ما وراء الخبر

بعد انسحاب أميركا.. إلى أين تتجه أفغانستان في ظل حكم طالبان؟

قال الكاتب والمحلل السياسي روح الله عمر إن حركة طالبان تحاول تقديم نفسها للعالم كدولة متقدمة ومزدهرة وحكومة تريد ربط العلاقات الدبلوماسية والسياسية والتجارية مع جميع دول المنطقة بدل سياسة الانعزال.

وأضاف -في تصريحاته لبرنامج "ما وراء الخبر" (2021/9/1)- أن الحركة ستحاول عدم الدخول في خروقات تعرضها لعقوبات دولية، مشددا على أن أفغانستان دولة مسلمة ويحق للأفغان تنفيذ القوانين الإسلامية والعيش تحت سيطرة طالبان.

وأكد أن الحركة تحاول الاهتمام بحقوق المرأة وحقوق الإنسان، ولكن ذلك لن يتأتى إلا بفك انعزالها عن العالم وعدم مطالبة دول العالم تغيير قوانينها، بل التعامل مع أفغانستان في ظل الحكومة الحالية حسب ما يطابق الأحكام الإسلامية والحضارة الأفغانية.

تصحيح أخطاء

من جهته، قال كينث كوتزمان -كبير الباحثين في معهد الشرق الأوسط والمختص بالشأن الأفغاني- إن طالبان تحاول تصحيح الأخطاء التي ارتكبتها خلال فترة حكمها السابقة لأفغانستان، وذلك لأنها كانت سمحت لأسامة بن لادن بتنفيذ مؤامرة كبرى ضد أميركا وهي لا تريد أن يتكرر هذا الأمر مرة أخرى.

ولذلك؛ رأى كوتزمان أن الحركة تقدم نفسها على أنها أكثر اعتدالا وتحاول الظهور بمظهر المنفتح على تشكيل حكومة واسعة النطاق ربما تشمل مسؤولين من النظام السابق الذي كانت تدعمه أميركا.

وأشار إلى أن طالبان ليس لديها أشخاص من ذوي الخبرة في المجال السياسي وشؤون الحكم والسياسي، "فمعظم أعضائها قادة قتاليون، ولذلك إشراك مسؤولين سابقين في الحكومة من شأنه زيادة فرص الاستقرار في البلاد"، على حد رأي كوتزمان.

يذكر أنه بينما تستمر الاحتفالات في قندهار بانسحاب القوات الأميركية من أفغانستان؛ قال مصدر في طالبان إن الحركة بصدد تشكيل حكومة سيعلن عنها خلال أيام قليلة. وأكد المصدر أن أعضاء الحكومة السابقة لن يشاركوا في الحكومة الجديدة التي قال إنها ستحظى بدعم الداخل والخارج.

وفيما تنهمك طالبان أكثر فأكثر في مباشرة شؤون الحكم، يستمر الجدل داخل الولايات المتحدة وخارجها بشأن حيثيات ودلالات التحول الكبير الذي تشهده أفغانستان.