التنافس الصيني الأميركي في جنوب شرق آسيا.. ما علاقة أزمة سريلانكا؟
حيث نفى رئيس الجمعية الصينية للدراسات الدولية، فيكتور غاو أن تكون الصين سبب الأزمة التي وقعت في سريلانكا، وقال إنها ساعدت في مشروع مرفأ سريلانكا الذي كان مطروحا منذ عقود، معتبرا أن سريلانكا هي ضحية لمجموعة أزمات تفاقمت جراء الحرب الروسية على أوكرانيا، وتوقع سقوط ضحايا آخرين بسبب هذه الحرب.
وفي تعليقه على تحذير وزير الخارجية الصيني، وانغ يي -أمام أمانة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)- من أن دولا كثيرة تتعرض لضغوط من أجل الانحياز لقوى كبرى تتنافس في منطقة جنوب شرق آسيا، أكد فيكتور غاو أن الولايات المتحدة هي التي تقود أعمالا عدائية ضد الصين وتحشد حلفاءها وتريد نشر الفوضى في المنطقة، بينما الصين تدعو إلى الدخول في علاقات بناءة ومسالمة مع واشنطن.
وطالب الضيف الصيني -في حديثه لحلقة (2022/7/11) من برنامج "ما وراء الخبر" الولايات بأن تتوقف عن عدائها للصين وأن تقبل حقيقة أنها موجودة وتنمو وتتطور، ولكنه رغم ذلك اعتبر أن اللقاء الذي جرى بين وزير خارجية الصين، وانغ يي ونظيره الأميركي أنتوني بلينكن هو تطور مهم بالنظر إلى الخلافات بين البلدين.
ومن جهة أخرى، كرر موقف بلاده بشأن قضية تايوان، وقال إن ما يحدث هناك هي حرب أهلية لم تنته، وإن الولايات المتحدة ما تزال تعترف بأن الجزيرة هي جزء من الصين.
الصين العدو الأكبر
بدوره، اتهم الدكتور ماثيو كرونيغ، الأكاديمي والخبير الأميركي في العلاقات الدولية الصين بالسعي للسيطرة على منطقة المحيط الهادي وخاصة على دول مثل سريلانكا التي تشهد حالة من عدم الاستقرار، وقال إنها قامت بالسيطرة على مرفأ سريلانكا، وهي لا تريد للولايات المتحدة أن تتدخل في حديقتها الخلفية. في حين أن واشنطن -يضيف كرونيغ- تريد الاستقرار والانتقال السلمي للسلطة في سريلانكا.
ووصف كرونيغ الصين بأنها تشكل التهديد الأكبر للولايات المتحدة، وبأنها دولة خطيرة ولديها نزاعات مع دول مجاورة مثل اليابان، وتتجهز لحرب يقال إنها تستخدم فيها قوتها العسكرية من أجل استرجاع جزيرة تايوان، داعيا إلى ضرورة تجهز بلاده من أجل مواجهة الصين.
وبحسب الخبير الأميركي، فإن روسيا هي ثاني أكبر تهديد للولايات المتحدة وتليها إيران التي تشكل تحديا بسبب برنامجها النووي، وقال إن واشنطن بحاجة إلى إستراتيجية مشتركة مع شركائها وحلفائها في منطقة الشرق الأوسط وغيرها من أجل التصدي لما أسماها الدول المستبدة والقمعية.
وأشار كرونيغ إلى أن الرئيس الأميركي، جو بايدن أدرك أهمية تحسين علاقات الولايات المتحدة مع منطقة الشرق الأوسط وخاصة دول منطقة الخليج التي سيزورها لاحقا.
في المقابل، علق الضيف الصيني على زيارة بايدن المرتقبة بأن الولايات المتحدة تنحاز إلى إسرائيل على حساب الموقف العربي، مؤكدا أن هذا الانحياز هو سبب عدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.