الفضائيات في سوريا
كواليس

اغتيال الصحفيين، الفضائيات المستقلة

تناقش الحلقة اغتيال آنَّا بوليتكوفسكايا التي تعد من أكثر صحفيي روسيا جرأة، فقد جعلت تغطية الحرب في الشيشان شغلها الشاغل وفضحت فظائعها في كتب ومقالات وثبتت على نهجها رغم غضب الكريملن.

– اغتيال آنَّا بوليتكوفسكايا وملف قمع الصحافة
– الفضائيات الخاصة وفرص الاستقلال الإعلامي
– المونتاج.. مهنة من كواليس الإعلام


undefinedفيروز زياني: أهلا بكم في هذه الحلقة الجديدة من برنامج كواليس، تضييقٌ، إسكاتٌ وتغييب، قصة الصحافة في زمن القمع، اغتيال آنَّا بوليتكوفسكايا خبر تناولته الصحافة قبل أيام وآنَّا من أكثر صحفيي روسيا جرأة فقد جعلت تغطية الحرب في الشيشان شغلها الشاغل وفضحت فظائعها في كتب ومقالات وثبتت على نهجها رغم غضب الكريملين ورغم مواجهتها تهديدات بالقتل وقد تعرضت آنَّا بالفعل لمحاولات تسميم وترهيب وبذلك كله استحقت جائزة الشجاعة للمؤسسة النسائية الدولية للإعلام عام 2002، خبر الاغتيال يعيدنا مرة أخرى وربما عاشرة إلى الكشف عن التضييق الذي يتعرض له الصحفيون، ففي روسيا حيث تقل الصحف المستقلة وتواجه تضييقا ومنافسة مدعومة من الحكومة تزداد معاناة الأقلام الصحفية الحرة واغتيال آنَّا يطرح المزيد من التساؤلات حول دلالات اغتيال صحفية بهذا الحجم وإلى أي مدى سيسهم ذلك في إرهاب باقي الصحفيين وما مستقبل حرية الصحافة في مثل هذا الجو؟

اغتيال آنَّا بوليتكوفسكايا وملف قمع الصحافة

[تقرير مسجل]

سلام العبيدي: آنَّا بوليتكوفسكايا اسم جديد يضاف إلى قائمة القتلى من الصحفيين الروس الذين تميزوا بأقلام حادة في تناول مواضيع شائكة وحساسة، في البداية كان فلادليسف الذي أسهم في تأسيس الصحافة التلفزيونية المستقلة في روسيا الجديدة، آنذاك سمع الروس ولأول مرة بالتداخل العضوي بين الصحافة ورأس المال ومن ثم لحق ركب المغادرين إلى الأبد ديميتري خولودوف الصحفي الذي حقق في اختلاسات قيل إنها استفحلت في وزارة الدفاع الروسية وصُعقت الأوساط الصحفية مجددا إثر اغتيال بولخ ليبنيكاف رئيس تحرير الطابعة الروسية من مجلة فوربس وفي هذه المرة توجهت أصابع الاتهام تارة إلى الملياردير اليهودي بوريس بريزوفسكي وتارة أخرى إلى المقاتلين الشيشان.

أندريه ليبسكي – نائب رئيس تحرير صحيفة نوفويا غازيتا: التحقيق في أيِّ من هذه الاغتيالات لم يعثر على الجاني كما لم يتوقف استهداف الصحفيين في البلاد، أتمنى أن لا يتكرر ذلك مع آنَّا.

سلام العبيدي: من الواضح أن اغتيالات كل هذه الكوكبة من الصحفيين اللامعين ليس بالضرورة لها دوافع سياسية فالصحافة في روسيا لم تعد مستقلة ليس عن أروقة السلطة فحسب وإنما عن طبقة الرأسماليين الكبار التي تعرف بالأوليجارشيا فلا توجد وسيلة إعلام مؤثرة في هذا البلد إلا ما ندر لا تتلقى دعما ماليا مباشرا أو غير مباشر من الشركات الكبرى، بيد أن طبيعة كتابات آنَّا بوليتكوفسكيا في صحيفتها نوفويا غازيتا تجعل زملاءها يبحثون أولا عن دوافع سياسية.

أندريه ليبسكي: لا أريد البحث عن أثر شيشاني لكن فئة في السلطة ربما في الشيشان أرادت إسكاتها إلى الأبد.

سلام العبيدي: آنَّا حققت في مقالاتها السابقة واللاحقة فيما اعتبرته انتهاكات لحقوق الإنسان في الشيشان سواء أكان على أيدي القوات المسلحة الروسية أو الفصائل الشيشانية التي تدعم بقاء الجمهورية في قوام الاتحاد الروسي، في آخر مقالاتها تناولت الصحفية القتيلة آنَّا بوليتكوفسكايا مصائر أشخاص اختفت آثارهم في الجمهورية الشيشانية، تعددت أسباب قتل الصحفيين في روسيا والموت واحد، سلام العبيدي، الجزيرة، لبرنامج كواليس، موسكو.

فيروز زياني: ولمناقشة هذا الموضوع معنا من موسكو المحلل العسكري في قناة TVC السيد الكسي بورزنكو، سيد بورزنكو بدايةً في أي سياق يمكن وضع اغتيال الصحفية الروسية أنا؟


الكسي بورزنكو – محلل عسكري في قناة TVC: أولا أريد أن أقول بأنني كنت أعرف آنَّا بشكل جيد فقد درسنا سويا في جامعة موسكو من عام 1974 لـ1979 ولذلك عرفتها بشكل جيد وأقول بأن الاغتيال كان سياسيا ومجرد الكتابة حول تقارير حقوق الإنسان وخاصة في الشيشان في هذه فترة الحرب فلذلك فلديها أعداء كُثُر والآن ماذا.. ما هي نتيجة هذه الحالة؟ الشرطة سوف تجد الشخص القاتل لأن لديهم الصور وكذلك لديهم الطلقات التي تم استخراجها من جثة الصحفية ولذلك أعتقد بأن الشرطة ستعرف القاتل ولكننا لن نجد أبدا الشخص الذي هو وراء قتل الصحفية، الشخص الذي طلب من الآخر قتلها، إنها.. هذه هي المسألة، لقد كانت هناك بعض الإشاعات بأنها كانت تستعد للكتابة حول القوة الجديدة في الشيشان ولكن هذه هي إشاعات فقط لذلك يمكنني أن أقول لكِ بأنها.. بأنه اغتيال سياسي.

فيروز زياني: تقول بأنها كانت مجرد إشاعة سيد الكسي، رئيس تحرير نوفويا غازيتا الصحيفة التي كانت تعمل لصالحها آنَّا قال بأنه كانت بحوزتها صور بالغة الأهمية تكشف عن التعذيب في الشيشان، ما رأيكم في روايته؟

الكسي بورزنكو: التعذيب في الشيشان هو مسألة ماضية ليست مسألة في الحاضر هذه المرحلة من التاريخ قد مضت، إننا الآن نفكر في مستقبل الشيشان وأعتقد بأنه ربما بعض الأفكار التي أثيرت حول ما حدث بآنَّا هي مسائل متعلقة بالمستقبل فقد أصبحت مشهورة في روسيا بعد مقال كتبته عن التعذيب في الحكومات الفدرالية، كتبت عن السجون في هذه الحكومة الفدرالية في الحرب الشيشانية وبعد هذه المقالات اشتهرت كثيرا وكذلك أصبحت غير محببة لدى الجيش الروسي ولكننا عندما تحدثنا سويا قلت لها بأن الحرب في الشيشان هي التي كانت سائدة في تلك الفترة وإذا كنتِ تريدين التقاط صور جيدة فاذهبي إلى أبو غريب يمكنكِ أن تحصلي على صور أفضل، المسألة هي بأنها كانت تكتب عن حقوق الإنسان ولكن مسألة حقوق الإنسان والحرب هما أمران مختلفان كثيرا ومن الصعب جمعهما سويا.

فيروز زياني: نعم، اغتيال صحفية سيد الكسي بحجم آنَّا باعتقادك إلى أي مدى سيسهم في إرهاب باقي الصحفيين في روسيا؟

"
ما حدث لآنَّا يُبين بأن أي صحفي يمكن أن يقتل في أي مكان فآنَّا كانت خارجة من محل تجاري تحمل أطعمة ودخلت إلى المبنى وتم إطلاق النار عليها في المصعد
"
      ألكسي بورزنكو

الكسي بورزنكو: ما حدث لآنَّا يُظهر لنا بأن أي صحفي يمكن أن يقتله القاتل في أي مكان لأنك لا يمكنك أن تفعل أي شيء إزاء ذلك فآنَّا كانت خارجة من محل تجاري تحمل أطعمة ودخلت إلى المبنى وتم إطلاق النار عليها في المصعد، لذلك يمكن ذلك أن يحدث في أي مكان في الشارع ربما أنا لا أقول بأن هناك كثير من القتلة، كلا ليس هذا هو الوضع ولكن مَن يكتب المقالات حول المشكلات المختلفة مثل ما فعلت آنَّا مثل مسألة حقوق الإنسان التقارير في حرب الشيشان فنحن مثلا من ضمن مجموعتنا التي درست صحافة في عام 1974 آنَّا هي الشخص الثاني الذي قُتل بعد حرب الشيشان فكان هناك مصور من إنترتاس قُتل أثناء الحرب..

فيروز زياني: وباعتقادك ما مستقبل حرية الصحافة في مثل هذا الجو سيد الكسي؟

الكسي بورزنكو: المستقبل تعرفين أن الصحفيين الذين يكتبون المقالات أو التقارير لا يمكننا أن نفعل أي شيء إزاء مثل ما حدث لآنَّا بوليتكوفسكايا، يجب أن نكتب التقارير حول المشكلات ذاتها وعن القضايا ذاتها لا أن ننظر إلى ما حدث نتيجة لذلك ولكن أعتقد أنه بعد سنتين أو ثلاثة سوف نحصل على مزيد من المعلومات حول هذا الاغتيال لآنَّا بوليتكوفسكايا وما حدث بشكل عام ويمكنني أن أقول لك بأنه لم يكن هناك اغتيال سياسي لم يتم التحقيق بشأنه.

فيروز زياني: المحلل العسكري في قناة TVC السيد الكسي بورزنكو من روسيا شكرا جزيلا لك، الآن مشاهدينا الكرام إلى فاصل قصير نعود بعده لمتابعة بقية هذه الحلقة من برنامج كواليس.

[فاصل إعلاني]

الفضائيات الخاصة وفرص الاستقلال الإعلامي

فيروز زياني: أهلا بكم من جديد، الحديث عن إنشاء فضائيات مستقلة في سوريا قد يبدو غريبا بعض الشيء لكن هذا ما وقع بالفعل، فقد أُنشئت أول فضائية مستقلة في سوريا باسم شام وفي حين يرى البعض أن هذا بداية انفتاح إعلامي في نظام لم يعرف إلا الإعلام الرسمي الحكومي يشكك آخرون في مدى قدرة فضائية مستقلة في ذلك البلد على الاستقلال حقيقةً عن الإعلام الرسمي، فإلي أي مدى يسمح النظام السياسي باستقلالية الإعلام؟ وما هي التحديات التي ستواجهها فضائية شام الناشئة مثلا في هذا المجال؟

[تقرير مسجل]

عبد الحميد توفيق:عقودٌ مرت والإعلام السوري حِكْر على الجهات الرسمية، في كل منعطف داخلي وخارجي يجد هذا الإعلام نفسه في قفص الاتهام من حيث كونه بوقا للسلطة كما يقولوا البعض أو من حيث تأخره عن اكتساب المعايير المستجدة التي تفرزها ثورة التكنولوجيا المطَّردة وخبرات أهل الكار في هذا المجال كما يعتقد البعض الآخر، مشهد يُؤمَّل أن يتبدل بعد موافقة الحكومة السورية على الترخيص لمحطات تلفزة خاصة ضمن قانون الإعلام الخاص.

طالب قاضي أمين – معاون وزير الإعلام السوري: هذه المؤسسات الإعلامية سيتم معاملاتها معاملة مؤسسات إعلامية تقع خارج أراضي الجمهورية العربية السورية، إذاً ستخضع لقانون المطبوعات في البند المتعلق بهذا الموضوع حصرا، هي ليست مرخصة على الأراضي الجمهوري العربية السورية، فسنعامل أي محطة أو أي صحيفة أو أي مطبوعة تصدر في المنطقة الحرة معاملة مطبوعة خارجية نطبق عليها ما نطبقه على المطبوعات الخارجية الداخلة إلى سوريا.

عبد الحميد توفيق: الأسئلة حديثها وقديمها تطوِّق أطراف المعادلة فإلي أي مدى يمكن للإعلام الخاص التلفزيوني تحديدا أي ينأى بنفسه عن قيود الرقابة الرسمية المعهودة؟ وهل يعتقد بعض مَن خطا أولى الخطوات في هذا المضمار أن هناك من الضمانات ما يحفظ له حقه المادي والمعنوي؟

أكرم الجندي – رئيس مجلس إدارة قناة شام: هناك هدف تجاري من إنشاء القناة من خلال جذب أكبر شريحة من المشاهدين وبالتالي جذب شريحة المعلنين وأيضا هناك قصور في الإعلام الرسمي الداخلي لابد من أن يكون هناك إعلام رديف وموازي لهذا الإعلام.

"
لدينا سياسة تحريرية مختلفة ومستقلة تماما بمعنى أن الأخبار في قناة الشام ستكون مثل أي قناة عربية تهتم بالخبر، الأخبار هي التي ستقود النشرات وليس الانشغالات الحكومية
"
     محمد عبد الرحيم

محمد عبد الرحيم – رئيس تحرير قناة شام: لدينا سياسة تحريرية مختلفة لا أعرف إذا كانت تمتلك هامش حرية أوسع من الإعلام الحكومي أو لا ولكن الذي أنا متأكد منه أن لدينا سياسة تحريرية مستقلة تماما بمعنى أن الأخبار في قناة شام ستكون مثل أي قناة عربية تهتم بالخبر، الأخبار هي التي ستقود النشرات وليس الانشغالات الحكومية.

عبد الحميد توفيق: ومع أن البعض لا ينكر صعوبة التجربة إلا أن الكثير يعوِّلون على أن العمل تحت راية قانون المناطق الحرة وضمن مدينة إعلامية مستقلة سيضفي الكثير من المصداقية على نتائجهم، البعض يريدها خطوة على طريق تحطيم ما يسميه صنمية الإعلام الرسمي، آخرون يهللون لكنهم لا ينفون وعورة الدرب، لبرنامج كواليس عبد الحميد توفيق، الجزيرة، دمشق.

فيروز زياني: وللحديث عن هذا الموضوع معنا من دمشق السيد ثابت سالم الإعلامي السوري، سيد سالم إلى أي مدى يسمح النظام السياسي باستقلالية الإعلام في سوريا؟

ثابت سالم – إعلامي سوري: في الحقيقة الدستور السوري يضمن حرية الرأي وحرية الكلمة من الناحية النظرية وأعتقد أن هذا متوفر في كثير من الدساتير العربية إلا أن المشكلة هي ليست في النص إنما هي في ذهنية تراكمت عبر عقود من السنوات حدَّت من حرية الكلمة ومنعت الرأي الآخر من أن يظهر إلى العلن وهذا ما نتج عنه رقابة ذاتية حتى لدى الصحفيين السوريين الذين حُكْما هم مع حرية الكلمة ومع استقلالية الإعلام وهم يعانون من هذا الأمر، لكن الأمور على مدى السنوات الأخيرة تغيرت قليلا ليس فقط من ناحية الشكل إنما أيضا بدأ الإعلام السوري يتناول مواضيع لا تقتصر فقط على الإعلام الداخلي المحلي وإنما تتناول قضايا أساسية هامة وفي كثير من الحالات كان هناك عرض مباشر لأحداث جرت في سوريا كانت من المحرمات في السابق، أي مثلا انفجار في مدينة معينة، حادث أمني، قضايا أساسية بدأ الآن للقرار اتُّخذ وبسرعة كبيرة لعرضه على الإعلام أي يعني التغير حصل وبدأ، أرجو أن نكون قد بدأ بأن نضع قدمنا على السكة الصحيحة.

فيروز زياني: لكن باعتقادك ما هي أبرز التحديات التي سيواجهها الإعلام المستقل في ظل ما يقال عن عدم وجود تشريع قانوني منفتح؟

ثابت سالم: تأسيسا على ما قلنا لا شك أن هناك مشاكل سوف تبرز، هناك وجهات نظر متناقضة قد تكون في بعض الأحيان ما بين السلطة والحكومة من جهة وما بين المؤسسات الإعلامية الجديدة التي نطمح أن تكثر في سوريا وأن فعلا تمارس رأيها بشكل حر وصريح بعيدا عن سيطرة الرأي الحكومي، هذه المشاكل لا شك أنها سوف تبرز لكن في الوقت نفسه يجب أن نتفاءل قليلا لأنه في هذا الأمر في حد ذاته سوف يخلق روحا جديدة وسوف يُضطر أصحاب القرار إلى أن يعطوا مزيدا من الحرية وأن يتفقوا أن هذه حقيقة ولا يمكن بعد الآن حصر المعلومة عن المشاهد بأي شكل من الأشكال، هذه الثقافة الجديدة سوف تتطور على الرغم أنني على قناعة كبيرة بأن هناك سوف تكون الكثير من المشاكل ما بين المؤسسات الإعلامية الخاصة وما بين وزارة الإعلام السورية، لكن كما قلت برغم هذه الصعوبات سوف نضطر إلى تغيير الذهنية القائمة والتي بدأت بالتآكل رويدا.. رويدا..

فيروز زياني: فضائية شام التي يجري الحديث عنها الآن هل ستكون باعتقادك بداية لمشاريع إعلامية أخرى تشهدها سوريا لاحقا؟

ثابت سالم: نعم، أعتقد أن لديّ معلومات أن هناك العديد من الطلبات المرفوعة لوزارة الإعلام، بدأت العملية يعني منذ سنوات لا شك كان بدأ التحضير لقناة شام الفضائية وسنحت الفرصة وبدأ البث، انطلق البث الرسمي بعد ما استمر لفترة طويلة بثا تجريبيا، هناك محطات سوف تظهر دون أدنى شك كما هي الحال بالنسبة للصحف لكن نرجو أن تكون السَوية.. سَويَّة المحتوى الثقافي الذي تقدمه هذه المحطات وسَوية الخبر إذا كان هناك محطات إخبارية نرجو أن تكون ذات مستوٍ عالٍ كي نستطيع.. كي يحدث ذلك التنافس وبالتالي أن نطور الحالة العامة في البلاد.

فيروز زياني: وإلى أي مدى باعتقادك تختلف نشرة أخبار شام الناشئة عن نشرة أخبار التليفزيون الحكومي في سوريا، ما هي الضمانات لذلك؟

ثابت سالم: يعني أنا أعتقد أن الخبر هو الخبر في أي محطة كانت ومن أي مصدر جاء الخبر هو الخبر وهو يفرض نفسه، المهم أننا نستخدم أو نتلقى آراءً مختلفة حول طبيعة هذا الخبر بحيث أن نلقى الضوء عليه، إذا استطاعت محطة الشام أن تخرج من القالب الممجوج الذي كان يعاني منه الإعلام الرسمي والذي تغير أخيرا دون أدنى شك، إذا استطاعت على الأقل أن تخرج من القالب الكلاسيكي النمطي الذي ميز نشرة الأخبار في التليفزيون السوري لفترة طويلة تكون قد حققت شيئا، لكن بالنسبة للخبر أيضا هناك يعني.. لا يعني الخبر أو حرية الخبر أن يتبنى الجهاز الإعلامي وجهة نظر معينة ليبرالية أو غير ليبرالية مع الانفتاح أو غير الانفتاح، المهم تكون أقرب إلى الموضوعية، مستقلة لأنه أيضا هناك قضايا هامة تحتاجها الأمة العربية بشكل عام والمشاهد العربي هو زبون هذه المحطات، هناك مَن يعتقد أن حتى نشرة التليفزيون السوري نشرة ناجحة، المهم هو المحتوى موضوعة بقالب قريب من ذهنية الناس يتقبله المشاهد مبتعدين عن اللغو (Balderdash) كما يسمى في فن الإعلام عملية اللغو وقالب فني جديد مقنع يستطيع أن يوصل المعلومة كائنة ما كانت، للحكومة الحق أن تبدى وجهة نظرها وللإنسان الآخر للرأي الآخر يجب أن يظهر أيضا، المهم أن نسمح بوجود الرأي الآخر وظهوره على الشاشة كي نعطى إعلاما موضوعيا يواجه العالم.

فيروز زياني: ثابت سالم الإعلامي السوري من دمشق شكرا جزيلا لك.

ثابت سالم: شكرا يا سيدتي.

المونتاج.. مهنة من كواليس الإعلام

فيروز زياني: مهن فنية عديدة في كواليس الإعلام، اخترنا لكم منها مهنة المونتاج وهي عملية تنسيق اللقطات والمشاهد قبل بثها على الهواء.

[تقرير مسجل]

بسام القادري: هذه مشاهد تليفزيونية وهي عبارة عن لقطات أُلصق بعضها ببعض بشكل متناسب ومنطقي وهذا ما يسمى بالمصطلح التليفزيوني المونتاج وبالعربية التوليف، فما هو المونتاج أو التوليف؟ هذا الشاب اسمه زهير نعمة هو يعمل في قناة الـNBN الفضائية اللبنانية كفني توليف أو مونتير وقد رحب بأن نرافقه لتسليط الضوء أكثر عن قرب على عمليات المونتاج.


زهير نعمة – مونتير في قناة NBN – لبنان: الأخبار بيكون فيه مُعد وفيه قسم من التحرير بييجي بيكتب الخبر وبييجي للمنتج المنفذ بيعطيه الخبر، هذا الـ(Producer) بيقرأ النص بيفهم شو بده يعمل بيروح بينسق الصور للمونتير أنه على كل ها الكلمة بده ينحط هيدي الصورة إلى آخره، بيصير ينسقهم هيك بيصير عملية دمج الصورة مع الصوت.


بسام القادري: زهير يعمل في قناة الـNBN كمونتير في أكثر من مجال، الأخبار والبرامج وأيضا عبر أكثر من تقنية وهو يقول إن لكلٍ من هذه المجالات والتقنيات طرق مختلفة في التوليف.


زهير نعمة: عبارة مين اللي عمل، مين مَنتَّج التتر بتكتبه أنت، بتحدد أنه مين يشتغل مونتاج، إخراج، توزيع كلمات بس مثلا بالماكينات هادوليك القديمة شوي ما فيك هدول تعملهم.

بسام القادري: هنا ينتقل هذا الشاب إلى القسم المخصص للأخبار وفي طريقه تستوقفه ماكينة لتقنية أخرى في المونتاج.

زهير نعمة: خلينا قبل ما نفوت على الماكينات خليني أدلَّك على (System) اسمه (Avid) كمان متطور وكثير (perfect).

بسام القادري: وفي غرف مونتاج الأخبار تبدأ العملية مع هذا الصحفي الذي يضع نصه التحريري بالصوت على الشريط لتتم بعد ذلك عملية تنسيق الصور مع النص وبالإجمال فإن مدة التقرير الإخباري المتعارف عليها لا تتخطى الدقيقتين ونصف الدقيقة ولكنها بحاجة لأكثر من ساعة لتجهيزها، عملية سهلة بالشكل ولكن تنفيذها بحاجة لإتقان وفن، بسام القادري، الجزيرة، بيروت.

فيروز زياني: إلى هنا نأتي مشاهدينا الكرام إلى ختام حلقة هذا الأسبوع من برنامج كواليس، بإمكانكم دائما التواصل معنا عبر بريدنا الإلكتروني kawalees@aljazeera.net، السلام عليكم.