من برنامج: ما وراء الخبر

القسام ينشر تسجيلا لجندي إسرائيلي أسير.. أي أهداف لحماس؟ وما آثار ذلك فلسطينيا وإسرائيليا؟

قال مدير مركز مدى الكرمل للدراسات مهند مصطفى إن توقيت التسجيل الذي نشرته كتائب الشهيد عز الدين القاسم -الجناح العسكري لحركة “حماس”- لأحد الجنود الإسرائيليين الأسرى لديها، له عدة دلالات داخلية وخارجية.

وأوضح في حديثه لحلقة (2021/6/7) من برنامج "ما وراء الخبر"، أن حركة حماس من خلال نشر التسجيل تريد مراكمة خطواتها بخلق تقدم في الملف الساسي بعد التقدم العسكري الذي حققته، لذا اختارت ملف الأسرى كونه من أهم الملفات لدى الشعب الفلسطيني، كما أنها تسعى للتأثير على المجتمع الإسرائيلي من خلال الضغط على الحكومة لإنجاز صفقة بشكل سريع.

وتابع أن الحرب النفسية بين حركة حماس وإسرائيل في ذروتها، وتدرك حماس نقاط ضعف المجتمع الإسرائيلي فيما يخص الأسرى لذا تعمل على الاستفادة منها، مقابل النفي الإسرائيلي الرسمي لهذا التسجيل من أجل منع حماس من تحقيق أي نقطة تقدم، أمام المجتمع الإسرائيلي على الأقل.

وأكد أن ظهور مروان عيسى نائب قائد أركان القسام بعد الحرب على غزة أيضا، يأتي في سياق الحرب النفسية، وأن إسرائيل فشلت في اغتيال أيٍّ من قادة المقاومة، وأنهم فاعلون على الأرض، ويعطي التسجيل الذي نشر عن الجندي الإسرائيلي مصداقية أكبر.

وحول التعامل الحكومي الإسرائيلي مع صفقة التبادل، أكد مهند مصطفى أن المرشح لرئاسة الوزراء في إسرائيل نفتالي بينيت أكثر تطرفا في ملف الأسرى من رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو، وقد انتقد كثيرا صفقة تبادل الأسرى عام 2011 التي أطلق بموجبها الجندي الأسير جلعاد شاليط، مشيرا إلى أن عائلات الجنود الأسرى لم تتعامل مع الملف كما تعاملت عائلة شاليط في السابق من خلال الضغط على الحكومة الإسرائيلية.

وأضاف أنه تم العمل خلال السنوات الماضية التي تلت صفقة شاليط على إنتاج وعي في إسرائيل لمعارضة أي صفقات تبادل أسرى مستقبلا.

وكانت كتائب القسام قد كشفت تسجيلا صوتيا لأحد الجنود الإسرائيليين الأسرى في غزة، ناشد فيه الحكومة الإسرائيلية العمل على استعادة أسراها. ويعد التسجيل الذي عرضه حصرا تحقيق لبرنامج "ما خفي أعظم" على الجزيرة، الأول من نوعه للجنود الأسرى لدى كتائب القسّام الذين فقدوا في الحرب على غزة عام 2014.

في المقابل، قال مراسل الشؤون العسكرية في راديو إسرائيل إيال عليما إن التسجيل الذي نشرته القسام لم يلقَ مصداقية عند المجتمع الإسرائيلي، لأنه لم يكن لجندي إسرائيلي وإنما جزءا من الدعاية الإعلامية لحماس، وقد نفت أسرتا الجنديين الأسيرين في غزة أن يكون التسجيل لأي من نجليهما.

وأضاف أن حماس عند احتجازها الجندي السابق جلعاد شاليط نشرت مقاطع فيديو للجندي الأسير، مما خلق حالة تعاطف شعبية في إسرائيل أجبرت الحكومة على التوجه للمفاوضات من أجل الإفراج عنه، لكنها هذه المرة نشرت تسجيلا صوتيا، وهذا دليل ضعيف على مصداقية امتلاكها أي أسرى، على حد قوله.

وتابع أن ما تقوم به حماس لن يجبر إسرائيل على الدخول في صفقة معها تفرج بموجبها عن الكثير من الأسرى الفلسطينيين، كما حدث في السابق.