
"المفاوضات مع إيران ليست السيناريو الوحيد".. ما دلالة التصعيد الأميركي من جديد وانعكاساته على المنطقة؟
وأوضح الشرقاوي -في حديث لحلقة (2021/5/7) من برنامج "ما وراء الخبر"- أن هناك انتقادات لإدارة الرئيس جو بايدن من الجمهوريين واليمينيين، واتهامات بالتساهل مع إيران وعدم تقديم موقف تفاوضي صارم، وسط حديث عن ضرورة انسحاب واشنطن من هذه المفاوضات.
وتابع الشرقاوي أنه في مقابل ذلك فإن إدارة بايدن تتحدث عن أن الخيار الدبلوماسي ومسار فيينا حتميان، وأن الجانبين على مقربة من التوصل إلى اتفاق، مشيرا إلى مشاورات بين وزارة الخارجية الأميركية والكونغرس للإفراج عن مليار دولار من الأرصدة الإيرانية وإيداعها لدى وسيط سويسري، واقتراح آخر بالسماح لصندوق النقدي الدولي بتقديم قرض بـ5 مليارات دولار لإيران لمواجهة مضاعفات جائحة كورونا.
وخلص الشرقاوي إلى أن المضي قدما في المفاوضات مع إيران هو الخطاب الغالب الآن في واشنطن، مشيرا إلى أن رئيس الوفد الأميركي روبرت مالي يحث إدارة بلاده على تقديم ما يعزز ثقة إيران بموقف حكومة بايدن، ثم يشجعها على تقديم تنازلات عملية.
من جانبه، رأى الباحث في مركز الجزيرة للدراسات لقاء مكي أن إدارة بايدن ألقت بجميع أوراقها على طاولة مفاوضات فيينا دفعة واحدة دون تحسب لسيناريوهات أخرى، أو معرفة كاملة بخصمها، أي الحكومة الإيرانية.
وأوضح مكي أن إدارة بايدن أوقفت تصدير السلاح الهجومي للسعودية، وأظهرت إشارات بالانسحاب من المنطقة، إضافة إلى بعض الخلافات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وفي المقابل أكدت مرارا أنه ليس لديها سوى الخيار الدبلوماسي مع إيران.
وأشار مكي إلى أن الموقف الأميركي جعل المفاوض الإيراني في سعة من أمره على عكس نظيره الأميركي الذي لا يملك أوراقا تفاوضية كبيرة.
وفي خضم الحديث عن تقدم مطرد في مفاوضات فيينا بشأن العودة إلى الاتفاق النووي الإيراني، خرجت واشنطن للتذكير بأن العودة إلى الاتفاق -وإن كانت رغبتها- إلا أنها ليست السيناريو الوحيد في جعبتها للتعامل مع إيران.
فقد أكد مسؤول في الخارجية الأميركية أن بلاده مستعدة أيضا لاحتمال عدم عودة طهران إلى هذا الاتفاق، وهو حديث يتسق مع ما قاله قائد العمليات البحرية في الجيش الأميركي الأميرال مايك غيلداي من أن قواته مددت فترة انتشار بعض القطع العسكرية وحاملة طائرات في الخليج بسبب إيران.
وأضاف غيلداي أن وجود البحرية الأميركية في منطقة الخليج مستمر، وأن هذه القوات ستقوم بعمليات مراقبة في مياه الخليج.
وتزامن مواقف واشنطن مع مباحثات أجراها في البحرين -مقر رئاسة الأسطول الخامس الأميركي- رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي يوسي كوهين العائد حديثا من واشنطن.
وبحسب وكالة أنباء البحرين، فإن كوهين بحث مع رئيسي جهازي المخابرات والأمن الإستراتيجي البحرينيين آفاق التنسيق والتعاون، وسبل دعمها وتعزيزها، إضافة إلى أبرز المجالات الأمنية والمستجدات والتطورات الإقليمية.
في هذه الأثناء، وفي أول تأكيد سعودي رسمي للمحادثات بين الرياض وطهران نقلت وكالة رويترز عن مدير إدارة تخطيط السياسات بوزارة الخارجية السعودية رائد قرملي قوله إن المحادثات بين السعودية وإيران تهدف إلى خفض التوتر في المنطقة، لكن من السابق لأوانه الحكم على نتيجتها، وإن الرياض تريد أن ترى أفعالا يمكن التحقق منها، وإن من المستبعد التوصل إلى أي استنتاجات محددة بشأن تلك المحادثات حاليا.