ما وراء الخبر

طالبان والغرب في مواجهة عدو مشترك.. ما الواقع الذي صنعه تفجيرا كابل؟

أكد الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية حسن أبو هنية أن هناك عداء سابقا على صعيد الممارسة الميدانية بين تنظيم القاعدة- ولاية خرسان وحركة طالبان، مشيرا إلى أن التنظيم عاد بهيكلة جديدة.

واعتبر في تصريحاته لبرنامج "ما وراء الخبر" (2021/8/27) أن حركة طالبان، التي فقدت العشرات من مقاتليها في التفجيرين اللذين وقعا أمس الخميس قرب مطار كابل، غير راضية عن الوضع الأمني في البلاد.

وذهب إلى أنه من غير المتوقع أن تسيطر طالبان -التي تعيش مرحلة انتقالية- على الوضع الأمني بشكل سلسل، فهي تحتاج إلى مساندة المجتمع الدولي وأميركا لتفادي تعقيد الأمر أكثر من ذلك.

من جهتها، قالت لينزي موران الضابطة السابقة في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي إيه" (CIA) إن الوضع في أفغانستان يعبر عن مفارقة عميقة تتمثل في أن أميركا وطالبان تسعيان معا لإلحاق الهزيمة بتنظيم الدولة، معتبرة أنه رغم مأساوية ما حدث، فإن الانفجارين جعلا حركة طالبان تظهر في شكل الطرف الصالح في القصة، وأميركا تعتمد على الحركة في إجلاء المواطنين.

وأشارت إلى أن هناك سلسلة من الإخفاقات على مستوى وضع السياسات وجمع المعلومات الاستخبارية خلال سنين طويلة، مما أدى إلى هذه الأزمة التي اعتبرت أنها ستستمر مدة طويلة.

الجانب الأميركي

في المقابل، قال الخبير في الشؤون الأفغانية روح الله عمر إن حركة طالبان حذرت القوات الأميركية من أن الازدحام الكبير بسبب عمليات إجلاء الأفغان من مطار كابل سيتسبب في أزمة كبيرة، معتبرا أن القوات الأميركية نفسها قتلت بعض الناس في المطار، حسب قوله.

إعلان

وأوضح أن هذه المشكلة كانت محتملة ولكن الجانب الأميركي "يلعب بروح الأفغان منذ 20 سنة ولم يكن يبالي بهذه الحالة"، معتبرا أن القوات الأميركية تعاملت بشكل "وحشي" -حسب وصفه- وحملها مسؤولية "هذه الفاجعة" التي راح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى.

وكان البيت الأبيض قد كشف أن القادة العسكريين أطلعوا الرئيس الأميركي جو بايدن على خطط لاستهداف تنظيم الدولة في أفغانستان، وكان بايدن قد توعد التنظيم بدفع الثمن، في إشارة لمقتل جنود أميركيين في التفجيرين اللذين استهدفا مطار كابل، حيث أكد بعيدهما أن لبلاده مصالحَ مشتركة مع طالبان.

وكشف بايدن في مؤتمر صحفي أن الوضع الميداني في أفغانستان لا يزال يتطور، مؤكدا استمرار بلاده في تنفيذ ما وصفه بالالتزام المقدس تجاه عائلات الجنود الأميركيين. وكشف أنه كانت هناك معلومات عن أن تنظيم الدولة يخطط لشن هجمات، لافتا إلى أنه تم إجلاء أكثر من مئة ألف أميركي وأفغاني.

كما تعهد بايدن بملاحقة منفذي تفجيري مطار كابل. وقال إنه طلب من وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) وضع خطط لضرب تنظيم الدولة، الذي اتهمه بالوقوف وراء تنفيذ الهجوم والتخطيط لهجمات أخرى على القوات الأميركية وآخرين.