مارفن كالب – فيروز زياني (( كواليس ))
كواليس

الحصاد الإعلامي للعام 2005

تحاول الحلقة سبر أغوار وسائل الإعلام المرئية والمقروءة عربية وغربية، حيث تتزامن الحلقة مع رحيل عام 2005 عام الصدام بين استقلال الإعلام وتسلط السياسة.

– عام الصدام بين الإعلام وتسلط السياسة الأميركية
– سنة كبيسة إعلاميا في العالم العربي
– التحولات التقنية في مجال الإعلام


undefinedفيروز زياني: أهلا بكم في برنامج كواليس البرنامج الذي يحاول سبر أغوار وسائل الإعلام مرئية ومقروءة عربية وغربية، حلقة هذا الأسبوع تتزامن مع رحيل سنة وقدوم أخرى حلقة نحاول فيها التوقف عند أبرز المحطات التي ميزت الإعلام في عام 2005 عربيا ودوليا، من البوابة الأميركية نبدأ مقاربتنا لحصاد هذا العام الإعلامي والسبب ببساطة هو أن ما عرفه الإعلام الأجنبي من تحولات اختزلته التجربة الأميركية في أكثر من مجال فـ2005 كانت في الولايات المتحدة كما في عدد من دول العالم الأخرى عام الصدام بين استقلال الإعلام وتسلط السياسة و2005 كان أيضا العام الذي شهد كما استثنائيا في عدد الفضائح التي كشفت عنها الصحافة الأميركية والذي تعلق جزء كبير منها بالشأن السياسي.

عام الصدام بين الإعلام وتسلط السياسة الأميركية

[تقرير مسجل]

رشيد جعفر: لعل المشاهدين يذكرون هذه المناظر من إعصار كاترينا المدمر أكبر كارثة طبيعية تتعرض لها الولايات المتحدة في تاريخها، الإعصار كان أبرز حدث استقطب اهتمام وسائل الإعلام الأميركية في عام 2005 وكانت له ردود فعل واسعة النطاق.

مارك فيلدستاين– جامعة جورج واشنطن: إعصار كاترينا كان كارثة حقيقية وإخفاقا فيما يتعلق بكيفية رد الحكومة الأميركية عليه وقد غطته وسائل الإعلام الأميركية بطريقة أكثر اندفع من الأحداث التي غطتها قبله وأظهرت أن الحكومة لم تكن على استعداد لمواجهة كارثة من هذا القبيل.

رشيد جعفر: عاصفة أخرى أحدثت هزة لا تقل قوة عن الهزة التي أحدثها إعصار كاترينا في الولايات المتحدة وتمثلت في كشف صحيفة نيويورك تايمز عن وجود عملية تنصت سرية على المحادثات الهاتفية بموافقة من الرئيس بوش نفسه الذي برر ذلك بضرورة مضاعفة الجهود لمكافحة الإرهاب لكن توقيت نشر الخبر أثار تساؤلات حول هذا السبق الصحفي.

إدموند غريب– الجامعة الأميركية بواشنطن: توقيت نشر الخبر كان مهم جدا لأن هذا الخبر نُشِر في اليوم الذي كانت تتم فيه مناقشة قانون الوطنية الأميركية وكان الكثيرون يعتقدون بأن هذا القانون وبعض القوانين الأخرى التي كانت تناقش كانت ستمر أو لم تكن ستلقى المعارضة التي لقيتها فيما بعض لو لم تنشر هذه الأنباء في ذلك اليوم الذي نشرت فيه.

رشيد جعفر: تكتم الصحيفة على الخبر قرابة عام بطلب من الإدارة الأميركية لأسباب تمس الأمن القومي كما ذكر أثار أيضا جدل حول مصداقية الصحافة الأميركية وما إذا كانت حرة فعلا أم أنها مجرد أداة لتنفيذ سياسات الحكومة، صحيفة واشنطن بوست أماطت اللثام من جانبها عن فضيحة استأثرت باهتمام الرأي العام الأميركي وهي وجود معتقلات أميركية سرية خارج الولايات المتحدة تشرف عليها وكالة المخابرات المركزية الأميركية.

إدموند غريب: يعكس قيام وسائل الإعلام الأميركية بلعب الدور الذي كان الكثيرين من النقاد يتوقعون منها من وسائل الإعلام ولم يحدث خاصة بالنسبة لخلفيات الحرب أو قبل الحرب.

"
مسلسل الفضائح التي قوضت مصداقية الرئيس بوش أدت إلى انخفاض شعبيته بصورة كبيرة
"
   رشيد جعفر

رشيد جعفر: مسلسل الفضائح التي قوضت مصداقية الرئيس بوش وأدت إلى انخفاض شعبيته بصورة كبيرة تضمن أيضا توجيه المحقق الخاص الاتهام إلى آي لويس ليبي مدير مكتب نائب الرئيس ديك تشيني لضلوعه في فضيحة تسريب اسم عميلة لوكالة المخابرات المركزية الأميركية إلى وسائل الإعلام توجيه الاتهام أرغم ليبي على الاستقالة فيما يواصل المحقق الخاص تحقيقه مع كارل رووف المستشار في البيت الأبيض فيما يتعلق بالفضيحة نفسها.

مارك فيلدستاين: ديك تشيني هو الأكثر نفوذ في تاريخ نواب رؤساء الولايات المتحدة والحقيقة المتمثلة في توجيه الاتهام لرئيس موظفيه بالكذب على المحققين كشف للأميركيين وبصورة مذهلة مدى التضليل الذي ذهبت إليها الحكومة في حملتها المُحرِفة للحقائق لشن الحرب في العراق.

رشيد جعفر: حول الموضوع نفسه تعرضت الصحفية غوديث ميللر من صحيفة نيويورك تايمز للسجن لرفضها الكشف عن مصدر خبرها قبل أن يُعرَف أنه ليبى، تفاعلات القضية أثارت جدل حول حرية الصحفيين وحقهم في التكتم على مصادر أخبارهم دون متابعات قضائية، رغم أن هذه الأحداث الدولية وغيرها نالت اهتمام من قبل وسائل الإعلام الأميركية في عام 2005 إلا أن الأحداث الداخلية بما فيها الفضائح التي كشفت عنها الصحافة الأميركية كان لها أكبر الوقع على الرأي العام الأميركي لأنها تمس الأميركيين وقيمهم وأسس ديمقراطيتهم في الصميم، لبرنامج كواليس رشيد جعفر الجزيرة واشنطن.

فيروز زياني: ومعي من واشنطن السيد مارفن كالب إعلامي وخبير في شؤون الشرق الأوسط، سيد مارفن بماذا تفسر بروز عام 2005 كسنة تراجع الحريات والتضييق على وسائل الإعلام في أميركا؟

مارفن كالب- خبير الإعلام الأميركي وشؤون الشرق الأوسط: في عام 2005 كانت هناك عدد من الأمور المهمة التي تنخرط فيها الولايات المتحدة من جهة ووسائل الإعلام من جهة أخرى، واحدة هي القصة التي ظهرت في النيويورك تايمز التي تتحدث عن برنامج للمراقبة الوطنية التي سوف تؤثر على الولايات المتحدة في التعامل مع الدول الخارجية في اتصالاتهم، النيويورك تايمز تحدثت عن ذلك ورئيس الولايات المتحدة تحدث ضد ذلك وجلب رئيس تحرير النيويورك تايمز إلى البيت الأبيض وطلب منه أن يغير القصة ولكن النيويورك تايمز نشرتها على أية حال نشرت، هذه قضية ثم بعد ذلك كانت قصة القصة التي ظهرت في النيويورك تايمز حول السجون السرية التي ظهرت في شرق أوروبا والرئيس مرة أخرى نادى رئيس تحرير النيويورك تايمز وطلب منه عدم نشر القصة ولكن النيويورك تايمز قد نشرت هذه القصة مرة أخرى، في كلا الحالتين فإن النيويورك تايمز وواشنطن بوست أسقطت بعض المسائل التي كانت لتخبر عنها في الأوضاع العادية ولكن بسبب أن الرئيس طلب ذلك وهذا يشكل ويعبر عن تراجع في الحريات في الولايات المتحدة، ما إذا كان ذلك فعلا يحصل؟ أنا أشك في ذلك فإن بعض القضايا تنشر بعدم رضى الحكومة عنها.

فيروز زياني: لكن هذا العدد الكبير من الفضائح التي كشفت عنها الصحاف الأميركية هل يعبر ربما عن الحظوة الاستثنائية التي أصبحت لصحافة التحقيق أم هي ربما تعبير عن حجم الاختلال في السياسة الأميركية الداخلية وحتى الخارجية؟

مارفن كالب: إن الصحافة الأميركية كانت تضفي كثيرا من الأحيان في تحقيقات حول أنشطة الحكومة التي لا تريد الإدارة الأميركية أن تنشرها، هذا يحدث حول العالم وبالطبع يحدث كذلك في الولايات المتحدة، هذين مثالين قامت الحكومة بكل ما في وسعها من أجل منع نشر هذه القضايا في الصحافة، هناك مسائل المثيرة وبعض هذه الأمور هي تتعلق فيما إذا كانت الحكومة سوف تصدر تحقيقا لمعرفة من يوصل هذه القصص إلى الواشنطن بوست أو النيويورك تايمز، هذه الأمور لا نعرفها الآن ولكن ما نعرفه هو أن الكونغرس في بداية العام المقبل ينوي إنشاء تحقيق أو بداية تحقيق خاص بها فيما يتعلق بهذه المسائل.

سنة كبيسة إعلاميا في العالم العربي

فيروز زياني: سيد مارفن نرجو أن تبقى معنا نتحول معا إلى البوابة العربية فعام 2005 وإن لم يحمل معه في رحلته المتسارعة إلى كتاب التاريخ تحويلات كبرى في المشهد الإعلامي إلا أنه كان عاما يلفه السواد إذا ما اتصل الأمر بالحريات واستهداف وسائل الإعلام والصحفيين من لبنان إلى العراق ومن اليمن إلى موريتانيا مرورا بقطر تتالت الأحداث لتجعل من 2005 سنة كبيسة إعلاميا إن جاز لنا التعبير.

[تقرير مسجل]

زياد طروش: هذه حكايتي في عام 2005، قصتي تبدأ من العراق هناك في بلاد الرافدين قُتِل لي من الرفاق الصحفيين 24 على يد من؟ لا أعلم، كل ما أعلمه هو أن صوت الحق والحرية هو أول من يدفع من أجل العراق الجديد، هذه الحال في العراق ومثلها في لبنان حيث اغتالوا سمير القصير وجبران تويني وفي ليبيا التي قُتِل فيها ضيف الغزال وفي الصومال التي فارقنا فيها زميلان آخران، 29 هو عدد الزملاء الصحفيين الذين رحلوا برحيل هذا العام بحساب آخر هم قرابة نصف من قتلوا في العالم بأسره في سنة 2005 بحسب ما أحصت منظمة مراسلون بلا حدود، حكايتي في العام الراحل عنا ليست فقط قتلا هي حكاية كل صحفيا في اليمن لاحقه سيف القانون بسبب ومن دون سبب حكاية حرية يحاولوا أعداؤها قبرها وسيلتهم في ذلك السجن والاعتداء والخطف والتهديد، ليس اليمن بالاستثناء فإن مررت بمصر وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا قالوا لك حديثا مشابها لكن تأكد أن الصورة هي الصورة مهما اختلفت ألوانها، لست سوداويا بطبعي لكن كيف لي أن أكون حين أستذكر ما نقلته صحيفة الديلي ميرور البريطانية عن إفصاح بوش لبلير أنه فكر في يوم من الأيام أن يستهدف قناة الجزيرة، قالوا مزحة فقلنا حياة الصحفيين ليست للبيع في سوق النكت ورغم عتمة هذه تضيء بعض المصابيح أو هكذا بدت لي، في عام 2005 رأيت عشرات القنوات التليفزيونية والإذاعية الجديدة، صحيح أن كثير منها أختار محتويات بعيدة عن الشأن السياسي المزعج كالموسيقى وشؤون المال والعقار لكن وجودها في حد ذاته قد يعني بداية النهاية للتليفزيون السيد الرئيس ونشرة حرم السيد الرئيس، رأيت هذا في تونس التي سمح فيها لأول مرة بإذاعة وقناة تليفزيونية مستقلتين، رأيت ذلك أيضا في العراق فأعجبتني قنوات تليفزيونية ولم تفعل قنوات أخرى لكني أدركت أن المهم أن نفَّس الحرية الذي يجسده ظهور هذه القنوات أعز علي من نقد مضمون بعضها، رأيت هذا بعد أنت طالعت صحفا جديدة في البحرين وفي مصر وغيرها فأدركت أن عام 2005 لم يكن بذلك القدر من السوء كما كنت أتصور، انتهت الحكاية.

فيروز زياني: نعود إليك سيد مارفن كالب ويعني وأنت المطلع أيضا على مجريات الأحداث في المنطقة العربية، في الوقت الذي يتحدث العالم كله عن تحول نحو الديمقراطية والإصلاح في المنطقة العربية نجد ربما دائرة الحرية تزداد ضيقا في الإعلام لماذا هذه المفارقة؟

"
هناك ظاهرة حالية جديدة كما يبدو وهي جهود من الإدارة الأميركية لجعل وسائل الإعلام تكتب ما تريده
"
   مارفن كالب

مارفن كالب: هذا سؤال جيد وأنا أعتقد بأنها فقط مفارقة حالية لأنني أعتقد بأنه فيما يتعلق بوسائل الإعلام الأميركية بأنه ستكون أية تراجعات مهمة حول أهمية وسائل الإعلام الأميركية، أعتقد بأن النيويورك تايمز ستقوم بما تريد أن تقوم به وكذلك الواشنطن بوست وأعتقد كذلك الشبكات الأخرى ستستمر في فعل ما تريد فعله، أنا أقول بأنها ظاهرة حالية لأنه يبدو بأن هناك جهود من الإدارة الأميركية لجعل وسائل الإعلام تكتب ما تريده الإدارة، لقد حدث ذلك خلال إدارة ريغان حدث كذلك خلال إدارة بوش الأول وفي جميع الأحوال فإن الحريات الأساسية الموجودة في الولايات المتحدة تعود لتفرض نفسها وتبقى وسائل الإعلام الأكثر حرية في العالم.

فيروز زياني: استهداف الصحفيين ووسائل الإعلام العربية ظاهرة في الواقع ليست بالجديدة، لكن الجديد ربما هو انخراط أنظمة غربية في هذا الاستهداف أو التهديد به، هل أصبح الإعلام العربي بهذه الدرجة من الخطورة؟

مارفن كالب: أعتقد بأن هذا سؤال جيد، لا يوجد هناك شك بأنه في التغطية للمشكلة الفلسطينية الإسرائيلية وكذلك بشكل خاص الحرب على العراق التي قُتِل فيها عدد أكبر من الصحفيين وتم تهديدهم في أكثر من أي وقت مضى، أعرف من صحفيين رجعوا من العراق قالوا بأن الظروف هناك أكثر خطورة من أية حالة شهدوها خلال حياتهم المهنية ولذلك فإن السؤال سيكون ما إذا كانت وزارة الداخلية في دعمها للصحفيين في أرض المعركة ستكون ملتزمة في الحصول على أكبر قدر ممكن من المعلومات ونشرها دون أي تدخل من الحكومات ولكن فكرة بأن الصحفي الآن يواجه مشاكل أكبر وأخطر فهذه مسألة واضحة.

فيروز زياني: سيد مارفن كمتابع للساحة العربية كيف تفسر انفتاح هذه الساحة إعلاميا أمام هذا الكم الهائل من القنوات التليفزيونية والصحف الجديدة هل هو ظاهرة صحية أم أنه تعبير عن حالة فوضوية في سوق الإعلام العربي؟

مارفن كالب: كلا لا أعتقد بأنه يعبر عن الفوضى بل أعتقد بأنها ظاهرة صحية للغاية وأنا أشجع الأشخاص الذين وضعوا المصادر والمعلومات خلف هذه القضايا والذين يريدون أن يكشفوا عن الحقائق وأشجعهم على نشر الحقائق كما يرونها وكيف يفهمونها، إن الأمر صعب إذا كان هناك مجتمع يواجه تحديا من قبل المعلومات فالمعلومات هي أمور يمكن أن تشعل الفتن والمشاعر بين الناس ولكن كذلك يمكن أن تثقفهم وإذا ما تم تثقيف الناس فسيقومون بأعمال وردود فعل وأعتقد بأن ما يحدث الآن في البلاد العربية فيما يتعلق بانطلاق صحافة جديدة التي تخبر عن حقائق ووقائع أكثر مما هي تعتمد على إيديولوجية أعتقد بأن ذلك أمر مشجع.

فيروز زياني: مارفن كالب الإعلامي والخبير في شؤون الشرق الأوسط من واشنطن شكرا جزيلا لك.

مارفن كالب: (Thank you indeed)

فيروز زياني: والآن مشاهدينا إلى فاصل قصير نعود بعده لاستعراض مواضيع أخرى في برنامج كواليس.

[فاصل إعلاني]

التحولات التقنية في مجال الإعلام

فيروز زياني: أهلا بكم من جديد مشاهدينا الكرام في هذه الحلقة من برنامج كواليس، التحولات التي طرأت على دنيا الإعلام سنة 2005 لم تكن ذات صلة بالسياسة والحريات فقط وإنما شملت بكل تأكيد مجال التكنولوجيا الموظفة في وسائل الإعلام، أبرز هذه التحولات قد تكون الاستثمار المتزايد في مجال البث التليفزيوني الرقمي فضلا عن توظيف الهاتف الجوال لبث الخدمة التليفزيونية.

[تقرير مسجل]

رضا فايز: إذا كانت السنوات العشر الأخيرة قد شهدت تطورا كبيرا في عالم الاتصالات وهو ما تجلى بوضوح في الإنترنت والجوال وما يرتبط بهما من تطبيقات فإنها بلا شك ألقت بظلالها على عالم التليفزيون خلال عام 2005، تليفزيون الجيب هو أخر ما أهدته تكنولوجيا الاتصالات والذي يُمكِن المستخدم من متابعة القناة التي يريدها على هاتفه الجوال، شركات الاتصالات حاولت من خلال الفكرة استقطاب تلك الشريحة التي أدمنت التليفزيون أو تلك التي تعنى بمتابعة الأخبار والبرامج المختلفة ليس فقط في الإطار التقليدي أي البيت فطرحت فكرة جيل جديد من الهواتف الجوالة يوفر المزاوجة بين تقنيات الاتصال والتليفزيون، التطورات في هذا المجال تسارعت خلال عام 2005 فقد أعلنت شركة وارنر براذرز عن تقديم خدمة جديدة على الإنترنت تسمح للمشاهدين بمتابعة أكثر من مائة مسلسل تليفزيوني قديم، التليفزيون عبر الإنترنت وإن لم يصبح شعبيا بعد إلا أنه في تحسن مستمر من حيث الكم والكيف ويتوقع الخبراء ازدهارا واسعا يصل إلى عشرة أضعاف بحلول عام 2010، عام 2005 جلب معه أيضا تهديدا لقدرة احتفاظ السينما بلقب الشاشة الكبيرة فمع ظهور مقاسات جديدة للشاشات تليفزيونية شديدة الوضوح أو ما يطلق عليها (HDTV) أصبحت مشاهدة فيلم على جهاز التليفزيون عملية ممتعة ومماثلة لمشاهدة الأفلام السينمائية في صالة العرض ولعل أخر ما أعلن في هذا المجال أجهزة تليفزيونية من إحدى الشركات اليابانية بمقاسات تصل إلى سبعين بوصة وبدرجة وضوح تفوق ضعف ما توفره أجهزة التليفزيون عالي الوضوح التقليدية وفي مجال التليفزيون الرقمي اقترحت المفوضية الأوروبية أن تنتقل أوروبا إلى البث التليفزيوني الرقمي بدلا من النظام التماثلي الـ(Analogue) بحلول مطلع عام 2012 وفي أميركا يدرس الكونغرس سن تشريع يُرغِم جميع أصحاب أجهزة التليفزيون المستخدمة في الولايات المتحدة على التحول لاستقبال إشارات البث التليفزيوني الرقمي بنهاية عام 2009، جدير بالذكر أن التليفزيون الرقمي هو الجيل الثالث من التليفزيونات بعد التليفزيون الأسود والأبيض والتليفزيون الملون ومن خلاله أصبح بإمكان المشاهدين الحصول على صورة وصوت بجودة عالية وعدد أكبر من الخيارات بين القنوات والبرامج والخدمات التفاعلية كحجز تذاكر السفر وطلب الوجبات واستخدام البريد الإلكتروني.

فيروز زياني: ومعي من بيروت السيد أحمد مغربي المحرر العلمي لجريدة الحياة سيد أحمد هل ترى فعلاً أن أهم تطور في مجال تكنولوجيا الإعلام سنة 2005 هو المتعلق بالمزاوجة بين تقنيات الاتصال التلفوني والبث التلفزيوني؟

أحمد مغربي – المحرر العلمي لجريدة الحياة: صحيح أن المزاوجة ما بين التلفزيون وما بين الجهاز الخلوي شكل أبرز أو واحدة من أبرز التطورات التكنولوجية في تقنيات الإعلام المعاصر خلال عام 2005 إلى أننا بإمكاننا يعني أنه من الممكن أن نضع هذه المزاوجة في إطار أوسع قليلاً لنقول بأن العام 2005 شهد تحقيق لمفهوم الشاشات بمعنى أن الإعلام الإلكتروني لنقل الإعلام الحديث أصبح يجري على أكثر من شاشة واحدة والمقصود بذلك شاشة التلفزيون شاشة الكمبيوتر وشاشة الخلوي وأيضا يعني كما سنتحدث بالتفصيل فيما بعد، هنالك شاشات من الممكن أن تلعب دور غير متوقع مثل الشاشات المثبتة في السيارات ومن الممكن أيضاً أن تعود السينما إلى ممارسة دور إعلامي مع التحول إلى العرض الرقمي، على صعيد العام 2005 نلاحظ مثلاً أن ظاهرة الـ(Bloggers) هي أبرز متغير في الإعلام الرقمي في العالم العربي، هذه الظاهرة هي يعني ما يحصل في العالم العربي هو جزء من ظاهرة عالمية وقد تكرست العام الماضي خصوصاً في الانتخابات الأميركية وطبعاً في العام الماضي لعب الـ(Bloggers) دوراً أساسياً في الإعلام المتصل بكارثة تسونامي، على سبيل التذكير نقول أن تعبير الـ(Bloggers) يطلق على المذكرات على يعني المذكرات التي يكتبها شباب في الغالب على الإنترنت هذه..

فيروز زياني [مقاطعة]: نعم وقد كان موضوع إحدى حلقاتنا بالفعل سيد أحمد، الاهتمام بهذه التكنولوجيا هل يعني أننا على أفق تحول كبير على صعيد جماهيرية وسائل الإعلام باعتقادك؟

أحمد مغربي [متابعاً]: ظاهرة الـ(Bloggers) هذا العام تميزت بالتحول أكثر إلى ظاهرة بصرية، أصبح هناك ما يسمى الـ(Vloggers) وهذا يرجع إلى استخدام المزاوجة ما بين الجهاز الخلوي والإنترنت يعني على صعيد المزاوجة هنالك تفاعل ما بين الأجهزة الثلاثة فأصبح يعني منشؤو الـ(Bloggers) لا يكتفون بوضع مقالات وإنما يضعون أيضاً أفلام قصيرة خاصة وأن أجهزة الخلوي والكاميرات الرقمية تمكنهم بسهولة من صنع (Shorties) من صنع أفلام قصيرة وأعتقد نعم بأن يعني هذا المتغير دخل في الإعلام العربي إنما يجب أن نلاحظ بأن جمهور الإنترنت في العالم العربي هو جمهور صغير وطبعاً يعني يعبر عن ذلك مثلاً كمؤشر أن المُعلِنين لا يضعون كثيراً من الأموال على الإعلانات الإلكترونية على الإنترنت لماذا؟ لأننا يعني كما تعلمين معظم الدول العربية هي دول متخلفة وتعاني من مشاكل الأمية إضافة إلى أمية الكمبيوتر كما أن نسب انتشار الكمبيوتر هي واحدة من أدنى النسب لذا يجب التنبه أكثر إلى ما يجري من تغير على صعيد الخلوي بالنظر إلى المدى الكبير من الاتساع الذي تشهده أجهزة الخلوي أصبحت في معظم الأيدي من هنا طبعاً يعني..

فيروز زياني: سيد أحمد عذراً سيد أحمد وقد أشرت إلى ظاهرة الـ(Vloggers) واستعمال الصورة إضافة إلى الكلمة على المدونات الإلكترونية في الإنترنت يعني هل يمكن التنبؤ بمسار التكنولوجيا في الأعوام القادمة وتأثيرها بالتالي على الإعلام والصحافة يعني إلى أين نحن متجهون في هذا المجال تحديداً؟

أحمد مغربي: نحن متجهون يعني كما قلت قبل قليل إلى شاشات متعددة وشاشات متفاعلة يعني مثلاً إذا راقبت ما يحدث بين التلفزيون والخلوي، جمهور التلفزيون الذي هو جمهور متلقي لفترة طويلة أصبح هو جمهور متفاعل يرسل رسائل خلوي ويرسل أشرطة للخلوي على شاشة التلفزيون هذا جزء من التغيير، هنالك يعني جزء أخر من التغيير بان هنالك أقنية فضائية يعني مثل الجزيرة وغيرها لأنه ما بدنا ندخل في الأسماء تبث الأخبار على أجهزة الخلوي، في الغرب أصبح هنالك ما يسمى (Voadcasting) ليس فقط الـ(Bloggers) والـ (Voadcasting) يعني بمعنى البث الذي يعتمد على أشرطة الفيديو لتصل إلى جمهور الخلوي يعني كما يوجد الآن إنه الجزيرة ترسل الأخبار العاجلة إلى خلويات الجمهور هنالك عبر الـ(Voadcasting) بإمكانها أن ترسل هذه الأخبار على أشرطة فيديو قصيرة هذا يسمى الـ(Voadcasting) وكدليل على هذا المسألة بأن مهرجان صندان فيلم اللي هو المهرجان المخصص للأفلام (Online) اللي على الإنترنت دخل عامه الخامس المتغير الأساسي الذي حصل في هذا المهرجان العالمي كان الأفلام القصيرة المخصصة للخلوي وطبعا يشرف على هذا..

فيروز زياني: سيد أحمد مغربي المحلل العلمي لجريدة الحياة من بيروت شكراً جزيلاً لك، هكذا إذاً نصل مشاهدينا الكرام إلى ختام أخر حلقة من برنامج كواليس لهذه السنة سنة 2005، بإمكانكم دائماً التواصل معنا عبر بريدنا الإلكتروني kawalees@aljazeera.net تحية من كل فريق البرنامج وكل عام وأنتم بألف خير.