
فوق السلطة- البيت الأبيض والسحر الأسود.. إسرائيل تتنفس الصعداء بسلام البحرين
وتناولت الحلقة أيضا: من قال إن الأميركيين وطالبان لا يلتقون؟ سياسية جزائرية تعرضت للسحر الأسود.
أرادت الأرانب عقد صلح مع الذئب مع أنها لم تحاربه يوما، لكنها سمعت عن ولعه بلحم الأرانب، فأرادت اتقاء شره والاستقواء به، بشراكة ظنت أنها ستكون رابحة.. رحب الذئب بالفكرة، ووزع المهام بعدالته التاريخية، أنتم تجمعون الجزر وأنا آكله.. تعجبت الأرانب، وهل أمسى ذئبنا نباتيا؟ هذا يسرنا ويحمي لحومنا.. قالها الذئب وأنيابه بارزة، فظنت الأرانب أنه يبتسم، لكنه كان متورطا بعزومة للذئاب، وطلبت منه يخنة الجزر بالأرانب.
ما جرى هذا الأسبوع هو تتمة للاتفاقية الإماراتية الإسرائيلية، وريتويت للاتفاقية قامت به البحرين بنجاح.. وألحقت المنامة على عجل بحفلة توقيع أبو ظبي اتفاقها مع تل أبيب في واشنطن في ذكرى مذابح صبرا وشاتيلا، فضرب نتنياهو عصفورين بحجر، وجاء بيضه بصفارين، فيما ينظر ترامب إلى الخليج كدجاجة تبيض له ذهبا، حتى في مواسم الانتخابات.
عندما تتعانق تلفزيونات إسرائيل والإمارات والبحرين في بث إخباري موحد تتجلى معاني المحبة، و"أنا لغير المحبة ما خضعت الراس".
استعاد مغردون تصريحات لمؤسس دولة الإمارات الراحل الكبير الشيخ زايد في مقابلة له عام 1969 يحدد فيها مبادئ دولته من الصراع العربي الإسرائيلي فيقول "إسرائيل هي العدو الأول للعرب والمسلمين، ومن شذ عن هذا الموقف فليس منا"، ومن مواقفه المبدئية أيضا "البترول العربي لن يمر عبر فلسطين السليبة، ولن تستفيد منه إسرائيل".
أستاذ عبد الله بن زايد أذكرك بتصريحات نتنياهو.. قبلك قالها أخوك الشيخ محمد الشهر الماضي "إسرائيل لن تضم أراضي فلسطينية بموجب اتفاق السلام"، فرد عليه نتنياهو بسرعة السوط "لن أتنازل عن ضم أراض في الضفة الغربية".
لماذا غاب الشيخ محمد عن حفلة التوقيع؟.. سؤال فتح الباب لكثير من التحليلات، أقساها ما قيل إنها مشاكل قانونية له مع القضاء الأميركي بشأن عدة قضايا تتعلق بحقوق الإنسان.
لا أستطيع أن أصدق أن ساحات الأقصى سوف تفتقد للقوات البحرينية الباسلة وهي تبذل دماءها دفاعا عن الإنسان والمقدسات، لكنها السياسة، ولا بد للجيوش البحرينية أن تترجل عن صهوة الجواد بعد طول جهاد.. خطوة البحرين الشجاعة بتحويل تخابرها مع إسرائيل من تحت الطاولة إلى سطحها سوف تُرى ولو بالميكروسكوب.
حمام السلام طار فوق البيت الأبيض، لكن الكاريكاتوريست الأردني عماد حجاج قلب ميم الحمام إلى راء.. لكن للدهر بقية، يعلق معتقل محرر، ما خان وما باع، لم يوكل بقضيته أحدا، ولم يتوكل إلا على واحد أحد.
إعلامي بحريني ذُكر بتغريدة سابقة له ومؤثرة، فهو سيسافر إلى كوكب آخر "لو قرر جميع سكان الأرض الاعتراف بالكيان الصهيوني كدولة"، لكن تبين أن الكوكب الآخر الذي تحدث عنه هو إسرائيل، لا يريد أن يسبقه إليها أحد.
بما يخالف كل فذلكات المطبعين الجدد لتبرير تطبيعهم، الكاتب البحريني عبد الله الجنيد يؤكد عدم حاجة البحرين لأميركا وإسرائيل في مواجهة إيران، فالإمارات والسعودية موجودتان، والمثل يقول "ما متت، ما شفت غيرك مات؟"، أبو موسى وطنب الصغرى والكبرى.
يقول البعض إن تغيير وزير الخارجية البحريني السابق الشيخ خالد آل خليفة مطلع السنة تم من أجل هذه اللحظة التاريخية، لا يريدونه في إطار الصورة، فاستبدلوه بالسيد عبد اللطيف الزياني الذي تغير أيضا على بعض الشاشات، فاستبدل بمدرب المنتخب السعودي السابق خليل الزياني، قبل تصحيح الخطأ لاحقا.
الناطق المستعرب باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي وعلى حسابه بتويتر كتب جزءا من الآية القرآنية الكريمة "يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة"، لكنه لم يكمل الآية "ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين" صدق الله العظيم.
انتشر فيديو يظهر وليمة غريبة أقامها عدد من اليهود المقيمين في دولة الإمارات داخل معبد يهودي بدبي، وفي مسابقة الهجن بأبو ظبي إماراتي يسمي ناقته تل أبيب.
في قضاء قلقيلية بفلسطين أقيمت جنازة رمزية لجامعة الدول العربية استهلت بتمثيل صلاة الغائب بحضور علم الجامعة على التابوت.
ولعل ما تم تشييعه هذا الأسبوع هو المبادرة العربية للسلام التي أطلقها الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز، وتقوم على الأرض مقابل السلام والتطبيع، نتنياهو دفن هذه المبادرة بـ3 كلمات "السلام مقابل السلام"، هذا هو العصر الجديد للسلام، ومن يدري، ربما يطلب خلف نتنياهو لاحقا من العرب الجزية مقابل السلام.
نتنياهو وبعده ترامب أكدا أن حبل التطبيع سيكون جرارا، فهل سيشمل قطر؟ بكل الأحوال هناك أشكال من العلاقات القطرية قائمة مع إسرائيل، أبرزها العلاقة المزمنة مع معبر إيرز، البوابة الإسرائيلية إلى قطاع غزة المحاصر، لكن المفارقة أن واشنطن وأثناء استضافتها الحوار الإستراتيجي الأميركي القطري في نسخته الثالثة أشادت بجهود قطر في غزة وسوريا ولبنان، وفي أفغانستان.