ما وراء الخبر

وزير الخارجية الفرنسي في بيروت.. ما مصير مبادرة باريس لحل الأزمة اللبنانية؟

قال الكاتب الصحفي والمحلل السياسي يوسف دياب إن زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان للبنان واجتماعه بممثلي الثورة رسالة فرنسية واضحة بأن باريس لم تعد تعول على الطبقة السياسية الحالية.

وأضاف دياب -في حديثه لحلقة (2021/5/6) من برنامج "ما وراء الخبر"- أن حث الوزير الفرنسي الشعب اللبناني على المضي في التغيير من خلال الانتخابات النيابية المقبلة، والزيارتين القصيرتين لرئيس الدولة ورئيس البرلمان دليل على الإحجام الفرنسي تجاه النخبة السياسية اللبنانية.

وتابع أن المبادرة الفرنسية هي الوحيدة المطروحة للحل في لبنان، ولا بديل عنها على الرغم من ضعفها الناتج عن تراخي فرنسا في بعض الشروط، ورؤية التيار الوطني الحر وحزب الله بأنها قد تطوع لصالحهما، معتبرا أن الرئيس ميشال عون هو من يعطل تشكيل الحكومة بعد أن قدمها له رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري.

وكان وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان قد عقد مباحثات منفصلة في بيروت مع الرئيس ميشال عون ورئيس البرلمان نبيه بري ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، في إطار المبادرة الفرنسية لدعم تشكيل حكومة جديدة في لبنان.

من جهته، قال أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأميركية بباريس الدكتور زياد ماجد إن زيارة الوزير الفرنسي لبيروت هدفها إبلاغ السياسيين اللبنانيين أن باريس ستسحب مبادرتها بشأن الحل، وتمضي في خيار العقوبات على المعرقلين للعملية السياسية وتشكيل الحكومة.

وأضاف ماجد أن الزيارة الفرنسية تأخرت، كما أن مبادرة باريس فقدت جزءا كبيرا من مصداقيتها، لأنها تعاملت مع نفس الطبقة السياسية التي أوصلت البلاد إلى ما هي عليه الآن، كاشفا عن أن أسباب قصر وقت زيارة الرئيس ورئيس البرلمان اللبنانييْن من قبل الوزير الفرنسي جاءت من باب اللياقة الدبلوماسية فقط، وليس لحملهما على التسريع بالحل.

وتابع أن المبادرة الفرنسية استسلمت للمشاهد الداخلي اللبناني، والمشكلة في الدرجة الأولى تكمن في الطبقة السياسية اللبنانية التي تريد الحصول على الثلث المعطل في الحكومة، أو عرقلة تشكيلها.

بدوره، قال منسق الأبحاث في معهد الدراسات المستقبلية ميشيل أبو نجم إن هناك إشكالا في ترجمة الدور الفرنسي، وكيف يحافظ على مصالحه في لبنان، وسط التغيرات الإقليمية والدولية المتسارعة، ولقاء الوزير الفرنسي بعض مكونات المجتمع المدني محاولة للانتقال إلى الخطة "ب"، وهي الدفع نحو إجراء الانتخابات التشريعية للحفاظ على ما تبقى من شكل الدولة.

وأضاف أبو نجم أن الوضع في لبنان يخضع للمتغيرات الدولية والإقليمية ولن يترتب دونها، حيث إن العلاقات السعودية الإيرانية والتمهيد للمصالحة بين الرياض ودمشق يلقيان بظلالهما على الواقع في لبنان.