لماذا هاجم الحوثيون أبو ظبي وكيف استفادت إسرائيل؟
واعتبر -في حديثه لبرنامج "ما وراء الخبر" (2022/1/18)- أنه بعد فشل التحالف العربي في المعركة أحرزت الإمارات تقدما عسكريا كان موجعا للحوثيين، موضحا أن أهداف الحوثيين تركزت لمهاجمة الإمارات وليس السعودية كرد فعل عن الخسائر التي تكبدها الحوثيون، مشيرا إلى أن بنوك الأهداف والحملة العسكرية في اليمن لا يمكن أن تكون بمعزل عن الرؤية الأميركية في المنطقة.
وذهب الباحث الأول في مركز الجزيرة للدراسات لقاء مكي إلى أن المنطقة مستباحة وفيها فراغ قوة تملؤه الدول القوية الإقليمية (إيران وإسرائيل)، معتبرا أن هذه فرصة لإسرائيل لتسوق نفسها كحامية للمنطقة بعد تنازل أميركا عن دورها التقليدي وإعلانها أنها في طور الانسحاب من المنطقة.
ورأى أن إسرائيل استخدمت هذه الهجومات لتسويق نفسها كجزء من كيان المنطقة والأمن الإقليمي والاقتصادي، معتبرا أن إسرائيل لن تحمي أحدا ولكنها ستتعاون مع الإمارات لكي تكرس تل أبيب قدرة على النفاذ إلى دول أخرى في المنطقة وإثبات مصداقيتها في الدفاع عنهم، بينما سيكون لإيران المزيد من الذرائع للاستمرار في التدخل والمشاركة في دائرة مفتوحة من الصراع الإيراني الإسرائيلي على الأراضي العربية.
من جهته، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت عبد الله الشايجي إن الهجمات الحوثية مثيرة للدهشة لأنها تأتي في سياق انفتاح ومفاوضات وتقدم في مباحثات فيينا وكذا بين السعودية وإيران، فضلا عن الانفراج في العلاقات الإيرانية الإماراتية، متسائلا إن كانت هذه الضربات بدعم وغطاء إيراني أم هي تمرد وانزعاج حوثي من إيران؟
كما ذكر أن هذا التطور يضع الإمارات ودول الخليج في موقف صعب لكونها تعتمد على صورة الأمن والاستقرار، ولكن استهداف مناطق سكنية ومطار دولي مهم يعطي تصورا بأن امتداد الحرب يجعل الحوثيين يطورون قدراتهم للتهديد بشكل قد يعطيهم الأفضلية في حال الجلوس إلى طاولة التفاوض.
يذكر أن التحالف قال إنه نفذ ضربات جوية ضد أهداف نوعية تابعة للحوثيين في صنعاء، ضمن هجمات قال إنها ستستمر على مدار الساعة، فيما قال الحوثيون إن هناك أشخاصا سقطوا بين قتيل وجريح جراءها.
وفي الوقت الذي وصفت فيه واشنطن هجمات الحوثيين بالعمل الإرهابي الفردي، أدانت تل أبيب تلك الهجمات، عارضة بحسب تقارير إعلامية مساعدة الإمارات في التحقيقات بشأنها.