ما وراء الخبر

ما الذي جرى؟.. على نحو مفاجئ واشنطن وطهران تهددان بالانسحاب من محادثات النووي

قال الدبلوماسي الإيراني السابق هادي أفقهي إن التغيير المفاجئ في موقف الإدارة الأميركية تجاه مباحثات فيينا بشأن العودة للاتفاق النووي مع إيران، يرجع إلى محاولة فرض شروط من تحت الطاولة على طهران.

وأضاف أفقهي في تصريحات لبرنامج "ما وراء الخبر" بحلقة (2021/6/26) أن واشنطن والأوروبيين يريدون أن يضيفوا عدة شروط على الاتفاق النووي، من بينها مسألة الصواريخ الباليستية، وموقف إيران من إسرائيل، وكذلك التدخل بسياسة إيران الخارجية ومنعها من دعم حركات المقاومة الإسلامية، "التي يسمونها بالمليشيات الإرهابية".

وأشار الدبلوماسي الإيراني السابق إلى أن التغيير في الموقف الأميركي إزاء مباحثات فيينا، ظهر تحديدا في المؤتمر الصحفي المشترك الذي جرى مؤخرا وجمع وزيري خارجية واشنطن وباريس.

واستغرب أفقهي مما سمّاه سعي واشنطن للعب دور الضحية، مع أنها هي التي انسحبت من الاتفاق دون سبب، وقامت بفرض عقوبات مجحفة على إيران.

وفيما يتعلق بالموقف الأوروبي، قال إن الدول الأوروبية كانت قد وعدت طهران بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق عام 2017 بتعويضها عن الخسائر التي ستلحق بها جراء الانسحاب الأميركي، مشددا على أن ذلك لم يحدث أبدا.

وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قد هدد وعلى نحو مفاجئ بانسحاب بلاده من مفاوضات فيينا الهادفة للعودة للاتفاق النووي الذي وقّعته بلاده مع طهران عام 2015، ثم انسحب منه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.

ومن جانبه وفي محاولة منه لتفسير سبب التغير في الموقف الأميركي من مباحثات فيينا والتهديد بالانسحاب منها، اعتبر ريتشارد تشازدي أستاذ العلوم السياسية في جامعة واشنطن، أن وصول الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي -الذي وصفه بـ"المتشدد"- هو الذي أدى لتبدل الموقف الأميركي.

وأضاف الأستاذ الجامعي أن واشنطن غير متفاءلة بالتعاون مع رئيسي، وأنها لا تثق به مثلما كانت الحال مع الرئيس روحاني.

كما حمّل طهران مسؤولية تدهور الأمور مع واشنطن بعد رفضها تجديد العقد مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والذي كان يمنح واشنطن وشركاءها الدوليين بعض الأمان في التعامل مع طهران.

لكن أفقهي رد على ذلك بالإشارة إلى تصريحات "رئيسي" في أول مؤتمر صحفي له بشأن استعداده لمواصلة التعاون مع مباحثات فيينا، سعيا للعودة للاتفاق، مع تشديده على عدم السماح باستمرار بالمفاوضات إلى الأبد.

وفيما يتعلق برفض طهران تجديد الاتفاق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أرجع ذلك للاتهامات "الظالمة" التي أطلقها رئيس الوكالة ضد إيران، فضلا عن أن طهران أرادت أن تربط نتائج الاتفاق بمجريات مباحثات فيينا.

وشدد أفقهي على أن واشنطن هي التي ستخسر في حال تركت المباحثات وأن بلاده لديها الكثير من الأوراق التي ستتعامل بها معها، وأن على واشنطن العودة للاتفاق كما انسحبت منه، دون محاولة ابتزاز طهران سواء في مسألة العقوبات أو مساومتها على قضايا أخرى من تحت الطاولة.