ما وراء الخبر

تغيير القيادة أم الغزو.. ماذا تريد روسيا من أوكرانيا؟

نفى المسؤول السابق بالخارجية الروسية ألكسندر زاسيبكين، في تصريحه للجزيرة، أن تكون لدى بلاده نوايا لغزو أوكرانيا لأنه لا مصلحة لها في ذلك، ووصف ما أوردته الخارجية البريطانية بأنه “كلام فارغ”.

وقال زاسيبكين إن اتهام لندن لموسكو بالسعي إلى احتلال أوكرانيا، وتنصيب رئيس خاضع لها في كييف، يدخل في سياق "الاستفزازات الخطيرة الهادفة إلى تخويف روسيا وتخويف الشعب" الأوكراني والشعوب الأوروبية.

وكانت لندن اتهمت موسكو بالسعي إلى احتلال أوكرانيا، وتنصيب رئيس خاضع لها في كييف. وقد نفت موسكو هذه الاتهامات، واعتبرتها دليلا على تورط دول حلف شمال الأطلسي (ناتو) في تصعيد التوتر. أما واشنطن، فقد أعربت عن قلقها "العميق" بعد الاتهامات التي وجهتها بريطانيا إلى روسيا.

وأضاف زاسيبكين -الذي حل ضيفا على حلقة (2022/01/23) من برنامج " ما وراء الخبر"- أن لا مصلحة لروسيا من غزو أوكرانيا، لا سياسيا ولا عسكريا ولا أمنيا ولا اقتصاديا، وأن مطالب بلاده تتعلق بالضمانات الأمنية وإعادة التوازن في المنطقة الأوروأطلسية، وربما على الصعيد العالمي ككل.

كما اتهم الغرب بالتركيز على أوكرانيا من أجل أهدافه الخاصة، وباستغلالها ورقة ضغط، مشيرا إلى أن موقف بلاده في المقابل يتعلق بالأشياء الكبرى المطروحة على الصعيد العالمي.

ومن جهة أخرى، شدد المسؤول الروسي السابق على أن إقليم دونباس مستقل عن أوكرانيا، وهو يريد الانضمام إلى روسيا.

"لا يمكن تصديق كلمات الروس"

ومن الجانب الأوكراني، قال سيرهي شابوفالوف، كبير الباحثين بمؤسسة "إيكو كوشيريف" لمبادرات الديمقراطية، إن من مصلحة موسكو استعادة سيطرتها السياسية على أوكرانيا، وإنه لا يمكن تصديق كلمات الروس، مشيرا إلى أنه عام 2015 أنكرت روسيا احتلالها لجزيرة القرم، ولكن رئيسها فلاديمير بوتين أقر بذلك بعد بضعة أشهر.

واستبعد شابوفالوف إمكانية تغيير موسكو للقيادة في كييف، ووصف ذلك بالأمر غير الواقعي، من منطلق أن نسبة التأييد للروس انخفضت بأوكرانيا منذ عام 2014، وذلك بعدما كان البلد في مجال النفوذ الروسي، وضرب مثلا بأن وزيري دفاع كان عينهم الرئيس السابق اتضح لاحقا أنهم كانوا مواطنين روسا.

أما سامويل راماني الباحث المتخصص بالعلاقات الخارجية الروسية في جامعة أوكسفورد، فأوضح في حديثه لحلقة "ما وراء الخبر" أن تغيير القيادة بأوكرانيا من قبل موسكو ممكن أن يحدث من خلال سبل متعددة، منها الغزو العسكري والتوغل في دونباس، ودعم موالين للروس بالبرلمان الأوكراني والذين أيدوا الإجراءات العسكرية الروسية.

واستبعد الباحث إمكانية أن تدخل القوى النووية الكبرى كبريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة في مواجهة مع روسيا التي بدورها قوة نووية، وقال إنه ما من أحد يريد إرسال قوات عسكرية إلى أوكرانيا، وكشف أن واشنطن قدمت 200 مليون دولار من المساعدات العسكرية لكييف.

هذا وتشهد علاقات حلف الناتو وموسكو تراجعا لأدنى مستوى منذ الحرب الباردة، بسبب توتر العلاقات بين كييف وروسيا منذ نحو 7 سنوات، على خلفية ضم الأخيرة شبه جزيرة القرم الأوكرانية لأراضيها بطريقة غير قانونية، ودعمها الانفصاليين الموالين لها في دونباس شرق أوكرانيا.