ما وراء الخبر

الأزمة الأوكرانية.. ماذا بعد اعتراف موسكو بدونيتسك ولوغانسك؟

قال عضو مجلس الأمن القومي الأميركي السابق تشارليز كابتشن إن الأزمة الأوكرانية تسير في مسار مقلق جدا، واصفا قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاعتراف بدونيتسك ولوغانسك بالخطير لأنه يفجر اتفاقية مينسك.

وأوضح -في حديثه لبرنامج "ما وراء الخبر" (2022/2/22)- أن روسيا وافقت على هذه الاتفاقية لإيجاد حل دبلوماسي سلمي لهذا النزاع، متوقعا أن تكون هناك المزيد من الانتهاكات الروسية للسيادة الأوكرانية في الفترة القادمة.

وأعرب كابتشن عن أن المرحلة الحالية تنذر بخطر كبير بشأن اجتياح روسيا لأوكرانيا، مشيرا إلى أن هناك رغبة لوضع أوكرانيا تحت مظلة روسيا، واصفا الأزمة بأنها تنحو نحو مسار خطير جدا؛ لأن التحركات الروسية ما هي إلا بداية تصعيد عسكري مرتقب.

وأضاف أن روسيا مستعدة لاستخدام القوة لتؤثر على الدول المجاورة لها، مشيرا إلى أن روسيا تتخذ خطوات عدائية باعتبارها نمط سياسة توسعية لفرض وجود روسيا كقوة عظمى وانتهاك قدسيات النظام الدولي، حسب وصفه.

عقوبات غير مؤثرة

في المقابل، قال الباحث في المجلس الروسي للشؤون الدولية أليكسي نوموف إن العقوبات التي أعلن عنها رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون خفيفة مقارنة بالمفروضة سابقا، ولذلك لن تتأثر روسيا بهذه العقوبات؛ لأنها تأقلمت معها وصارت أكثر مرونة وقدرة على مقاومتها.

وأشار إلى أن روسيا تجلي دبلوماسييها من أوكرانيا لأنهم تلقوا تهديدات بالموت، في الوقت الذي لم تتدخل فيه كييف بأي شكل من الأشكال، معتبرا أن توقع بوتين مشاركة لوغانسك ودونيتسك المعترف بهما في المفاوضات مع أوكرانيا لوضع الحدود بينهما هو مؤشر لخفض التصعيد.

ولم يتوقع نوموف مزيدا من التصعيد أو أي توغل واجتياح عسكري كما تتوقع الوسائل الغربية، معتبرا أن الدول الأوروبية لا تتعامل مع الأزمة بشكل جيد، فالعقوبات المفروضة من الغرب لا يمكن الاعتراض عليها في المحاكم، بل هي أداة أحادية الجانب للعقاب من دون تبعات، ولذلك تفضل روسيا حماية أمنها وحدودها، ما دامت العقوبات ستفرض عليها في كل الأحوال.

يذكر أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف علق على ردود الفعل الأميركية والأوروبية بشأن اعتراف موسكو بمنطقتي لوغانسك ودونيتسك وقال إن الأوروبيين والأميركيين والبريطانيين لن يتوقفوا حتى يستنفدوا خططهم في ما يسمى "عقاب" روسيا.

وخلال جلسة لمجلس الأمن الدولي، قالت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية، روزماري ديكارلو، إن قرار روسيا مؤسف ويمكن أن تكون له تبعات إقليمية ودولية.