ما وراء الخبر

حرب اليمن.. كيف حولت هجمات الحوثي مسارها وتغيرت تصريحات بايدن بشأنها؟

قال محمد الشرقاوي أستاذ النزاعات الدولية بجامعة جورج ميسون إن البيت الأبيض تراجع عن خياره الإقليمي، بعد أن كان الرئيس جو بايدن يضع إنهاء حرب اليمن ضمن أولويات إستراتيجيته.

ولكنه أشار -في حديثه لبرنامج "ما وراء الخبر" (2022/1/20)- إلى أنه عندما تتحول الجماعة إلى قوة يراها البيت الأبيض ضمنيا أنها مارقة يقوم بإعادة تصنيفها في نفس اللائحة مرة أخرى، مشيرا إلى أن ضرب أهداف مدنية داخل أبو ظبي جعل الأمر بتعلق بالجانب الأمني والإرهابي وغير الإستراتيجي.

كما أضاف أنه لا يمكن الفصل بين قوة الحوثيين والدعم الخارجي والإقليمي الذي تتلقاه، وبعد أن كان بايدن يعتقد أنه من السهل تسوية الأزمة عن طريق إنهاء الدعم الأميركي للتحالف السعودي الإماراتي، وصل الآن إلى قناعة أنه كل ما باستطاعة البيت الأبيض فعله هو إدارة الصراع بالضغط على الجانبين معا.

من جهته، رأى أستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت عبد الله الشايجي أن بايدن منهمك في أوضاع بلاده الداخلية والانشقاق الحاصل داخل حزبه وكذا أزمة أوكرانيا مع روسيا، ولذلك لا تأتي منطقة الخليج العربي ضمن أولوياته، معتبرا أنه لا توجد خطة إستراتيجية أميركية واضحة بالشرق الأوسط.

واعتبر أن دول المنطقة ترى أن الدور الأميركي بالمنطقة يتراجع، ولكن واشنطن لم تنسحب بشكل كلي، ولذلك لا يوجد تعويل على أن أميركا ستلعب دورا حاسما في المساعدة في حل أزمة اليمن.

كما أشار إلى أن بايدن يريد التوصل إلى اتفاق مع إيران لكونها تقترب أكثر من امتلاك قدرات نووية تؤهلها لتفجير أول قنبلة نووية، ولذلك يعمل الجانب الأميركي على إدانة تصعيد الحوثي الذي يعلم أنها ذراع قوية لإيران، وفي نفس الوقت تصدر تصريحات تطمئن الجانب الخليجي لفصل الجانبين التفاوضي والأمني.

يذكر أن بايدن قال إن إنهاء حرب اليمن في غاية الصعوبة ويتطلب مشاركة من طرفيها. وهذا الموقف جاء ردا على طلب إماراتي يدعو البيت الأبيض لإدراج جماعة أنصار الله (الحوثي) على قائمة الإرهاب، وذلك عقب هجمات استهدفت مواقع بالعمق في الإمارات التي تقدمت بطلب إلى شركة إسرائيلية لأنظمة الدفاع لتعزيز دفاعاتها، حسب ما أفادت الأخيرة.