ما وراء الخبر

نتنياهو يفضل حماية إسرائيل على صداقة واشنطن.. هل يفعلها ويشن حربا على إيران؟

لم يستبعد الصحفي الإسرائيلي أميخاي شتاين المتخصص بالعلاقات الإسرائيلية الأميركية، أن يصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أوامره للجيش بشن هجوم على إيران خلال اليومين المقبلين.

وقال شتاين في تصريحات لبرنامج "ما وراء الخبر" في حلقة (2021/6/1) تعليقا على تصريحات نتنياهو إنه سيختار ضرب إيران لإنهاء التهديد الوجودي لإسرائيل، حتى لو كان ذلك على حساب الصداقة الإسرائيلية مع الولايات المتحدة.

واعتبر شتاين أن تصريحات نتنياهو قد تأتي في سياق سعي الأخير للبقاء في منصبه، وهو البقاء الذي لم يتبق عليه سوى أيام معدودات، حيث يستعد خصوم نتنياهو لتشكيل حكومة جديدة.

ووفق شتاين، فإن نتنياهو ومن ضمن مساعيه للبقاء في منصبه، يعتمد أسلوب التأثير على الرأي العام الإسرائيلي وتأجيج مخاوفهم من إيران وتقديم نفسه على أنه هو الوحيد القادر على حمايتهم، والذهاب بعيدا في هذا الموضوع، من خلال مواجهة طهران عسكريا أو حتى التضحية بالعلاقات مع الحليف القوي، الولايات المتحدة الأميركية.

من جانبه، قلل الدبلوماسي الأميركي السابق والخبير في العلاقات الدولية سكوت أندرسون من أهمية تصريحات نتنياهو، وقال إن أيامه باتت معدودة في الحكومة، وإن الولايات المتحدة تتطلع للتعامل مع القادة الجدد للحكومة الإسرائيلية، معتبرا أن ما قاله نتنياهو مجرد محاولات للتأثير على الداخل الإسرائيلي.

وأكد الدبلوماسي الأميركي أن علاقة نتنياهو والرئيس باراك أوباما شابها الكثير من البرود، ثم تحولت هذه العلاقات لوطيدة وشخصية في عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، وهو الأمر الذي أثار الكثير من الانتقادات في واشنطن.

وقال أندرسون إن بايدن يريد أن يصحح العلاقة، فهو يسعى لتوطيد العلاقة مع إسرائيل، لكنه لا يسعى لتوطيدها مع شخص نتنياهو.

واتفق أستاذ العلاقات الدولية في جامعة قطر الدكتور حسن البراري فيما ذهب إليه الضيفان الآخران من ناحية سعي نتنياهو من وراء تصريحاته للتأثير على الرأي العام الإسرائيلي، وبالتالي البقاء بالحكم لفترة أطول والتهرب لوقت أطول من السجن الذي ينتظره بسبب قصايا الفساد التي تلاحقه.

وقال البراري إن هناك بعدين اثنين في العلاقة الأميركية الإسرائيلية، أحدها البعد الإستراتيجي والذي يضمن توفير الحماية الأميركية الدائمة لإسرائيل، والثاني البعد التكتيكي الذي يتحمل وجود خلافات في وجهات النظر بين الجانبين في بعض القضايا.

لكن البراري استبعد تماما إقدام نتنياهو على تنفيذ تهديداته وتوجيه ضربة إلى إيران، مؤكدا أنه لا يملك الجرأة العسكرية على فعل ذلك، كما أنه لا يستطيع أن يقدم على ذلك فعل دون ضوء أخضر أميركي، مشددا على أن الولايات المتحدة تريد في هذه المرحلة أن تطفئ النيران بالمنطقة للتفرغ لمناطق أخرى، ولن تسمح لنتنياهو بإشعال أي حروب الآن.