سيف القدس..هل تجبر واشنطن وأوروبا على تغيير قواعد تعاملهم مع حماس؟
وأكد إنديك في تصريحات لبرنامج "ما وراء الخبر" بحلقة (2021/5/22)، أن الصراع العسكري الأخير الذي اندلع بين المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وإسرائيل، يؤكد أهمية تواصل الولايات المتحدة مع "حماس" لضمان عودة الاستقرار، ولكن هذا التواصل سيكون عبر وسيط، إما قطر أو مصر ولن يكون بشكل مباشر.
واعتبر إنديك أن اعتراف بلاده بحماس هو بمثابة "جائزة" ثمينة لها، مشددا على أن واشنطن لن تمنح هذه الجائزة لحماس قبل أن تعترف الأخيرة بحق دولة إسرائيل في الوجود.
ومع أن المسؤول الأميركي السابق شدد على أهمية توحد الفلسطينيين ونبذ الخلافات فيما بينهم، فإنه أكد أن الولايات المتحدة تريد أن يكون التوحد الفلسطيني بين السلطة الفلسطينية وحركة حماس قائما على أساس الاعتراف بوجود إسرائيل والتفاوض معها على أساس هذا الحق، وألا يكون التوحد الفلسطيني قائما على أساس الانصهار الفلسطيني في عباءة حماس وأفكارها الحالية.
من جانبه، رفض رئيس المبادرة الفلسطينية الدكتور مصطفى البرغوثي معظم ما جاء في تصريحات إنديك، مشددا على عدم امتلاك أي طرف أو جهة بالعالم الحق لتقسيم الشعب الفلسطيني لإرهابي وآخر غير إرهابي.
واتهم البرغوثي واشنطن بممارسة النفاق السياسي، مشيرا إلى أنها لا تعترف بحركة حماس وتصفها بالإرهابية، ومع أنها تعترف بالسلطة الفلسطينية فإنها ترفض الاعتراف بدولة فلسطين، كما أنها ما زالت تصنف منظمة التحرير الفلسطينية على أنها منظمة إرهابية.
وفي إطار حديثه عن النفاق الأميركي والدولي في التعامل مع الفلسطينيين، أشار البرغوثي إلى أن القانون الدولي يكفل لأي شعب تحت الاحتلال مقاومة المحتل، لكن هذا الأمر تحرمه أميركا والقوى الدولية الحليفة لإسرائيل على الفلسطينيين، فإذا قاوم الفلسطيني بالسلاح، توجه لهم اتهامات بالإرهاب، وإذا قاوم بالتظاهر يتهم بأنه يثير الفوضى، وإذا قاوم بالكلام يتهم بالتحريض على العنف.
وفي هذا السياق، أكد البرغوثي أن ما قامت به المقاومة الفلسطينية وفي مقدمتها حماس كان دفاعا مشروعا عن حقوق الشعب الفلسطيني، كما شدد على أهمية إشراك المسؤولين بقطاع غزة بإدارة عملية إعادة إعمار القطاع بعد الدمار الذي خلّفه العدوان الإسرائيلي الأخير.
وتساءل البرغوثي عن سبب رفض واشنطن والقوى الدولية إخضاع إسرائيل لمحكمة الجنايات الدولية، رغم كل جرائم الحرب التي ارتكبتها ضد الشعب الفلسطيني على مدى أكثر من 7 عقود.
بدوره، أكد غونتر مولاك الدبلوماسي الألماني السابق ومدير المعهد الألماني لدراسات الشرق الأوسط، أن الدول الأوروبية تولدت لديها قناعة بضرورة التواصل مع حركة حماس لإيجاد حل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، على اعتبار أن حماس طرف مهم ومؤثر في هذا الصراع، لكنه شدد على أن التواصل سيكون عبر وسيط، إما الدوحة أو القاهرة.