ما وراء الخبر

طالبان وعدت بحكومة شاملة.. هل ستتضمن عناصر من الحكومة السابقة أو نساء؟

قال الصحفي والمحلل السياسي الأفغاني نصرت حقبال إن طالبان وفي سبيل إرضاء المجتمع الدولي ستلجأ لإشراك مسؤولين من الحكومات السابقة في حكومتها المرتقبة، لكنها لن تشرك أي شخص تثور الشكوك حول أدائه سابقا.

وفسر حقبال في تصريحات لحلقة (2021/9/4) من برنامج "ما وراء الخبر" إعلان قيادات طالبان أن الحكومة القادمة ستكون شاملة بأن طالبان تنوي إشراك مسؤولين في حكومات سابقة في حكومتها المرتقبة، كأن يكونوا من الشخصيات المعروفة في المجتمع الأفغاني من الطاجيك أو البشتون.

وحسب توقعات حقبال، فإن طالبان ستلجأ إلى إشراك شخصيات من الأقليات الإثينة بالبلاد، لكنها غير معروفة لدى كافة أفراد المجتمع الأفغاني، مشددا على أن طالبان ليست مضطرة للاستعانة بعناصر من الحكومة الأخيرة بقيادة أشرف غني، كما أنها ستضع شروطا مشددة على من يجري تعيينه بالحكومة، مثل ألا تدور حوله شبهات فساد في المال العام أو إساءة استغلال منصبه، ولا أن يكون معروفا بالتعاون مع القوات الأجنبية التي غزت البلاد، ولا خاض قتالا مباشرا مع حركة طالبان.

ورغم تعهدات الحركة بأن تكون الحكومة شاملة، فإن حقبال شدد على أن هذا لا يعني أن طالبان ستمنح القوى السياسية والأقليات بالبلاد فرصة لمشاركتها في الحكم.

معربا عن قناعته بأن طالبان ستحكم البلاد بنفسها، لأنها تعد نفسها المنتصرة، وهي التي تمكنت من هزيمة الأميركيين وحلفائهم الدوليين بعد 20 سنة من الحرب، وبالتالي فإنه لا أحد يحق لها منازعتها في حكم البلاد بعد كل هذا النضال.

أما أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت عبد الله الشايجي فتوقع أن طالبان لن تستبعد فقط عناصر الحكومة السابقة من تشكيلة الحكومة القادمة، بل إن الأمر سيطول أيضا النساء، فلن يكون هناك وجود للمرأة في حكومة طالبان.

وقال الشايجي إن هذا الأمر لن يزعج الغرب الذي سيتفهم بالتأكيد عقلية الحركة وطبيعة المجتمع الأفغاني، وسيكتفي بحصول المرأة الأفغانية على حقها في التعليم وبعض مجالات العمل.

وأضاف أن ما يهم طالبان الآن في تشكيلة حكومتها الأولى هو إيجاد التوازن المطلوب، بحيث تتمكن من إرضاء القوى الدولية التي تنتظر ما يثبت أن طالبان 2021 مختلفة عن تلك التي كانت تحكم أفغانستات قبل 20 عاما، لكن الحركة مطالبة أيضا بإرضاء رغبات الشعب الأفغاني، الذي يطالبها بتحسين مستوى معيشته وأسلوب حياته، في الوقت الذي تتمسك فيه الحركة بمبادئها وقوانينها النابعة من الشريعة الإسلامية.

ورأى مدير الأكاديمية القطرية الدولية لدراسات الأمن ماجد الأنصاري أن الرسائل التي تأتي من قيادات طالبان مبشرة بالخير، وتشير إلى أن الحركة استوعبت الدرس تماما، وتدرك مطالب كل من المجتمع الدولي والداخل الأفغاني، وأنها تسعى للمواءمة بين كل هذه الأطراف بما يتناسب مع قيمها الأساسية.

وتوقع الأنصاري أن تتمكن طالبان من التغلب على المطالب بإشراك عناصر من الحكومة السابقة في الحكم، وقال إن تعاون الحركة وانفتاحها على قيادات أفغانية سابقة مثل عبد الله عبد الله وحامد كرزاي وغيرهما دليل على استعداد الحركة وقبولها التشاور مع قيادات أفغانية ليست محل شبهات بالنسبة لها.