ما وراء الخبر

لهذه الأسباب أحجمت إيران عن اتهام إسرائيل باستهداف سفينتها "ساويز"

قال إيال عليما المحلل العسكري في إذاعة إسرائيل إن طهران لم تسارغ هذه المرة لاتهام تل أبيب بالوقوف وراء الهجوم الذي تعرصت له سفينتها “ساويز” بالبحر الأحمر، لأنها لا تريد التصعيد عكسريا في الوقت الراهن.

وأوضح عليما في تصريحات لبرنامج "ما وراء الخبر" بتاريخ (2021/4/7) أن إيران تريد حاليا التركيز على الجهود الدبلوماسبة المبذولة في فيينا سعيا لتسوية الخلاف بينها وبين الولايات المتحدة بشأن الملف النووي، لذلك فهي ترى أنه ليس في صالحها أن تذهب حاليا لتوجيه الاتهامات لإسرائيل كما جرت العادة، وبذلك لا تريد أن تلفت الأنظار عن الحدث الأبرز في فيينا.

وقال عليما إن ما استغربته الدوائر الرسمية في إسرائيل هو قيام بعض الجهات الأميركية بتوجيه الاتهام لإسرائيل بالمسؤولية عن الهجوم على السفينة الإيرانية التجارية "ساويز" في البحر الأحمر، في وقت التزمت فيه إيران خطا معتدلا على غير عادتها ولم تسارع لاتهام إسرائيل.

وكانت طهران قد أعلنت عن استهداف "ساويز" لكنها أكدت أنها ستحيل الأمر إلى جهات التحقيق الدولية، وأنها ستنتظر نتائج التحقيق لمحاسبة الجهة التي تقف وراء الهجوم.

يذكر أن طهران وتل أبيب تبادلتا الاتهامات خلال الأشهر الماضية بالوقوف وراء هجمات متفرقة تعرضت لها سفن الجانبين.

ووفقا لعليما، فإنه لو كانت إسرائيل هي من تقف فعليا وراء الهجوم على "ساويز"، فإن هدفها من ذلك سيكون إيصال رسالة للإدارة الأميركية برئاسة جو بايدن بأنها قادرة على التأثير على الاستقرار في المنطقة، وذلك سعيا للجم الاندفاع الأميركي تجاه تسوية أزمة الملف النووي مع طهران والعودة لاتفاق عام 2015، وأشار المحلل العسكري لامتعاض الساسة الإسرائيليين من السياسة التي تنتهجها إدارة بايدن مع طهران، والتي قال إنها تختلف تماما عن سياسة سلفه دونالد ترامب.

من جانبه أكد الباحث الإيراني في الشؤون الدولية والإقليمية محمد صدقيان أن طهران تدرس خطواتها بدقة وتدرس كل المعطيات قبل الإقدام على أي فعل، وهي لم تسارع لاتهام إسرائيل بمهاجمة السفينة لأنها تريد تفويت الفرصة على تل أبيب، والتركيز على الجهود الدبلوماسية في فيينا لإنهاء أزمة الملف النووي مع واشنطن.

وقال صدقيان إن طهران تدرك أن بادين مختلف عن سلفه ترامب الذي خرج من دون مبرر من اتفاق عام 2015، وإنها تعلم في الوقت ذاته أن إسرائيل لا تريد إنهاء هذه الأزمة وتريد إبقاء العقوبات على إيران، لكن الأخيرة لن تمنحها هذه الفرصة.

أما ستيفن زونس أستاذ العلاقات الدولية في جامعة سان فرانسيسكو، فاعتبر أن استهداف سفن إيرانية سعيا لممارسة ضغوط على طهران، وجعلها تقدم تنازلات في الملف النووي، تفكير خاطئ، مؤكدا أن سياسة الضغوط التي مارسها ترامب مع طهران طوال سنوات حكمه لم تأت بالنفع، واستطاع الإيرانيون أن يصمدوا ويتمسكوا بمطالبهم الخاصة بالملف النووي.

وأعرب عن اعتقاده بأن إدارة بايدن غير راضية عن كثير من السياسات التي تتخذها إسرائيل تجاه إيران.