنده كده نوع من زي الاعتزاز ونوع من..

أحمد منصور: الاستكبار نوع من الكِبر..

فريد عبد الخالق: نعم؟

أحمد منصور: تقدر تقول كِبر

فريد عبد الخالق: لا وليه مقولش اعتزاز وليه أنا..

أحمد منصور: ملك البلاد هو الذي أرسل..

فريد عبد الخالق: مقدرش أقول كِبر، أصلي عايشته لاقيته بسيط ويؤاكل أقل الناس وينام على الأرض، شفته معندوش كِبر ما أنا أصل يعني أعمل إيه إذا أنا قلت كده دلت حياته الواقعية معنا إنه راجل متواضع إنسان متواضع أنا شفته..

أحمد منصور: طب كمل لي الموقف..

فريد عبد الخالق: فأنا بأحمل الحمل طبيعي ده أفضل فهو كان عنده اعتزاز بالدعوة، ويقول لك يعني أنا الملك هيتصور إن أنا بقى ما صدقنا يعني دُعينا فهنقدم فروض الطاعة ده فهم غلط، إحنا ناس أصحاب دعوة ولا نشتري ثمناً قليلاً بدعوتنا أو كثيراً فهو أنا عايزه يفهم إن إحنا أهل صلابة في الحق مش النوع اللي يُشتري فإذا كان غيرنا يفرح بأنه يلقى الملك مش إحنا، إحنا مبنفرحش بلقاء ملوك إحنا نفرح بنجاح الدعوة {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا}

أحمد منصور: سيدنا موسى لو هاتجيب لي قرآن وهاتجيب لي حاجات، الرسول صلى الله عليه وسلم حتى حينما خاطب كان يخاطب الملوك عشان الناس على دين ملوكهم..

فريد عبد الخالق: ما راح خاطبه وقال إن كل اللي سمعته منه قال إن أنا ليه الإخوان بيكرهوني اللي شاغلاه قالها مرات.. قالها مرات.. كلمة ليه الإخوان يعني أبدى يعني أفصح عن مقصوده إنه هو عايز يجد في الإخوان قبول ويجد في الإخوان مساندة عشان موقفه بس هو كان بقى اللي بيخلي كلامه الواحد يتحفظ عليه إنه كان مشهور بالفساد، صلاح الدين كوزير بقى يروح يوقع القرارات في مونت كارلو على موائد القمار كان فسد هوه إيه اللي ضيع فاروق؟ اللي ضيع فاروق كان استُقبل استقبال حسن.. بؤرة فساد المجموعة اللي حواليه، ضيعته..

أحمد منصور: طب خليني بقى معاك هنا في هذا الموقف لأن ده موقف تاريخي للإخوان يجب أن نقف عنده وقفه طويلة جداً، في الوقت الذي كان حسن البنا يسعى إلى لقاء فاروق حتى إنه رتب له علي ماهر مقابلة أمام مسجد أبو العباس في الإسكندرية سنة 1938 تحدث عنها محمود عبد الحليم في كتابه الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ، وقال إن ذهب حسن البنا مع جوالة الإخوان، فقط حتى يرى الملك جوالة الإخوان، حسن البنا الذي اغتيل وقبل اغتياله سعى لمقابلة أي مسؤول في الدولة بما فيهم الملك، رئيس الوزراء، لكي يُنقذ الإخوان، من هذه الورطة جاءت المقابلة على طبق من ذهب إلى حسن الهضيبي، ماذا فعل حسن الهضيبي؟ جلس مع الملك ساعة.

فريد عبد الخالق: حسن الهضيبي وجد إن فيه جماعة حُلت وإن السعديين هما اللي قاموا بالعملية دي وأصروا عليها ووجد إن هو مفيش استعداد لأن صالح وكان.. ووجد إن يعني الطريق غير مهيأ إلا إنه هوه يعتمد على الشعب، لذلك كان هو حسن الهضيبي الحقيقة عُنِي كما عُنِي من قبله اللي هوه حسن البنا بالتركيز على القوى الشعبية..

أحمد منصور: إحنا هنا في 21 نوفمبر 1951 اللي هيه مقابلة الهضيبي مع الملك، قبليها الإخوان في 30 يناير 1951 أصدروا مجلة الدعوة الحكم في حادث السيارة الجيب وقع في 17 مارس 1951 ومعظم الإخوان أفرج عنهم، والقاضي الذي حكم الإخوان، دخل في الإخوان بعد ذلك وأصبح واحداً منهم وأجريت معه صحيفة أخبار اليوم مقابلة طويلة حتى أنه أصبح أحد مسؤولي الإخوان في الإسكندرية أحمد كامل بك رئيس محكمة جنايات مصر..

فريد عبد الخالق: صحيح

أحمد منصور: حكم الإخوان في قضية السيارة الجيب أصبح مسؤول اللجنة الاستشارية للإخوان المسلمين في الإسكندرية، بعد ما كان بيحاكم الإخوان، 16 يناير 1950 صدر حكم مجلس الدولة بوقف بيع المركز العام للإخوان المسلمين، تسلم الإخوان المسلمين الدار في 17 ديسمبر 1950

فريد عبد الخالق: ألف وتسعمائة؟

أحمد منصور: و1950

فريد عبد الخالق: أينعم

أحمد منصور: في 30/6/1952 صدر الحكم ببطلان قرار حل الجماعة الذي سبق وأن أصدرته حكومة النقراشي في ثمانية ديسمبر 1948 بين هذه الأجواء كلها التقى الملك طلب اللقاء مع حسن الهضيبي والتقى به سنة.. في 21 نوفمبر 1951 حسن الهضيبي جلس ساعة مع الملك وضع ساق على ساق زي ما هو قايل محمود عبد الحليم في كتابه، وقعد يسمع الملك ساعة الملك يقدم اعتذاريات للإخوان لماذا يكرهني الإخوان أنا لم أسيء إلى الإخوان، رؤساء الوزارات هما اللي أساءوا للإخوان، أنا لم أقتل حسن البنا رؤساء الوزارات.. يعني الملك كان بيقدم قرابين إلى حسن الهضيبي، وحسن الهضيبي لم يعلق بشيء ولم ينتهز الفرصة وإنما جلس مثل القاضي الذي ينتظر أن يصدر حكماً في النهاية في المقابل حسن البنا عمل إيه سنة 1942 حتى أبين لك الفرق ما بين الاثنين..

فريد عبد الخالق: هو لم يقابل حسن البنا

أحمد منصور: حسن البنا حينما التقى مع النحاس سنة 1942 وطلب منه النحاس أن يتنازل عن الإخوان..

فريد عبد الخالق: تنازل أبوه

أحمد منصور: تقدم حسن البنا بقائمة من المطالب حقق فيها للإخوان ما كان سيعجز عنه لو كان دخل إلى مجلس النواب انتهز الفرصة، انتهز المبادرة، كان حسن البنا رجل صاحب مبادرة وصاحب فرصة، حسن الهضيبي رجل قاعد يسمع للملك ساعة ولم يحقق منه مكسب واحد للإخوان قول لي الموقف ده تاريخياً تفسيرك له إيه؟ أليس هذا خسارة عظيمة للإخوان بسبب أن المرشد رايح إيد فاضية وإيد قدام بس عنده مطالب لم ينتهز الفرصة لم يرجع إلى الملك قال للملك سأرجع إليك ولم يرجع إليه؟

فريد عبد الخالق: هو يعني كمسؤول وحصل اللقاء ده مع الملك، لم يجد فيه دخول فيما هو جدي من الأمور اللي هو تغيير الأوضاع، يعني هو نجد الكلام يعني زي ما تقول ظاهر السطحية

أحمد منصور: مقدمش مطالب ليه؟

فريد عبد الخالق: مظاهر السطحية.. ما هو معروف إنه دوره يعني لا يستطيع أحد أن يفسر الماضي ده كله من غير..

أحمد منصور: أنت كنت عضو مكتب إرشاد وكنت عضو هيئة تأسيسية..

فريد عبد الخالق: أينعم..

أحمد منصور: مسألتوش المرشد ماحسبتوهوش مقولتلوش إنت أتيحت لك فرصة الآن أن تخرج بالجماعة من المأزق وأنت جلست مستعلياً على الملك وخرجت تقول إنه كان كالطفل كما ذكر محمود عبد الحليم..

فريد عبد الخالق: هو يعني تكلم معنا وتكلمنا معه وهو كان مقتنع تماماً كرجل له زي ما تقول فراسة في الناس وله الحقيقة إن شايف إن هي الدور كله ليس جدياً، الدور كله استغلالياً، وإن هو في وقت صعب وعايز يعني يحل مشكلة البقاء بدليل إن هو معندوش صلاحية حتى أخلاقية وعنده الناس والشعب كله ضاق بيه وأنت لا تنسى إن الشعب اللي فرح الشعب الانقلاب والثورة إنه وجدوا إن الملك

أحمد منصور: لماذا لم تحاولوا معه أتتكم فرصة على طبق من ذهب للمحاولة مع الملك؟

فريد عبد الخالق: هي الفرصة لم

أحمد منصور: ربما ربنا كان يهديه في هذه اللحظة

فريد عبد الخالق: هو كان لا يملك شيء والله.. الوزارات اللي جت دي كل واحدة تقعد فترة أو يرشح أكتر من وزارة يعني كان في فترة اضطراب

أحمد منصور: أنا مش هاقول لو أنا مش هاقول لو لكن مضطر أقول لك لو أن حسن البنا الذي كان في هذا الموقف كان سيتصرف مثل هذا التصرف؟

فريد عبد الخالق: أصل في فرق بين النحاس باشا وشخصية الملك

أحمد منصور: لا أنا بقول لك الآن حسن البنا راح للملك، الملك نادى له وقدم له هذه الاعتذاريات، كان حسن البنا هايقعد يحط رجل على رجل ويسمع من الملك وبعدين الآخر يرجع مايردش حتى عليه، ويرفض أن يدلي للصحف بأقوال رفض الهضيبي أن يتكلم إلى الصحف بأقوال؟

فريد عبد الخالق: كان الذي يحكم هذا الموقف ليس الكِبر وليس البعد عن الدعوة ومصالحها، إنما الذي كان يحكمها في تقديره وده من حقه أنه يتكلم عن ملك فقد صلاحياته وإن هو شخصياً فاسد..

أحمد منصور: هاجيلك بقي لحد معه صلاحيات

فريد عبد الخالق: حتى قال كلام قال كلمة كيف والعود أعوج يعني هو كيف يستطيع أنه يعطي هوه؟ هوه أعوج..

أحمد منصور: أستاذ

فريد عبد الخالق: يعني هو كان بيطبق قاعدة

أحمد منصور: أنا.. أنا الموقف ده لو جينا نقيسه على مواقف الزعماء ورجال السياسة ورجال الدولة يؤخذ على الإخوان ويؤخذ على الهضيبي بتجرد، بكلمك الآن واحد أتيحت له صاحب جماعة في محنة ويستطيع أن يحقق بها الكثير أتيحت له أن يلقى الملك وأن يجلس صامتا ساعة من الملك لا يتكلم ويخرج ولا يرد على الملك، وأنتم كمكتب إرشاد بصمتوا بالعشرة على اللي قاله ولم تنتهزوا الفرصة ولم تحملوه أصلا مطالب يذهب يطلبها إلى الملك

فريد عبد الخالق: يعني عشان خاطر برضه ندي النقطة دية حقها بقدر الإمكان يعني..

أحمد منصور: اتفضل

فريد عبد الخالق: لأن ليس الفكرة أن أنا عايز أبطل سؤال ولا أدافع عن شخص، لأني أنا مؤمن به كل إنسان يُخطئ ويصيب يعني وحسن البنا برضه أيضا يخطئ ويصيب

أحمد منصور: كل إنسان..

فريد عبد الخالق: كل إنسان..

أحمد منصور: ماعدا الأنبياء لهم العصمة

فريد عبد الخالق: طيب فإذن أنا

أحمد منصور: ده اللي إحنا عايزين نقوله لأن أنتم أحيانا بترووا التاريخ تاريخ الإخوان، تاريخ المرشدين، كإن المرشدين دول أشباه الأنبياء ولا يخطئون وهما المسؤولية على الطرف الآخر..

فريد عبد الخالق: اسمعني هذا المأخذ أنا احترم توجيهه لأنه مهم بس الواقع يكذّبه، يعني أنا أحد الذين عاشوا لصيق من المسؤولية مع.. عمري ما حسيت الأمور تساس بالشكل ده فإذا إضافة ده علينا.. للمجتمع السمع والطاعة تقديس أشخاص إنهم يتبعون ولا يفكرون، محصلش وأنا شخصيا وغيري قال لا له، فمش موجود، فأنا اضطر أنا لا يحملني شكل الشك مع احترامي لوجهة نظره إنه أنا أبطل يقيني أنا يعني مهما على صوته ومهما كان مركزه يسمح بس أنا أشهد بما علمت، وهأُسأل عنه فأنا أقول لك إن مكتب الإرشاد والمرشد، كانوا على قلب رجل واحد في هذا الفكر، إن هو دُعي، طب ما كان من زمان طلب منه اشمعنى النهاردة كان في آخر الأيام..

أحمد منصور: ما هو لسه مرشد مبقلوش فترة بسيطة

فريد عبد الخالق: كان فيه محاولات كتيرة إنما من حسن البنا محاولات كثيرة وكان بيرفض..

أحمد منصور: طب أنا هنا بس فيه نقطة مهمة في هذه الحادثة تحديدا أنا رجعت لمذكرات كريم ثابت الذي كان المستشار الخاص بالملك، والذي قيل أنه رتب هذه المقابلة لم أجد فيها كلمة واحدة هي جزئيا أصدرتهم دار الشروق لم أجد كلمة واحدة عن هذه المقابلة حتى أن كريم ثابت في مذكراته يقول أنه قدم استقالته..

فريد عبد الخالق: من؟

أحمد منصور: كريم ثابت..

فريد عبد الخالق: أينعم

أحمد منصور: يقول أنه قدم استقالته بشكل نهائي في منتصف أغسطس عام 1951 وانقطعت صلته بفاروق حتى مايو 1952 في الوقت اللي المقابلة ده في نوفمبر 1951، إزاي الرجل استقال في أغسطس 1951 وهو اللي رتب المقابلة للمرشد في 21 نوفمبر 1951.

فريد عبد الخالق: رتبها قبل.. قديم.. وتمت وهو صح مش لازم يكون هوه.. إنما هوه صاحب المبادرة الفكرة ده لا يمنع إنه هو بعد كده

أحمد منصور: لكن محمود عبد الحليم لما ذكرها..

فريد عبد الخالق: بس هو شوف..

أحمد منصور: أن كريم ثابت اللي بعتها البداية

فريد عبد الخالق: يعني ليس هذا دليلا، يعني نفس كريم اللي هو ضالع ضالع معه تركه لأنه لا يصلح.

علاقة الهضيبي برئيس الحكومة علي ماهر

أحمد منصور: عندي موقف ثاني أيضا، موقف سياسي لحسن الهضيبي في تلك المرحلة في اتنين مارس 1952..

فريد عبد الخالق: أيوه

أحمد منصور: دي استقالة حكومة..

فريد عبد الخالق: علي ماهر

أحمد منصور: علي ماهر، وأعلن أنه يشعر بعقبات في سبيل مهمته لكن علي ماهر كان وثيق الصلة بالإخوان من قديم..

فريد عبد الخالق: كان

أحمد منصور: وثيق الصلة بالإخوان من قديم..

فريد عبد الخالق: أينعم

أحمد منصور: وحتى بعد ذلك حينما تولى الوزارة بعد الثورة، الإخوان هم اللي رشحوه لهذا الموقع على اعتبار أنه شخصية وطنية نظيفة، حسن الهضيبي.. كان علي ماهر كان رجل وطني كما وُصف في كتب التاريخ ومواقفه كانت واضحة، كُلف بأن يكون رئيسا للوزراء في تلاتة فبراير، كلف أن يكون رئيسا للوزارة في بداية سنة 1952 في تلاتة فبراير 1952 قام بزيارة حسن الهضيبي مرشد الإخوان، حضرت هذه المقابلة؟ تلاتة فبراير 1952 علي ماهر رئيس الوزراء زاركم في المركز العام للجماعة، في خمسة فبراير أصدر أوامره بالتدريب العسكري لكل شباب مصر لأن حسن الهضيبي طالبه بإن يكون في تدريب عسكري كانوا شباب الإخوان وقتها بيحاربوا في قناة السويس وكتب كامل الشريف كتاب كامل حول هذا الموضوع سماه المقاومة السرية في قناة السويس مثلما كتب كتابا عن الإخوان المسلمون في حرب فلسطين، وسعى لجمع القوى الوطنية في 27 فبراير 1952 علي ماهر دعا حسن الهضيبي لاجتماع آخر، علي ماهر رئيس الوزراء دعا حسن الهضيبي لاجتماع آخر في مجلس الوزراء حينذاك

فريد عبد الخالق: اللي حضر فيه الآخرين

أحمد منصور: أيوه.. كويس أنت كده معايا جمّعت معايا الموضوع، اللي حضر فيه الآخرين زعماء الأحزاب السياسية الأخرى حضروا، دخل حسن الهضيبي وجد زعماء الأحزاب السياسية الآخرين موجودين اشتاط غضبا، يريد أن يتميز وحده وأن يكون الاجتماع معه وحده وأدلى بتصريحات مقتضبة للصحف وصحيفة المصري نشرت في 29 فبراير في 1952 شيء من هذا القبيل، اللي يتابع التصرفات دية تصرفه مع الملك وتصرفه الآن مع رئيس الوزراء.. رئيس الوزراء جمعه مع الآخرين لا يريد من الآخرين أن يكونوا موجودين، في الوقت الذي كان حسن البنا يجمع كل القوى السياسية، ويلتقي مع كل القوى السياسة ومنهجية الإخوان قائمة على الالتقاء بكل القوى السياسية، والإخوان في هذه الأيام بيتمنوا أن يكونوا جزءا من القوى السياسية وأن يكونوا جزء من الحوار الوطني، حسن الهضيبي يريد أن يملي على رئيس الوزراء شيء وأن تكون علاقته خاصة برئيس الوزراء وجلس غاضبا وقام غاضبا، هل هذا ما جاء به حسن البنا؟ هل هذا منهج حسن البنا؟

فريد عبد الخالق: أه، يعني برضه إحنا بنوقف وقفة كده بسيطة كده، عايز أقول حضرتك لو كنت قائد مسؤول عن جماعة..

أحمد منصور: منفعش أنا منفعش

فريد عبد الخالق: لا يعني، من حقك أنك تزن الأمور بميزان الدعوة مش الميزان الشخصي، يعني ليس عيبا إنه هو يري.. لأن كان هو قبل كده، حتى نفسه علي ماهر اعتذر له هو كان كل يعني شغل كان كل مرة بيلقاه وقال له تعالى القاني بدون مقدمات لقاء شخصي وكان هوه بيحب يتفاهم معاه، لأن الفترة الأخيرة دية، أحب يكون دي برضه واضحة في التاريخ الوطني لنا، أن الأحزاب أثبتت الحقيقة نوع من التهرؤ ونوع من عدم القدرة على إن هيه تسير في الطريق الوطني وتقود الشعب إلى مطالبه بدأت تأخذ دور متخاذل ونشأ متاعب كثيرة من يعني الدور..

أحمد منصور: هل الحل اجتناب الأحزاب أم محاولة شدها وجمعها وإحياء الوطنية فيها؟

فريد عبد الخالق: الأحزاب السياسية في الفترة الحرجة اللي كانت قبيل الثورة، لم تؤد ما يطمع فيه البلد فيما يتعلق مثلا بطرد الاستعمار والحفاظ على السودان اللي كذا.. يعني كان فيه مسائل وطنية الأحزاب عجزت، كان فيه أحزاب عاجزة خلت قيمتهم هبطت في السوق، أصبحت حتى بين الشعب نفسه لا يطمئن للقاء الأحزاب دي، ساءت فكرة الشعب عن الأحزاب لتهافتهم وعدم اطلاعهم بأمانتهم على الوجه القوي..

أحمد منصور: يا أستاذ

فريد عبد الخالق: فسقطوا.. سقط اعتبارهم..

أحمد منصور: أستاذي هذا وضع الأحزاب طوال فترة..

فريد عبد الخالق: نعم؟

أحمد منصور: هذا وضع الأحزاب طوال فترة الأربعينات حتى قيام الثورة، ولكن حسن البنا كان يتعامل معها بشكل آخر، هنا بدأ حسن الهضيبي في موقفه مع الملك بدأ حسن الهضيبي في موقفه مع رئيس الوزراء علي ماهر، شخص متغطرس متعجرف مستعلي، ويؤسفني إن أنا محمود عبد الحليم أكد على هذا يقول أن الملك.. أن المرشد كان يريد لقاءا على انفراد لأن المرشد لا يتساوى مع رؤساء الأحزاب الآخرين، لأن رؤساء الأحزاب الآخرين من أصحاب مبادئ وضعية وأفكار بشرية وأهداف محدودة بالأرض وهذه دعوة الإخوان هي دعوة أما أصحاب الدعوات ودعوة الإخوان فيعني يجب أن يكون لها وضع آخر وألا تتساوى مع الآخرين، يعني عفوا يعني أنت..

فريد عبد الخالق: آه.. مثلا

أحمد منصور: عايز تقول للناس عندك أنتم دعوة وأصحاب دعوة وكذا قول لهم وربيهم على هذا المعنى لكن لما تتعامل مع الناس..

فريد عبد الخالق: أنا.. أنا معاك..

أحمد منصور: ما ينبغي..

فريد عبد الخالق: لا.. لا أنا..

أحمد منصور: هل هذا..

فريد عبد الخالق: أنا كشخص يعني له حظ من فهمه لدعوته ولي حظ في الممارسة أقولك أن إحنا كعمل إسلامي وبنقوله النهاردة وبكرة لازم نكون منفتحين على الآخرين، أنا مش بصدد محاكمة حسن الهضيبي، مش هيه دية القضية لأن القضية هتكلم عنها..

أحمد منصور: اصل مثل هذه التصرفات ربما هي التي قادت إلى محن الإخوان بعد ذلك..

فريد عبد الخالق: لا مش هيه التصرفات دية، ليه؟ هقولك ليه، لأن أنا شفت الرجل وعايشته في السجن الحربي لقيت إن هوه شامخ بالإسلام، شامخ بالبلد وقِدر يكتب بصراحة العبارة اللي جمال عبد الناصر داخل السجن الحربي وأنا جانبه الخطاب اللي نشره الرسالة اللي نشرها المصري وأغلق، وقالوا إحنا اتفقنا والبلد هذا

أحمد منصور: أحمد أبو الفتح ذاكرها في كتابه جمال عبد الناصر

فريد عبد الخالق: فهو رجل..

أحمد منصور: لكن أنا أصلا في المرحلة دية..

فريد عبد الخالق: قوي..

أحمد منصور: يا أستاذ..

فريد عبد الخالق: ويستطيع يجابه أي واحد وجها لوجه ويقول لا فأنا مقدرش..

أحمد منصور: أستاذ فريد..

فريد عبد الخالق: أبدا أنا..

أحمد منصور: أستاذ فريد.. أستاذ فريد الشخصية التي تقود تنظيم..

فريد عبد الخالق: نعم؟

أحمد منصور: الشخصية التي تقود تنظيم أو جماعة أو هيئة سياسية أو حزب إما أن تنجح وتنجو بهؤلاء الناس، وإما إنها تودي بهؤلاء الناس إلى المهالك، حسن الهضيبي شخصية القاضي الذي لم يكن يبادر، القاضي بينتظر القضية تجيله، حسن الهضيبي كان دائما ينتظر الناس أن يأتوا إليه، لم يكن يبادر ويذهب للناس كما كان حسن البنا، وأصحاب الدعوات إذا هتقول لي أصحاب الدعوات، الأنبياء سيرهم كلهم بيذهبوا إلى الناس، الرسول صلى الله عليه وسلم كان بيروح الطائف بيروح هنا بيروح..

فريد عبد الخالق [مقاطعاً]: صاحب الدعوة لازم يروح لأي..

أحمد منصور: يذهب إلى الناس..

فريد عبد الخالق: مكان

أحمد منصور: هو الذي يبادر..

فريد عبد الخالق: صحيح

أحمد منصور: هو الذي يذهب..

فريد عبد الخالق: معاك

أحمد منصور: هو الذي يسعى لاستيعاب الناس..

فريد عبد الخالق: معاك

أحمد منصور: هنا مفيش استيعاب، هنا في عجرفة، هنا في استعلاء، هنا في استكبار

فريد عبد الخالق: آه.. والله شوف أما أقول لحضرتك حاجة، أنا لا أستطيع أن أحملك على إنك تترك رأيك..

أحمد منصور: لا أنا مبقولش رأي أنا باقول واقع أهوه بقول محل التصرف

فريد عبد الخالق: ورأيي أي لا.. بس قراءة.. قراءة الأمور ما هيه حتى النص عايز قراءة..

أحمد منصور [مقاطعاً]: قولي قراءتك

فريد عبد الخالق: والقراءة قد نختلف..

أحمد منصور [مقاطعاً]: ما أنا بقولك عشأن تقول لي قراءتك

فريد عبد الخالق: أنا شخصيا باقولك أنا الذي غلب علي في..

أحمد منصور [مقاطعاً]: لا بس.. بس متقوليش قراءة بقى سنة 1955 – 1956

فريد عبد الخالق: لا..

أحمد منصور: أنا الآن في سنة 1951

فريد عبد الخالق: أيوه سنة 1951 حيث كانت الأمور كما هي تعلم في آخر مراحل الانحدار بالأوضاع الداخلية داخل البلد، وكل الحكومات شهد الناس كلهم إنهم عجزوا عن إنهم يحلوا مشاكل.. الوطنية والتيار الشعبي الوطني متأجج إلى آخره، فدول الشعب زي ما تقول خلع عنهم ثقته فهوه لو أعطاهم هذا سيُعاب عليه يقولوا أنت ضد إرادة الشعب.. الشعب أسقط اعتبار هؤلاء لأنهم فرطوا في حق الشعب فهوه كان متجاوب مع الشعب وهما أولى من التجاوب مع رئيس الحكومة، لأنه رئيس الحكومة شاف الشعب أصدر رأي عام قبل الأحزاب المتهافتة دية إنها مفرطة في الحق الذي قرره الوطن وإرادته التي أعلن عنها، إنه عايزين كذا وعايزين كذا عشان خاطر الاحتلال ينتهي وتعود لنا استقلالنا ويتم لنا وحدة وادي النيل إلى آخر الأسباب الطويلة، كان متأجج الشعور بكده فموجدش التجاوب من رؤساء الحكومات..

أحمد منصور: حضرتك عشت الأحداث..

فريد عبد الخالق: فأنا أثق فيه إزاي إذا كان رؤساء الأحزاب فرطوا في إرادة الشعب..

أحمد منصور: أنا ما بختلفش معاك أنك تختلف مع الآخرين لكن لا تنظر لهم باستعلاء لا تعتبر نفسك إنت رباني بيجيلك الوحي..

فريد عبد الخالق: لا

أحمد منصور: والآخرين دول ناس ذات أهداف بشرية ونوازع شخصية وهكذا، التخاطب مع الناس بهذه الطريقة يختلف تماما مع جاء به حسن البنا، يختلف تماما مع الإسلام، لأن الإسلام جاء حتى يرشد الناس ويهدي الناس، إذا أنت بتحمل دعوة الإسلام تواضع إلى الناس وانزل إليهم وتحملهم على أوضاعهم، لا أن تنظر لهم بهذا الاستعلاء

فريد عبد الخالق: أنا معك في إني يعني أنا لا أستطيع إن أخالف إن الإسلام مفتوح وإن أنا صاحب الحق أنا اللي أبادر وأنا اللي أسعى للناس وإن ضاقوا بيا

أحمد منصور [مقاطعاً]: كواحد بقرأ تاريخ..

فريد عبد الخالق: أينعم

أحمد منصور: بنظر لأحداث قدامي وقائع، بجد فجوة هائلة ما بين حسن البنا كشخص قاد الجماعة وما بين ما آلت إليه الجماعة بعد ذلك، بالذات على يد حسن الهضيبي

فريد عبد الخالق: طب أنا أقول لحضرتك على حاجة تسمح لي أقولك على حاجة يعني

أحمد منصور: اتفضل

فريد عبد الخالق: إذا كنا بصدد تقييم مثلا شخص له بك صلة أنت حتى ووجدت أمور لك عليها فيها مآخذ، وأمور أخرى تستحسنها، أليس من الإنصاف أنك أنت لا تحاكمه فقط بالسلبيات، ولا يعني تجمع ما بين هذا وتصدر حكمك، لأن زي ما بقولك لأن..

أحمد منصور: أصل هذه سلبيات كبيرة على القيادة.. على القائد

فريد عبد الخالق: لا ده تقديرك أو تقدير الشخص..

أحمد منصور: لا مش تقديري هذا

فريد عبد الخالق: هو حر

أحمد منصور: مسار التاريخ

فريد عبد الخالق: لا ده إيه لا ده مش التاريخ ولا التاريخ ده.. دا قراءتك للتاريخ مش التاريخ

أحمد منصور: قراءتي أنا

فريد عبد الخالق: قراءتك أنت ودي قراءات مختلفة وكل واحد ليه أدلته وليه حجته وإحنا لا نختلف

أحمد منصور: ما أنا بقولك جيب لي الحجة في هذا

فريد عبد الخالق: أنا شخصيا أسع رأيك فأنت كمان تسع رأيي أنا بأقول لحضرتك أنا

أحمد منصور: أنا بأقول مثل هذه التصرفات هي التي جعلت فجوة بين الإخوان، وبين ما يحدث حولهم جعلت المرشد قاعد معزول لا يعايش الواقع ولا يتعامل معاه ولا يحاول أن يغيره ولكن ينتظر الواقع أن يأتي له ثم هوه يصدر حكمه عليه إحنا أصلا أمام قاضي مش أمام قائد جماعة ولا تنظيم

فريد عبد الخالق: هو عمل في المجال باستيعاب لكل فكر الإخوان وهضم ما قاله حسن البنا كأستاذ للدعوة، واستشهد به في المواقف المهمة زي ما الإخوان ما كانوا قالوا إحنا جاء قانون الأحزاب بعد كده وهم قالوا أيوه نسجل نفسنا، هو قال لهم لا حسن البنا قال لكم إن إحنا محناش حزب سياسي إحنا كذا وكذا يعني هو رجل بيستشهد، درس الفقه بتاع الإسلام وبيشتغل بيه، فهو ليه وجهة نظره وليه دراسة وليه حجيته، فأنا مثلا عايز أقول لحضرتك حاجة إن كل إنسان يخطئ ويصيب فحتى لو عاب تصرف ما هذا الرجل، ليس من الإنصاف أن يتخذ حجة عليه فنسقط اعتباره ونقول ده هو سبب الخراب هوه لا يصلح لا لأن بنشوف مواقف أخرى أنا قلت لك أنا شفت مواقف أخري له على الواقع والطبيعة، شهدت له عندي وعند من كان في موقعي إن الرجل شامخ بدعوته مُصر على كتاب الله إنه لا يشتري ثمنا قليلا في البتاع دية، شفته يعني مش عايز أنا أسبق فأنت تقولي لا..

أحمد منصور: أنا معاك في 1951 – 1952

فريد عبد الخالق: لا أنا عايز أقول يعني لعل من الإنصاف الذي يرضي الله ويرضي برضه اللي يعني الاتزان أو النظرة المتكاملة أن إحنا عندما نكون بصدد حكم على شخص، نشوف سلبياته ونشوف إيجابياته ولا ننحصر فقط في الإيجابيات فنعبده ولا في السلبيات فنسقطه، إنما نكون أهل نظر ونشوف ده ونشوف ده لا ونشوف..

أحمد منصور: ما هو أنتم كإخوان بتركزوا على الإيجابيات بس

فريد عبد الخالق: لا إحنا

أحمد منصور: وبتخلوا الشخص كأنه مُنزل ومُوحى إليه

فريد عبد الخالق: لا معندناش

أحمد منصور: والسلبيات لا تتدارسونها ولا تقفون عندها ولا تنظرون عن أخطاؤهم أصلا

فريد عبد الخالق: لا.. لا إحنا بنتدارك السلبيات وعلى رأس الذي ينقض نفسه ويتدراك السلبيات، حسن البنا رمز الدعوة هو اللي وقف كده، وقال ليسوا إخوان وشهد على نفسه لا دي أنا سبق وقلت شجاعة منقطعة النظير، أنا عمري ما شفت زعيم لجماعة ناجحة ومدت خيوطها في كل العالم ويقدر يشهد على نفسه بالخطأ، قال إن اللي عامل النظام الخاص ده والاغتيالات دية خطأ.

أحمد منصور: في 31 ديسمبر 1951 أجريت انتخابات نادي الضباط الجيش وفاز اللواء محمد نجيب رئيسا للنادي وفاز المرشحون المناوؤون للملك، في 25 يناير 1952 هاجمت القوات البريطانية قوى من البوليس المصرية في الإسماعيلية و26 يناير قامت مظاهرات في القاهرة ووقع حريق القاهرة، وهنا صلة قوية بدأت بين جمال عبد الناصر وبين الإخوان ابتداء من هذا الحادث وتوطدت العلاقة بين الإخوان وبين الضباط الأحرار ، في الحلقة القادمة نبدأ من العلاقة بين الإخوان والضباط الأحرار وثورة يوليو. أشكرك شكرا جزيل،ا أرهقتك اليوم.

كما أشكركم مشاهدينا الكرام على حسن متابعتكم في الحلقة القادمة إن شاء الله نواصل الاستماع إلى شهادة الأستاذ فريد عبد الخالق مرافق الإمام حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين عضو الهيئة التأسيسية وعضو مكتب الإرشاد الأسبق، في الختام أنقل لكم تحيات فريق البرنامج وهذا أحمد منصور يحييكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

المصدر : الجزيرة