ما وراء الخبر

قرر سحب العسكر من آلية الحوار الثلاثية.. هل البرهان يناور لإرباك المعارضة أم سيعيد الجيش لثكناته؟

طالب وجدي صالح، المتحدث باسم المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير في السودان رئيس مجلس السيادة قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، بالتنحي وتسليم السلطة إلى أصحابها الحقيقيين.

وفي تعليقه على خطاب البرهان الأخير، وصف المتحدث باسم المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير ما ورد فيه من قرارات بأنها " مناورة تكتيكية"، وقال إنه حاول الهروب من الأزمة الحقيقية وهي انقلاب أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وإنه يسعى إلى فرض نفسه وصيا على الشعب السوداني، بعد أن تسلم كل السلطات وأصبح الحاكم الأوحد.

وأضاف لحلقة (2022/7/5) من برنامج "ما وراء الخبر" أن ما أسماها السلطة الانقلابية في السودان لا تريد تسليم السلطة للمدنيين، بدليل أنها تتحدث عن حكومة كفاءات هي من تحدد شكلها ومواصفاتها، مشددا على أن الشعب السوداني سينتزع السلطة منهم عن طريق الثورة والحراك. كما أكد الضيف السوداني أن الانتخابات الحرة والنزيهة لا تجري في ظل حكم عسكري.

وكان البرهان أعلن أمس -في خطاب بثه التلفزيون السوداني- انسحاب المؤسسة العسكرية من حوار الآلية الثلاثية، المكونة من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ومجموعة التنمية لشرق ووسط أفريقيا (إيغاد). وقال إن الهدف هو إفساح المجال للقوى السياسية لتشكيل حكومة من الكفاءات الوطنية المستقلة، وإنه بعد تشكيل الحكومة الجديدة سيجري حل مجلس السيادة، وتشكيل مجلس أعلى للقوات المسلحة، مكون من الجيش وقوات الدعم السريع، يكون مسؤولا عن مهام الأمن والدفاع في البلاد.

كما انتقد الضيف ما ورد في خطاب رئيس مجلس السيادة السوداني بخصوص حل مجلس السيادة و تشكيل مجلس أعلى للقوات المسلحة.

تعنت القوى السياسية

وفي الجهة المقابلة، دافع اللواء المتقاعد بدر الدين عبد الحكم، الباحث السابق في الأكاديمية العليا للدراسات الإستراتيجية والأمنية، عن القرارات التي اتخذها رئيس مجلس السيادة قائد الجيش السوداني، وربطها بالأزمة السياسية التي يشهدها، والتي قال إنها قد تنزلق إلى حرب أهلية، إضافة إلى تعنت القوى السياسية المختلفة التي اتهمها بالسعي إلى الاستئثار بالسلطة وإبعاد المكون العسكري.

وأكد ضيف برنامج "ما وراء الخبر" أن البرهان يدعو الأحزاب السياسية إلى الجلوس إلى طاولة حوار واحدة دون عزل أي طرف، وصولا إلى تشكيل حكومة كفاءات على أن يسلم السلطة بعدها، وقال إن الشراكة السابقة بين المكونين المدني والعسكري كانت فاشلة في كل شيء.

ومن جهة أخرى، قال اللواء المتقاعد إن اليسار السوداني لديه إستراتيجية واضحة، لأنه يريد أن يحكم، ويطالب بتفكيك القوات المسلحة لأنه يراها عقبة، رغم أن تجاربه السابقة تؤكد أنه لم يحصل على نتائج معتبرة في الانتخابات، وكذلك الحال بالنسبة لحزب البعث.

ويذكر أن الشارع السوداني يشهد حالة من الاحتقان بعد اتساع رقعة الاعتصامات التي تنفذها لجان المقاومة بمدن العاصمة الثلاث، احتجاجا على الأحداث الدامية التي وقعت في 30 يونيو/حزيران الماضي، والتي قتل فيها 9 متظاهرين بيد قوى الأمن، وأصيب 629 آخرون بشكل متفاوت، طبقا للجنة الأطباء المركزية.