
هذه أدلة موسكو على نوايا كييف استخدام "القنبلة القذرة".. وخبراء يرسمون سيناريوهات الحرب
ووصف كوزان الاتهام الروسي لأوكرانيا بشأن "القنبلة القذرة" بأنه وسيلة جديدة من طرف موسكو لخلق التضارب الإعلامي حتى تتهم كييف بالأمور التي ستقوم بها روسيا نفسها، مؤكدا أنه من المستحيل أن تستخدم أوكرانيا أي نوع من الأسلحة النووية لأهداف عسكرية، أو أي أسلحة مضرة فوق أراضيها، وهي تتعامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومع الخبراء للتأكد من عدم وجود أي مؤشرات في هذا الاتجاه.
وكان قائد قوات الحماية الإشعاعية والكيميائية والبيولوجية بوزارة الدفاع الروسية، إيغور كيريلوف قد قال إن لدى بلاده معلومات عن تخطيط كييف لاستخدام "قنبلة قذرة"، وإنها في المرحلة الأخيرة من صنعها. كما أعلن كيريلوف وضع معدات وقوات في حالة تأهب.
واعتبر الضيف الأوكراني -في حديثه لحلقة (2022/10/24) من برنامج "ما وراء الخبر" أن الاتهام الروسي يهدف أيضا إلى الضغط على كييف لوقف تقدم جيشها في ميدان المعركة ولحملها على الجلوس إلى طاولة المفاوضات، مشددا على أن أوكرانيا لن ترضخ لتلك الضغوط ولن تقبل بالمفاوضات وستستمر في القتال حتى يخرج الروس من أراضيها.
وكانت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وصفت -في بيان مشترك اليوم- اتهامات موسكو لأوكرانيا بشأن "القنبلة القذرة" بالكاذبة، وقال البيان إن هذه الادعاءات ما هي إلا "ذريعة للتصعيد"، كما تعهدت الدول الثلاث باستمرار دعم سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها في مواجهة ما تصفه بالعدوان الروسي.
وفي الجهة المقابلة، أشار الخبير العسكري والإستراتيجي الروسي، بافل فيلغينهاور إلى أن المسؤولين الروسي يؤكدون وجود مواد مشعة في أوكرانيا، وأن هناك الكثير من المولدات النووية والنفايات النووية التي يمكن أن تكون أساسا لصنع القنابل القذرة، فضلا عن أن أوكرانيا لديها علماء يمكنهم صنع "القنبلة القذرة" في المؤسسات العلمية.
واتهم من جهته الجانب الأوكراني بإمكانية استخدام "القنبلة القذرة" ثم القول إن روسيا هي من استخدمتها، مبرزا أن موسكو لن تقبل بأي تحقيقات تقوم بها وكالة الطاقة الذرية في هذا الصدد، لأنها ستكون غير موثوقة. كما قال إن بلاده تريد التوصل إلى مفاوضات سلمية مع الجانب الأوكراني ووقف إطلاق النار.
"القنبلة القذرة" استخدمت في العراق وغزة
أما الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري، فقلّل من احتمال استخدام "القنبلة القذرة" خلال حرب روسيا على أوكرانيا، حتى لو حصل ذلك فسيكون بشكل محدود جدا من أجل إيصال رسائل فقط، مؤكدا أن استخدام هذه القنابل حصل من قبل في "عاصفة الصحراء" وفي معركة المطار عام 2003 في بغداد وفي معركة الفلوجة عام 2004، وفي قطاع غزة والبلقان، وقال إن تأثيرها له بُعد مادي تدميري وبُعد له علاقة بالحرب النفسية، ولكنه تأثير لا يقارن بالأسلحة التقليدية.
وأشار الدويري إلى أن اليد العليا في الميدان هي للجيش الأوكراني وبالتالي لن يستخدم "القنبلة القذرة" التي وصفها بالجهاز الإشعاعي، وأن الاستخدام الروسي المحتمل لها سيكون مرتبطا بالعقيدة النووية الروسية، قائلا إن روسيا كانت تتهم المعارضة السورية بالتحضير لاستخدام الأسلحة الكيميائية وبعدها استخدمها النظام السوري.