ديسكفري
كواليس

الاهتمام بديسكفري، المصورون الهواة والصحافة

تتناول الحلقة هبوط المكوك ديسكفري إلى الأرض، فما خلفيات الاهتمام الإعلامي المتزايد بهذا الحدث؟

– ديسكفري.. محط أنظار وسائل الإعلام العالمية
– الصحفي المواطن وتأثيره على وسائل الإعلام

– بيتر جينينغس.. شخصية العدد

undefined

فيروز زياني: أهلا بكم في برنامج كواليس، البرنامج الذي يحاول سبر أغوار وسائل الإعلام مرئية ومقروءة عربية وغربية، من جديد اشرأبت الأعناق نحو الفضاء، الكل تطلع نحو ديسكفري ذلك المكوك الفضائي الذي كسرت رحلته نحو الفضاء الخارجي حاجز الصدمة بالنسبة للأميركيين الذين عاشوا تقريبا نفس الصدمة قبل نحو سنتين بانفجار كولومبيا، كانت رحلة ديسكفري الأخيرة تحديا ليس لتلك الذكرى السيئة وإنما لسابق التجارب العلمية التي أجريت في الفضاء لكن ما تحقق لم يمنع الأنفاس من الاحتباس مرة أخرى خاصة وإن موعد عودة المكوك تأجل إلى الأرض مرة بسبب مشاكل تقنية والثانية بسبب سوء الأحوال الجوية قبل أن ينجح ديسكفري بالنهاية في العودة إلى الأرض بسلام، مجمل الأحداث التي أحاطت بالرحلة الأخيرة لمكوك الفضاء ديسكفري تناولتها محطات تلفزيونية عالمية بأشكال مختلفة منها محطات تلفزيونية يابانية بحكم مشاركة رائد الفضاء الياباني سوشي نيغوشي في هذه الرحلة نتابع معا هذه المقاطع.

ديسكفري.. محط أنظار وسائل الإعلام

[تقرير مسجل]

كما ذكرنا منذ قليل فإن المكوك ديسكفري يسير في مداره في طريق العودة إلى الأرض وقد حدد التوقيت الجديد للهبوط في الساعة السابعة واثنين وعشرين دقيقة مساء ويشارك في رحلة ديسكفري هذه المرة رائد الفضاء نيغوتشي وقد قام مع مرافقيه بالانتقال إلى المحطة الفضائية الدولية وكان الرواد قد سبحوا في الفضاء لإصلاح الإعطاب التي لحقت بالمكوك، أما عن موعد العودة إلى الأرض فقد تم تأخيرهم من قبل قاعدة الكيندي التي أبلغت الرواد بوجود عواصف رعدية وضرورة التحقق من الأوضاع المناخية والتقنية.

[تقرير مسجل]

والآن إلى موضوع ديسكفري فقد برزت مشاكل جديدة في طريق عودة المكوك إلى الأرض، سوء الأحوال الجوية دفع إلى تمديد رحلة المكوك ليوم آخر، فهناك ستة محاولات لإجراء عملية الهبوط منها واحدة على مدرج احتياطي في قاعدة جوية بكاليفورنيا، الخبراء قالوا أنه من الممكن إنزال المكوك حتى في مثل هذه الظروف غير أن ناسا قررت عدم المجازفة.

فيروز زياني: ولتسليط الضوء على مهمة المكوك ديسكفري وما أحيطت بها من اهتمام إعلامي معي من بيروت مجدي سعد رئيس تحرير مجلة عِلم وعالم، سيد مجدي لماذا هذا الاهتمام الإعلامي غير المسبوق بمهمة المكوك ديسكفري وهل الأمر متعلق بالهواجس التي رافقت الانطلاقة فقط؟

مجدي سعد- رئيس تحرير مجلة عِلم وعالم: يعني الاهتمام الإعلامي هو جزء من الاهتمام الشامل الذي يحيط ببرنامج الفضاء الأميركي، فثمة من يقول أن برنامج المكوك قد كلف الخزينة الأميركية الكثير ولم يكن بهذا المردود المتوقع له وهناك من يقول بضرورة الاستمرار ببرنامج المكوك لضمان تفوق وكالة الفضاء الأميركية وبالتالي الولايات المتحدة الأميركية في مجال استكشاف الفضاء خصوصا مع قدوم.. يعني لاعبون جدد إلى هذا الحقل مثل الصين وماليزيا والهند ودول أخرى، فالاهتمام الإعلامي.. يعني يريد الأميركيون أن يعرفوا في السنوات القليلة المقبلة ماذا سيكون مرتبتهم.. المرتبة أو موقفهم أو تفوقهم على الدول الأخرى؟

فيروز زياني: وبرأيك هل من إنجازات علمية تم تحقيقها خلال رحلة ديسكفري هذه وتكون ربما قد جانبتها تغطية وسائل الإعلام؟

"
مهمات مكوك الفضاء التي تتعلق بالأبحاث العسكرية لا يعلن عنها، والتلسكوبات  تتجه لمراقبة الكون بدلا عن مراقبة الأرض كجزء من برنامج التجسس الفضائي الأميركي
"
   مجدي سعد

مجدي سعد: هناك دائما بمهمات مكوك الفضاء جانب يبقى سريا وهذا الجانب يتعلق بالأبحاث العسكرية أو بنشر معدات أو أقمار اصطناعية أو حتى تلسكوبات بدلا من أن تتجه لمراقبة الكون تتجه لمراقبة الأرض كجزء من برنامج التجسس الفضائي الأميركي، فدائما بالمهمات المكوكية هناك جانب لا يعلن عنه، أما في هذه المهمة بالذات فلا نعتقد أن وزارة الدفاع الأميركية أو سلاح الطيران الأميركي قد غامر بإرسال معدات خصوصا وأنه لم يكن هناك نوع من ثقة أو تأكيد بنجاح هذه المهمة.

فيروز زياني: وكيف تفسر سماح ناسا لأول مرة ببث مباشر لصور سباحة رائدي المكوك في الفضاء الخارجي؟ هل المسألة مرتبطة بالدعاية لمثل هذا الإنجاز كما يقول البعض؟

مجدي سعد: يعني وكالة الفضاء الأميركية ميزانيتها السنوية تصل بين 15 مليار و17 مليار دولار خصوصا إذا أخذنا في عين الاعتبار الزيادة التي ستطرأ قريبا بسبب مشروع الرئيس الأميركي الطموح لإقامة مستوطنات على سطح القمر، فناسا بحاجة دائما للدعاية لتبرير صرف أموال الضرائب.. يعني أموال دافعي الضرائب الأميركيين، فهذا جزء من حملة ناسا الإعلانية.

فيروز زياني: ماذا عن تغطية التليفزيونات العربية ومواكبتها لهذا الحدث كيف تقيمها أنت؟

مجدي سعد: يعني حقيقة أنا تابعت بالأسبوعين المنصرمين كل وسائل الإعلام وكتبنا كثيرا في هذا الموضوع، أستطيع القول أنه تقريبا منذ سنتين وحتى اليوم استطاعت الفضائيات العربية أن تسجل نقاط مهمة جدا حتى في نقل بعض الأحداث الفلكية، مثلا استطاعت بعض الفضائيات العربية أن تقوم بالنقل من خلال التليسكوب في حين لم تكن وسائل الإعلام الغربية المشهورة المرموقة تقوم بذات الشيء، فاعتقد أننا دخلنا المرحلة التي لا داعي لوسائل الإعلام العربية أن

تشعر بأنها بحاجة لإثبات أي شيء لأحد لأنها قد أثبتت برأيي الكثير من الأشياء.

الصحفي المواطن وتأثيره على وسائل الإعلام العالمية

فيروز زياني: سيد مجدي سعد رئيس تحرير مجلة علم وعالم من بيروت شكرا جزيلا لك، كلنا مصورون كلنا صحفيون هذا الشعار قد يتحول إلى حقيقة في يوم من الأيام فصور الفيديو أو تلك الثابتة التي التقطها هواة في تفجيرات لندن وشرم الشيخ وقبلها في كارثة تسونامي وغيرها خطفت السبق من الصحفيين والمهنيين، في لندن وخلال الساعات الأولى من تفجيرات السابع من يوليو الماضي لم تخلو صحيفة أو تليفزيون من صور التقطها أشخاص عاديون منحتهم الصدفة فرصة تخليد الحدث وفي نهاية العام الماضي لفت هذه الصورة الحاملة لهول أمواج تسونامي العالم بأسره، ليس مصورا تليفزيونيا من التقط هذه الصور بل سائح من حسن حظه أو ربما من سوءه أنه كان في الزمان والمكان المناسبين، صور الهواة مع تطور الزمن والتكنولوجيا الرقمية في آلات التصوير خاصة منها الهواتف النقالة أضحت مصدرا هاما بالنسبة للصحافة المكتوبة وحتى التليفزيونية لكنها بالمناسبة ذاتها طرحت إشكالية جديدة في العمل الصحفي، هل أن صور الهواة هي مجرد إثراء للتغطية الإعلامية أم أنها تهديد للصورة المحترفة؟

[تقرير مسجل]

رضا فايز: كاميرا فيديو بحجم الكف أو هاتف محمول مزود بكاميرا صغيرة إحداهما يكفيك لتساهم في تغطية صحفية أو تليفزيونية لحدث تمكنك الصدفة من أن تكون شاهدا عليه، ظاهرة المصورين الهواة التي برزت في الآونة الأخيرة بالتزامن مع ظهور تقنيات ساعدت على انتقال الهواة من تسجيل اللحظات الاجتماعية والظواهر الطبيعية إلى مرحلة يترقبون فيها التقاط صور لأحداث مهمة تتصدر الأخبار في الفضائيات والصفحات الأولى للجرائد الكبرى ورغم تسجيل الهواة للحظات تاريخية أبان منتصف القرن الماضي إلا أن تخليدهم بالصورة لأحداث مثل هجمات الحادي عشر من سبتمبر وزلزال تسونامي الشهير قد يعد بداية ظهور دور جديد لصور الهواة، في لندن وخلال تفجيرات السابع من يوليو كانت صورة الظاهرة أكثر وضوح حينما احتلت صورة الهواة الدور الأبرز في تغطيات وسائل الإعلام المحلية والعالمية التي منعت لأسباب أمنية من الوصول لمواقع التفجير وقد شجع البحث عن صورة حصرية للحدث الجلل إحدى المحطات التليفزيونية لأن توجه رسالة للجمهور تطلب فيها أي صور ذات علاقة بالحادث مقابل دفعها مبالغ طائلة، الظاهرة ينظر إليها البعض بكثير من الاهتمام معتقدين أن المصورين الهواة يملكون فرصا لرصد وتسجيل الأحداث بسرعة تفوق في كثير من الأحيان ما تحتاجه وسائل الإعلام من وقت للانتقال لموقع الحدث بالإضافة إلى اعتبار هذه الصور بمثابة الوثيقة التي تنقل واقعا حيا دون استخفاف أو مبالغة، لكن الصورة المدهشة لهذه الظاهرة تبدو غير مكتملة فبحسب البعض فإن معظم صور الهواة التي تم الاستعانة بها لتغطية الأحداث المختلفة مهتزة غير واضحة أو بتعبير إعلامي ليست صالحة من الناحية الفنية بالإضافة إلى عدم توفر الضمانات الكافية التي تكفل مصداقية هذه الصور وفي العالم العربي فإن الصورة تبدو باهتة لأسباب ربما ترتبط بعدم اهتمام الشعوب العربية بثقافة التصوير من ناحية ولأسباب ترتبط بالظروف الأمنية والاقتصادية من ناحية أخرى، برغم كل التحفظات التي تحيط بالظاهرة إلا أن مزيدا من الازدهار ينتظرها في ظل تبشير متواصل بأجيال عالية التقنية سهلة الاستخدام من أجهزة التصوير وفي ظل ترقب دائم من وسائل الإعلام المختلفة لمزيد من صورة الهواة.

فيروز زياني: عن هذا الموضوع نتحدث إلى المصور البريطاني في جريدة تايمز ريتشارد ميلز الذي يشاركنا الحوار من لندن، فيما نحاور من باريس ليونار فانسون من منظمة مراسلون بلا حدود، نبدأ بك سيد ريتشارد لماذا أخذ موضوع صور الهواة خلال تفجيرات لندن هذا الحيز البالغ من الاهتمام برغم سرعة تحرك الصحفيين والمصورين المحترفين البريطانيين إلى تغطية هذه الأحداث؟

ريتشارد ميلز- مصور صحفي بجريدة التايمز البريطانية: في الحقيقة هذا ما حصل ولكن هذا ليس بالأمر الجديد فنحن متعودون على أن يصل شخصا إلى موقع الحدث سواء أن كان من الهواة أو غيرهم المهم هو الصور الأولى فهي المهمة واليوم التكنولوجيا متوفرة بالهاتف المرئي وغيره فإذاً ليس هناك من جديد في هذا الأمر، في عام 1946 في حريق أتلانتا الشهير كان هناك شخص من المصورين الهواة كان أول من وصل وأيضا حصل على جائزة كبرى بتصويره امرأة تقفز من شرفة المبنى، إذاً هذا هو الذي اعتدنا عليه دوما.

فيروز زياني: تحريريا إلى أي مدى يمكن الوثوق في المادة التي يوفرها الهواة؟ هل تطرحون مثل هذه التساؤلات مع مسؤولي التحرير في جريدتكم مثلا؟

ريتشارد ميلز: الجانب التحريري هو جانب أحاول تجنبه ولكن في الحاجة إلى العجالة والوصول إلى الصور بسرعة فبإمكان المرء أن يحكم نوعا ما بسرعة من حيث المحتوى، ماهية نوع هذه الصور ولو عدنا للعام الماضي عندما وصلت الصور إلى الديلي ميلر حول مزاعم انتهاك حقوق المساجين في العراق ولكن معظم الصحف الأخرى تقريبا أجمعت على أنها كانت صور مزيفة ولكن ما هي الصور المزيفة وما هي.. هذا قرار يجب أن يتخذ باستمرار.

فيروز زياني: سيد ليونار في منظمة مراسلون بلا حدود كيف تنظرون إلى موضوع صور الهواة؟ هل هي مجرد إثراء للتغطية الإعلامية أم أنها تهديد للصورة المحترفة؟

ليونار فانسون– منظمة مراسلون بلا حدود: الأمر مرتبط بالصحفيين الذين يتعاملون مع هذه الصور، طبعا المصادر متعددة والتعامل مع صور الهواة التي ترد إلى قاعات التحرير يمكن أن يحمل تهديدا في حال أن الصحفيين الذين يستعملونها لا يبرزون مسألة أنها صور غير محترفة أو لا يعطونها معناها الحقيقي أو لا ينبهون المشاهدين إلى أنها صور جاءت من هواة ولهذا يجب على الصحفيين أن يتنبهوا جيدا إلى هذا المصدر مثل باقي المصادر كالشهادات التي يجب التحقق منها، في حد ذاتها صور الهواة ليست تهديدا وليست شيئا إيجابيا الأمر يتعلق بطريقة استعمالها من الصحفيين.

فيروز زياني: وما هي المخاطر التي قد يماثلها اللجوء إلى صور الهواة على المهنة الصحفية وأخلاقياتها؟

ليونار فانسون: الخطر هو أن صور الهواة تعوض المصورين المحترفين وأن تنحصر ثقتنا فقط في هذه الصور لأنها مادة كما قلت أكثر صعوبة في تحديد مصادرها وفي فهمها من الصورة التي يلتقطها المحترفون الذين يمتلكون خبرة عملية على الميدان، خبرة في المهنة، كيف يلتقطون الصور وماذا يلتقطون؟ وهم يعملون بذكاء مع الصحفي بحيث يبرزون الصور الملتقطة بشكل يساعد الصحفي على فهمها بدوره، نعم في هذا السياق يمكن أن تشكل الصور التي يلتقطها الهواة خطرا لكن أنا لا أعتقد أننا نتجه في هذه الطريق، إن استعمال صور الهواة ليس مرتبطا بظهور التليفزيون وكالات الأنباء تستعمل هذه الصور منذ زمن وكما قلت مصادر الصحفي متعددة وصور الهواة ليست في النهاية سوى شهادات يجمعها الصحفي لا تتجاوز في القيمة رأي أحد شهود العيان.

فيروز زياني: تقول بأنها كانت موجودة لكنها الآن أكثر من أي وقت مضى أصبحت طاغية على المشهد الإعلامي، ألا ترى أن ولادة ما يسمى المواطن الصحفي أصبحت أمرا حتميا مع هذا التطور التكنولوجي الحاصل وأنه على وسائل الإعلام ببساطة التكيف معه؟

"
التعقيد الحاصل في مصادر الخبر ستدفع الصحفي لاتباع مقاربة أكثر تعقيدا تدعو الصحفي إلى تفكير عميق في المسألة والحذر عند إبراز صور الهواة
"
 ليونار فانسون

ليونار فانسون: الصحفيون يقومون بخياراتهم الخاصة، الآن من المؤكد أن التعقيد الحاصل في مصادر الخبر ستدفع الصحفي لاتباع مقاربة أكثر تعقيدا ولهذا يجب أن يكون مكونا بشكل جيد فيما يتعلق باستعمال صور الهواة، صحيح أن الأمر يتعلق اليوم بصور فيديو أي صور متحركة تعكس الواقع بشكل آني وهو ما يجعل منها مصدرا أكثر تعقيدا من الصورة الثابتة أو شهود العيان أو الصوت لأنها تنقل الحدث لحظة وقوعه وهذه الآنية هذه القوة التي تمنحنا إياها رؤية ذاك الحدث كما لو أننا كنا حاضرين لحظته، كل هذا يدعو الصحفي إلى تفكير عميق في المسألة والحذر عند إبراز تلك الصور وبالتالي هناك مقاربة فكرية هامة يجب أن توظف في هذا المجال ولذلك على الصحفي أن يكون مؤهلا لهذا الأمر.

فيروز زياني: مرة أخرى نعود لقضية المواطن الصحفي، هل باعتقادك أن على وسائل الإعلام التكيف مع واقع جديد يفرضه تطور كبير في التكنولوجيا؟

ريتشارد ميلز: أعتقد أن هناك حاجة لأن نصل إلى مسرح الأحداث بسرعة وننقل الصور منها، لكن الصحافة الحقيقية هي دراسة معمقة للسيناريوهات أما العجالة في نقل الصور أولا بأول أو كما نسميه الشخص الذي يلتقط بكاميرته الخاصة صورا لشخص يغادر محطة المترو عند وقوع انفجار لا أستطيع أن يصل إلى ذلك الموقع بهذه السرعة ولكن يبقى التصوير الاحترافي والمكانة الخاصة به لإضافة عمق ودراسة وتحليل وإضافة المزيد من المعلومات للحدث، طبعا هناك حاجة للصور المستعجلة ولكن التحقيق المهني المحترف تبقى الحاجة إليه قائمة دائما.

[فاصل إعلاني]

بيتر جينينغس.. شخصية العدد

فيروز زياني: أهلا بعودتكم، قبل أن نتابع بقية فقراتنا من برنامج كواليس نتوقف مع مجموعة سريعة من الأخبار في عالم الصحافة والتليفزيون.

[تقرير مسجل]

زياد طروش: تواجه قناة تليسور الفنزويلية والموجهة إلى دول أميركا الجنوبية أكبر تحد لها منذ انطلاقتها نهاية شهر يوليو الماضي، فقد قررت السلطات الكولومبية منع بث القناة بواسطة شركة (4GW) كبرى محطات البث الفضائي في البلاد ولم تعد تسمح بغوتا ببث تليسور إلا بواسطة محطة صغيرة من شرق البلاد على الحدود الفنزويلية وكانت كل من كولومبيا والولايات المتحدة قد انتقدتا بشدة قناة تليسور خاصة بعد بثها مقابلة مع زعيم حركة فارك مانويل مارولندا وعرضها صور وأغاني تمجد الحركات اليسارية، رفضت قناة (ATVX) التي تبث في ولاية يوتا الأميركية عرض إعلان مناهض للحرب على العراق أعدته سيدني شيهان والدة أحد الجنود الذين قتلوا في العراق وبررت القناة قرارها بأن الإعلان يشكل دعايةً سيئة لمدينة سولتليك سيتي بالتزامن مع زيارة الرئيس الأميركي جورج بوش وتعد يوتا من أشد الولايات الأميركية دعما للمحافظين وحاز فيها بوش على نحو 70% من أصوات الناخبين خلال الاقتراع الرئاسي الأخير، أظهرت إحصائيات نشرت مؤخرا في فرنسا أن الإعلانات على شبكة الإنترنت سجلت أكبر زيادة من حيث الاستثمار بين الوسائط الأخرى خلال هذا العام فقد بلغ الارتفاع في الإعلانات على مواقع الـ (Web) نسبة 78% فيما لم تتجاوز هذه الزيادة 0.9% في الصحافة المكتوبة أما قطاع التلفزيون الذي كان يهيمن على سوق الإعلان الفرنسي فتراجع الاستثمار فيه بأكثر من 6%، حافظ التلفزيون على مركزه مصدرا أساسيا للأخبار في كندا رغم منافسة وسائل الإعلام الأخرى ففي سبر للآراء أجرته مؤسسة ليجيه ماركتينج يفضل 54% من الكنديين استقاء المعلومات من التلفزيون وترتفع هذه النسبة في مقاطعة كبك إلى 64% وتأتي الصحف في المركز الثاني تليها الإذاعة ثم وبفارق بسيط شبكة الإنترنت.

فيروز زياني: نصل الآن مشاهدينا إلى شخصية هذا العدد في برنامج كواليس وككل مرة نتوقف مع تجربة صحفية في ظروف استثنائية كالحروب والكوارث الطبيعية والجريمة والتدخل السياسي وغيرها من الظروف الصعبة، شخصية هذا العدد غيبها الموت بعد أكثر من خمسين سنة في العمل الصحفي والتقديم التلفزيوني، إنه المذيع الأميركي الشهير بيتر جنينغس في قناة (ABC) والذي عرف بارتباطه بقضايا الشرق الأوسط إلى درجة اتهامه بالانحياز لقضايا الفلسطينيين.

[تقرير مسجل]

وجد وقفي: ولد بيتر جينينغس عام 1938 في كندا، ترك مقاعد الدراسة قبل حصوله على شهادة الثانوية العامة واتجه نحو العمل الصحفي مع التلفزيون الكندي، قصة جينينغس مع شبكة (ABC) الأميركية بدأت منذ أكثر من أربعين عاما حيث أصبح مذيعا لأخبار المساء حين كان في السابعة والعشرين من عمره، عام 1969 توجه إلى بيروت وأنشأ أول مكتب إعلامي لشبكة أميركية في الشرق الأوسط، أمضى سبع سنوات زار خلالها 21 دولة عربية وأصبح مراسلا عالميا من الدرجة الأولى بنظر زملائه الذين تميز عينهم بمخزون الخبرة والمعرفة الذي بناه أثناء تواجده في المنطقة العربية، جينينغس كان أول صحفي يجري لقاءا متلفزا مع الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في السبعينات، غطى الصراع العربي الإسرائيلي ونالت تغطيته للحرب 1973 باحترام مشاهديه، على مدى عقود التقى كبار الزعماء في العالم وكان أول مراسل أميركي يجري لقاء مع الزعيم الإيراني آية الله الخميني، خلال السنوات العشرين الماضية عمل مذيعا لأخبار العالم الليلة وغطى أكبر الأحداث العالمية كحرب الخليج عام 1991 وهجمات سبتمبر عام 2001 والحرب على العراق، المحافظون كانوا يتهمونه بالميل نحو المواقف الليبرالية وآخرون بالانحياز لصالح العرب.

"
بيتر جينينغس لم يكن منحازا للفلسطينيين والعرب بل كان مع الحقيقة وبلغ الأنباء كما هي بطريقة متوازنة وجديدة بخاصة أنباء الشرق الأوسط
"
مارك فيلد ستاين

مارك فيلد ستاين– أستاذ الإعلام بجامعة جورج واشنطن: لا أعتقد أنه كان منحازا للفلسطينيين والعرب بل كان مع الحقيقة وبلغ الأنباء كما رآها بطريقة متوازنة وجديدة بخاصة أنباء الشرق الأوسط وفي بعض الأحيان تسبب ذلك بالضيق لدى كثيرين.

وجد وقفي: بيتر جينينغس تعرض لضغوط خلال حياته المهنية لم ينفها خلال أحد لقاءاته مع الجزيرة.

مارك فيلد ستاين: مما لا شك فيه أن شبكة (ABC) وبيتر جينينغس تعرضوا لضغوط من بعض الجهات الأميركية الموالية لإسرائيل لكنني لا أعتقد أنه كان معاديا لإسرائيل مثلما كانوا يتهمونه بل بلّغ الحقائق كما هي، عندما كنت أعمل معه تلقيت رسائل كراهية اتهمتني بمعاداة السامية وأنا يهودي.

وجد وقفي: آخر ظهور له على الشاشة كان إبريل الماضي حين أعلن إصابته بسرطان الرئة ولعل إشادة الرئيس الأميركي جورج بوش ومسؤولين آخرين في الإدارة بالمذيع الذي رحل في السابع من الشهر الجاري خير دليل على الاحترام الذي كان يحظى به وبالفراغ الذي خلفه وراءه، إذا كنت متهما بالانحياز من قبل جميع أطراف النزاع فهذا يعني أنك الاعتدال بعينه هكذا يقول أصدقاء بيتر جينينغس فما بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي وخلافاتهما واللوبي اليهودي الأميركي كان بيتر جينينغس موضع الانتقاد من قبل هذه الجهات في كثير من تغطيته الإخبارية مما أكسبه حسب زملائه مودة ومحبة واحترام مشاهديه لأكثر من خمسة عشر عاما تصدر فيها استطلاعات الرأي كأفضل مذيع في جميع شبكات التلفزة الأميركية، وجد وقفي لبرنامج كواليس من أمام مبنى شبكة (ABC) واشنطن.

فيروز زياني: وإن رحل بيتر جينينغس فإنما سعى إلى الدفاع عنه طيلة مسيرته الإعلامية يبقى هدفا لكل العاملين في المجال، منظمة مراسلون بلا حدود الرائدة في الدفاع عن الحريات الصحفية في العالم تواصل نضالها هذا على أكثر من جبهة ومن بين آخر تحركات المنظمة تقديم عريضة إلى اللجنة الأولمبية الدولية وتدعو مراسلون بلا حدود في هذه العريضة الموقعة من أربعة آلاف شخص إلى الضغط على بكين التي تحتضن أولمبياد 2008 من أجل مزيد من حرية التعبير وجاء في العريضة أن نقص حرية الصحافة في الصين وقمع الأصوات الحرة سوف يكون نقطة سوداء في الألعاب الأولمبية القادمة، إلى هنا نأتي مشاهدينا الكرام إلى نهاية هذه الحلقة من برنامج كواليس بإمكانكم التواصل معنا عبر بريدنا الإلكتروني kawalees@aljazeera.net هذه تحية من كل فريق البرنامج وعلى رأسه المخرج صبري الرماحي، السلام عليكم.