الإخوان المسلمون كما يراهم فريد عبد الخالق ح10
مقدم الحلقة: | أحمد منصـور |
ضيف الحلقة: | فريد عبد الخالق: عضو جماعة الإخوان المسلمين |
تاريخ الحلقة: | 08/02/2004 |
– عبد الناصر يطلب دعم الإخوان للثورة
– اتفاقيات بين الإخوان وجمال عبد الناصر
– منهج الإخوان ونظرتهم للثورة
– تلاعب عبد الناصر بالإخوان
– الإخوان يرفضون المشاركة في الوزارة
– الإخوان وقانون تنظيم الأحزاب السياسية
– نصائح الإخوان لعبد الناصر لتفادي الصدام معه
– اختلاف الإخوان وعبد الناصر
أحمد منصور: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأهلاً بكم في حلقة جديدة من برنامج شاهد على العصر حيث نواصل الاستماع إلى شهادة الأستاذ فريد عبد الخالق مرافق الإمام حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين عضو الهيئة التأسيسية وعضو مكتب الإرشاد الأسبق، أستاذ فريد مرحباً بك.
فريد عبد الخالق: أهلاً بكم
أحمد منصور: دخلنا إلى مرحلة الثورة 23 يوليو 1952
فريد عبد الخالق: أينعم
عبد الناصر يطلب دعم الإخوان للثورة
أحمد منصور: وتحدثنا قليلاً عن العلاقة التي قامت بين الإخوان وبين الثورة، لكني وجدت تشابكاً كبيراً في الكتب في تلك الأحداث وحاولت أن أضع مربعات الصورة إلى جوار بعضها البعض حتى نحاول فهمها وكذلك المشاهدين مع الروايات التي تحدثت عن علاقة قديمة سابقة قامت في عهد الإمام حسن البنا حول انتظام بعض الضباط في النظام الخاص وما قيل عن أن جمال عبد الناصر أخذ أسماء ضباط النظام الخاص من الصاغ محمود لبيب قبيل وفاته واستغلهم للقيام بالثورة، بدأت هناك علاقة قريبة أخرى بدأت سنة 1950 بين صلاح شادي وبين عبد الناصر وصلاح شادي أحال العلاقة إلى حسن العشماوي الذي قامت بينه وبين عبد الناصر علاقة وثيقة هناك رواية جاءت على لسان كمال الدين حسين عضو مجلس قيادة الثورة رواها لسامي جوهر في كتابه الصامتون يتكلمون وجدتها أيضاً في كتاب صلاح شادي في مذكراته عضو مكتب الإرشاد وجدتها أيضاً في كتاب حسن العشماوي في مذكراته وجدتها أيضاً رويت على لسان صالح أبو رقيق عضو مكتب الإرشاد والمستشار في الجامعة العربية ورويت أيضاً على لسان عبد القادر حلمي الذي كان يسكن في البيت التي جرت فيه هذه المقابلة في 18 يوليو 1952 أي قبل الثورة بخمسة أيام وكنت أنت أحد الحضور. شهد هذا الاجتماع معظم.. البيت معظم الاجتماعات التي دارت بين الإخوان وبين عبد الناصر وبعض الضباط هل تذكر هذا الاجتماع 18 يوليو 1952 جاء عبد الناصر إليكم وطلب منكم دعم الإخوان للثورة؟
فريد عبد الخالق: أي نعم هو طلب الدعم سابقاً يعني ليس بدءاً ده ليس بداية هو توكيد لما سبق لإن هو منذ التقى عبد الناصر وآخرون كما قالوا في مذكراتهم أمثال أعضاء مجلس الثورة المعروفين يعني عبد الحكيم عامر وكمال حسين وبغدادي والشافعي كثير منهم كانت لهم صلة للإخوان قبل الثورة على أعوام متفاوتة وأكثرهم قال هذا فيما روي عنهم أو كتب في مذكراته، فصلة أعضاء مجلس الثورة بالإخوان أيام حسن البنا ليست محل شك بل منهم من بايع كأنه أحد الإخوان
أحمد منصور: خالد محي الدين أحد الذين بايعوا وأكد ذلك في كتابه وكذلك كمال الدين حسين
فريد عبد الخالق: وكمال الدين حسين وعبد الحكيم عامر بل منهم كان جمال عبد الناصر..
أحمد منصور [مقاطعاً]: وعبد الحكيم عامر وجمال عبد الناصر طبعا
فريد عبد الخالق [متابعاً]: شارك عملياً في تدريب الإخوان وحضر اجتماعاتهم فهو على صلة تماماً بالسندي..
أحمد منصور: أشرنا لهذا من قبل
فريد عبد الخالق: آه، فالمقابلة دية كانت يعني زي ما تقول دخول في المرحلة التنفيذية
أحمد منصور: ماذا طلب منكم عبد الناصر تحديداً؟
فريد عبد الخالق: طلب عبد الناصر هو يعني إنه الثورة عُرضة لمفاجآت ومحتاجة فعلاً إلى تأييد شعبي قوي وأنتم مؤهلون لهذا بل أنتم سبق الاتصال بينا والتفاهم على إن نفس القيام بالثورة دية وتنظيمها فهو جاه يُخطرنا بساعة الصفر جاي يكلمنا عن المرشد مكانش موجود كان في إسكندرية ولابد أن يُخطر ويُستأذن فكان هي مراحل تنفيذية
أحمد منصور: ماذا كان ردكم عليه؟
فريد عبد الخالق: كان ردنا عليه ليس هناك رد آخر غير استكمال ما سبق إن إحنا اتفقنا عليه
أحمد منصور: والمرشد ورأيه؟
فريد عبد الخالق: رأي المرشد ده كان إحنا بالموافقة الأخيرة لم يكن موجود فأمهلنا يومين تلاتة عشان خاطر نذهب إليه في إسكندرية
أحمد منصور: شكلتم وفداً للذهاب إليه؟
فريد عبد الخالق: نعم
أحمد منصور: شكلتم وفداً للذهاب إلى المرشد؟
فريد عبد الخالق: في نفس اليوم إحنا مادام
أحمد منصور: كنت أحد.. أنت أحد الذين ذهبوا للمرشد
فريد عبد الخالق: أنا أحدهم أيضاً
أحمد منصور: كان عبد الناصر ينتظر الجواب على أحر من الجمر
فريد عبد الخالق: أينعم وكأنه علق القيام على موافقة الثورة لإنه في رابطة قديمة وفي..
أحمد منصور: قولي ماذا دار بينكم وبين المرشد؟
فريد عبد الخالق: دار بين المرشد إحنا أخطرناه بالحديث الذي جرى وإن عبد الناصر يحمل إليكم طلب عن طريقنا بإن إحنا نبلغكم بإن إن شاء الله يحظى بالموافقة وبالتأييد عشان خاطر يشرع وهو مطمئن فتوقف الحقيقة هو تُوقف القاضي عندما يسمع ولا يُعجِّل بالنطق فقال يعني أأنتم على علم به تماماً وتعرفون منطلقاته وأهدافه تماماً يعني لأنني ليس لي هذا الحظ من العلم الموثق القريب الكامل إنما أنا أثق طبعاً فيكم
أحمد منصور: من الذي كان معك في هذا؟
فريد عبد الخالق: أنا كان معايا حسن العشماوي ومعايا عبد القادر حلمي ومعايا..
أحمد منصور: منير الدله
فريد عبد الخالق: صالح أبو رقيق نعم
أحمد منصور: صالح أبو رقيق، منير الدله معكم؟
فريد عبد الخالق: أعتقد كان منير الدله كان معانا كنا مجموعة فالراجل استمع ويعني..
أحمد منصور: من الذي شرح الأمر للمرشد فيكم؟
فريد عبد الخالق: والله يعني تبادلنا القول يعني لا أستطيع أن أحد تركز كنا يُكمل أحدنا الآخر عندما يحتاج الكلام
أحمد منصور: كنتم كلكم على قناعة بهذا؟
اتفاقيات بين الإخوان وجمال عبد الناصر
فريد عبد الخالق: على قناعة بأن يعني استكملت الثورة عناصر النجاح فيما يتعلق بأهدافها الإصلاحية لا سيما إحنا لم يغب عنا وأخبرناه إن من الشروط المعلنة بينا وبينهم والاتفاقيات المبرمة..
أحمد منصور: مبرمة فين دي؟
فريد عبد الخالق: نعم
أحمد منصور: مبرمة فين؟
فريد عبد الخالق: بين جمال عبد الناصر وبين اللي تحدثوا فيها.
أحمد منصور: إيه المبرمة يعني مبرمة فين يعني مشافهة يعني؟
فريد عبد الخالق: لا هي مشافهة الحقيقة ويمكن ده يعني يعتبر إذا..
أحمد منصور [مقاطعاً]: صلاح شادي يقول في مذكراته أنا قرأت الفاتحة مع جمال عبد الناصر..
فريد عبد الخالق: آه
أحمد منصور: مش عارف قرأت الفاتحة دي نحطها تحت أي بند من بنود الاتفاقات ..
فريد عبد الخالق: والله ..
أحمد منصور: التي تقوم والمواثيق التي تقوم بين الناس؟
فريد عبد الخالق: والله يعني إذا أُخذت بالمعيار الموضوعي الرسمي والقانوني تعتبر غير كافية إنما يعني هي الثقة اللي كانت موجودة الحقيقة لإن هو نجح في كسب ثقة..
أحمد منصور: في مصير بلد بيقوم على الثقة؟
فريد عبد الخالق: نعم
أحمد منصور: مصير تحديد مصير بلد يقوم على الثقة؟
فريد عبد الخالق: آه هو الحقيقة يعني..
أحمد منصور: وعلى قرأنا الفاتحة إحنا بنشتري.. بنشتري بنعقد صفقة..
فريد عبد الخالق: لا، لا أنا معك إن هو ليس لم يكن الأمور واضحة ولا مقننة ولا ليها حجية..
أحمد منصور: الأمور كانت واضحة عندكم جميعاً مثل وضوحها لدى صلاح شادي الذي كان يتفق في أمور دقيقة مع عبد الناصر؟
فريد عبد الخالق: هو طبعاً بحكم صلته المباشرة ويمكن أقدر أقول إن عبد الناصر يعني استكمل الثقة فيه المتبادله بشكل طبعاً شديد لدرجة إن يعني القليل عنده يكفي ويمكن ما يكُنش مقنع وكافي عند غيره لذلك إحنا برضه يعني إحنا أحد اللي قلنا له يعني إن قراءة فاتحة لا تكفي في مثل هذا الموقف يعني.
أحمد منصور: قلتم له هذا في حينه؟
فريد عبد الخالق: أيوه وكان قال يعني قال الثقة مش واقفة على هذا ده إحنا جوه بعض داخل جيش وعندنا عبد المنعم عبد الرؤوف وعندنا أبو المكارم وعندنا رجالتنا جوه معاهم والمسألة مسألة كبيرة مهياش مجرد.. وهو أعطانا كلمة واضحة وهو وثقوا فيها وإحنا كمان بالتالي الحقيقة يعني اقتنعنا.
أحمد منصور: قول لي بدقة ماذا قال المرشد؟
فريد عبد الخالق: المرشد الحقيقة توقف وطلب إن قال أنا لست على علم كاف يسمح لي بإن أنا يعني أكون مبتدأً بآه أو لا لإن مش مستكملة عندي العناصر إنما إنتو بتقولوا إنكم إنتو جلستوا إليه وقال إن أنا الكلام شورى بينا وبينكم وأقر بمبدأ الشورى والتفاهم بينا قائم في الإصلاح وإن حياة نيابية وضعها الأول وقلتوا لي إن هو جمال عبد الناصر قال وده حصل فعلاً قال أنا ممن يؤمنون بإن يعني إذا جينا بأه للحكم العسكر يُستبعدون لأن العسكر عادة إذا وجدوا الجيش والشرطة في أيديهم عادة يطغون ولذلك النظام.. أنا من أنصار إن الحياة تعود إلى أهلها اللي هي الحياة النيابية السليمة.
أحمد منصور: هل صحيح أن عبد الناصر قال لكم إذا نجحت الحركة سيقوم بتسليم الحكم للإخوان المسلمين؟
فريد عبد الخالق: لا، لم يحصل بل بالعكس قال غير كده قال أنا بحب أبعد الإخوان المسلمين لأنها لو خدت اليافطة دية الحركة هيكون رصيد سلبي لها عند الغرب وعند البعض فعدم انتمائها إلى أي حزب أو أي توجه أفضل لها وتوفير لعناصر النجاح أكثر، فهو كان بيرى اجتهاد منه وإحنا يعني صدقناه لأن بَعَدَها عن صفة الإخوان مما يؤهل لها إنها تجد انتشار أوسع وتأييد أكبر.
أحمد منصور: في نقطة تاريخية هنا مهمة.
فريد عبد الخالق: أيوه.
أحمد منصور: إن الحركة هي من بنات أفكار جمال عبد الناصر والضباط الذين معه ودور الإخوان فقط هو دور دعم لهذه الحركة ولم يكن دوركم هو صناعة الحركة، الحركة من صناعة عبد الناصر هل تتفق معي في هذا؟
فريد عبد الخالق: أنا عشان.. أنا بقول لحضرتك إن الحركة تجاوزت الإخوان بل تجاوزت عبد الناصر وأقول إنها فعلاً واخده حاجة أبعد من كده وأنا محبش يعني..
أحمد منصور: إزاي فَهِّمنا دي؟
فريد عبد الخالق: يعني أنا بقولك كده يعني هو الثابت تماماً اليقين بالوثائق إن كان في يعني اتفاق أو تفاهم على الأقل كبير ما بين أميركا على لسان المحدثين زي روزفلت وغيره الآخرين اللي التقوا بيه التقاء ومسجل هناك في وثائقهم وقبل الحركة شهرين وتلاتة وستة واتفقوا معاه على شهور قالوا لا للإسلام الإخوان لا للشيوعيين وآه لحل قضية فلسطين مع إسرائيل تلات أمور دول فلما وجدوا منه استجابة بَلغ روزفلت بَلغ رسمي في وثيقة طيرها للبيت الأبيض وقال لهم التفاهم مع الناس دول كويسين وبالتالي همَ ضمنوا عدم تحرك الجيش البريطاني في القنال.
أحمد منصور: الكلام ده ذكره طبعاً في كتابه لعبة الأمم..
فريد عبد الخالق: كوبلاند
أحمد منصور: كوبلاند.. مايلز كوبلاند وطبعاً كلمة روزفلت كان هو مسؤول مخابرات الأميركية هنا في السفارة في القاهرة وهذه الرواية في كلام كثير عليها على إنها كان مسلسل من بين المسلسلات أنت الآن بتشير إلى أن الأمر كان متجاوز الجميع يعني أيضاً الإخوان كانوا لعبة أو كانوا جزء من هذه اللعبة واُستِخدِمُوا آداه لتنفيذها
فريد عبد الخالق: والله يعني أنا مش ليس دفاعاً عن الإخوان وليس دفاعاً ولا هجوماً لأحد أنا بقول فعلاً الظروف اللي كان الظروف لها حكمها كان البلد كلها كانت في حالة تأجج وطني وحالة رفض للأوضاع الموجودة والوزارات المتهرئة اللي مرت..
أحمد منصور [مقاطعاً]: لكن مع ذلك..
فريد عبد الخالق [متابعاً]: البلد كان في حالة زي ما تقول مهيأة تماماً كبيت بيت بينهار..
أحمد منصور: البلد كانت مهيأة تماماً ومع ذلك الإخوان لم يسعوا لعملية التغيير في البلد بل حتى حينما ذهب المرشد إلى الملك وجلس معه لم يقدم أي مطالب ولم يكن لديه أي مشروع وحينما أهداه المرشد صورته كما ذكر كمال ثابت.. كريم ثابت في مذكراته بدلاً من أن يعلق المرشد صورة الملك وهي مهداه وكانت أعز شيء كريم ثابت يقول..
فريد عبد الخالق: أينعم
أحمد منصور: أعز شيء كان يهديه الملك إلى أحد هو صورته موقع عليها..
فريد عبد الخالق: أقول لحضرتك برضه..
أحمد منصور: حتى النحاس لم يهديه صورته أهداها للمرشد المرشد رماها في الحمام
فريد عبد الخالق: والله شوف ده حصل وأنا بقول حاجة صورة الملك لدى الشعب مع المد الوطني غير المسبوق لعب دور كبير في تاريخ مصر لدرجة خلى الإنجليز.. الأميركاني والإنجليزي يستعجلوا الثورة ليه عايز يسحبوا البساط من تحت رِجل الشعب اللي قد يثور ولا يملكه أحد فكونه يعني تُسند إلى من بينهم وبينه علاقة خير من أن تترك لثورة وطنية لا يعرف لا أحد كيف تبدأ وكيف..
منهج الإخوان ونظرتهم للثورة
أحمد منصور: مشروع الإخوان فين مش كان عندكم مشروع؟
فريد عبد الخالق: آه الإخوان الحقيقة أنا أقول لحضرتك منهج الإخوان وده يمكن عمل شرخ اللي حضرتك بتقوله ده سبب شرخ في فكر الإخوان الحركي ومواجهة الظروف السياسية الكبيرة لدرجة إن يعني مثلاً حسن البنا في المؤتمر الخامس أعلن بوضوح إن الثورة ليست أحد الوسائل وإنه لا يؤمن بها وإن هي مسألة عايزة تربية شعب وتوعية ونفس طويل وتغيير من تحتـ..
أحمد منصور: لكن إذا جاءت؟
فريد عبد الخالق: والله أقول لحضرتك حاجة الثورة يعني كانت زي ما تقول إحنا مش مقتنعين بيها بوسيلة يعني ناجحة لإحداث تغيير حقيقي في شعب لإن أنا شعب… إزاي أغير وهو حاول..
أحمد منصور: إحنا في النهاية قدام نتائج تاريخ يا أستاذ فريد إحنا حينما نتناول التاريخ لا نتحدث عن نوايا ولا نتحدث عن آمال
فريد عبد الخالق: لا، لا معك
أحمد منصور: النوايا والآمال للمستقبل ولكن حينما نتحدث عن التاريخ نتحدث عن وقائع وعن حقائق وعن نتائج بعيداً عن النوايا، إحنا الآن أمام نتائج إن الإخوان استُخدموا في الثورة وأنت قلت الآن إن الأميركان هم الذين حركوا هذا لكن الإخوان كانوا أداة، كمال الدين حسين في شهادته يقول إن عبد الناصر كما نجح في استقطاب ضباط من الإخوان نجح في استقطاب ضباط من غُرز الحشيش ومن الخمارات أيضاً وشاركوا في الثورة..
فريد عبد الخالق: صحيح
أحمد منصور: وهؤلاء كما قال هو كان هم الخطر الداهم على الثورة لأنهم حينما وصلوا إلى الحكم تشبثوا به ورفضوا العودة إلى الثكنات
فريد عبد الخالق: أنا أوافقه والكلام ده على فكرة.. هذا التناول السريع الفج اللي أخذ الناس من غير نوعية تصلح للمسؤولية أتبنى عليه خسارة وكبيرة للبلد كلها.
[فاصل إعلاني]
أحمد منصور: في 22 يوليو عقد اجتماع آخر عُدتم أنتم من الإسكندرية عُقد اجتماع آخر في بيت عبد القادر حلمي في الهرم حضرته أنت أيضاً
فريد عبد الخالق: أيوه
أحمد منصور: وجاء جمال عبد الناصر ومعه كمال الدين حسين وكمال الدين حسين أكد هذه الرواية
فريد عبد الخالق: أينعم
أحمد منصور: أيضاً وقال ذهبنا إلى بيت عبد القادر حلمي لنسمع رأي الإخوان ورأي المرشد تحديداً في هذا الموضوع ما الذي بلغتم به عبد الناصر؟
فريد عبد الخالق: إنت حضرتك بتتكلم كلام..
أحمد منصور [مقاطعاً]: أنا 22 يوليو لسه.. لسه 23 يوليو مجاش إنتو الآن رحتوا للمرشد وجبتوا رد.
فريد عبد الخالق: هو كان كل الكلام عبارة عن زي ما تقول هو واضح فيما يتعلق بإنه حريص على إن الانتماء والولاء يكون ليه شخصياً تحت دعاوى إن دي أحسن للثورة..
أحمد منصور: إنسان ذكي استخدمكم لتحقيق ما يريد
فريد عبد الخالق: والله يعني إذا كان ده نوع من الاستخدام مكانش إلا إنه عزوف منا على إن إحنا يكون لنا يعني مواقف سلطة يعني إنما..
أحمد منصور: يا أستاذ فريد الكلام ده ما ينفعش يتقال الآن لا عذر لكم فيما حدث
فريد عبد الخالق: الدور الذي ممكن يُسأل عنه الإخوان فعلاً، هل الإخوان أخذوا الضمانات الكافية المسؤولة أمام التاريخ بحيث يُحاسب على مقتضاها الثورة وغيرها إذا خرجوا عن الخط يعني هو قالوا مثلاً إحنا التزمنا بإن إحنا العسكر لا يحكمون وإن الثورة عندما تنجح ستضع البلد أمام..
أحمد منصور: أجبني على هذا السؤال الذي طرحته
فريد عبد الخالق: وهي تطهير الجيش والإصلاح الزراعي إلى آخر الكلام ده يعني همَ أقروا هذا ولكن وقت اللزوم تنكروا له.
أحمد منصور: الثورة نجحت باثنين من الضباط هم الذين أطلقوا الرصاص يوسف منصور صدِّيق وكان ضابطاً شيوعياً وهو الذي تحرك قبل الموعد بساعة..
فريد عبد الخالق: أينعم
أحمد منصور: واستطاع في خلال هذا أن ينجح بالثورة في الوقت الذي كانت قيادة الجيش تُعد للقبض على هؤلاء الضباط بعدما كُشفوا، الضابط الثاني هو عبد المنعم عبد الرؤوف وهو من الإخوان المسلمين وهو الذي أخرج الملك حينما ذهب وحاصر قصر رأس التين في الإسكندرية، يعني إذا عبد الناصر استخدم الكل لتحقيق هذه الحركة في 27 يوليو.. 26 يوليو خرج الملك من مصر 27 يوليو عُقد اجتماع آخر حضره المرشد العام للإخوان المسلمين وعبد الناصر وحسن العشماوي وحسن العشماوي ذكر تفصيلاته بعد أربع أيام فقط من الثورة..
فريد عبد الخالق: في بيت صلاح أبو رقيق؟
أحمد منصور: في بيت صلاح أبو رقيق، حضره منير الدله وبعد القادر حلمي وصلاح أبو رقيق
فريد عبد الخالق: أيوه
أحمد منصور: الهضيبي سأل عبد الناصر، قال له أكان هناك اتفاق بينك وبين الإخوة على أمر معين، فقال عبد الناصر مستنكراً لا لم نتفق على شيء إطلاقا،ً يعني بعد الثورة بأربعة أيام الأمور كانت واضحة تماماً الأمور واضحة عند عبد الناصر بس مش واضحة عندكم إنتو، نظر المرشد إلى حسن العشماوي وقال لابد أن هناك كاذب في الموضوع ثم كررها بعد ذلك مشيراً لعبد الناصر.
فريد عبد الخالق: هو يمكن اللي أتكلم يمكن تعبير الكلام بالضبط اللي قيل لأنه لما راجع واجه المرشد حسن العشماوي بما قاله عنه إن في اتفاق كذا وكذا وواجهه بجمال عبد الناصر وكان الحكاية بدأت إن هو يتخذ قرارات تتعلق مثل بالإصلاح الزراعي وكميته فقالوا دي مسائل كبيرة يا حسن ويا جمال كيف لا ترجعون فيها للإخوان وإحنا لينا دور التأييد الشعبي بنتحمل معاكم المسؤولية فقال له إحنا لم نتفق على أن نتفق ومش معقول إن أنا هاقبل وصاية أحد الثورة..
أحمد منصور: من أول يوم عبد الناصر كان واضح
فريد عبد الخالق: آه فعلا عبد الناصر تنكر لوعوده
أحمد منصور: الآن تنكر ليكم بعد أربع أيام؟
فريد عبد الخالق: أينعم
أحمد منصور: لماذا بقيتم في تأييده إلى النهاية؟
فريد عبد الخالق: لا التأييد الحقيقة تغيير وأصبح..
أحمد منصور: لم يتغير شيء
فريد عبد الخالق: لا تغير
أحمد منصور: في اثنين أغسطس يا أستاذ فريد بعد أربعة أيام..
فريد عبد الخالق: هاقول لحضرتك تغير إزاي..
أحمد منصور: اتفضل
فريد عبد الخالق: تغير بإن حسن الهضيبي كمرشد عن للإخوان المسلمين جاهر بالرأي أمام الرأي العام كله على منصة درس الثلاثاء يقول إن هذه الثورة ليست ثورة يعني تقوم على إصلاح ديني يعني عايز.. مالهاش علاقة بالإخوان وإن هي بالكتير تكون إصلاح وطني إذا أخلص العاملون لها وكان عنده شجاعة يقول كده
أحمد منصور: درس الثلاثاء شيء
فريد عبد الخالق: ما هو ده قرار المنصة أعلن بيها الرأي الرسمي
أحمد منصور: في مائة واحد قاعدين ولا ألف ولا خمس آلاف
فريد عبد الخالق: لا، لا عرفت ما هو كمان
أحمد منصور: يا أستاذ فريد عدد سكان مصر سنة 1952 كان 22 مليون نسمة مساحة الأرض الزراعية لا تزيد كانت في وقتها عن ستة مليون فدان كما يقول عبد اللطيف البغدادي في مذكراته لم تزد هذه المساحة منذ عشرات السنين ونفسها التي كان يعيش عليها من قبل ثلاثة ملايين مصري فقط يعني نفس المساحة اللي كانت بتأكّل ثلاثة مليون مصري ربما لسه بتأكل سبعين مليون إلى الآن، أصدر جمال عبد الناصر قانون تحديد الملكية بمائتين فدان في تسعة سبتمبر وأصدر مكتب الإرشاد بياناً بتأييد هذا القرار
فريد عبد الخالق: بتأييد
أحمد منصور: أيدتم قرار الإصلاح الزراعي، المرشد طلب خمسمائة
فريد عبد الخالق: اعترضنا على الـ..
أحمد منصور: اعتراض على الكمية وليس على المبدأ
فريد عبد الخالق: آه عشان ده في تفتيت للثورة.. للثروة..
أحمد منصور: وبعد ذلك..
فريد عبد الخالق: قلنا له ده تفتيت للثروة
أحمد منصور: تم الإخوان وافقوا بعد ذلك وطلعوا في اثنين أغسطس بيان لدعم الثورة اثنين أغسطس طلعتم ببيان لدعم الثورة..
فريد عبد الخالق: هي إيه؟
أحمد منصور: تأييد الثورة هو عبد الناصر طلب من المرشد أن يصدر بيان تأييد أصدر بيان مايع كما قيل كما وصف بأنه مايع في اثنين.. ألم يكن هذا من البداية استعداء من الإخوان لعبد الناصر عليهم؟
فريد عبد الخالق: لا هو قائم الأمور بقى أنا هاقول لحضرتك حاجة كان يرتدي على وجهه قناعاً وإحنا تعاملنا مع القناع ولم نتعامل مع الحقيقة أكتر الحقيقة لأن هو أول ما قامت الثورة وأحس إنه نجح تغيَّرَ تغير 180 درجة.
أحمد منصور: كان في لديكم القوى الشعبية كل المصادر تؤكد أن القوى الشعبية بعد قيام الثورة كانت في يد طرفين لا ثالث لهما الإخوان والوفد وكانوا الإخوان ربما أكثر تأثيراً من الوفد لأن الوفديين انكمشوا على أنفسهم بعد الثورة، صح؟
فريد عبد الخالق: الإخوان كان يغلب على الشعب كله لأسباب مختلفة يعني وإنما الناحية الوطنية لا شك هي الأساس إن التغيير ده تغيير من نظام ملكي لواحد غريب عن المصريين إلى واحد مصري وإن ده إيذان بتغيير في الأوضاع والآمال اللي كانت تُعقد، كان في موجة عارمة الحقيقة يعني سرت في الشعب، سرت في الشعب فعلاً لم يحكمها أحد إلا مجرد إن الشعب كان عايز يحرر نفسه من الاحتلال عايز يصل إلى حال أفضل في المعيشة فوضعوا آمالهم ولذلك خابت الآمال لذلك هو نفسه هو نفسه عبد الناصر نفسه بعد ما نجح والأمور يعني..
أحمد منصور [مقاطعاً]: عبد الناصر بقي إلى سنة 1954 لا نستطيع أن نقول أنه نجح، بقي عبد الناصر سنتين في وضع ضعيف..
فريد عبد الخالق: قلق
تلاعب عبد الناصر بالإخوان
أحمد منصور: وفي تضارب وفي قلق والإخوان أيضاً كانوا مشوشين وضائعين كما يأتي من تسلسل الأحداث بعد ذلك إن عبد الناصر كان يتلاعب بهم وهم ليس لديهم رؤية واضحة أيضاً أنتم لم تكن لديكم رؤية واضحة، كان المرشد يقول عبد الناصر كذا وكان باقي الإخوان في اتجاه آخر مضاد لرأي المرشد، في 23 أغسطس 1952 المَنشط الرئيسي لجريدة المصري التي كان يرأس تحريرها أحمد أبو الفتح يقول المرشد العام يقول ليس هناك صلات سابقة بين الجيش والإخوان ما معنى ذلك والإخوان عمالين يطنطنوا في كل كتبهم إن الثوار هؤلاء كلهم كانوا من الإخوان من سنة 1944؟
فريد عبد الخالق: الذي.. تسجيل هذه الحقيقة ليس انتقاصا من رصيد الإخوان ده انتقاص من الرصيد الذي خرج على عهده ولم يُوفّ بوعده والبلد نكبت، يعني هو نفسه اضطر يغير البناء اللي بناه واصطدم بنا فيه يعني هيئة التحرير نفسها هيئة اللي قام عليها الكلام هو نفسه قعد (كلمة غير مفهومة) للأسف فيها وغيّرها يعني بعد فترة بسيطة غيّرها..
أحمد منصور: دي هيئة التحرير كانت في ديسمبر كانت في ديسمبر 1952 أنا ماشي معاك في الأحداث يعني شيء وراء شيء أنا بقصد الآن الاجتماعات التي عقدت والتي دونها حسن العشماوي إلى منتصف العام 1953 حوالي تسعة أو عشرة اجتماعات دوّنها كان هناك لقاءات متواصلة بينكم وبين عبد الناصر كان يعرض عليكم الأمور وكان يتشاور معكم وكان حجم الخلاف بينه وبينكم كبيراً ومع ذلك لم تعلنوا موقفاً واضحاً ولم يكن لديكم رؤية واضحة تجاه حركة الضباط، صح؟
فريد عبد الخالق: آه هو..
أحمد منصور: كنتم منقسمين على بعضكم البعض
فريد عبد الخالق: والله هو شوف حضرتك حاجة في الـ.. يعني هاقول لحضرتك حاجة ما بين التوجه العاطفي شيء والتوجه العقلاني شيء..
أحمد منصور: من كان يمثل التوجه العاطفي؟
فريد عبد الخالق: يعني أنا شخصياً أحد الذين تيقن تماماً وده شيء مش جديد ولا غريب على أي حد دارس أو باحث يعني إن الأمور العامة دي ينبغي أن يستبعد فيها العاطفة 100% اللي إحنا.. اللي حصل بالنسبة للثورة والرغبة في التغيير وشعور باستبشار اجتاح الشعب وكان ينبغي ألا يمس عند الإخوان أي اعتبار وكان الأمور..
أحمد منصور [مقاطعاً]: هل كانت الهيئة التأسيسية ومكتب الإرشاد على علم بالخلاف القائم بين الإخوان وعبد الناصر من البداية؟
فريد عبد الخالق: طبيعي كل الإخوان الخلاف الذي كان يحصل كان يعني يحصل يعني في تنامي ويتعاظم قدره وكل ما يتمكن هو بتمر عليه يوم والسلطة في إيده ويزيد سلطانه بيستعدي أكتر لأنه طلع إحنا اكتشفنا أن إحنا فعلا خُدعنا..
أحمد منصور [مقاطعاً]: اكتشفتوا أنكم خُدعتوا بعد أربع أيام ومع ذلك بقيتم مخدوعين إلى اليوم الأخير..
فريد عبد الخالق: لا..
أحمد منصور: إلى أن عُلِقتم على أعواد المشانق في سنة 1954
فريد عبد الخالق: لا، لا إحنا خدعنا لأن إحنا صدقناه والعهود والوعود اللي قطعها أمامنا..
أحمد منصور: إمتى اكتشفتم إنكم خدعتم؟
فريد عبد الخالق: لما بدء هو يتنكر مثلا في لقاءه..
أحمد منصور [مقاطعاً]: لم تتخذوا لماذا موقفا طالما أنك خُدعت من طرف آخر هل تظل تعيش الخديعة إلى النهاية كما عشتموها؟
فريد عبد الخالق: الموقف اللي اتخذناه هي الحقيقة يعني ماكنش موقف صدام إحنا وجدنا إن هو في موقع لو حصل وقفة شعبية ضده هتؤدي إلى حرب داخلية زي الجزائر وأكتر يعني إحنا كنا ليه لأن هو كان خلاص سبق هو سبق وقبض على أزمة الأمور وبقي الجيش معه وبقي الشعب وبقي..
أحمد منصور: يا أستاذ فريد لسه ده حصل في 1954 شوف أنا يعني أكثر من ستين كتاب وأنا فاتحها كلها أمامي أحاول أن استكمل الصورة في كل يوم لتطور الأحداث يعني عانيت كثيرا طوال الأيام الماضية شهر كامل وأنا يعني في شبه عزلة بين الكتب بعيد عن أولادي بعيد عن كل شيء أحاول أن أفهم الصورة لأن فهم هذه الصورة متعلق بفهم ما حدث في مصر بعد ذلك الفترة من 1952 إلى 1954 من أخطر الفترات التاريخية في تاريخ مصر وكثير من السياسيين كتبوا مذكرتهم وبالتالي أنا لا آخذ الصورة من زاوية واحدة وإنما من جميع الزوايا، حسن العشماوي في مذكراته يقول أن عبد الناصر أتصل عليه في سبعة سبتمبر 1952 أنا ماشي معاك الآن أغسطس سبتمبر بقينا والتقاه في إدارة الجيش يوم ثمانية سبتمبر وأبلغه باعتقال ثلاثة وسبعين من رجال السياسة والقصر الملكي وعرض عليه اشتراك الإخوان في الوزارة الجديدة على أن يكون واحدا منهم، طبعا على ماهر استقال لأن على ماهر لما بقي في السلطة رفض قانون الإصلاح الزراعي ورفض أن يكون أداة في أيدي الضباط..
فريد عبد الخالق: أينعم
أحمد منصور: فاستقال فشكلوا حكومة برئاسة محمد نجيب، طالبوا مشاركة الإخوان وفي رواية من روايات أحد قيادات مجلس قيادة الثورة عبد اللطيف البغدادي يقول اتصلنا على المرشد ووافق على ترشيح ثلاثة من الإخوان هم حسن العشماوي ومحمود أبو السعود ومنير الدله.
فريد عبد الخالق: الرواية دية أنا حسب حضوري كعضو مكتب ..
أحمد منصور [مقاطعاً]: قول لنا بقي عضو.. روايتك أنت للأمور.
فريد عبد الخالق: كروايتي أنا محصلش اللي حصل كله حول الوزارة يعني عروض متعثرة ما تدلش على مصداقية يعني لما فُوتِح حسن عشماوي مع عبد الناصر اللي إحنا بصدد تشكيل وزارة ويقول إنه جري إنه طلب من الإخوان إنهم يشتركوا الأمور دية لم تكن صحيحة إطلاقا الصحيح فيها إنه هو كان بيحاول فعلا أن هو يناور عايز يخطي المسالة لأن هو كان راسم تماما إبعاد الإخوان كعناصر فاعلة هو مكانش صادق ولذلك هو انتهز الحكاية بإنه لما اتكلموا عن الإخوان قال الإخوان يعني دارويش..
أحمد منصور [مقاطعاً]: ده اللي ماقالش لا، اللي قال الإخوان فُقَها هو عبد الناصر حينما عرض على حسن العشماوي ودية رواية ذاكرها أحمد حسن الباقوري في مذكراته وأيضا الرواية مذكورة في كتاب الصامتون يتكلمون كان يقف منصور صديق اللي هو شيوعي ضابط شيوعي يوسف منصور صديق فعبد الناصر قال لحسن العشماوي إحنا عايزين ثلاثة من الإخوان في الحكومة قال له يعني أنت هتقلب الحكومة فُقَها فرد حسن العشماوي على يوسف منصور صديق وتلاسنا، لكن هناك اتصال على المرشد موثق في كل المصادر إلا إن المرشد في النهاية رشح ثلاثة من غير الإخوان وقال له مكتب الإرشاد رفض أن يدخل الإخوان في الوزارة..
فريد عبد الخالق: ده صحيح.
أحمد منصور: فقال له إحنا أبلغنا الباقوري والباقوري وافق.
فريد عبد الخالق: شوف.. المتفق عليه والذي أنا يعني لا أرويه عن أحد إنما أنا أعبر فيه عن رؤيتي شخصيا وأنا كنت حاضر لمكتب الإرشاد وعلى رأسه حسن الهضيبي والعرض قائم ومشكلة الوزارة وتشكيلها هي الشغل الشاغل بتاع عبد الناصر وبتاع البلد المعنيين المتابعين المكتب فعلا حصلت مداولة ما هو بصرف النظر عن أشخاص واحد أو اتنين ومين همَ الأول المبدأ إحنا موافقين ولا مش موافقين..
أحمد منصور: ليه رفضتم تشاركوا؟
فريد عبد الخالق: رفضنا
أحمد منصور: لماذا؟
فريد عبد الخالق: لإنه طلع إنه العناصر اللي ما بدا اللي حضرتك قلته ما بدا من تصرفات لا تنم على إن إحنا هنحط أيدينا فيما نثق معهم فيه..
أحمد منصور: وإنتو ليه بتحكموا على النوايا ليه ماتحكموش بشكل واقعي؟
فريد عبد الخالق: لا مش نوايا إحنا شايفين تصرفاته.. شايفين تصرفاته
أحمد منصور: ألم يكن هذا استعداء منكم لعبد الناصر؟
فريد عبد الخالق: يعني مثلا شايفين تصرفاته يعني تاني يوم لما قعد عبد الناصر مع الهضيبي والآخرين أنكر إن فيه اتفاق على أي حاجة رغم إن الاتفاق كان موجود وحسن كان موجود وقال له إحنا لن نقبل الوصاية
الإخوان يرفضون المشاركة في الوزارة
أحمد منصور: أليس حُسن نية من عبد الناصر أن يعرض عليكم المشاركة في الحكومة؟
فريد عبد الخالق: ليس يا سيدي حُسن نية وهو غير صادق فيها لأن الدلائل تدل على كده..
أحمد منصور: عيَّن الباقوري في الحكومة
فريد عبد الخالق: ما هو عين الباقوري هو أصل الباقوري هو يعني ارتضاه وهو يعلم..
أحمد منصور: وعرض على حسن العشماوي أن يشارك
فريد عبد الخالق: لا حسن لم.. حسن العشماوي قال له ده بيتعلق بالمكتب الإرشادي مش بشخص
أحمد منصور: لكن لم يلتزم
فريد عبد الخالق: إنما إحنا قال له.. واللي حصل بقه إن لما حصل مداولة يعني المداولة دية دخل فيها أبعاد كبيرة ما يريد هؤلاء الناس إلى أين هم سيذهبون إلى أي مصداقية هنقدر نضعها في أعناقهم في التاريخ حصل زي ما تقول تردد وتوقف فإحنا قولنا لا نتحمل مسؤولية تصرفاتهم اللي في الحكومة دية لا نتحملها
أحمد منصور: الرئيس نجيب في مذاكرته أحمد حسن الباقوري في مذكراته سامي جوهر في روايات نقلها صلاح شادي في مذكرات.. صلاح شادي وحسن عشماوي كلهم أجمعوا على أن عبد الناصر عرض ثلاث وزارات والإخوان هما اللي رفضوا أن يشاركوا
فريد عبد الخالق: والله الذي أعرفه وأنا أُسأل عنه إن هو ترك الباب مفتوح لأن يعيّن فحصل المكتب قرر أخذ مبدأ عدم المشاركة لعدم الاطمئنان.
أحمد منصور: خلي بالك أنا ماشي معاك واحده واحده الإخوان هنا سلبيين جدا ليس لديهم مشروع بينتظروا دائماً أن يبادرهم عبد الناصر ثم يردوا عليه بالرفض ليس لديهم مشروع واضح لشيء، الآن إحنا بقينا في شهر سبتمبر 1952، أنا معاك واحده واحده استقال أحمد حسن الباقوري من الإخوان وكان أحمد حسن الباقوري مرشد الإخوان بالإنابة مكلفاً من حسن البنا بعد اغتياله في 1949
فريد عبد الخالق: في الفترة الانتقالية
أحمد منصور: قدم استقالته من كل مسؤوليات الإخوان
فريد عبد الخالق: أينعم
أحمد منصور: صلاح شادي راوي رواية عن الباقوري بيقول إن الباقوري ذهب للمرشد المرشد ذهب تاني يوم إلى الباقوري وهنأه وقال الباقوري قال له شهوة نفس يا مولاي فقال له اهنأ بها، الباقوري في مذكراته قال كلام آخر غير هذا لم يتعرض لهذا وقال إن فلسفة قبول الوزارة لديه هي مستندة إلى ما تربى عليه من حسن البنا ومن فهم حسن البنا ومن فكر حسن البنا وإنه استطاع أن يخدم الدعوة والإخوان من خلال هذه الوزارة أكثر من بقائه في الإخوان
فريد عبد الخالق: والله شوف التقديرات الشخصية دية لاسيما من شخص يعني متهم لأن هو خرج عن الجماعة وراح أعتذر للمرشد وقال له طبعا إنت عارف إيه نتيجة خروجك على قرار المكتب وأنت عضو فيه شاركت في القرار يبقي فقال له الاستقالة قال له خلاص أنت حر وأنا أتمنى لك التوفيق..
أحمد منصور: كنتم تدركون وأنتم تتخذون هذه القرارات بأنكم تستعدون عبد الناصر عليكم كل يوم؟
فريد عبد الخالق: لا، لا لم يكن بالعكس هو توقي الخطر الأكثر إن إحنا لو اشتركنا في هذا الطريق وتحملنا مسؤولية مع من لا نثق في أعماله يبقى هيكون موقفنا أصعب
أحمد منصور: هل صحيح أن الهضيبي كان يرى أن مشاركة الإخوان في الحكومة ستضفي شرعية وشعبية إلى الثورة هو كان لا يريدها في هذا الوقت؟
فريد عبد الخالق: يعني أي مصلحة للهضيبي في الموقف ده يعني الهضيبي وغيره من رجال الفكر والرأي في البلد كلهم كانوا يتمنوا إنه يكون في إصلاح فعلاً يعني مكانش عداء شخصي لعبد الناصر ولا للضباط إنما إحنا رأينا منهم للأسف عدم وفاء بالشروط اللي أعلنوها على الناس يعني أنا شخصيا وأنا أحد أعضاء المكتب وأنا على صلة بجمال ورحت اتكلمت معاه في مواقف صعبة جداً الحقيقة لمست منه ما ينزع الثقة فيه تماماً
أحمد منصور: زي إيه؟
فريد عبد الخالق: زي اللقاء اللي حصل بيني وبينه والتقينا في كلام بيني وبينه
أحمد منصور: متى.. متى؟
فريد عبد الخالق: ونُشر في أكتر من كتاب
أحمد منصور: لا ده لسه في 29 ديسمبر ده لسه أنا ماجيتش.
فريد عبد الخالق: لما يجي وقته
أحمد منصور: تسعة سبتمبر 1952
فريد عبد الخالق: لما يجيء وقته.. يعني أنا عايز أقول لازالت الأيام تكشف من أمره وحقيقة نواياه تماماً ما تنزع الثقة منه
أحمد منصور: طب واحد بانت نواياه سيئة تجاهكم أنتم كان في لديكم القوة التي تستطيع..
فريد عبد الخالق: ما إحنا عارضناه ودخلنا السجن وأُعدمنا ما إحنا عارضناه ودفعنا التمن
الإخوان وقانون تنظيم الأحزاب السياسية
أحمد منصور: يا سيدي أنا بكلمك الآن لسه بدري قبل ما تعارضوه وقتكم تحركتم متأخرين تسعة سبتمبر 1952 صدر مرسوم بقانون رقم 179 لسنة 1952 بشأن تنظيم الأحزاب السياسية..
فريد عبد الخالق: أيوه
أحمد منصور: وأُستثني الإخوان من هذا، الباقوري هنا بيقول إيه بيقول إنه تدخل لدى عبد الناصر بطلب من المرشد حسن الهضيبي لاستثناء الإخوان من قانون الأحزاب ومحمد نجيب في مذكراته صفحة 169 يقول إن عبد الناصر طلب عدم اعتبار الإخوان حزباً حتى لا يُطبق عليهم القانون وقال للرئيس نجيب إن جماعة الإخوان كانت من أكبر أعوان الحركة قبل قيام .. الرجل نيته حلوة تجاهكم.. عبد الناصر بيقول إن جماعة الإخوان كانت من أكبر أعوان الحركة قبل قيامها ولا يصح أن يطبق عليها قانون الأحزاب لكن الرئيس نجيب رفض طلب عبد الناصر فلجأ عبد الناصر حسب رواية الباقوري إلى زيارة سليمان حافظ في مكتبه اللي كان وزير داخلية وكان نائب رئيس مجلس الدولة وكان كل شيء بيرتب له قوانينه ووجد مخرجاً قانونياً مناسباً للإخوان، ألم يكن سكوت الإخوان على حل الأحزاب هو ترسيخ للديكتاتورية وأنهم وضعوا أنفسهم كهدف قادم بالنسبة للحل وهذا ما حدث بالفعل بعد سنة؟
فريد عبد الخالق: قانون حل الأحزاب لم يقره الإخوان لم يقروا هم سكتوا عنه بل بالعكس قالوا له إنت ليه لم تستشيرنا في الأمور دية
أحمد منصور: ألم يُعرض على الهيئة التأسيسية؟
فريد عبد الخالق: لا لم يعرض قانون حل هو..
أحمد منصور: لم يُبد الإخوان موافقتهم عليه؟
فريد عبد الخالق: دي تصرفات فردية اتخذها عبد الناصر من موقع القوة هو كان بدأت الأمور على فكرة يعني تتكشف عن صراع قائم وصدام
أحمد منصور: لكن حينما استثناكم عبد الناصر من الحل رضيتم وسكتم
فريد عبد الخالق: لأن إحنا فعلاً محناش حزب أصل هو إيه إحنا فعلاً وللآن أنا بقول حضرتك فاهم الإخوان عندهم حزب سياسي ده تضييق واسع الإخوان دعوة والدعوة ليها (Mechanism) غير الحزب وأهداف غير..
أحمد منصور [مقاطعاً]: لكن أنتم مسجلين في إيه مسجلين؟
فريد عبد الخالق: مش في الأحزاب
أحمد منصور: مسجلين في آيه؟
فريد عبد الخالق: ما كان في قانون جمعيات بس إحنا رفضناه بعد كده جه قانون جمعيات إحنا كنا زي ما إحنا هيئة.. هيئة إنما محناش حزب حقيقة يعني وإن إحنا قولنا محناش غرضنا زي كل حزب إن يكون عنده أغلبية ويتولى السلطة ويتبادل السلطة ماكنش ده الـ (Mechanism) بتاع الإخوان المسلمين إنما هي دعوة بتربي قاعدة وتوجه الشعب وتُنير الطريق للأمة نحو الأخلاق ونحو الدين ونحو الإصلاح العام الشامل يعني كان منطلق الدعوة غير منطلق الحزب
أحمد منصور [مقاطعاً]: في تسعة
فريد عبد الخالق: فإحنا وجدنه طبيعي يعني القرار ده ميعتبرش مجاملة
أحمد منصور: لماذا لم تعارضوا هذا القرار؟
فريد عبد الخالق: قانون حل الأحزاب
أحمد منصور: أيوه
فريد عبد الخالق: وإحنا قدرنا حتى نعارض الأمور التانية بتاعة عبد الناصر الإصلاح الزراعي هو بدأ ينفرد المسالة إن عبد الناصر بدأ ينفرد بالسلطة..
أحمد منصور [مقاطعاً]: يا سيدي ما الذي شجعه على الانفراد لأن..
فريد عبد الخالق: طبيعته
أحمد منصور: لا ليس طبيعته اسمعني أستاذ فريد
فريد عبد الخالق: بدليل
أحمد منصور [مقاطعاً]: الذي شجعه هو أن القوتين الشعبيتين الرئيسيتين في مصر آنذاك وهما الوفد والإخوان المسلمين كانوا تايهين وصامتين ومشوشين وليس لديهم أي مشروع وفي ظل هذا، في ظل هذا عبد الناصر كان ينفرد بكل شيء وكان يفعل كل شيء لو تحركتم أنتم كقوة شعبية لو الشعوب تتحرك كقوة شعبية بتستطيع أن تجبر الحاكم على إنه يمتثل لرغباتها لكن أنتم كنتم تجلسون وبالتالي تاريخيا انتم تتحملون مسؤولية ما جري لمصر بعد ذلك.
فريد عبد الخالق: والله أنا يعني لا.. لا أصادر مثل هذا الرأي وإنما أنا أقول إنه كان في اجتهاد أصل دي أمور خلافية يعني مثلا لما استحكمت الخلافات وبدأت تؤذن بصدام ما بين السلطة والشارع زي المثل اللي إحنا بنشوفه مثلا في الجزائر حاليا لما وصلنا إلى هذا الحد إحنا معناش جيش معناش الشرطة..
أحمد منصور: إحنا لسه ما وصلناش بس إحنا لسه في البداية..
فريد عبد الخالق: بس هو معاه فعلا يعني آنذاك كان معاه حتى لو لم يحصل نزاع كان بدأ يتمكن فلو إحنا عملنا كده على فكرة وحصل الموقف اللي حضرتك بتقوله كان هتحصل حرب أهلية
أحمد منصور: في 29 ديسمبر 1952 عُقدت جلسة بين الإخوان والثوار في منزل عبد القادر حلمي حضرها من الإخوان عبد القادر حلمي، منير الدله، فريد عبد الخالق، صالح أبو رقيق صلاح شادي وحسن العشماوي
فريد عبد الخالق: أينعم
أحمد منصور: من الثوار جمال عبد الناصر، عبد الحكيم عامر، أنور السادات، عبد اللطيف البغدادي، صلاح سالم، كمال الدين حسين، أحمد أنور قائد البوليس السياسي آنذاك فاكر إنت الجلسة دية؟
فريد عبد الخالق: أه فاكره طبعا
أحمد منصور: وفاكر تفصيلاتها
فريد عبد الخالق: أه فاكره
أحمد منصور: كل المصادر بتقول أنك انتحيت مع عبد الناصر جانبا وجلستما على أريكة
فريد عبد الخالق: ده صحيح
أحمد منصور: لوحدكما تتحدثان ماذا دار بينك وبين عبد الناصر؟
فريد عبد الخالق: ده يعني بلا مغالاة أنا أعتبر ده موقف تاريخي ليه لأن إحنا حصلنا فيه مكاشفة لزي ما تقول جوهر الأمور مكاشفة تماما، تمت يعني بين العبد لله فريد عبد الخالق وجمال عبد الناصر حيث كان اللقاء عام وجدت أنا الكلام عشان ياخد مجراه ويوصل إلى نتائج ويكون هادئ إن أنا يعني أذنت لنفسي بأن أنا أنفرد بيه وكان مقابله طلبت يجي جانبي على الكنبة اللي أنا قاعدها وجه جانبي..
أحمد منصور [مقاطعاً]: لا قولي الحوار بالنص
فريد عبد الخالق: قلت الحوار قلته بدأت قلت له أولا إنت يا جمال
أحمد منصور: كده يا جمال؟
نصائح الإخوان لعبد الناصر لتفادي الصدام معه
فريد عبد الخالق: أه مكانش بيني وبينه تكليف الحقيقة يعني فأنا قلت له دلوقتي بوادر الخلاف تؤذن والغيوم تتلبد ولازم يكون في تقديرنا إنه لو حصل صدام بين السلطة والإخوان سيكون نتائجه ضارة للكل أنتم وإحنا وللبلد ومن العقل أن نتفادها إذا أمكن، قلت له أنا أحد الذين يؤمنون بأن إمكانية تجنب هذا الصدام بآثاره الضارة، فقال لي أعمل إيه ما انتو يا فلان بتعصوني.
أحمد منصور: عُصاة.
فريد عبد الخالق: عصاة، قلت له حتى أنا قلته عصاة دية كلمة كبيرة معناها أن إحنا يعني وقفنا وجها لوجه وبقينا يعني أعداء وده محصلش من ناحيتنا محصلش ولو إنت دعيت إلى أي موقف وطني أو احتاجت الثورة إلى إي موقف وطني هنكون إحنا أول المدافعين فإنت بتتكلم عن أمور قال لي إنتو هيئة التحرير أنا عرضتها عليكم وأنا جاء لي بخصوصها يعني من جهة جمال نفسه للكلام فيها شخصيا مع اتنين الطحاوي وطعيمة إن إحنا نتكلم في إمكان.. فأنا قلت له إن مسألة هيئة التحرير دية لها حكم تاني أقول لك أنا على حاجة إن إحنا هيئة التحرير دية حزب حكومي وإنت يعني معذور فانك تقيم فكل حاكم بيحب يكون معاه حزب حاكم يساعده إنما متقدرش تقول إن يتحتم على الإخوان إنهم يتنازلوا عن أفكارهم وصيغتهم وعن عملهم وطريقهم الدَعوِي ويندمجوا في حزب سياسي بتاع الحاكم.
أحمد منصور: طبعا هيئة التحرير دي أسسها عبد الناصر في ديسمبر 1952 وكان بيرأسها الصاغ إبراهيم الطحاوي.
فريد عبد الخالق: أيوه.
أحمد منصور: إبراهيم الطحاوي جاءك وتحدث معك في هذا الأمر.
فريد عبد الخالق: أينعم.
أحمد منصور: حتى يذوب الإخوان في هيئة التحرير وتصبح شيئا واحدا.
فريد عبد الخالق: أيوه قال لي كده.
أحمد منصور: لماذا رفضتم هذا؟
فريد عبد الخالق: أنا قلت له أصل مينفعش حتى أنا قلت لجمال يعني عشان أقرب له مثل حضرني قلت له أن الاتنين ممكن يساندوا بعض كقوتين، قوة توجهها توجه إسلامي وقوة توجهها قوة يعني مدني وطني فقط ممكن نتعاون مع بعض إنما الدمج ميجيش حتى قلت له ما بالك إذا جئت بقارورة وفيها زيت وفيها ميه مهما رججت الزجاجة فإذا تركتها إيه اللي هيحصل هينفصل الزيت وينفصل الميه لأن الطبيعة مش ماشية فإذا أنا لا هكسب الزيت ولا هكسب المياه أنا ننتفع بيهم أحسن من غير عملية الدمج ديه، إنت ليك طريقك وأنا لي طريقي إنت بتقول حتى إنك إنت عن طريق هيئة التحرير هتقدر تحكم البلد وأنا بقولك إن طريق الدعوة مهواش كده إحنا بقي لنا أكتر من عشرين خمسة وعشرين سنة وموصلناش لحاجة من..
أحمد منصور [مقاطعاً]: كان له جملة مشهورة يقول يكفيني واحد مثل إبراهيم الطحاوي أحكم به مصر.
فريد عبد الخالق: نعم.
أحمد منصور: جمال عبد الناصر كان له جملة مشهورة يقول يكفيني واحد مثل إبراهيم الطحاوي أحكم به مصر.
فريد عبد الخالق: وبعدين..
أحمد منصور: طبعا حين ألغى لجنة هيئة التحرير.
فريد عبد الخالق: وبعدين هو نفسه كتب مذكراته وقد وجدت بعد كده جزاء سنمار منه.
أحمد منصور: هكذا قال الطحاوي نعم في (كلام غير مفهوم).
فريد عبد الخالق: إذا هو إذا إحنا معذورين إذا الخلافات اللي حصلت بينه هو المسؤول عنها بطبيعته.
أحمد منصور: كمّل لي الجلسة التي دارت بينك وبينه؟
فريد عبد الخالق: مع الطحاوي؟
أحمد منصور: مع عبد الناصر.
فريد عبد الخالق: مع جمال؟
أحمد منصور: مع جمال.
فريد عبد الخالق: بقيتها فهو يعني أنا قلت له إن صحح نظرتك للقضية عشان ممكن حلها ما تصرش على إن.. إن لم نندمج فنحن أعداء ليه إنما نحن نتعاون مع بعض بما فيه مصلحة البلد والتعاون وارد ومش لازم معاه الذوبان وأنا قلت لك الذوبان غير وارد ومش ممكن لأن ده له طبيعة وده له طبيعة تانية، قال لي حاجة تانية إنتو بتحرجوني غير العصاة إيه بنحرجك تاني بعد العصيان ده قال لي بتطالبوا بحياة نيابية وأنا لو علمت انتخابات النهاردة هيجي النحاس قلت له طب وماله هو إنت جاي تفرض وصايتك على.. إنت بتقول مفيش حد وصي على الثورة وإنت جاي تعمل وصي على البلد ما البلد حرة ولها إرادة حرة والشعب يملك نفسه ويختار من يشاء وصندوق الانتخاب هو حر يعني يقول صوته وبعد ما يقول أرادته تتنفذ وإحنا جايين عشان كده وإحنا أيدناك عشان كده بالعربي، فإنت النهاردة نكلت نكولا شديدا وأنكرت على الشعب حقه الطبيعي الدستوري وحقه الطبيعي بتقول يجي النحاس ما يجي النحاس والبلد تحرر أفرض حتى غلط قال وكأني بقي وكده يبقي إحنا عملنا إيه بقي لما يجي النحاس يبقي إحنا عملنا إيه قلت له يبقي إنت عملت الجزء الأولاني إنك إنت واجهت معاه مشاكله وهتساعده على إن الحكم.. الانتخابات انتخابات نزيهة ويبقي الحكم أحسن مما كان إنما ده متقدرش تسلب إرادة الشعب وحقه في إنه يحكم نفسه وإلا يبقي إنت خرجت عن مبادئ الثورة كلها ونقضت اللي بيننا وبينك من اتفاقات أساسية، طبعا فهو طبعا زعل من الحكاية دية وقال لي الله يعني قلت له لا يعني ده الرأي الصحيح قال يا أخي أنا يعني كلمني في أمور من النوع ده وحاولت إن أنا يعني زي ما تقول أناقشها مناقشة موضوعية وبروح أخوية بنية تفادي الصدام وكنت مؤمن إن ممكن تفادي الصدام إنما للأسف كان أتغير تاريخ البلد لو حصل تصالح ما بين السلطة والشارع وزي ما كان الأول وتقبل الإسلام وتقبل ومشي في الطريق الصحيح ده وكانت البلد النهاردة وطنية إسلامية وعلى قلب رجل واحد مسيحيين ومسلمين لإن كان المسيحيين كانوا مرحبين وزي ما قلت أنا موقفهم من الإخوان حتى أيام الثورة.
أحمد منصور: إلى إي شيء انتهى هذا الاجتماع؟
فريد عبد الخالق: نعم؟
اختلاف الإخوان وعبد الناصر
أحمد منصور: إلى أي شيء انتهى هذا الاجتماع؟
فريد عبد الخالق: أه انتهى، انتهى عن طريقه هو لما طال المناقشة محاولة إنه هو يعني زي ما تقول يعني يفرض عليّ الإقناع بوجهات نظره وإلا فنحن أعداء يعني من ليس معي عدوي ما أنا موفقتوش للاندماج في هيئة التحرير ولا وافقته في إنه يعطل الانتخابات ولو حتى يجي النحاس فاعتبر دي صدمة لأمور جوهرية وكأنها هي قلبت المائدة على.. رأسا على عقب، فلما أعياه يعني المسايرة المنطقية في مناقشة المواضيع قال لي أنا هقولك على في نفسي وأخلص حتى أنا قلت له يا أخي أنا بقى لي ساعة وشوية عشان أوصل للي في نفسك ده ونخلص قولي إيه اللي في نفسك قال لي اللي في نفسي بقى إن أنا في وضع وأنا أشهد الله أن أنا أستعمل ألفاظه قال لي أنا يعني استقر في نفسي فكرة استولت عليّ إن أنا أستطيع خلال فترة وجيزة لا تتجاوز سنتين أو تلاتة بالكثير أبقي في وضع أستطيع إن أنا أملك ناصية الأمور بحيث لو أتك على زر البلد توقف ولو أتك على زر البلد تقعد.
أحمد منصور: هكذا؟
فريد عبد الخالق: أينعم، فأنا الحقيقة لما كشف عن نفسه بهذا المفهوم الذي له دلالة لا يختلف عليها اتنين أنا فُجعت.. فُجعت مكنتش ما تصور أمور يعني أنا عارف إن عنده توجه للسلطة بس مش للدرجة دية فأنا قلت له إذا بلغنا بقى فأنا أحب أقولك إن هو ده بقى اللي بيسموه الاستبداد وهو ده اسمه الحُكم المطلق وهو ده بقى اللي مُخالف تماما لكن ما بيننا وبينك في علاقتنا بالثورة وأحب أقول لك حاجة اللي إنت مُقبل عليه ده غلط وسيؤكد لك غلطه مش فريد عبد الخالق لأن دي بتقول فكرة بتقول استولت عليّ وأصبحت مسيطرة ويعني إذا إنت ماض في طريقك ولن يوقفك أحد ولن يمنعك شيء خلاص ما الحيلة بقى يبقى ده قدر البلد بقى مادام إنت خدت الموقف الاستبدادي ده وأصريت عليه ومش عايز تسمع شورى هعاملك إيه، أنا هعاملك إيه فقلت له الذي سيحكم يا جمال بيننا وبينك إذا ده كان.. لأن قال لي في آخر كلمة حتى.. لله يعني أنا مش عارف ده صح ولا غلط يعني بعد ما قال تصوره..
أحمد منصور: هو قال لك هو مش عارف.
فريد عبد الخالق: أي والله قال حتى أنا مش عارف ده صح ولا غلط قلت له كويس قوي اللي هيفصل بينا هل هو صح أو خطأ التاريخ وكان دي آخر كلمة واللي حضرتك بتقوله في أثناء كلامك ذكرتني أثناء ما جرى التحقيق معايا لما قُبض عليّ في 1954 وأجراه معايا محققين ومن الضباط غير النيابة قالوا لي كلمة عجيبة قوي قالوا لي إحنا في بقي باعتبارك إنت يعني من صميم الإخوان وملم بالأوضاع وليك صلة بجمال كان شيء معروف إحنا عندنا سؤال كضباط محيرنا وعايزين نسمع جوابك منه إحنا بيقال لنا إحنا بنراجع جمال يقولنا إيه منين التأييد ده المطلق وإن همَ كذا وبتدربهم وإن .. وساعة الصفر عارفينها قبل ما تكون وكذا وكذا ومرة واحدة قلبت ظهر المجن لهم والنهاردة أصبحوا في موقف عدائي لهم وأصبحت الأمور مقفرة يعني سألوه.. سألوني إيه إحنا مش عارفين نفهم إزاي حصل الـ 180 درجة دي حصلت إزاي من تأييد مطلق إلى عداء مطلق إلى صدام قائم مش عارف ممكن تقول لنا إيه الحكاية دية وعلى فكرة إحنا مش بنحقق معاك وادي دفاتر التحقيق طوينها وطووها.
أحمد منصور: تسمح لي أسمع منك بس..
فريد عبد الخالق: بس إحنا زاي مع حضرتك سألتني أنا عايز..عايزين نفهم إحنا عايزين في لغز قُدمنا هو بيقولنا كلام مش مقنع.
أحمد منصور: ممكن تحللنا هذا اللغز في بداية الحلقة القادمة؟
فريد عبد الخالق: إن شاء الله.
أحمد منصور: أشكرك شكرا جزيلا كما أشكركم مشاهدينا الكرام على حسن متابعتكم في الختام أنقل إليكم تحيات فريق البرنامج وهذا أحمد منصور يحييكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.