ما وراء الأحداث

التصعيد ضد السعودية.. هل تسبب قرار رفع الحوثيين من قائمة الإرهاب في ذلك؟

قال السفير الأميركي السابق في اليمن جيرالد فيرستاين إنه ليس هناك أي ربط بين قرار إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن برفع جماعة الحوثي من قائمة الإرهاب، وتصعيد الجماعة هجماتها على السعودية وقوات الشرعية.

واعتبر -في حديثه لبرنامج "ما وراء الخبر" (2021/3/8)- أن قرار الحوثيين بإطلاق صواريخ وشن الهجمات التي استهدفت السعودية كلها خطوات لا تساعد للوصول إلى الحل، متسائلا إن كان الحوثيون يقومون بذلك لتحسين وضعيتهم قبل الجلوس إلى طاولة المفاوضات.

وأوضح أن القرار الأميركي برفع الحوثيين من قائمة الإرهاب اتخذته الإدارة الجديدة بسبب القلق المتزايد إزاء التأثير على ملايين اليمنيين الموجودين في مناطق يسيطر عليها الحوثيون، خاصة أنهم يعتمدون بشكل أساسي على المساعدات الإنسانية، مشددا على أن القرار ليس تعاطفا مع الجانب الحوثي.

كما أشار إلى أن أميركا سوف تعارض أي جهود من جانب الحوثيين لاستخدام هذه الظرفية كفرصة لتوسيع النزاع في اليمن والوصول إلى نتيجة عسكرية، مشيرا إلى أن هذا النزاع لا يمكن أن يحل إلا من خلال التفاوض، لذلك يجب الإصرار على رؤية أدلة من الحوثيين على استعدادهم للتفاوض بدل التصعيد العسكري.

ليست الأخيرة

من جهته، قال رئيس مركز المدار للدراسات السياسية والإستراتيجية صالح المطيري إنه يجب عدم الربط بين القرار الأميركي والتصعيد الحوثي لعدة أسباب؛ من أهمها أن هذه الضربات ليست الأولى، متوقعا أنها لن تكون الأخيرة.

وذهب المطيري إلى أن حروب الوكالة التي تقودها إيران وينفذها حلفاء لها تؤكد أن الدعم والإمداد بالسلاح ليس قرارا حوثيا خالصا، بل هو لإضافة مركز تفاوضي أقوى لمن يؤيدهم، في إشارة إلى إيران.

واعتبر أن القرار الأميركي جاء لاعتبارات أخلاقية وقانونية أميركية، وكذلك لاعتبارات تفاوضية حتى يكون هناك غطاء قانوني للعمليات التفاوضية.

كما أوضح أن هناك تلازما تصعيديا بين إعلان إيران بالتوسع في تخصيب اليورانيوم والهجمات الحوثية على السعودية، فهو نوع من الضغط لكسب مواقع تفاوضية لإيران وليس للحوثي.

يذكر أن وزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك نفى وجود مسار أميركي لحل الأزمة اليمنية، واتهم الحوثيين باستغلال رفعهم من قائمة الإرهاب الأميركية، وذلك غداة إعلان الرياض تصديها لهجمات على شرقي المملكة، اعتبرتها سفارة واشنطن بالرياض تأكيدا لعدم اهتمام الحوثيين بتحقيق السلام.