ما وراء الخبر

ذر الرماد في العيون أم موقف جدي.. هل حقا أميركا منزعجة من المسار التونسي؟

في تصريحات أميركية أثارت غضب السلطات في تونس ولم تحظ برضا المعارضة، أعربت باربارا ليف -مساعدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى- عن قلق بلادها من المسار الذي سلكته تونس منذ قرارات رئيسها.

وفي هذا السياق، ذهب السفير الأميركي السابق لدى تونس جيك واليس -في حديثه لبرنامج "ما وراء الخبر" (2022/9/25)- إلى أن واشنطن جدية في دعمها لحقوق الإنسان والديمقراطية في تونس، وهذا ما رددته واشنطن باستمرار منذ يوليو/تموز 2021 حين قرر الرئيس التونسي قيس سعيد أن يستأثر بالسلطة.

ولكنه رأى أن الصعوبة تكمن في أن تونس لا تشكل أولوية كبرى لأميركا، خاصة في ظل حرب روسيا على أوكرانيا وتحديات الصين؛ إذ إن أميركا تهتم في الشرق الأوسط بقضايا السعودية وإسرائيل وإيران بالدرجة الأولى.

من جهته، أوضح القيادي في "جبهة الخلاص الوطني" جوهر بن مبارك أن الأزمة التونسية داخلية بطبعها، خاصة أن المحددات الأساسية في تطورها هو الوضع الوطني والحالة التي يعيشها الشعب التونسي الذي دشن مرحلة جديدة في العالم العربي من الديمقراطية.

وأشار إلى أن موقف الولايات المتحدة كان معارضا لتوجهات قيس سعيد رغم أنها لم تصنف خطوته باعتبارها انقلابا، معتبرا أن هذا الأمر غير كاف لأنها لا يبني تصورا سياسيا واضحا تجاه خطوات الرئيس التونسي في البلاد.

أما الكاتب والمحلل السياسي محمد ذويب، فيرى أن أميركا كررت موقفها الحالي عشرات المرات، وقد لجأت بعض القيادات السياسية إلى الاستنجاد بواشنطن، ولكنها لا تأخذ هذه المطالبات بعين الاعتبار كونها لا تشكل أولوية كبرى في الإستراتيجية الخارجية الأميركية.

واعتبر أن التعاطي الرسمي مع التدخلات الأميركية في تونس يتمثل في اعتبارها دولة صديقة وشقيقة لكل دول العالم، ولكنها لا تتلقى أوامر خارجية من أي جهة محددة، مشيرا إلى ارتباك المسار السياسي في البلاد وأن أميركا لن تستطيع تعديله.