ما وراء الخبر

المشهد السياسي في العراق.. هل ترك انسحاب التيار الصدري ألغاما أمام تشكيل الحكومة؟

توافق ضيوف حلقة برنامج “ما وراء الخبر” على أهمية إجراء حوار ومشاورات بين الكتل السياسية من أجل تشكيل الحكومة المقبلة، وذلك في ظل انسحاب الكتلة الصدرية من البرلمان العراقي.

ووصفت آيات المظفر، وهي المتحدثة باسم ائتلاف النصر أحد مكونات الإطار التنسيقي، مرحلة ما بعد انسحاب التيار الصدري من العملية السياسية بالصعبة ولكنها ليست مستحيلة، مبرزة أن الإطار بدأ في تشكيل اللجان من أجل تشكيل حكومة بمعزل عن التيار الصدري.

وشددت في حديثها لحلقة (2022/6/17) من برنامج "ما وراء الخبر" على أن تحالف الإطار التنسيقي الذي يضم القوى السياسية الشيعية العراقية باستثناء التيار الصدري، هو الكتلة الكبرى في البرلمان بعد انسحاب التيار الصدري، لكنها أكدت أن التنازلات من أجل تشكيل الحكومة يجب أن تقدمها كل القوى السياسية، لا الإطار وحده.

وتحدثت المظفر عن ضغوط ومطالب شعبية قد تدفع الإطار التنسيقي إلى فتح باب الحوار والمشاورات مع الكتل والقوى السياسية الأخرى، بغرض تشكيل الحكومة التي قالت إنها يجب ألا تخرج عن فحوى البرنامج الإصلاحي للتيار الصدري، مستبعدة في نفس السياق أن يلجأ التيار الصدري إلى تأجيج الشارع العراقي، باعتبار أنه انسحب من السلطة طواعية.

أما سالم مطر العيساوي، النائب في البرلمان العراقي عن تحالف السيادة، فرأى أن التحالفات العراقية تأثرت كثيرا بعد انسحاب التيار الصدري من البرلمان، وقال إن الإطار التنسيقي أصبحت لديه فرصة لتشكيل الحكومة، لكن هناك شروطا وعوامل داخلية وخارجية قد تقف عائقا أمام هذه الخطوة.

وأشار إلى وجود ترتيب مواقف بين الحزب الديمقراطي الكردستاني وتحالف السيادة، وهو منفتح على كل القوى السياسية لتشكيل حكومة القادمة، مؤكدا أن القوى السياسية لديها برامج واضحة ويجب أن تتوافق مع برنامج الكتلة الكبرى.

الموقف من إيران 

وردا على سؤال بشأن الموقف من إيران، خاصة مع إعلان الإطار التنسيقي رفضه انضمام بغداد لأي مسعى إقليمي ضد طهران، شدد العيساوي على أن الحكومة القادمة يجب أن تختلف عن الحكومات السابقة، وقال إن هناك شروطا ومطالب أبرزها عدم تأثير الأجندات الخارجية على الحكومة.

وفي تقييمه للمشهد السياسي العراقي، ركز أستاذ الإعلام في الجامعة العراقية هاني عاشور على الإرادة الشعبية التي قال إنها فرضت انتخابات مبكرة أفرزت حالة جديدة تقضي بأن يكون هناك عدد كبير من المستقلين الذين حاولت كل التيارات استمالتهم.

وأضاف لحلقة "ما وراء الخبر" أن الكتل السياسية مستعدة للحوار مع الإطار التنسيقي الذي عليه أن يثبت أنه الكتلة الكبرى في البرلمان، منوها إلى أن التيار الصدري خرج من العملية السياسية ليتيح الفرصة للكتل الأخرى لتشكيل الحكومة المقبلة، على أن يأخذ هو دور الرقيب، وقال إنه قال لنوابه في تصريح له "استعدوا للانتخابات المقبلة".

وكان نواب الكتلة الصدرية (73 نائبا من أصل 329) قدموا استقالاتهم بطلب من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، وسط أزمة سياسية متواصلة منذ الانتخابات التشريعية المبكرة التي أجريت في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.