ما وراء الخبر

وفد أميركي رفيع في 4 عواصم عربية.. هذا ما يريد الأميركيون قوله لحلفائهم القدامى بالمنطقة

قال باتريك ثيروس -المسؤول السابق بوزارة الخارجية الأميركية- إن الوفد الأميركي الرفيع الذي سيبدأ جولة بمنطقة الشرق الأوسط تشمل 4 عواصم عربية؛ يريد أن ينقل رسالة واضحة بشأن مفاوضات جنيف.

وأكد المسؤول الأميركي -الذي عمل سفيرا لبلاده في عدة دول عربية- لبرنامج "ما وراء الخبر" بتاريخ (2021/5/2) أن اختيار وفد رفيع يمثل مؤسسات فاعلة جدا -للمشاركة بهذه الجولة- يشير إلى أهمية الرسالة التي يحملها الوفد للدول التي سيزورها، ويشير أيضا إلى الموقف الأميركي الحاسم بشأن تلك الرسالة.

وكانت الخارجية الأميركية قد أعلنت أن وفدا رفيعا يتكون من شخصيات من وزارة الخارجية والدفاع ومجلس الأمن القومي سيبدأ زيارة للمنطقة تشمل كل من السعودية ومصر والأردن والإمارات. ويأتي هذا الإعلان في ظل تسريبات عن تقدم ملموس في مفاوضات فيينا بشأن العودة للاتفاق النووي مع إيران.

وبحسب قراءة ثيروس لطبيعة الوفد؛ فإنه توقع أن الإدارة الأميركية برئاسة جو بايدن تسعى لتهيئة حلفائها القدامى بالمنطقة إلى تغيير مهم يتعلق بالعودة للاتفاق النووي مع إيران، وتريد أن تخبرهم أيضا بمدى حزمها لإتمام هذا الأمر، وهو ما يعني أن على الدول التي تعارض هذا الأمر أن تكيف نفسها مع الواقع الجديد الذي ينسجم مع مصالح أميركا القومية.

وأشار ثيروس إلى أن الإدارة الأميركية السابقة بقيادة دونالد ترامب كانت قد انسحبت بشكل فردي وبدون التشاور مع أحد من الاتفاق النووي مع طهران، وقد لقي هذا التصرف استحسان بعض دول المنطقة، والآن بايدن جاء ليقول لحلفاء بلاده القدامى إنه سيعود لهذا الاتفاق ودون التشاور مع أحد.

واتفق الكاتب والصحفي الكويتي حسين جمال مع ما ذهب إليه ثيروس، وقال إن واشنطن تريد أن تنهي الملف النووي مع إيران، لأنها تريد أن تركز جهودها على مواجهة التحدي الاقتصادي والعسكري المتنامي الذي فرضته عليها كل من الصين وروسيا.

وقال جمال إن إدارة ترامب انشغلت خلال سنواتها الأربع بخلق الأزمات في المنطقة، دون أن تلتفت للأخطار الحقيقية الكبيرة التي يشكلها النمو الاقتصادي للصين أو التمدد العسكري الروسي بمناطق تعتبر ذات نفوذ أميركي.

إعلان

أما عن سبب عدم شمول إسرائيل بهذه الجولة، فأعاد ذلك لوجود حسابات وتفاهمات خاصة بين الولايات المتحدة وإسرائيل وربما الأمر كذلك بالنسبة لأنقرة.

وبشأن مناقشة الوفد الأميركي الرفيع قضايا خاصة مع كل دولة عربية من الدول الأربع؛ رأى المسؤول الأميركي السابق أن هذه القضايا ستكون جانبية وعلى هامش مناقشة الملف النووي الإيراني، لأن واشنطن لا تريد أن تظهر بأنها توجه الإنذار الأخير لحلفائها.

واستبعد الكاتب جمال أن ترفض الدول الأربع القرار الأميركي؛ حيث إن طبيعة الوفد الأميركي تؤكد أن إدارة بايدن حسمت أمرها.

وأشار إلى أن هذه الدول مرتبطة ارتباطا كبيرا مع الولايات المتحدة، ولا تستطيع أن تعارضها في قضايا أساسية وخطوط عريضة، حتى لو حاول بعضها المناورة والتوجه شرقا، لكنه شدد على أن المناورة تكون بالقضايا الثانوية.