إسرائيل تدخل على خط الحرب وتدعم أوكرانيا.. كيف سترد روسيا؟
وأوضح -في برنامج "ما وراء الخبر" (2022/10/17)- أنه من المهم لروسيا أن تتمكن من إرسال الصواريخ بعيدة المدى ولكن المنظومات الدفاعية الإسرائيلية فعالة جدا ويمكن أن تعرقل الخطط الروسية، ولذلك كان رد موسكو حادا ليشدد بأنه سيكون هناك رد وأزمة عميقة بين البلدين لو أقدمت تل أبيب على هذه الخطوة.
وجاء ذلك على خلفية تحذير ديمتري ميدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي لإسرائيل من إرسال الأسلحة إلى كييف، مؤكدا أن ذلك سيدمر العلاقات الثنائية بين تل أبيب وموسكو.
ولا ينبني التحذير من وجهة النظر الروسية على مجرد هواجس، بل -بحسب بيان ميدفيديف- فإنه قائم على مؤشرات تقول روسيا إنها تُظهر استعدادات إسرائيلية لتقديم العون العسكري إلى الأوكرانيين، وبحسب البيان فإن المؤشرات تدل على أن تل أبيب تستعد لتزويد كييف بالأسلحة، واصفا ذلك بالعمل المتهور للغاية.
الموقف الإسرائيلي
في المقابل، قال المدير العام السابق لوزارة الخارجية الإسرائيلية ألون لئيل إن إسرائيل غيّرت من سياستها تجاه حرب أوكرانيا منذ ما يقارب 3 أشهر، حيث تغير رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت الذي مارس سياسة الحياد وكان يحاول أن يلطف الأجواء مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ولكن رئيس الوزراء يائير لبيد تبنى سياسة أكثر دعما لأوكرانيا والدول الغربية وكذا أميركا.
واعتبر أن هذا الانحياز الإسرائيلي لأوكرانيا أغضب موسكو، خاصة بعد ضغوط أميركا والرأي العام الإسرائيلي من أجل توفير المساعدات العسكرية والأسلحة لأوكرانيا، موضحا أنها دفاعية وليست هجومية، وهذا هو ما يؤرق روسيا، بينما إسرائيل غير قلقة من تهديدات موسكو.
من جهته، رأى أستاذ دراسات الشرق الأوسط في جامعة حيفا، محمود يزبك أن الموقف الإسرائيلي فيه إشكالية كبيرة، حيث تريد تل أبيب الحفاظ على مصالحها في الشرق الأوسط، ولو تغير الموقف الروسي ضدها لن تستطيع الحفاظ على تلك المصالح.
وأضاف أن روسيا وبناء على الموقف الإسرائيلي من الحرب في أوكرانيا، ستلجأ لاتباع سياسة جديدة تجاه إسرائيل في لبنان وسوريا وكذلك فيما يتعلق بالعلاقات مع إيران، وهذا ما يجعل تل أبيب في موقف غير مريح بالمرة، متوقعا أن تواجه إسرائيل مشكلات حقيقية في الشرق الأوسط بعد موقفها الداعم لأوكرانيا.
يذكر أنه أمام هذه النبرة العالية لموسكو اختار مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي يائير لبيد التزام الصمت وعدم تقديم أي تعليق على التصريحات الروسية، حيث تؤكد إسرائيل بين حين وآخر أن دعمها لكييف يقتصر على الجوانب الإنسانية، دون غيرها، وهو ما يجد الروس صعوبة متزايدة في الاقتناع به.
ولم يفصح ميدفيديف عن تفاصيل ما بحوزة روسيا من معلومات تتعلق بالدعم الإسرائيلي لأوكرانيا، لكن اللافت للنظر هو الموقف الذي صدر عن وزير الشتات الإسرائيلي نحمان شاي، الذي غرد: "مع الإعلان عن نقل إيران صواريخ باليستية إلى روسيا انتهت الشكوك بشأن أين ينبغي لإسرائيل أن تقف في الصراع الدامي بأوكرانيا.. حان الوقت لنقدم لأوكرانيا مساعدات عسكرية مثلما تفعل الولايات المتحدة ودول الناتو..".