ما وراء الخبر

بايدن يرسل وفدا رفيعا للدول الثلاث المعنية.. هل لدى الإدارة الأميركية حل لأزمة سد النهضة؟

استبعد ديفيد شنكر، مساعد وزير الخارجية الأميركي السابق، أن يكون الوفد الأميركي الرفيع برئاسة جيفري فيلتمان قد جاء بحلول جاهزة ليعرضها أو يفرضها على الدول الثلاث المعنية بأزمة سد النهضة.

ووفق تصريحات شنكر لبرنامج "ما وراء الخبر" بحلقته بتاريخ (2021/5/4)، فإنه على الرغم من الأهمية التي توليها الإدارة الأميركية برئاسة بايدن للوضع في القرن الأفريقي، والأزمات التي تواجهه، وفي مقدمتها أزمة سد النهضة؛ إلا أن زيارة الوفد لا تتعدى أن تكون مجرد تبادل للمعلومات ووجهات النطر مع الدول المعنية في أزمة سد النهضة، ومن ثم محاولة التقريب بين آراء هذه الدول.

وأشار شنكر إلى أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي متفقان على ضرورة أن يتولى الاتحاد الأفريقي قيادة الجهود لإنهاء أزمة سد النهضة، رغم أنه أكد أن هذه الأزمة جرى تدويلها بعد تدخل الأوروبيين والأميركيين والأمم المتحدة فيها.

لذلك رأى شنكر أنه في حال لم تقتنع بعض دول الأزمة الثلاث بوجهة النظر الدولية بشأن إبقاء الأزمة تحت مظلة الاتحاد الأفريقي، فإن هذه الدول قد تذهب لمجلس الأمن الدولي بحثا عن حلول، وهناك يمكن أن تبرز مواقف دولية أكثر تشددا أو انحيازا لأحد أطراف الأزمة من بعض الدول دائمة العضوية بالمجلس.

وفيما يتعلق بتلميحات الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، باستعداده للذهاب للخيار العسكري لإنقاذ حصة بلاده من مياه النيل، أكد شنكر أن الخيار العسكري لن يكون أبدا حلا للأزمة، وأن على دولة المنبع إثيوبيا ودولتي المصب مصر والسودان الجلوس سوية بإشراف أفريقي ورقابة أميركية وأوروبية، والسعي لتضييق مساحات الخلاف بينهما.

وأشار شنكر إلى أن موقف الخرطوم كان حتى وقت قريب مضى أقرب للموقف الإثيوبي؛ لكن هذا الموقف تغير بالكامل بفعل عوامل عدة منها نزوح عشرات آلاف الإثيوبيين للسودان بسبب الحرب في إقليم تيغراي، وكذلك النزاع الحدودي بين البلدين.

بدوره، أيد كبير المحللين للشأن الإثيوبي في مجموعة الأزمات، ويليام دافيسون، وجهة نظر المسؤول الأميركي السابق بشأن توجه إدارة بايدن من أزمة سد النهضة.

ورأى دافيسون أن القوى الدولية الكبرى ممثلة بالولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، وأيضا الإقليمية ممثلة بالاتحاد الأفريقي تسعى لدفع دول الأزمة الثلاث للاتفاق فيما بينها لحل مشكلة سد النهضة بدون فرض حلول من الخارج.

وأشار إلى أن إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب حاولت فرض حلول لهذه الأزمة؛ لكن أديس أبابا رفضت الامتثال لها، وأصرت على إبقاء الأمر بعهدة الاتحاد الأفريقي.

ورغم الرفض الإثيوبي لحلول ترامب؛ إلا أن الأخير عاد بشكل ضمني لدعم موقف الحكومة الإثيوبية في الأزمة والصراع في إقليم تيغراي، على حد إشارة دافيسون.