ما وراء الخبر

الاحتجاجات في كازاخستان.. مطالب حقيقية أم فوضى مدبرة؟

قال رئيس المجلس الروسي للعلاقات الدولية أندريه كورتونوف إن السبب الرئيسي للاحتجاجات في كازخستان هو تعثر الانتقال السلمي للسلطة وإخفاق السلطة القائمة في إجراء إصلاحات حقيقية.

وأضاف -في حديثه لحلقة (2022/1/6) من برنامج "ما وراء الخبر"- أن رفع أسعار الغاز أسهم في هذه الاحتجاجات، وهي مطالب شعبية غير "مسيسة"، مستبعدا أن تكون الولايات الأميركية هي من شجعت على هذه الاحتجاجات، منوها إلى أن القيادة الكازاخية حليفة لروسيا التي لن تتركها موسكو في منتصف الطريق.

وتابع أن القوات التي وصلت لحفظ السلام لن تغيّر موازين القوى في البلاد لكنها تبعث انطباعا بتماسك الدول الموقعة على معاهدة الأمن الجماعي، مشيرا إلى أن التدخل الدولي جاء على شكل مناشدات للتوصل إلى حل، ومن السابق الحديث عن تدويل الأزمة هناك.

وتشهد كازاخستان لليوم الخامس احتجاجات دامية في جميع أنحاء البلاد أسفرت عن مقتل العشرات، وقالت السلطات إن قوى الأمن بصدد مواجهة من وصفتهم بالمتطرفين الذين اتهمتهم بمهاجمة وحرق مبان حكومية ومراكز للشرطة.

وأشعلت الزيادة في أسعار الغاز نار الاحتجاجات في البلاد، وتدحرجت كرة اللهب ليتحول الغضب في الشارع إلى اشتباكات مسلحة، وأثار المشهد في كازاخستان مواقف لعواصم إقليمية ودولية.

وفي محاولة لبسط الأمن وصلت البلاد قوات حفظ سلام تضم قوات من روسيا وبيلاروسيا وطاجيكستان وقرغيزستان بطلب من الرئيس الكازاخي.

بدوره قال مدير شؤون روسيا والاستقرار الإستراتيجي في معهد الولايات المتحدة للسلام دونالد جنسن إن الاحتجاجات التي شهدتها كازاخستان كانت مفاجأة للجميع وتعود لأسباب داخلية، ولا يد خارجية فيها، وحديث السفارة الأميركية يأتي في سياق دبلوماسي طبيعي.

وأضاف أن التدخل الروسي لإعادة الأمن والاستقرار في كازاخستان دليل على قوة التحالف بين البلدين، لكن الاحتجاجات حتى اللحظة لم تتوقف ومن غير الواضح إلى أن تسير الأمور هناك، معبرا عن قناعته بأن الجميع سيجلس على طاولة الحوار لبحث حلول الممكنة.

وكانت السفارة الأميركية في كازاخستان قد دعت السلطات والمتظاهرين إلى ضبط النفس، واحترام وحماية المؤسسات الدستورية. ودانت أعمال العنف وتدمير الممتلكات، وطالبت بعودة الإنترنت، وحثت جميع الأطراف على التوصل إلى حل سلمي.

في المقابل؛ قال أراستون أوروجلو الخبير في شؤون آسيا الوسطى إن الاحتجاجات غير مرتبطة بارتفاع أسعار الغاز، بل إن الارتفاع كان الشرارة التي فجرت الاحتجاجات المتعلقة بأحداث سياسية وجيوسياسية.

وأضاف أن العنف لن يتوقف في كازاخستان بل ستتطور الأمور وتسبب كارثة إنسانية قد تتطور إلى حرب أهلية، لأن أهداف الأطراف المتدخلة في كازاخستان حماية الحكومة وليس معالجة الأوضاع.