ما وراء الخبر

توتر في الضفة الغربية.. هكذا أفشلت المقاومة الفلسطينية قبضة إسرائيل الأمنية

أكد الدكتور هاني المصري، المدير العام للمركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الإستراتيجية “مسارات” أن خطط الاحتلال الإسرائيلي قد فشلت في التصدي للمقاومة الفلسطينية التي تصاعدت خلال الآونة الأخيرة.

ولم تعد المقاومة الفلسطينية -وفق المصري- تكتفي بالدفاع عن مناطقها وأحيائها التي تقتحمها قوات الاحتلال بل باتت تقوم بتنفيذ هجمات في نابلس وفي مناطق الضفة الغربية، مؤكدا أن مئات المقاتلين ظهروا في الساحة ويحظون بتعاطف شعبي كبير، في ظاهرة أصبحت تنتقل في مختلف المناطق الفلسطينية المحتلة.

وتشهد الضفة الغربية أوضاعا أمنية ساخنة، زادت تصاعدا بمقتل جندي إسرائيلي في عملية تبنتها مجموعة فلسطينية، وذلك في هجوم يعد الثاني من نوعه في أقل من أسبوع. وفي المسجد الأقصى تتجدد اقتحامات المستوطنين بمناسبة ما يعرف بـ"عيد العُرش" أو "عيد المظلة" اليهودي، بينما تتواصل المواجهات بين شبان فلسطينيين والقوات الإسرائيلية في مناطق أهمها أحياء شعفاط وبلدة عناتا شمال القدس المحتلة.

وأضاف المصري في حديثه لحلقة (2022/10/11) من برنامج "ما وراء الخبر" أن قوات الاحتلال تبدو في وضع حرج في الوقت الحالي، لأن قيامها بعمليات واسعة سيثير ردود فعل فلسطينية كبيرة وستتصاعد عمليات المقاومة أكثر، مشددا على أن لا خيار أمام الفلسطينيين سوى المقاومة لإعادة قضيتهم لسلم الأولويات في العالم.

كما رأى الضيف الفلسطيني أن السلطة الوطنية الفلسطينية غير مرتاحة لظاهرة الهجمات التي يشنها المقاومون ضد قوات الاحتلال في شمال الضفة الغربية، لكنها عاجزة عن إيقافها.

تراخي قبضة السلطة الفلسطينية

وعلى صعيد الموقف الإسرائيلي، قال أميخاي شتاين، مراسل الشؤون الدبلوماسية في هيئة الإذاعة العامة الإسرائيلية إن إسرائيل تبذل قصارى جهدها من أجل وقف الهجمات التي يشنها الفلسطينيون على الجنود الإسرائيليين، لكنه رفض أن تكون تلك الهجمات دليلا على فشل أمني إسرائيلي في الضفة الغربية.

وأرجع تصاعد العمليات الفلسطينية ضد جنود الاحتلال إلى ما وصفه بتراخي قبضة السلطة الفلسطينية التي قال أيضا إن هذه الهجمات ليس في صالحها، ومبرزا أن الأميركيين من جانبهم لا يريدون القيام بدورهم من أجل تهدئة الأوضاع، رغم التصريحات التي يصدرونها بهذا الخصوص.

أما عن الدور الأميركي لاحتواء التوتر المتصاعد، فاكتفى السفير بي جي كراولي، المتحدث السابق باسم وزارة الخارجية الأميركية بالقول إن الأمر بيد الجهتين الأمنيتين في السلطة الفلسطينية وإسرائيل وعليهما أن يتعاونا.

وبينما أشار إلى أن بلاده تشعر بقلق شديد من إمكانية تصاعد التوتر بالمنطقة، ربط كراولي موضوع التصعيد بالانتخابات في إسرائيل وسعي حكومة الاحتلال إلى إقناع الإسرائيليين بأنها تحافظ على أمنهم ومحاولة منع رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو من العودة إلى السلطة، وقال "علينا أن نتجاوز فترة الانتخابات وتكون هناك حكومة إسرائيلية قوية تتواصل مع الفلسطينيين".

وأقر المتحدث السابق باسم وزارة الخارجية الأميركية بأن القضية الفلسطينية ليست ضمن أولويات الإدارة الأميركية في الوقت الراهن، باعتبار أن الأخيرة منشغلة بملفيْ أوكرانيا والصين.