اقتحام مبنى البرلمان العراقي.. هل وصلت رسالة مقتدى الصدر وأتباعه؟
وأضاف الركابي -في حديثه لحلقة (2022/7/27) من برنامج "ما وراء الخبر"- أنه كان على التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر الانتظار حتى يتم تشكيل الحكومة ومنحها وقتا للعمل قبل القيام بأي تحرك، محذرا من انعكاس الخطوة على التيار مستقبلا، وداعيا في الوقت ذاته كتلة التيار الصدري للعودة إلى البرلمان بعد استقالاتهم بشكل جماعي منه، وعدم فرض آرائهم بطرق غير قانونية.
وأكد الركابي أن شخصية محمد شياع السوداني تحظى باحترام جميع الأطياف العراقية بما فيها التيار الصدري، بالإضافة إلى تمتعه بالعديد من المميزات التي لا توجد في غيره من الشخصيات العراقية، مشيرا إلى أن الائتلاف ماض في ترشيح السوداني يوم السبت ولن يثنيه ما حدث اليوم الأربعاء.
وكان متظاهرون قد اقتحموا مبنى البرلمان العراقي في المنطقة الخضراء احتجاجا على ترشيح محمد السوداني لرئاسة الحكومة. وأظهرت مقاطع فيديو لحظة اقتحام المحتجين مجلس النواب العراقي بعد دخولهم المنطقة الخضراء. وردد المحتجون شعارات مناهضة لمرشح الإطار التنسيقي، وأخرى مناهضة للإطار ورئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي.
سيناريو سريلانكا
وفي المقابل، أكد رئيس مركز بغداد للدراسات الإستراتيجية والعلاقات الدولية مناف الموسوي أن تحرك التيار الصدري جاء لوقف فرض إرادة حزبية ضد توجهات الشعب العراقي، مبرزا أن الإشكال لا يكمن في شخصية السوداني بل في طريقة تشكيل الحكومة التي يراد لها أن تكون نسخة مكررة من حكومة عادل عبد المهدي.
وأضاف أن رئيس الحكومة -في حال القبول به- لن يستطيع التحكم بحكومة متعددة الأقطاب، ولن يتجاوز دوره تيسير أمور بعض الأحزاب السياسية، حسب قوله، منوها إلى أن التيار الصدري سيستمر في المظاهرات والاحتجاجات حتى حل البرلمان وتنظيم انتخابات أخرى.
وتابع أن مسار احتجاجات اليوم غير واضح حتى اللحظة، لأن المواجهة باتت واضحة بين الإرادة الشعبية والإرادة البرلمانية، ولم يخف توقعه من بقاء المحتجين معتصمين أمام البرلمان حتى يوم السبت القادم، حيث من المقرر أن تكون جلسة التصويت، محذرا من تكرار السيناريو السريلانكي في العراق في حال مضي البرلمان في الترشيح دون الالتفات لما حصل اليوم.
وكان زعيم التيار الصدري قد دعا أنصاره الذين اقتحموا البرلمان العراقي في المنطقة الخضراء ببغداد مساء اليوم الأربعاء إلى الانسحاب منه، قائلا "وصلت رسالتكم.. عودوا لمنازلكم سالمين". وفي وقت سابق قال الصدر لأنصاره بعد اقتحامهم البرلمان "أقف إجلالا واحتراما، فإنها رسالة عفوية وإصلاحية شعبية رائعة، شكرا لكم".