ما وراء الخبر

مسيرة الأعلام.. عنوان تحد جديد بين الاحتلال الإسرائيلي والفلسطينيين

قال المحلل السياسي والمختص بالشأن الإسرائيلي علي الأعور، إن هناك معادلة جديدة فرضتها الهبة الأخيرة في كل الأراضي الفلسطينية، مشيرا إلى أن ذلك بدا واضحا في الموقف الإسرائيلي الداخلي من “مسيرة الأعلام”.

وأوضح الأعور -في حديث لحلقة (2021/6/8) من برنامج "ما وراء الخبر"- أنه بات هناك قوة سياسية وجماهيرية فلسطينية جديدة، ولم تعد السيادة الإسرائيلية على القدس المحتلة مطلقة، فهي فضلا عن كونها تشكل انتهاكا للقانون الدولي، فإنها تؤدي إلى مواجهات شديدة مع الاحتلال.

ونقلت القناة "11" الإسرائيلية عن مصادر أمنية أن جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) اقترح على القيادة السياسية في إسرائيل إقامة مسيرة الأعلام في باحة حائط البراق بالقدس المحتلة.

واستدعى الجدل بشأن هذه المسيرة -التي دعت جماعات يهودية يمينية لإقامتها يوم الخميس المقبل- اجتماع المجلس الأمني الإسرائيلي المصغر.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قد طلب من المفتش العام للشرطة تقديم بدائل وتحديد موعد ومسار آخرين لمسيرة الأعلام.

وعن إصرار نتنياهو على السماح بما تُسمى "مسيرة الأعلام"، قال الأعور إنه يريد اللعب بالورقة الأخيرة قبل أن يرحل عن السلطة خلال 72 ساعة، وهو بذلك يصر على استفزاز الشعب الفلسطيني، ومن ثم إشعال الأوضاع في القدس المحتلة والضفة الغربية وقطاع غزة من جديد، آملا أن يكون ذلك لمصلحته بوقف المصادقة على الحكومة الإسرائيلية الجديدة يوم الأحد المقبل.

وتوقع الأعور اندلاع مواجهات جديدة حال القيام بـ"مسيرة الأعلام" مرورا بباب العامود والبلدة القديمة والحي الإسلامي، مذكرا بالتحذير الذي أطلقته حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ودعوة النفير العام يوم الخميس المقبل التي أطلقتها حركة فتح.

إصرار ووعيد

من ناحيتها، هددت جماعات يمينية متطرفة في إسرائيل بتنظيم مسيرة مصغرة، تمر من داخل البلدة القديمة في القدس المحتلة، وفق المسار الذي رفضته الشرطة الإسرائيلية.

وكانت فصائل المقاومة الفلسطينية، قد حذرت الاحتلال الإسرائيلي من مغبة المساس بالمسجد الأقصى، واستمرار الاستفزازات لأهالي حي الشيخ جراح وبطن الهوى، في مدينة القدس المحتلة.

وفي مؤتمر صحفي عقدته فصائل المقاومة في غزة، دعا القيادي في حركة حماس، إسماعيل رضوان، جميع الوسطاء والمجتمع الدولي، للتدخل لوقف الاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية.

من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي الإسرائيلي، مئير كوهين، إن "مسيرة الأعلام" أخذت زخما كبيرا هذه المرة بسبب حالة الاستقطاب داخل المجتمع الإسرائيلي، خصوصا قبل أيام قليلة من تنصيب حكومة جديدة، إضافة إلى الضغوط التي يمارسها اليمين -وفي مقدمته رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو- حتى لا يُفسر التراجع عن المسيرة باعتباره رضوخا لحركة حماس.

وأضاف كوهين أنه في مقابل ذلك، فإن جهاز الأمن العام والمؤسسة العسكرية في إسرائيل يدعوان إلى عدم إقامة المسيرة بالشكل الذي يُراد لها، حتى لا يتسبب ذلك في تفجير جديد للأوضاع.

وأشار كوهين إلى أن المواجهة الأخيرة في غزة مع حماس، إضافة إلى الضغوط الأميركية على إسرائيل يلقيان بظلالهما على المشهد، ومن ثم تتزايد الرغبة في عدم التصعيد.

واستدرك كوهين بالقول إن هذه المسيرات ليست هي من تحدد السيادة الإسرائيلية على القدس، فهذه السيادة قائمة منذ عام 1967، لافتا إلى أن القيام بالمسيرة سيضع ضغوطا على أجهزة الأمن الإسرائيلية، حتى لا تقع مواجهات جديدة مع الفلسطينيين.

وشدد كوهين على أن كافة الأحزاب الإسرائيلية ترفض المعادلة التي تريد حركة حماس فرضها، من خلال الربط بين غزة والقدس، مؤكدا أن إسرائيل لا تريد منح حماس فرصة لإعلان الانتصار عليها.