ما وراء الأحداث

إيران وأميركا في المعادلة العراقية الراهنة

الموقف الإيراني من سقوط صدام حسين، المخاوف الأميركية من التدخل الإيراني في العراق، التخوف الإيراني من الوجود العسكري الأميركي في العراق، مستقبل العلاقات الإيرانية الأميركية.

مقدم الحلقة:

غسان بن جدو

ضيوف الحلقة:

محمد علي أبطحي: نائب الرئيس الإيراني
إدوارد ووكر: مساعد وزير الخارجية الأسبق – واشنطن

تاريخ الحلقة:

30/04/2003

– الموقف الإيراني من سقوط صدام حسين
– المخاوف الأميركية من التدخل الإيراني في العراق

– التخوف الإيراني من الوجود العسكري الأميركي في العراق

– مستقبل العلاقات الإيرانية الأميركية


undefinedغسان بن جدو: مشاهدينا المحترمين، سلام الله عليكم، ورحم الله أخانا الشهيد طارق أيوب.

قطعاً اللاعب الرئيسي في المعادلة العراقية الراهنة هو الرئيس (جورج بوش) أي الولايات المتحدة الأميركية، قطعاً أحد اللاعبين الأساسيين الإقليميين في المعادلة العراقية الراهنة هي إيران الجمهورية الإسلامية، ما بين إيران وأميركا قطيعة، بل جبل من الشكوك والهواجس، وأخيراً من التهديدات.

(ما وراء الأحداث) اليوم يراجع إيران وأميركا في المعادلة العراقية الراهنة، ويسعدنا أن نستضيف هنا من طهران (نائب الرئيس الإيراني) السيد محمد علي أبطحي، ومن واشنطن عبر الأقمار الاصطناعية على الهواء مباشرة (مساعد وزير الخارجية الأميركي السابق) إدوارد ووكر، نحن نعتقد أن هذا اللقاء اليوم هو بالفعل حدث، لأول مرة منذ قيام الثورة وإيران الجمهورية الإسلامية، يدور حوار مباشر بين مسؤول إيراني ومسؤول أميركي، حتى وإن كان سابقاً بين طهران وواشنطن، سيد محمد علي أبطحي مرحباً بك.

محمد علي أبطحي: أهلاً وسهلاً.

الموقف الإيراني من سقوط صدام حسين

غسان بن جدو: سيدي، أنت من الأشخاص الذين كنت صريحاً جداً هنا في طهران، بوصف أن سقوط الرئيس صدام حسين سيكون يوم فرح لإيران حتى المرشد علي خامنئي بعد أن سقط صدام حسين.. يعني استخدم تقريباً هذا المصطلح ذاته، سقط الرئيس صدام حسين، سقط النظام، أميركا الآن تحتل العراق، هل مازلت أو مازلتم في إيران تعتبرون ما حدث يوم فرح؟

محمد علي أبطحي: بسم الله الرحمن الرحيم، أولاً: أنا قبل أن أبدأ، بدي بالنسبة إلى ضعف لغتي بالعربية، لأنه تعلمت العربية، أعتذر من الشعب العريق العربي كلهم.

غسان بن جدو: أهلاً وسهلاً بك. نشكرك على استخدامك اللغة العربية.

محمد علي أبطحي: وقبل أن نبدأ، أنا أعتقد بالنسبة لكل التحاليل الذي نحن نعملها قبل كل شيء لازم نكون نحن خاصة المسؤولين أن نكون واقعيين، يعني هاي المسألة مهمة بالنسبة لتحاليل، نحن نسمع كثير من التحاليل، ليست مبنية على الواقعية والعقلانية، وكثير منهم مبنية على العواطف، ويلزم علينا ألا نكون عاطفيين، خاصة في حواراتنا وفي ما نحلل القضايا السياسية، نعم أنا بعد أعتقد.. أولاً كنا نعتقد قبله أنه يلزم على كل العالم كما أنه عملوا أن يجنبوا الأميركان والبريطانيا أن الحرب ضد العراق، هذه كانت إجماع عالمي، يعني نحن إذا نرى في أي مجتمع من فوق إلى تحت بكل العالم، وفيه تيارات مختلفة، شعوب مختلفة، سياسيين مختلفة، كانوا ضد الحرب، في واقع الحرب، وهذه كان حقيقة مرة لازم نقبلها أنه هذه حقيقة مرة، وقعت مع أنه كل العالم بصورة إجماعية استنكروه وردوه، وما قبلوه، لكن هلا خاصة في هذا الموقف أنا أعتقد مع كل المشاكل، مع كل الدموية بالحرب، الوحشية بالحرب، بالنسبة إلى العراق أنا أرى نقطتين إيجابيتين في السنة الحالية، أولاً: أنه العالم والعراقيين والعالم الإسلامي والعالم كلهم نجوا -إذا يمكن صحيح أن يكون هذه الكلمة استفادت هذه الكلمة- نجوا من طاغية كبيرة في هذا العصر، وهو صدام حسين، وهذه..

غسان بن جدو[مقاطعاً]: النقطة الثانية.

محمد علي أبطحي: وهذه نقطة مهمة، والنقطة الثانية: أنه الشعب العراقي مع تاريخهم العريق، مع حضارتهم ومع قوتهم بالتاريخ، وكانوا مبتلين بشخص اسمه صدام، وأسقطوهم عن تاريخهم وثقافتهم، صارت عندهم فرصة، وأتاحت لهم فرصة حتى يقرروا مصيرهم، وهذه النقطة أنا أعتقد نقطة مفتاحية في هذه الموقع، خاصة أن الشعب العراقي يستفيد من هذه الفرصة، حتى يكون بعد هذه الديكتاتورية العامة والشاملة من صدام حسين يستفيدوا من هذه الفرصة، لأن يقرروا بأنفسهم، رغم مرارة الحرب ووحشيتها، وكل هذه الأمور، يستفيدوا من هذه الفرصة أن يقرروا مصيرهم مثل ما بده الشعب العراقي، ومثل ما يكون تاريخهم العريق، يجب عليهم أن يستفيدوا من هذه.

غسان بن جدو: يعني باختصار شديد تود أن تقول إنكم لا تزالون فرحين بما حصل من حرب أميركية على العراق أسقط نظام صدام حسين والآن موجود ما موجود؟

محمد علي أبطحي: أنا أشرح كمان نعم بعدين أنه ليش نحن فرحين بسقوط صدام، ما أعتقد نحن فرحين أنا أعتقد قبل إن الشعب العراقي فرحين بها المسألة، وأنا أعتقد قبل الشعب.. الشعوب الحرة بالعالم فرحين من هذه المسألة.

غسان بن جدو: نعم، أنا أود أن أتوجه إلى السيد إدوارد ووكر في.. في واشنطن، صحيح أنه الحديث دائماً في الآونة الأخيرة، ويحمِّلون.. كثير من المحللين يحمِّلون إدارة الرئيس (جورج بوش) مسؤولية ما تسمى بسياسة الأمن الوقائي أو الدفاع الوقائي، ولكن كثيرين ينسون بأن السيد (وليام بيري) وزير الدفاع في عهد الرئيس (بيل كلينتون) هو صاحب كتاب "الدفاع الوقائي".

سيد إدوارد ووكر، أنتم في الولايات المتحدة الأميركية هل تعتبرون أن الموقف الإيراني من التطورات العراقية أكان أثناء الحرب أو الآن هو موقف واقعي كما أراد أن يصفه السيد محمد علي أبطحي، أم هو موقف يهدد الأمن في العراق، وبالتالي يهددكم أنتم في الولايات المتحدة الأميركية هنا؟

إدوارد ووكر: إنني على قناعة بأن الموقف الذي اتخذته إيران أنه مفيد للعالم، وأنه صدام حسين قد.. صدام حسين قد ذهب.. قد رحل، وأن هذا يجب أن يعود بالفائدة على الشعب العراقي، أنهما النقطتان الأساسيتان، وأنا أتفق معه تماماً في ذلك، ويجب أن نتذكر دائماً أنه بينما كان العالم -كما قال- يعارض هذه الحرب، فإن الشعب الأميركي كانوا على قناعة تامة بأن صدام حسين كان يشكل تهديداً لهم.. للأميركيين، ولغيرهم من.. في المنطقة، وحتى لو أن هذا التهديد لو تحقق، فإنه كان سيتحقق في المستقبل، ويمكنني أن أقول بكل ثقة بأننا نشعر بغبطة وبسرور برحيل صدام حسين، ولكننا ملتزمون أيضاً بأن نبذل كل ما في وسعنا لمساعدة الشعب العراقي على أن تضع هويتها الخاصة التي كانت لديها طوال التاريخ كزعيم أو كقيادة سياسية وتاريخية في العالم، وأنها لا تحاول أن تمارس القوة على جيرانها، ولذلك فإني أعتقد أن الموقف الإيراني كان موقفاً مسؤولاً وأن.. أننا يجب معاً أن نبذل كل ما في وسعنا، لمساعدة الشعب العراقي على حل مشكلاتهم، واستعادة اقتصادهم، وإقامة حكومتهم الخاصة.

المخاوف الأميركية من التدخل الإيراني في العراق

غسان بن جدو: سيد إدوارد ووكر، أنت تقول: إن الموقف الإيراني كان مسؤولاً، وينبغي أن نعمل معاً -أي إيران وأميركا- على مساعدة الشعب العراقي، ولكن أثناء الحرب، الإدارة الأميركية وعلى لسان وزير الدفاع (رامسفيلد) حذر إيران من مغبة التدخل في الشؤون العراقية، منع فيلق بدر من التدخل في -المعروف بأنه هنا موجود في إيران- من الدخول للعراق، والآن سمعنا بأن القوات الأميركية اليوم دخلت من الأراضي الكويتية، وبدأت تنتشر على الأراضي.. الحدود الإيرانية – العراقية، ويبدو بأن الولايات المتحدة الأميركية قلقة جداً مما تسميه التدخل الإيراني في العراق، كيف يمكن أن تعملوا معاً في هذا الملف؟

إدوارد ووكر: أعتقد أن يجب أن يكون هناك أهداف مشتركة، وأن نفهم ما هي هذه الأهداف، فإذا كان الحكومة الإيرانية تسعى إلى إحداث البلبلة والاضطراب في العراق، فإن ذلك سيكون.. سيشكل مشكلة خطيرة بالنسبة لنا، وبالتأكيد فإنه في خلال الحرب، فإن أي فعل حرب أو في أثناء الحرب لا تريد أي تدخل كثيراً من الخارج، لإنقاذ الأرواح وتجنب أنواع الاضطراب الذي يمكن أن يحدث إثر تدخل الغير، لذلك فإنني لا أعتقد بأن هناك أي شك بأننا نرغب في أن يبقى.. الآخرون بعيدين، بينما نقوم بعملياتنا، أما الآن فإننا بحاجة إلى أن نتفق معاً على أن هذا ليس المكان الذي يكون فيه من المفيد أن نُحدث انقسام بين الشعب، بل الوقت لكي نعمل جميعاً، لكي نجمع شمل الشعب العراقي، حتى يمكنهم أن يمارسوا قيادتهم بالسبل التي لا تؤثر بشكل سلبي على الأقليات مقارنة بما كان يفعله صدام حسين، حين كان يقوم بقمع الغالبية، كل القطاعات يجب أن تحظى بالحماية في العراق، ويجب أن يكون ذلك جهداً مشتركاً.

غسان بن جدو: السيد محمد علي أبطحي من الواضح أن السيد إدوارد ووكر الذي يعبر عن موقف أميركي واضح ورسمي، أي تدخل إيراني في الشأن العراقي الآن يعتبره خطراً على الولايات المتحدة الأميركية، ولاشك أنكم الآن معنيون بالانتقادات التي توجه أو التحذيرات التي توجه لإيران الحالية، من أن إيران تريد أن تصدِّر نموذجها بتأسيس دولة دينية إسلامية في العراق على النموذج الإيراني، ولعلهم استندوا إلى ما حصل في أربعين الإمام الحسين حيث احتشد ملايين من الشيعة ورفعوا صوراً وشعارات اعتُبرت بأن هذا تهديد شيعي إيراني على العراق المستقبلي؟

محمد علي أبطحي: والله أنا أعتقد لو بعض اللحظات يمكن أن تعطيني وقت أنا بالنسبة لهذا الموضوع أدخل من باب أخرى، من باب العلاقات الإيرانية والأميركية في قضايا الحرب إيران.. الحرب الأميركي – العراقي، بالواقع نحن كل العالم يعرفون لو ما كنا موقفنا في الحرب الأفغاني.. في حرب أميركا للأفغان، ما كان يسقط نظام طالبان التي هو نظام ضد حقوق الإنسان ويعمل إرهاب وكذا، وبعد هذه نحن ما صارت الثقة بين الشعب الإيراني بالفعل، بالنسبة لأميركا لأنه رأى بعد هذه المسألة مباشرة نحن صرنا محوراً من محور الشر، وهذه طبعاً عجيب بالنسبة إلى الشعب الإيراني، أنه كيف الرد يكون كذلك.

بالنسبة للحرب الأميركي- العراقي نحن قبل الحرب كان موقفنا أنه نحن ضد الحرب، لأنه كل العالم ضد الحرب ونحن كمان ضد الحرب، لكن بعدها.. بعد أن بدأ الحرب، نحن أعلنا موقفنا رسمياً، وأعلن المرشد وأعلن كل المسؤولين بإيران، أن موقفنا موقف حيادي بالنسبة للحرب، لأنه أنتم تعلمون، والعالم العربي والعالم الإسلامي كلهم يعلمون أن بعض الدول التي عانت من العراق بأقل من.. كثير مما عانت الإيرانيين من العراق ومن صدام حسين في طوال 8 سنوات الحرب وتجربة الأسلحة الكيمياوية على إيران، وكل ما عمله ضد إيران في طوال 8 سنوات، وبعض الدول الذي ما عانوا كثيراً، حتى من حكومة صدام عرفوا لهم حق أن يفتحوا كل المجالات لدعم السقوط الأميركي عملياً على الأرض، لكن مع أنه إيران كان له حدود، أطول حدود مع العراق وهذه نقطة إيجابية بالنسبة لحيادنا، وكان طريقنا إلى بغداد أقرب طرق، وكان مجموعة من المعارضين العراقيين 20 سنة دُربوا بإيران، حتى يستفيدوا من هذا اليوم، وما سمحنا لهم أن يتجاوز عن حدود إيران، مع كل هذه الأمور لو نجمعهم مع بعض نحن نوصل إلى هذه النقطة أن إيران وقف على موقف حيادي حيال الحرب العراقي.. الحرب الأميركي العراقي، طبعاً…

غسان بن جدو[مقاطعاً]: لأ، تصدير (…) النموذج، يعني محاولتكم تصدير النموذج من خلال العراق.

محمد علي أبطحي: وأنا.. وأنا أعتقد.. أنا أعتقد شخصياً أنه الشيء الذي نحن نركز عليه دائماً أن الشعب العراقي هو نعطي المجال له كل العالم، وكل الجيران وكل العالم، لأنه نحن كمان ننساه، يعطوا المجال للعراقيين هم يقرروا مصيرهم، هلا طبعاً يقرروا مصيرهم، بمعنى أنه هم ينتخبوا كيفية حكومتهم، هم ينتخبوا كيفية الاستفادة من مجموعته، مع أنه كمان نُصِر على أن يكون كل الفئات العراقية وكل الفئات المذهبية عرقية، قومية، وطنية في العراق يكون حرين في استفادة طقوسهم، عن أعمالهم، كما أنه نحن نرى إيجابياً ما صارت في أربعين الإمام الحسين، هذه مسألة ليست مسألة السَنَة هذه، لأنه التلفزة العالم كان يبث هذه المراسم كأنه فكروا هذه.. هذه مسألة السَنَة، مئات السنين من 40 الإمام الحسين وعاشوراء، وهذه الطقوس الدينية للمذهب الشيعي هي موجودة، ونحن طبعاً نرى بعين إيجابي أنه في هذه السنة الشعب الشيعي في العراق استفاد، كما أنه نحن نحب أن المسيحيين، السنة وغيرهم يكونوا حرين في الاستفادة من طقوسهم.

غسان بن جدو: نعم، سيد محمد علي أبطحي، نحن الآن مع نائب الرئيس الإيراني، نريد موقفاً رسمياً واضحاً، هل أن إيران من صالحها أو حريصة أو تعمل على التدخل في الشؤون العراقية الداخلية باعتبار أن العراق دولة جوار، وباعتبار أن إيران دولة عقائدية الآن، وتريد أن تصدِّر نموذجها نموذج الجمهورية الإسلامية إلى العراق؟ بوضوح؟

محمد علي أبطحي: أنا بأقول بوضوح وبصراحة نحن لسنا في صدد أن نتدخل في القضايا العراقية، بكل.. يمكن حتى إذا يكون عندنا قدراتنا، ما نريد نستفيد، وننصح كمان في نفس الوقت ألا يتدخل غير الإيرانيين في شؤون العراق والمحتلين وغيرهم، حتى الشعب العراقي يكونوا حرين بعد طوال هذه الصدامات الذي صارت من قبل ديكتاتورية صدام، يستفيدوا ويعينوا هم.

التخوف الإيراني من الوجود العسكري الأميركي في العراق

غسان بن جدو: هذا الوجود الأميركي الموجود العسكري في العراق، هل تصفه بأنه احتلال، وإذا اعتبرته احتلالاً، هل تعتبر بأنه يهدد إيران، أم لا؟

محمد علي أبطحي: أما بالنسبة لهذه المسألة أنا أعتقد ليست نحن ولا العراقيين فقط، أن البشرية عموماً لا يقبل أن يحتل بلده، من غيره.. من قبل غيره، وطبعاً هذه النفسية نفسية موجودة عند الشعب العراقي، عند الشعب العربي، عند الشعب الإسلامي، حتى عند الشعب غير العربي وغير الإسلامي، أنه لا يقبلون الاحتلال، ولهذا..

غسان بن جدو[مقاطعاً]: لكن هل أنتم تعتبرونه احتلال؟

محمد علي أبطحي[مستأنفاً]: ولهذا.. ولهذا نحن نقول أنه يلزم أن يُترك مجموعة المحتلين في داخل الأميركان العراق يتركوه، ويعطوا المجال للشعب العراقي أن يقرر مصيره.

غسان بن جدو: طيب هل تعتبر هذا الوجود العسكري احتلالاً؟ هل تعتبره يهدد إيران أم لا؟

محمد علي أبطحي: أنا ما أعتقد طبعاً يلزم علينا أن نكون واقعيين أكثر على سياستنا الخارجية وعلى ما حدث في العالم، لأنه ما حدث حدث شيء جديد، وليست حدث صغير، حدث كبير على مستوى المنطقة على خريطة المنطقة، يلزم أن نكون حذرين وطبعاً منتبهين، لكن في نفس الوقت ما أرى أنه تهديد واقعي وفعلي موجود على الحدود.

غسان بن جدو: سيد إدوارد ووكر، لعلك بطبيعة الحال تعلم الكلمة الشهيرة لوزير الخارجية الأميركي الأسبق (هنري كيسنجر) الذي وصف رامسفيلد بأنه الذاهب دائماً إلى الحرب، الآن بعد الانتصار الأميركي في العراق، ما.. الملاحظ الآن بأنه انتصار، هل تعتقد بأن الولايات المتحدة الأميركية ستنتهج أيضاً خياراً عسكرياً لتغيير خريطة الشرق الأوسط كما بشر بذلك الرئيس جورج بوش، ومن ثم إمكانية أن يتم هذا الاعتداء العسكري على إيران أيضاً أم لا؟

إدوارد ووكر: لا أعتقد ذلك، وقد أوضح الرئيس ووزير الخارجية بأن هذا ليس هدفاً من أهدافنا، وحتى المحافظين لدينا مثل (ريتشارد بيرل) قد أوضح علناً بأنه لم يكن لديه أي طموح لشن حرب ضد إيران، دعني أقول بأنني أقدر وأعتقد أن حكومتي أيضاً تقدر الجهود التي بذلتها إيران في وضع.. في حالة أفغانستان، وأود أيضاً أن أضيف بأننا.. بأن العالم .. وقادة العالم وشعوب العالم لا يحبون الحرب وحدهم، بل أيضاً الشعب الأميركي لا يحب الحرب، والآن نعتبر محتلين، وأنا أتحدث عن رامسفيلد وسياسته، هو الآن سحب قواتنا بأسرع وقت ممكن، ولكن لدينا التزام، وقد تعهدنا وبعد قيامنا بهذه العملية العسكرية وهي توفير الأمن حتى يتسنى للشعب العراقي من تشكيل حكومتهم، وإقامة انتخابات وغير ذلك، وإلا فإننا سنكون عديمي المسؤولية بأن نترك هذا المجتمع وهذه الدولة مفتوحة أمام الناهبين واللصوص والإرهابيين، ولذلك.. لأننا دخلنا بشكل عسكري فإن هناك التزام يقع على عاتقنا، وسوف نفي بهذا الالتزام، ولكن هذا الالتزام يتضمن أيضاً بأن نتأكد من أن العراقيين هم الذين سيختارون، وسيحددون مستقبلهم بأنفسهم وأن المستقبل سيكون.. سيعم بالسلام على المنطقة.

غسان بن جدو: هل أن العلاقات الإيرانية الأميركية متجهة إلى تصعيد أكثر أم هدوء؟

[فاصل إعلاني]

مستقبل العلاقات الإيرانية الأميركية

غسان بن جدو: لأن الحوار بين إيران وأميركا معقد جداً، ولأننا لأول مرة منذ حوالي ربع قرن في حوار مباشر بين طهران وواشنطن فاعذرونا على بعض.. إذا لاحظتم بعض التقطيعات.

سيد محمد علي أبطحي، أنتم انتهجتم سياسة الحوار مع أميركا، مع الشعب الأميركي، واعتبرتم أن من أحد أهدافكم التقارب مع الولايات المتحدة الأميركية، على الأقل مع الشعب الأميركي، لكن يبدو أن الآن هناك قطيعة، وتحدثت بأنه بعد أفغانستان، أجابتكم الإدارة الأميركية بأن صنَّفَتكم في محور الشر، هل نريد.. نفهم من ذلك هل أن الحكومة الإيرانية، القيادة الإيرانية، النظام السياسي في إيران وصل إلى طريق مسدود في حواره مع أميركا، أم لا تزالون متمسكين بنهج الحوار مع الولايات المتحدة الأميركية الذي يمكن أن يؤدي بعد إلى تقارب ما؟

محمد علي أبطحي: أولاً: أنا أعتقد أن الحوار بين الشعبين ما قطعت، والثاني: أنه طبعاً نحن مشاكلنا مع الولايات المتحدة مرت عليه زمان طويلة من قبل الثورة والمشاكل بعد الثورة والحرب، وكل هذه الأمور، وفي نفس الوقت نحن نعتقد طبعاً غيرت كثير من الأمور في القضايا العالمية وقضايا الإقليمية ودور أميركا في.. في الدور إقليمي للأميركا، طبعاً هذه الأمور كله يلزم أن يكون.. أن نستفيد مما في عصرنا الحالي وخصوصيات العصر الحالي، ولا أعتقد أنه مسكر الطرق.

غسان بن جدو: طيب عندما يقول المرشد علي خامنئي إن إيران لن تقف على الحياد فيما يتعلق بين الشعب العراقي والولايات المتحدة الأميركية، هل نفهم من ذلك أن القيادة الإيرانية مجتمعة يمكن أن تذهب إلى حد المواجهة مع أميركا انطلاقاً من هذا الشعار، أم لا؟

محمد علي أبطحي: أنا ما أعتقد معنى كلام المرشد هيك، أنا أعتقد أنه نحن طبعاً مش فقط نحن، كل العالم والعراقيين..

غسان بن جدو: نحن نريد أن نفهم.. نحن نريد أن نفهم..

محمد علي أبطحي: ليس.. ليسوا على الحياد بالنسبة على استمرار الاحتلال في العراق، هذه معناه أنه نحن ندعو الذين احتلوا العراق أن يؤتوا للشعب فرصة للشعب العراقي فرصة سريعة وأكثر حتى هم يقرروا مصيرهم، أنا أعتقد هيك.

غسان بن جدو: سيد إدوارد ووكر، أنت كنت بطبيعة الحال في موقع قرار في موقع مسؤولية، عندما كانت هناك محاولات للتقريب بين إيران وأميركا، وأنت تراقب الآن ما الذي هو حاصل بين طهران وواشنطن، بوضوح ما هي المعوقات الأساسية التي تقف.. تقف أمام أي تقارب بين إيران والولايات المتحدة الأميركية؟

إدوارد ووكر: جزء من المشكلة في رأيي، وهو أن بعض من الكلام العلني وبعض التصريحات مثل محور الشر، وهي تعوق الحوار الجاد بين الولايات المتحدة وإيران لحل كل الخلافات بين.. لدينا خلافات بالطبع بين موقفينا، وهذه حقيقة معروفة، ولكن هذا لا يعني بأننا يجب أن نتوقف عن الحديث مع بعضنا البعض، بل أنني شعرت بتشجيعي عندما تحركت الإدارة الحكومية.. الحكومة الأميركية في الحوار مع كوريا الشمالية، ووزير الخارجية الآن يتجه إلى سوريا لإجراء مناقشات مع الرئيس بشار، أعتقد أن هذا هو نوع النموذج الذي يجب أن نتبعه في علاقتنا مع إيران، وهناك قضية واحدة تطغى على جميع القضايا الأخرى بالنسبة لنا، وهي محاولة انتهاز هذا الانفتاح الذي أعطاه الفلسطينيون إلى أبو مازن كرئيس وزراء منتخب للسلطة الفلسطينية، وقد نادى بنهاية عمليات الإرهاب كآلية لتحقيق الوصول إلى حل، والمستقبل متوقع بالنسبة للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، والروس أن يجتمعوا خلف خطة خارطة الطريق للسلام التي تشكل إمكانية حقيقة للإسرائيليين والفلسطينيين أن يصلوا إلى حل سلمي، وهذا هو نوع الجهد الذي يجب أن يحظى بكل تعاون كل دول المنطقة، لا يمكننا أن يكون هناك ما يُدعى.. ما يزعم به (البريطانيون) يأتون إلى تل أبيب ويقومون بتفجير أنفسهم، نحن يمكننا أن نحظى أو نشعر بقيمة الدعم من المنظمات المختلفة، وهذا عامل بالغ الأهمية في موقفنا في هذه اللحظة، فإننا يجب أن.. أن نؤمن بأن المنطقة بأكملها سوف تفيد بمساعدة الفلسطينيين فيما يقولون أنهم سيفعلونه أو بدءوا في أن يفعلوه في العمل لحل هذه المشكلة.

غسان بن جدو: سيد محمد علي أبطحي، لعل السيد إدوارد ووكر بلباقة دبلوماسية واضحة أراد أن يحملكم مسؤولية من دون أن يسميكم بشكل أساسي، ولكن عندما سألته ما هي المعوقات أجابني بهذه الطريقة، بمعنى آخر هناك رفض أميركي للسياسة الإيرانية المتبعة تجاه إسرائيل وتجاه الملف الفلسطيني بشكل عام، واضح أن الإدارة الأميركية الحالية تطالبكم بالتالي: على إيران أن تتخلى عن دعمها لحزب الله، على إيران أن تتخلى عن دعمها للمنظمات الفلسطينية، على إيران أن تغير موقفها من إسرائيل ومن عملية السلام، ما هو موقفكم سيد محمد علي أبطحي؟

محمد علي أبطحي: والله أنا أعتقد إذا يكون مشكلة مع يعني الرأي العام العالمي بالنسبة إلى العلاقات مع إسرائيل، أنا أعتقد العالم يعترض على سياسات أميركا بالنسبة إلى الدعم الغير..

غسان بن جدو: غير محدود.

محمد علي أبطحي: غير محدود لإسرائيل، والله أنا أعتقد القلق الأصلي في العالم الإسلامي أنه يعتقدون أن قضية الإرهاب، ومكافحة الإرهاب، قضية أفغانستان، قضية عراق، كله ما عملت من صالح، حتى الشعب العراقي، ولا يؤخذ هذه القرارات في البيت الأبيض، وهذه القرارات عمدة يؤخذ في تل أبيب من شان مصلحة الشعب الإسرائيلي وهذه الذي يقلق فيه العالم الإسلامي، وبنفس الوقت أعتقد من.. في ظل هذه السياسة الأميركية يقوِّي التشدد بالعالم الإسلامي، وهذا شيء نحن نعاني منه كمان أنه هذا التشدد لا يفيد الأميركان أولاً، لا يفيد العالم، ولا يفيد المنطقة كله، وبالنسبة لحزب الله أنا أعتقد هذه مجموعة لبنانية وعندهم.. فيه عندهم مندوبين بالبرلمان، ويستفيدوا، وكل.. وبالقمة العربية كل الدول العربية إجماعاً استنكروا.. إجماعاً دعموا هذه المنظمة من شان خروج الاحتلال عن بلدهم.

غسان بن جدو: يعني مواقفكم من هذه القضية لم يتغير بشكل واضح، ولكن دقيقة فقط أمامنا سيد محمد علي أبطحي نريد أن نفهم منظمة مجاهدي خلق التي تعتبرونها.. تصفونها بصفات معينة موجودة الآن في العراق، ويبدو إن ثمة اتفاق لوقف إطلاق النار بينها وبين الولايات المتحدة الأميركية في داخل العراق، كيف تنظرون إلى هذه المسألة؟

محمد علي أبطحي: أنا بهذه المناسبة بدي أقول أنه (شوش) الذهن .. أسماع العالم في هذه السنين.. السنة ونص أنه كل هذه الأمور لمكافحة الإرهاب، وكيف ممكن نحن والعالم يقبلون أنه فيه منظمة، هو بدأ عمليته بالإرهاب، بدءوا بقتل الأميركيين، بدءوا بقتل الأبرياء بداخل إيران إرهابياً، الكونجرس الأميركي أعلن أنه هذه المنظمة إرهابية، وكان من مجموع جيش صدام حسين في طوال هذه السنوات، وهلا أحاطوا عليه، واحتووا عليه، وبعدين يكون في ظل الحكومة الأميركية في.. في ملجأهم، هذه لا.. لا يضمن العالم أنه هذه مكافأة [مكافحة] الإرهاب.

غسان بن جدو: أنتم أيضاً ما هو موقفكم منها، تعتبرونها أمراً سلبياً أم إيجابياً؟

محمد علي أبطحي: نحن نعتبرها أمر سلبياً، نحن نرى..

غسان بن جدو: نعم، شكراً.. شكراً سيد محمد علي أبطحي (نائب الرئيس الإيراني).

محمد علي أبطحي: أهلاً وسهلاً.

غسان بن جدو: شكراً لك سيد إدوارد ووكر (مساعد وزير الخارجية السابق من واشنطن).

شكراً للمشاهد.. شكراً لكم مشاهدينا المحترمين على حسن المتابعة، مع تقديري لكم غسان بن جدو، في أمان الله.