ما وراء الخبر

وقف إمدادات الغاز الروسي.. كيف ستواجه أوروبا الشتاء البارد؟

أجمع ضيوف حلقة برنامج “ما وراء الخبر” على أن قرار وقف إمدادات الغاز عبر “نورد ستريم 1” ستكون له أثار صعبة على دول الاتحاد الأوروبي، ولم يستبعدوا أن يتسبب في إغلاق مصانع وربما شغب وفوضى.

وأقر الدكتور تيري بروس، أستاذ الاقتصاد في معهد العلوم السياسية في باريس والخبير الدولي بأن القرار الروسي سيكون غير محتمل بالنسبة لأوروبا، وهو قاسٍ جدا، وأن أوروبا قد دخلت في مرحلة ركود كبيرة، مؤكدا أن القرار قد يؤدي إلى شغب وفوضى اجتماعية، لأن الناس سيفقدون وظائفهم في المصانع بعد توقفها.

وقال بروس -في حديثه لحلقة (2022/8/2) من برنامج "ما وراء الخبر"- إن أوروبا تواجه حربا اقتصادية، وهناك محاولات لزرع الفتنة والخلافات بين دولها، مرجحا أن تعود بعض الدول للحضن الروسي لأنها لن تتحمل تبعات أزمة الطاقة.

وكانت وكالة "ريا نوفوستي" للأنباء قد نقلت عن شركة "غازبروم"، عملاق الطاقة الروسية، إعلانها إغلاق خط توريد الغاز إلى أوروبا "نورد ستريم 1" إلى أجل غير مسمى. ويأتي هذا الإجراء وسط اتهامات غربية لموسكو باستعمال الغاز ورقة ضغط في الحرب على أوكرانيا.

وعن خيارات الأوروبيين بعد قرار وقف إمدادات الغاز عبر "نورد ستريم 1" أوضح أستاذ الاقتصاد أن الحكومات ستطلب من مواطنيها تخفيض الطلب على الغاز، وانتقد في نفس السياق صنّاع السياسة في القارة لأنهم تحدثوا عن مصادر أخرى بديلة لروسيا من دون أن يحدث ذلك.

أما الدكتور توماس أودونييل، وهو خبير في شؤون الطاقة وأستاذ بمدرسة هيرتي العليا في برلين؛ فتحدث لحلقة برنامج "ما وراء الخبر" عن حرب اقتصادية تتعرض لها أوروبا بموازاة الحرب التي تشنها روسيا على أوكرانيا، وقال إن القرار الروسي ستكون لها تداعيات من بينها إغلاق مصانع.

إعلان

واستبعد أن ينجح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في شق الصف الأوروبي، بدليل أن استطلاعات الرأي في معظم أوروبا تشير إلى أن الشعوب لن تستسلم وستقف مع حكوماتها لأنها تعلم من تسبب في المآسي الحاصلة في أوكرانيا، وفق قوله. وكشف أن 77% من الألمان أكدوا عدم استسلامهم. 

ووفق أودونييل، فإن أوروبا ستجد بدائل للغاز الروسي من دول أخرى في العالم، وستساعد بعضها البعض لتجاوز الأزمة الراهنة، مشيرا إلى أن ألمانيا أوجدت خيارات لمواجهة الأزمة، حيث افتتحت على سبيل المثال مصانع للفحم الحجري.

ردا على سياسة العقوبات الأوروبية

ومن وجهة النظر الروسية، أكد الباحث في الشؤون الاقتصادية والعلاقات الدولية، الدكتور ستانيسلاف ميتراخوفيتش أن قرار وقف إمدادات الغاز عبر "نورد ستريم 1" يأتي ردا على سياسات العقوبات الأوروبية على موسكو، حيث إن أوروبا -والكلام للمتحدث- تريد أن تدمر الاقتصاد الروسي من خلال العقوبات. وأضاف أن قرار شركة "غازبروم" جاء خطوة خطوة.

وقال إن معظم الإيرادات الروسية تأتي من النفط الذي سيفرض عليه الأوروبيون الحظر، لكن الغاز ما يزال غير خاضع للعقوبات، وبالتالي فروسيا لن تخسر الآن، وفق الضيف.

وحول ما إذا كان الروس يراهنون على انقسام الأوروبيين، أقر الضيف الروسي بأن ذلك بالضبط ما يريده بوتين، خاصة أن هناك دولا أوروبية تعتمد بشكل كامل على روسيا، وبلغاريا واليونان -على سبيل المثال- ستعانيان اقتصاديا ولن توافقا على قرارات المفوضية الأوروبية والدول التي تحاول أن تفرض إستراتيجيتها.