ما وراء الخبر

مهلة الاتفاق النووي.. ورقة ضغط دبلوماسية أم تهديد قوي لإيران؟

قال جوزيف سيرينسيوني، عضو المجلس الاستشاري لوزير الخارجية الأميركي، إنه تحدث إلى أعضاء الوفد الأميركي المفاوض في الاتفاق النووي الإيراني وقد طغت عليه نبرة التشاؤم.

ورأى -في حديثه لبرنامج ما وراء الخبر (2022/2/9)- أن الوفد غير مقتنع بالقدرة على التوصل إلى اتفاق في الفترة القليلة المقبلة، وذلك عكس صيغة التفاؤل السائدة من خلال التغريدات والتصريحات المتداولة.

جاء ذلك بعد نقل وسائل إعلام محلية عن مصادر في الإدارة الأميركية أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تعتقد أن أمامها مهلة حتى نهاية فبراير/شباط الجاري لإنقاذ الاتفاق النووي الإيراني، وذلك بعد يوم من استئناف الجولة الثامنة من مفاوضات فيينا.

وبهذا الصدد، صرح سيرينسيوني بوجود انقسامات داخل الوفد الأميركي، إذ توجد شخصيات مؤثرة في الإدارة الأميركية ترفض تقديم أي تنازلات للجانب الإيراني، إيمانا منهم بأن العقوبات المفروضة على طهران كفيلة بإخضاعها، ولذلك يستعدون لفشل هذه المفاوضات ويحضرون لفرض مزيد من العقوبات وعزل إيران.

كما أشار إلى أن الفريق الأميركي يرى أن نهاية الشهر الجاري هي أبعد فترة زمنية يمكن الالتزام بها، وإلا سيُلجأ إلى التفكير جديا بالانسحاب من المفاوضات واعتبار الاتفاق النووي ميتا.

أداة ضغط

ولكن أستاذ دراسات الشرق الأوسط في جامعة طهران أحمد حسن حمديان فنّد طرح سيرينسيوني بقوله إن الإيرانيين ينظرون إلى التصريحات المتعلقة بالفترة الزمنية المتاحة لهم باعتبارها من أدوات الضغط ضدهم فقط، ولذلك لا تجد صدى كبيرا عند المسؤولين في المستويات العليا الإيرانية، وليس من استجابة لتلك التصريحات.

وأشار إلى أنه على قدر الانقسام الحادث في الجانب الأميركي فإن هناك نوعا من الإجماع الواضح على مستوى الجانب الإيراني بشأن التعامل مع أميركا، معتبرا أن إيران تعدّ أميركا طرفا غير مستقر ولا يمكن الوثوق به ولذلك هناك مطالبة مستمرة بالضمانات لضمان مستقبل الالتزام بالاتفاق النووي.

وأوضح أن الجانب الإيراني لديه أداة ضغط رئيسة تتمثل في البرنامج النووي المستمر في التخصيب بنسبة عالية، وتفعيل أجهزة ضغط متطورة لدى استمرار العقوبات الأميركية.

ويذكر أن شبكة "سي إن إن" (CNN) قالت إن الاتفاق إذا لم يُنقذ مع نهاية فبراير/شباط الجاري، فسيتعين على الولايات المتحدة تغيير مسارها واتخاذ خطوات صارمة لمنع إيران من الحصول على سلاح نووي.