ما وراء الخبر

غاز إسرائيلي لأوروبا ارتضت القاهرة أن تكون معبرا له.. كيف ستنعكس الخطوة على القضية الفلسطينية؟

رجح ضيفا حلقة برنامج “ما وراء الخبر” أن تؤثر محاولات إسرائيل لأن تكون لاعبا أساسيا في سوق الطاقة العالمي على القضية الفلسطينية في المنظور البعيد، وذلك على ضوء مذكرة تفاهم ثلاثي وقعت في القاهرة.

وناقشت حلقة (2022/6/15) من برنامج "ما وراء الخبر" تداعيات توقيع إسرائيل ومصر والاتحاد الأوروبي اليوم الأربعاء في القاهرة على مذكرة تفاهم لتصدير الغاز الطبيعي إلى أوروبا، إذ سينقل من إسرائيل إلى محطات إسالة في مصر ثم يشحن شمالا إلى السوق الأوروبية.

وتحدث الدكتور خليل العناني أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية والباحث في المركز العربي بواشنطن عما أطلق عليها دبلوماسية الطاقة والغاز ومساعي إسرائيل لأن تتحول إلى لاعب أساسي في سوق الطاقة العالمي، مشيرا إلى أن مذكرة التفاهم الثلاثي تعطي نافذة جديدة للأوروبيين للاعتماد على مصادر أخرى من الطاقة، لكنهم لن يتمكنوا من الاستغناء عن الغاز الروسي.

ويعتقد العناني أن مصر ستحقق مكاسب اقتصادية وسياسية من عملية التفاهم مع الإسرائيليين والأوروبيين، من حيث عوائد عملية إسالة الغاز الإسرائيلي في مصر، ومن حيث وعود الأوروبيين بتخصيص 3 مليارات يورو للاستثمار في الإنتاج الزراعي المحلي، إضافة إلى توفير 100 مليون يورو لمصر لمواجهة الأزمة الغذائية، كما أن التفاهم سيؤدي إلى تقوية مركزها في علاقتها مع الاتحاد الأوروبي، ولم يستبعد المتحدث أن تقوم القاهرة بالتفاوض مع الأوروبيين بشأن ملف حقوق الإنسان على الأقل في المدى المنظور.

إعلان

غير أن الضيف لم يستبعد أن تؤدي مذكرة التفاهم الثلاثي التي تقضي بتصدير الغاز الطبيعي لأوروبا إلى تعزيز مكانة إسرائيل على حساب الموقف الفلسطيني، وقال إن التحولات الجارية سيكون لها تأثير سلبي على القضية الفلسطينية على المدى البعيد.

الإبقاء على التوازنات

وعن تداعيات بروز إسرائيل كمورد للطاقة على تعاطي الأوروبيين مع القضية الفلسطينية، أشار أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأميركية بباريس الدكتور زياد ماجد إلى مسألة تغاضي المفوضية الأوروبية عن الانتهاكات التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، من تهويد واستيطان وصولا إلى اغتيال الصحفية شيرين أبو عاقلة في جنين، وذلك رغم أن شخصيات وبرلمانيين أوروبيين لطالما انتقدوا السياسات الإسرائيلية، ورغم أن إسرائيل تقوم بنفس الممارسات التي تقوم بها روسيا في أوكرانيا.

ووصف أستاذ العلوم السياسية مذكرة التفاهم بين إسرائيل ومصر والاتحاد الأوروبي بأنها خطوة دبلوماسية سياسية أكثر منها اقتصادية، لكن الجديد فيها هو الأهمية التي بدأ يحتلها شرق المتوسط بخصوص توريد الطاقة نحو أوروبا.

من جهة أخرى، اتفق ضيفا برنامج "ما وراء الخبر" على أن روسيا ستحاول الإبقاء على التوازنات في علاقاتها مع مصر وإسرائيل، ومن الصعب أن تقطع علاقاتها مع القاهرة في ظل العزلة التي تواجهها، وأيضا في ظل تشابك علاقات موسكو مع تل أبيب.