ما وراء الخبر

قوات صينية إلى روسيا.. لماذا الآن؟

اتفق ضيفا حلقة برنامج “ما وراء الخبر” على ضرورة أن تجنح واشنطن وبكين للسلم والحوار لحل خلافاتهما، واعتبرا أن المناورات المشتركة بين الصين وروسيا المزمع انطلاقها في نهاية الشهر الجاري روتينية وعادية.

ووفق رئيس الجمعية الصينية للدراسات الدولية، فيكتور غاو فإن روسيا والصين تتشاركان بأكثر من 4 آلاف من الحدود المشتركة، وكانت بينهما مناورات مشتركة في السابق، ومناورات "الشرق 2022" هذا العام ليست استثناء، وهي عادية وروتينية جدا.

وكانت الصين قد أعلنت أنها سترسل قوات إلى روسيا لإجراء مناورات مشتركة تنطلق في 30 أغسطس/آب الجاري وتستمر إلى غاية الخامس من سبتمبر/أيلول المقبل. وتجري مناورات في 13 ميدانا عسكريا في أقصى الشرق الروسي قرب الحدود مع الصين. يأتي ذلك بينما حذرت موسكو وبكين في وقت سابق من خطط أميركية لبناء تحالف شبيه بحلف شمال الأطلسي (ناتو) في منطقة آسيا والمحيط الهادي.

وبينما شدد على أن الشعبين الصيني والروسي تجمعهما صداقة وود ولا يمكن لأي جهة أن تؤثر على علاقتهما، نفى الضيف الصيني -في حديثه لحلقة (2022/8/17) من برنامج "ما وراء الخبر"- أن تكون بلاده تشكل تهديدا للولايات المتحدة التي قال إنها تمتلك أكثر من 800 قاعدة عسكرية في العالم، ولا يمكنها العيش بدون حروب بخلاف الصين التي لا تريد الحروب ولا تشارك فيها، وفق المتحدث.

وانتقد ما وصفه باستفزاز الولايات المتحدة الأميركية للصين في موضوع تايوان من خلال الزيارة التي أجرتها رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي، منوّها إلى أن بكين لن تسمح بأن تتخطى واشنطن الخطوط الحمراء وستتصدى بأي ثمن كان لكل من يحاول انتهاك سيادة أراضيها وأمنها القومي.

غير أن غاو أوضح أن أي حرب بين الدولتين النوويتين، واشنطن وبكين، ستؤدي إلى انهيار العالم ودمار البشرية، ولذلك لا بد من الحفاظ على السلام والهدوء في منطقة آسيا والمحيط الهادي، وأن تستخدم الولايات المتحدة في علاقتها مع الصين الدبلوماسية والحوار بدل أن تحاول فرض إرادتها على الشعب الصيني وانتهاك سيادة أراضيه.

وخلص الضيف الصيني إلى أن بلاده تتوسع ولها الحق في ذلك، لكنها ليست بحاجة لأراض إضافية ولا تريد أن تصبح أعظم دولة في العالم.

سياسة واشنطن

وبرأي هارلن أولمان، مستشار وزير الدفاع الأميركي السابق، فإنه لا يجب على الولايات المتحدة أن تبالغ في رد فعلها على المناورات المشتركة بين موسكو وبكين، ودعا إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى أن تكون سياستها هادئة ومتزنة إزاء هذه المناورات، مشيرا إلى أن ما يثير المخاوف هو إمكانية فرض روسيا والصين تأثيرهما على منظمة شنغهاي للتعاون والتي تضم في عضويتها دولا مثل إيران وباكستان.

وبلغة هادئة، تحدث الضيف الأميركي عن أهمية تخفيف المشاكل بين واشنطن وبكين وعقد قمة بين رئيسي البلدين لبحث المصالح المشتركة بينهما وخاصة ما يتعلق بالتجارة والبيئة، مبرزا أنه في موضوع تايوان يجب أن تحصل الولايات المتحدة على ضمانات من الصين بعدم التصعيد.

ورغم دعوته للهدوء والحوار بين البلدين، قال أولمان لحلقة برنامج "ما وراء الخبر" إن الصين عالقة في سياسة سيئة وتهدد دولا في المنطقة.