هل يعيد تجدد الصراع بين أذربيجان وأرمينيا شبح الحرب إلى المنطقة؟
واتهم النائب في البرلمان الأذربيجاني جيهون معلم الجانب الأرميني بالقيام باستفزازات متواصلة في المناطق الحدودية بين البلدين، وقال إن جيش أرمينيا شن هجوما واسعا أمس، وقام بزرع الألغام وأغلق الطرق، مما اضطر الجيش الأذربيجاني للرد عليه.
وتبادلت كل من أذربيجان وأرمينيا الاتهامات ببدء اشتباكات اندلعت بين الطرفين؛ لتسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى بين القوات الأرمينية، حسب السلطات في يريفان. من جهتها، قالت أذربيجان إنها قامت بتحركات عسكرية محدودة تصدت لمخطط أرميني وصفته بالتخريبي والواسع. في حين رعت روسيا اتفاقا لوقف إطلاق النار وسط دعوات إقليمية ودولية للتهدئة.
ووصف -في حديثه لحلقة (2022/9/13) من برنامج "ما وراء الخبر"- الاشتباكات التي حصلت بين الطرفين هذه المرة بأنها كانت كبيرة، مؤكدا أن وزارة الدفاع الأذربيجانية أكدت مقتل 6 أشخاص من خدمة الحدود و54 من الجيش الأذربيجاني.
وبينما قال إن أذربيجان تريد السلم وتسعى دائما لتوقيع اتفاق نهائي بينها وبين أرمينيا، أكد النائب في البرلمان الأذربيجاني أن أرمينيا لا تريد ذلك وجيشها لم يخرج من منطقة ناغورني قره باغ، لكنه شدد على أن من مصلحة البلدين الجلوس إلى طاولة المفاوضات ومناقشة القضايا الخلافية بينهما.
وبشأن الموقف الأميركي من التوتر الحاصل بين أذربيجان وأرمينيا، أكد ضيف حلقة "ما وراء الخبر" أن واشنطن تدعو إلى السلم في المنطقة، لكنها تختلف في الرؤى مع أذربيجان بشأن منطقة ناغورني قره باغ.
فرص لم تنتهز
ومن وجهة نظر رئيس معهد الدراسات الإقليمية في يريفان ريتشارد جيراغوسيان، فإن كلا البلدين لم ينتهزا الفرص التي أتيحت لهما بعد الحرب من أجل التوصل إلى اتفاق، لكنه قال إن أرمينيا قدمت تنازلات وحلول وسط، وإن المطلوب أن تعود أذربيجان إلى طاولة المفاوضات والسير في خيار الدبلوماسية بدل خيار القوة العسكرية.
وأشار إلى أن أرمينيا تفهم ما أسماه ضعف وحدود الضمانات الأمنية الروسية، وأن روسيا جزء من المشكلة وليست الحل.
ويخوض البلدان صراعا منذ عقود على منطقة ناغورني قره باغ التي كانت تضم تاريخيا أغلبية من السكان الأرمن، لكنها كانت جزءا قانونيا من أذربيجان في ظل حكم السوفيات. وبعد انهيار الاتحاد السوفياتي، أعلنت منطقة ناغورني قره باغ استقلالها عن باكو تحت اسم جمهورية آرتساخ، بدعم من يريفان؛ مما أثار حربا استمرت 3 سنوات وانتهت عام 1994 مع انتصار أرمينيا، وظلت قره باغ ربع قرن تحت السيطرة الأرمينية الفعلية، رغم أن وضعها لم يكن معترفا به دوليا أبدا.
واستعادت أذربيجان فجأة أجزاء كبيرة من هذه المنطقة في حملة عسكرية عام 2020، مما أجبر أرمينيا على تقديم تنازلات إقليمية كبيرة.