ما وراء الخبر

لماذا فشل بوتين في إقناع جنود الاحتياط بالحرب؟ وكيف تُفهم محاولات الهرب من روسيا؟

اعتبر الخبير في مجال السياسة الخارجية والدفاع والأمن غريغوري تروفيم تشوك أن محاولات الهرب من روسيا دليل على مشكلة فكرية تتمثل أساسا في الوطنية.

وتساءل تشوك في حديثه لبرنامج ما وراء الخبر (2022/9/26) عن مدى درجة تدريب قوات الاحتياط الروسية للدخول في الحرب، ولذلك رأى أنه كان يتعين على السلطات تجهيز هذه القوات عسكريا في المدارس والكليات العسكرية بقدرات جيدة، وهو أمر صعب جدا.

وأشار إلى أن المسؤولين يصرحون بوجود بعض الأخطاء التي حصلت، وقد كانت جدية في جوهرها، موضحا أن روسيا لديها فكر مختلف عن الاتحاد السوفياتي، وليست لديها خبرة كبيرة في مجال التعبئة.

كما أضاف أن روسيا دخلت في أوضاع غير مفهومة بالنسبة له، فالشعب يجب أن يكون لديه دافع قوي لأن الجنود قد يضحون بحياتهم، موضحا أن الموت من أجل المال لا يشكل دافعا قويا كما هو الشأن بالنسبة للإيمان بفكرة محددة.

أسباب الفشل

من جهته، أرجع الخبير العسكري والإستراتيجي إلياس حنا أسباب فشل التعبئة، لكون روسيا تقوم بتعبئة 300 ألف جندي، مشيرا إلى وجود بند سري في المرسوم يقضي برفع الرقم إلى مليون جندي.

واعتبر أنه من أسباب الفشل معاناة الجيش الروسي بعد تقدم أوكرانيا وانخفاض المعنويات، كما أن التعبئة تتم لأغلبية إثنية من غير الروس والسلاف، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن الحرب التي تشنها روسيا على أوكرانيا هي عملية عسكرية محدودة غير شاملة.

وكان الكرملين قال -في إشارة إلى قرار التعبئة الجزئية في روسيا- إن أخطاء وانتهاكات ارتكبت خلال عمليات الاستدعاء للتعبئة، وإنه سيصار إلى تصحيحها، مضيفا أنه لا يوجد أي قرار حاليا بشأن إغلاق الحدود في ظل التعبئة الجزئية.

يذكر أن هذا الإقرار ترافق مع انتقادات تحولت بعضها إلى احتجاجات في الداخل الروسي أكدت أن تنفيذ التعبئة الجزئية أعطى الأولوية لمناطق وصفت بالفقيرة والبعيدة، في إشارة إلى انتقائية أثارت غضب سكان تلك المناطق، فيما تفيد تقارير إخبارية بأن عددا كبيرا من الروس -خاصة من الرجال- يحاولون مغادرة البلاد منذ الإعلان عن قرار التعبئة الجزئية، مما يطرح فرضية إغلاق الحدود في وجه من قد تعنيهم الخدمة العسكرية زمن القتال في أوكرانيا، وهو ما نفته موسكو في الوقت الحاضر.