ما وراء الخبر

هذا ما أغضب فرنسا والصين وأخافهما من اتفاق "أوكوس"

قال رئيس المعهد الأوروبي للاستشراف والأمن في أوروبا إيمانويل دوبوي إن ما يزعج باريس من اتفاق “أوكوس” هو أن هذه الشراكة طعنة في ظهرها، خاصة في ظل وجود صفقة شراء غواصات بين استراليا وفرنسا.

وكانت الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا قد أعلنت أمس الأربعاء عن شراكة أمنية في منطقة المحيطين الهندي والهادي تشمل إلغاء أستراليا صفقة غواصات مع فرنسا، وبموجب هذه الشراكة الجديدة التي يطلق عليها اسم "أوكوس" (Aukus) ستقوم الولايات المتحدة بتزويد أستراليا بتكنولوجيا وقدرات تمكنها من نشر غواصات تعمل بالطاقة النووية.

وأوضح دوبوي -في تصريحاته لبرنامج "ما وراء الخبر" (2021/9/16)- أن هذا الاتفاق سيقطع العلاقة الإستراتيجية بين فرنسا وأستراليا، خاصة أن توفير هذه الغواصات كان سيبني علاقة إستراتيجية لـ50 عاما بين البلدين، كما كان سيوفر 12 غواصات تعمل بطريقة تقليدية وليست نووية حسب رغبة أستراليا.

وتساءل في الوقت ذاته عن مدى إمكانية اكتمال الشراكة، مشيرا إلى أن ما يزعج فرنسا هو تفكيرها في بناء إستراتيجيتها في الهند والمحيط الهادي على أساس هذا العقد البالغة قيمته 55 مليار يورو، والذي لن تستطيع تحقيقه الآن.

أما من الجانب الصيني فيرى دينغ لونغ أستاذ العلاقات الدولية بجامعة الدراسات الدولية في شنغهاي أن هذه الشراكة ليست دفاعية كما تدعي كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا بل هجومية، وأنها تستهدف الصين بشكل واضح، لأن أميركا تسعى إلى تشكيل جبهة موحدة تكون من حلفائها، في محاولة لفرض طوق هجومي ضد الصين.

وأكد دينغ أن هذه الخطوة تتضمن مطامع جيوسياسية وإستراتيجية ضد الصين، معتبرا أن للدول الثلاث مطامع بالصين.

حركة جريئة

في المقابل، ذهب برايان هاردينغ مستشار وزير الدفاع الأميركي الأسبق إلى أن هذه حركة إستراتيجية جريئة، وذلك لأن قادة الدول الثلاث يعتبرون أن التهديد الإستراتيجي الذي يواجهونه قادم من الصين، مشيرا إلى أن هذا التحالف بين هذه الدول عالمي يهدف لمواجهة بكين وتكوين قوى دفاعية.

واعتبر هاردينغ أن قرار إلغاء الصفقة الأسترالية مع فرنسا لم يكن سهلا، ولكن الأمر لا يتعلق بالحرب الباردة بين الدول، بل إنه خطوة إستراتيجية تخدم المصالح الدفاعية للدول الثلاث.

وكانت فرنسا قد وصفت إلغاء أستراليا صفقة شراء غواصات من باريس وإبرامها شراكة دفاعية مع واشنطن ولندن بخيانة وطعنة في الظهر، فيما اعتبرت بكين الشراكة الثلاثية خطوة إقصائية موجهة ضدها، وأنها تعبير عن عقلية الحرب الباردة. من جانبها، أكدت واشنطن ولندن وكانبيرا أن الشراكة ليست موجهة ضد أحد.

أما أطراف اتفاق "أوكوس" فأكدوا من جانبهم أن شراكتهم لا تستهدف أحدا، وأن هدفها تعزيز القدرات الدفاعية لدى أطرافها، والحفاظ على استقرار منطقة المحيطين الهادي والهندي.