ما وراء الخبر

بعد اعتذار الحريري عن تشكيل الحكومة.. إلى أين يتجه لبنان؟

قال الكاتب والمحلل السياسي صلاح تقي الدين إن رئيس الحكومة اللبنانية المكلف سعد الحريري كان يواجَه منذ تكليفه قبل 9 أشهر بمطلب تعجيزي مما يسمى فريق “العهد”، وهو الثلث المعطل داخل الحكومة.

وأشار تقي الدين -في حديث لحلقة (2021/7/15) من برنامج "ما وراء الخبر"- إلى أن المبادرة الفرنسية التي قبلتها جميع الأطراف اللبنانية تنص على تشكيل حكومة من الكفاءات دون حصول أي فريق على الثلث المعطل، لكن فريق الرئيس ميشال عون وصهره جبران باسيل ظل يناور على هذه المسألة أملا في ضمان مستقبله، خصوصا أنها قد تكون الحكومة الأخيرة في عهد عون.

وأوضح تقي الدين أن الاهتمام الأساسي لفريق عون في المرحلة الحالية هو تأمين استمرارية نهجه وإيصال صهره جبران باسيل إلى سدة الرئاسة من بعده، على حد قوله.

وأضاف أن هذه المسألة لا يمكن أن تمر بسهولة، خصوصا بعد أن فرضت الولايات المتحدة عقوبات على باسيل، ثم أصبحت أحلامه في الرئاسة مستحيلة، مما جعله يتشدد في موضوع الحكومة.

لكن الكاتب والمحلل السياسي جورج علم اتهم جميع الأطراف اللبنانية بعدم الالتزام بالمبادرة الفرنسية، مشيرا في هذا السياق إلى أن هذه المبادرة لم تحظ أساسا بغطاء أميركي، معتبرا أن هناك تعارضا فرنسيا أميركيا في لبنان.

وبعد 9 أشهر على تكليفه أعلن رئيس الحكومة اللبنانية المكلف سعد الحريري اعتذاره عن تشكيل الحكومة.

وقال الحريري عقب لقاء قصير مع رئيس الجمهورية ميشال عون إن الخلاف معه ما زال قائما، وإن عون مُصّر على موقفه.

إعلان

وأضاف أن الرئيس قدم تعديلات جوهرية على التشكيلة الوزارية التي قدمها له، مما دفعه إلى تقديم اعتذاره عن تشكيل الحكومة.

من جهتها، أعلنت الرئاسة اللبنانية أنه وبعد اعتذار رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري فإن الرئيس ميشال عون سيحدد موعدا للاستشارات النيابية الملزمة بأسرع وقت ممكن.

وقالت الرئاسة اللبنانية إن عون طلب من الحريري تعديل الصيغة الحكومية والعودة إلى الاتفاق الذي تم التوصل إليه سابقا.

وأضافت أن الحريري لم يكن مستعدا للبحث في أي تعديل من أي نوع كان.

واعتبر البيان أن ما سماه رفض الحريري مبدأ الاتفاق مع عون بخصوص التشكيلة الحكومية دليل على أنه اتخذ قرارا مسبقا بالاعتذار عن تشكيلها.

هل هو اعتذار مبيّت؟

ونفى الكاتب والمحلل السياسي صلاح تقي الدين أن تكون هناك نية مبيته لدى الحريري للاعتذار عن تشكيل الحكومة، مشيرا إلى أن الاعتذار جاء بسبب ما وصفه بـ"خنق" الحريري بالمطالب.

وأضاف أن الحريري لم يعد قادرا على أن يكون جزءا من الانهيار الحاصل في لبنان على جميع الصعد أو شريكا في التعطيل بعد أن قدم تنازلات بهدف تشكيل حكومة بالحد الأدنى تستطيع أن تنهض بالبلد من كبوته، لكن إصرار فريق عون وباسيل على مطالب شبه تعجيزية ومخالفة للمبادرة الفرنسية دفعه إلى الاعتذار عن تشكيل الحكومة.

من جهته، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي جورج علم أن العقدة الأساسية في لبنان هي عقدة النظام القائم على تسويات طائفية ومذهبية، وعندما لم تتم تسوية أدى ذلك إلى فشل تشكيل حكومة.

وأوضح علم أن فشل تشكيل الحكومة يرجع إلى أسباب داخلية وأخرى خارجية فرضت نفسها على الساحة اللبنانية، موضحا أن السعودية لم تقدم الغطاء الذي قدمته سابقا للحريري.

وأضاف أن التدخل الدولي أيضا يرفض وجود فريق سياسي لبناني في الحكومة بدعوى انتمائه إلى حلف إقليمي معين، وهو الأمر الذي عطل تشكيل الحكومة.

إعلان