ما وراء الخبر

دول انتقدت خلوها من النساء وأخرى لعدم شموليتها.. هل حكومة طالبان أمام اختبار الاعتراف الدولي؟

دعا الكاتب والمحلل السياسي سيد ذكر الله هاشمي الولايات المتحدة إلى التعامل مع حكومة تصريف الأعمال التي شكلتها حركة طالبان أمس الثلاثاء، وأن تتخلى عما أسماه التعجرف وأن تكفر عن جرائمها بأفغانستان.

وقال هاشمي في تصريحات لبرنامج "ما وراء الخبر" بتاريخ (2021/9/8) إن الولايات المتحدة التي احتلت أفغانستان طوال 20 سنة مضت مطالبة أخلاقيا بمساعدة البلد تكفيرا عن ذنوبها، مشيرا إلى أن المتحدثين باسم طالبان أعلنوا عن رغبتهم في إقامة علاقات قوية وجيدة مع دول الجوار والعالم، بما في ذلك واشنطن.

وكانت طالبان قد أعلنت أمس الثلاثاء تشكيلة حكومة تصريف أعمال ومسؤولي بعض المناصب العليا في البلاد بالوكالة، وضمّت القائمة 33 اسما أغلبها من الحركة ذاتها ومن قياداتها في العقدين السابقين، غير أن العديد من الدول الغربية أعربت عن عدم رضاها التام عن تشكيلة الحكومة.

وردا على الانتقادات الموجهة لحكومة طالبان، أوضح هاشمي أن الأيام المقبلة ستشهد الإعلان عن بقية الوزارات وستستعين طالبان بأشخاص وكوادر من داخل أفغانستان، معربا عن قناعته بأن بقية الإثنيات الموجودة في المجتمع الأفغاني -مثل الهزارة والشيعة- ستكون ممثلة في التشكيلة الحكومية، مع تأكيده أنه من غير المنطقي أن تكون الحكومة في أي بلد تضم ممثلين عن جميع الفئات والأقليات الموجودة في البلد، وتساءل هل تريد بعض الدول أن يكون كل الشعب الأفغاني في الحكومة؟

وبعكس المخاوف التي تتحدث عنها دول غربية وأميركية بعيد إعلان طالبان تشكيلة حكومة تصريف الأعمال، أشار هاشمي إلى أن دول جوار أفغانستان، مثل الصين وروسيا وإيران وباكستان، يشعرون بالطمأنينة ولا ينتابهم شعور بالقلق، مثل ذلك الإحساس الذي تتحدث عنه دول بعيدة جدا عن أفغانستان.

أما تشارليز كابتشن، العضو السابق بمجلس الأمن القومي الأميركي وكبير الباحثين في مجلس العلاقات الخارجية بواشنطن، فقال إن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لم "تهرول" إلى إصدار أي حكم على الحكومة التي شكلتها حركة طالبان، لأنها تفضل أن تنتظر وتحكم على الحركة من أفعالها وليس أقوالها.

لكن الضيف انتقد حكومة طالبان من حيث إنها تتكون من البشتون فقط، ولخلوها من التنويع ومن النساء، مشيرا إلى أن بلاده تريد حكومة أفغانية مسؤولة تحمي حقوق الإنسان والمرأة وتتعامل مع المجتمع الدولي.

وأوضح كابتشن أن لدى الأميركيين مخاوف لكون حركة طالبان كانت قد عقدت شراكة مع تنظيم القاعدة وآوته عندما كانت في الحكم سابقا، إضافة إلى توجسهم حاليا من الطريقة التي ستحكم بها الحركة داخليا. لكنه مع ذلك تحدث عن التنسيق الذي تم بين واشنطن والحركة خلال عملية الإجلاء من مطار كابل بعد الانسحاب الأميركي من أفغانستان نهاية الشهر المنصرم.

ورد الكاتب والمحلل السياسي هاشمي على الضيف الأميركي بالقول إن مشاكل أفغانستان سببها الولايات المتحدة، وهي المسؤولة عن وجود تنظيم الدولة الإسلامية على أرض أفغانستان.

الموقف الصيني

وتحدث دينغ لونغ أستاذ العلاقات الدولية بجامعة الدراسات الدولية في شنغهاي عن موقف بلاده من حكومة طالبان، ووصف تشكيلها بالخطوة الإيجابية جدا، وبأنها خطوة نحو تحقيق الوفاق الوطني والاستقرار في أفغانستان.

وقال إن الصين لم تعلق على التشكيلة الحكومية لطالبان لأنها لا تتدخل في شؤون الغير، ولأنها ستراقب الخطوة التالية، مشيرا إلى أن بلاده عبرت عن آمالها بأن تكون الحكومة جامعة لجميع أطياف المجتمع الأفغاني وتتخذ مواقف متزنة وتقيم علاقات جيدة مع دول الجوار.

وكشف الضيف الصيني عما أسماه تنسيقا مكثفا بين الصين وروسيا ودول جوار أفغانستان بخصوص الأوضاع في هذا البلد، وأكد أن مؤتمرا لوزراء خارجية دول الجوار عقد اليوم الأربعاء.