ما وراء الخبر

غانتس في واشنطن وحكومة جديدة في إسرائيل.. كيف سينعكس ذلك على العلاقات مع إدارة بايدن؟

قال المستشار السابق لشؤون الأمن القومي الأميركي ديفيد بولجير إن زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس إلى واشنطن تأتي في وقت مناسب وأوضاع حساسة، وتكمن الأهمية في عدد اللقاءات التي حضرها غانتس.

وأضاف في حديثه لحلقة (2021/6/4) من برنامج "ما وراء الخبر"، أن الهدنة الهشة في غزة والتقلبات السياسية في إسرائيل والمفاوضات الحالية في فيينا مع إيران، أمور تكسب هذه الزيارة أهمية بالغة، واهتمام وزيري الخارجية والدفاع الأميركيين بهذه الزيارة يؤكد أن إدارة الرئيس جو بايدن تسعى لتواصل جيد مع إسرائيل.

وتابع بولجير أن من المبكر الحديث عن أوجه التعاون بين واشنطن والحكومة الإسرائيلية الجديدة، لأن الكنيست الإسرائيلي لم يصوّت بالموافقة عليها بعد، ويجب الانتظار حتى الانتهاء من ذلك، لكن وزير الدفاع الأميركي أكد على أن بلاده ستضمن بقاء التفوق العسكري الإسرائيلي في المنطقة.

وكانت واشنطن قد جددت التزامها بتعزيز الشراكة الأمنية مع تل أبيب، بما في ذلك دعم نظام القبة الحديدية ومواجهة التهديدات الإيرانية، لكن واشنطن أكدت لوزير الدفاع الإسرائيلي -الذي يزورها حاليا- أهمية ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة فورا، وتمتع الإسرائيليين والفلسطينيين بالأمن والازدهار والكرامة.

بدوره، قال الكاتب والمحلل السياسي الإسرائيلي إيلي نيسان إن زيارة غانتس إلى واشنطن هي الأولى في عهد بايدن، وتخلق تفاهمات بين الحكومة الإسرائيلية الجديدة التي تشكل حاليا، وبين الإدارة الأميركية، بعد أن وضع بنيامين نتنياهو كل البيض الإسرائيلي في سلة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، وهذا أمر خاطئ.

وأضاف أن نتنياهو لم يكن مقبولا لدى بايدن والحزب الديمقراطي الأميركي، مؤكدا أن سياسة الحكومة الإسرائيلية الجديدة ستتغير تجاه إيران، لإفساح المجال للاتفاق النووي بعيدا عن تطرف نتنياهو في هذا الملف، ولن تسمح تل أبيب بإعادة إعمار غزة قبل إعادة جثتي الجنديين الإسرائيليين.

من جهته، قال أستاذ الصراعات الدولية محمد الشرقاوي إن الوضع في إسرائيل سيشهد تحولات أساسية، وهي أن بايدن يريد صفحة جديدة مع إسرائيل وإعادة إعمار غزة واستعادة مفاوضات السلام، والأمر الثاني هو انشغال الائتلاف الحاكم في إسرائيل خلال الفترة المقبلة بتثبيت أركان الحكم، مما يعني التقدم الأميركي في مفاوضات فينيا دون عرقلة إسرائيلية.

وأضاف أن الخطاب الأميركي تجاه إسرائيل هو دبلوماسي هادئ يطمئن الإسرائيليين، ومع حل الدولتين وعيش الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي بسلام، والرسالة الأميركية لتل أبيب قد وصلت والحكومة الجديدة تعيها جيدا وستعمل مع واشنطن بشكل جيد.