ما وراء الخبر

وقف إطلاق النار في غزة.. ماذا حققت المقاومة الفلسطينية؟ وماذا خسرت؟

أكد الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي أن إسرائيل فشلت فشلا ذريعا، ولم تحقق أي أهداف عسكرية من العدوان الذي شنته على قطاع غزة، رغم خسارة الفلسطينيين 45 شهيدا.

وقال البرغوثي إن إسرائيل حاولت إحداث شرخ في صفوف المقاومة الفلسطينية وتجزئة المناطق بفصل الضفة عن غزة، ولكنها فشلت في ذلك، إذ لم تحقق أي إنجاز عسكري محدد، بل إنها تلقت ألف صاروخ من المقاومة الفلسطينية، مما يعني أن المعادلة تغيرت والمقاومة باتت لديها القدرة.

وأعلن في وقت متأخر من مساء أمس الأحد سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة الجهاد الإسلامي في غزة، وذلك بعد 3 أيام من الغارات الإسرائيلية على غزة وسقوط صواريخ الجهاد الإسلامي في مختلف المدن الإسرائيلية.

وعن أثر التصعيد الإسرائيلي على اتفاق التهدئة الشامل مع قطاع غزة لا سيما ما يخض ملفي الأسرى والحصار، أعرب البرغوثي -في حديثه لحلقة (2022/8/8) من برنامج "ما وراء الخبر"- عن اعتقاده بأن العدوان الإسرائيلي أعطى فرصة للجانب الفلسطيني كي يضاعف جهوده من أجل كسر الحصار عن القطاع، وأن يكون رفع الحصار شرطا من شروط التهدئة ووقف إطلاق النار.

كما أن العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة -يضيف البرغوثي- يمكن أن يدفع باتجاه إبرام صفقة لتبادل الأسرى، وقال إن العدوان حرّك الموضوع، مشيرا إلى أن أمام الفلسطينيين الفرصة لفضح جرائم إسرائيل وتعرية نظام الأبرتايد والمطالبة بفرض عقوبات عليه، لا سيما في ظل موجة التضامن العالمية مع القضية الفلسطينية.

ولا يرى ضيف برنامج "ما وراء الخبر" بدا من المراهنة على الدور الأميركي لأنه "وهم وسراب"، بدليل أن زيارة الرئيس جو بايدن الأخيرة إلى المنطقة هي من أجل دعم إسرائيل، مشيرا إلى أن حال الفلسطينيين لن يتغير ما لم يتغير ميزان القوة الذي يتحقق من خلال توحيد الصف الفلسطيني ووضع إستراتيجية واضحة.

الكرة في ملعب الوسيط المصري

ومن جهته، تحدث الخبير في الشؤون الإسرائيلية الدكتور صالح النعامي عن دور المقاومة الفلسطينية وصواريخها، التي قال إنها وصلت إلى القدس المحتلة وتل أبيب وأدت إلى إخلاء مئات العوائل من منطقة غلاف غزة، وهذا يعني -بحسب المتحدث- أن "العمق المدني للقوة الأعظم في المنطقة ليس محصنا".

وشكك في إمكانية استفادة القيادة الإسرائيلية الحالية من عدوانها الأخير على غزة بخصوص تحسين فرص فوزها في الانتخابات القادمة والبقاء في الحكم.

ورأى النعامي أن الكرة الآن هي في ملعب الوسيط المصري بشأن مدى التزام إسرائيل باتفاق وقف إطلاق النار، خاصة ما يتعلق بإطلاق سراح الأسيرين خليل عواودة وبسام السعدي، مشددا على ضرورة أن يكون الموقف المصري أكثر وضوحا.

وعن مسألة التعويل على الدور الدولي والإقليمي، انتقد النعامي الازدواجية في هذا الموقف، إذ أشار إلى أن الأمم المتحدة أبدت غضبها عندما قامت روسيا بشن حرب على أوكرانيا، وتحدث الغرب عموما عن حق الأوكرانيين في الدفاع عن أنفسهم، لكنهم يصمتون عندما يتعلق الأمر بالعدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين، وقال إن موقف الدول العربية التي ترتبط بالعدو بتعاون إستراتيجي واستخباراتي واقتصادي محزنٌ ويثير المرارة، وخاصة تلك التي تحتكر الوساطة وتحديدا مصر.

يشار إلى أنه تم التوصل إلى وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة الجهاد الإسلامي في غزة عقب اتصالات متزامنة أجرتها مصر وقطر مع الأطراف المعنية. ويتضمن نص الاتفاق وقف إطلاق النار بشكل شامل ومتبادل، في وقت ستبذل فيه مصر جهودها وتلتزم بالعمل على الإفراج عن الأسير خليل عواودة ونقله للعلاج. كما ينص الاتفاق على أن تعمل القاهرة على الإفراج عن الأسير بسام السعدي في أقرب وقت ممكن.