تباين المواقف يخرج للعلن.. العلاقات السعودية الإماراتية إلى أين؟

وأضاف في حديثه لحلقة (2021/7/5) من برنامج "ما وراء الخبر" أن شركة النفط الإماراتية "أدنوك" أقرت مؤخرا قرارا يتيح للعميل حرية تغيير وجهة الشراء إلى سوق جديد، مشيرا إلى وجود أسباب اقتصادية أخرى لم تعلن عنها الإمارات تقف خلف موقفها الرافض، داعيا إلى التمسك بالاتفاق لإنقاذ أسعار النفط.

وتابع أن مستويات طلب النفط لا يمكن توقعها في الوقت الحالي بسبب جائحة كورونا والعجز عن إثبات انحسارها، وعلى الإمارات أن تقتدي بالعراق الذي فضل المصلحة الجمعية على الفردية.

وكانت مجموعة "أوبك بلس" قد قررت إلغاء اجتماعها المقرر اليوم الاثنين وتأجيله إلى وقت لاحق لم يقرر بعد، وذلك عقب الفشل في التوصل إلى اتفاق بشأن الاستمرار في خفض الإنتاج بعد اعتراض دولة الإمارات، كما قررت المجموعة الاحتفاظ بالمستويات الحالية لإنتاج النفط.

من جانبه، اعتبر الباحث بمركز الجزيرة للدراسات لقاء مكي القرار الإماراتي مفاجئا، لافتا إلى أنه وضعها في حرج مع سائر الدول، ومشيرا إلى أن تعبير السعودية عن استغرابها من الموقف الإماراتي يعود لحجم الضرر الذي سيلحق بالرياض جراء ارتفاع الإنتاج وانخفاض أسعار النفط، كونها أكبر منتج ومصدر للنفط في العالم.

وأضاف أن الموقف الإماراتي في "أوبك" يجب ألا يؤخذ على حدة بل يجب أن يقرأ وفقا لمنظور أكبر من خلال التنافس بين الحليفين -الإمارات والسعودية- وهو ما قد يدخل في سوء الفهم بينهما، حيث بدأ بوضع السعودية للإمارات في قائمة الدول المحظورة بسبب كورونا، واستعجال عودة مواطني الدولتين، وقرار الإدخال الجمركي وتخصيص بند للمنتجات الإسرائيلية المصنعة في الإمارات والبحرين.

وتابع مكي أن الإمارات برفضها قرار "أوبك" أظهرت الخلاف مع السعودية للعلن، محذرا من أن الموقف الإماراتي قد يدمر منظومة أوبك، ويفتح الباب أمام عودة التدافع الاقتصادي بين البلدين والذي كان موجودا قبل 2015 بشأن الدولة التي تقود اقتصاد المنطقة.

وأشار إلى أن الخلاف بين السعودية والإمارات يتوسع، وقد بدأ بترك أبو ظبي التحالف مع الرياض في اليمن، والذهاب إلى إسرائيل بشكل منفرد.

بدوره، يرى الخبير في شؤون النفط والطاقة عبد السميع بهبهاني أن الإمارات قد تكون استعجلت في طرحها والتمسك بزيادة الإنتاج كون هذه الأمور من ناحية فنية قادمة بلا شك، حيث إن دول المنظمة وحسب المتعارف تتفق قبل الدخول في الاجتماع، محذرا من استمرار اضطرابات السوق بسبب جائحة كورونا ولجوء بعض الدول للإغلاق، ما يعني توقف الطلب على النفط.

وأضاف أن العوامل الإيجابية لارتفاع أسعار النفط متوفرة في الوقت الحالي لكن يجب التعامل معها وفقا لقراءة متأنية، وعدم الاستعجال برفع الإنتاج في الوقت الحالي، مؤكدا أن الموقف الإماراتي كان مفاجئا وخرج من المربع الاقتصادي الفني إلى المربع السياسي وتحول إلى مشاحنات في الإعلام.

وعبر بهبهاني عن قناعته بأن التحالف السياسي بين السعودية والإمارات أكبر من أن يتأزم بهذا الخلاف، محذرا في الوقت ذاته من أن يفتح الطلب الإماراتي شهية بعض الدول في "أوبك" للمطالبة بزيادة الإنتاج.