ما وراء الخبر

فشل مفاوضات كينشاسا.. أي خيارات لأطراف أزمة سد النهضة؟

أرجعت مديرة البرنامج الأفريقي في مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتجية أماني الطويل فشل مفاوضات كينشاسا بشأن سد النهضة إلى عدم توفر إرادة سياسية إثيوبية لحل الأزمة.

وأضافت الطويل -في حديث لحلقة (2021/4/6) من برنامج "ما وراء الخبر"- أن إثيوبيا تعتقد أن مصر والسودان لا يملكان أورق ضغط حقيقية على أديس أبابا، أو سيناريوهات بديلة عن التفاوض، مؤكدة أنها تقديرات غير واقعية.

وأشارت إلى أن اقتراب عقد انتخابات داخلية في إثيوبيا تجعل النخب الحاكمة غير مستعدة لتقديم تنازلات، فضلا عن غياب الضغط الدولي على أديس أبابا.

في المقابل، قال الباحث الإثيوبي في القضايا الأفريقية سامويل تفرا إن السبب وراء فشل مفاوضات كينشاسا يرجع إلى إصرار مصر والسودان على أن توقع إثيوبيا على "ادعاء تاريخي غير منصف يحرم إثيوبيا من أي نقطة من مياه النيل"، على حد قوله.

من جانبه، رأى الكاتب والمحلل السياسي محمد لطيف أن مباحثات كينشاسا بدأت لتفشل، مستدلا بعدم قدرة الأطراف على التوصل إلى بيان ختامي مشترك.

وأضاف أن إثيوبيا أضاعت فرصة تاريخية، موضحا أنه عند بداية مفاوضات سد النهضة قبل سنوات كان الموقف السوداني أقرب إلى الإثيوبي منه إلى المصري، لكن ما وصفه بـ"التعنت الإثيوبي" أضاع فرصة التوصل لاتفاق مرض لجميع الأطراف.

وقد اختتمت في العاصمة الكونغولية كينشاسا جولة مفاوضات بشأن سد النهضة الإثيوبي دون التوصل إلى أي نتائج أو الاتفاق على استئناف التفاوض بين أطراف أزمة السد، إثيوبيا والسودان ومصر.

وقالت وزيرة الخارجية السودانية مريم الصادق المهدي عقب انتهاء المباحثات إن ما سمته الموقف الإثيوبي بفرض سياسة الأمر الواقع، يخرق القانون الدولي، وأعربت عن أملها في أن يضع الرئيس الكونغولي -الذي ترأس بلاده الدورة الحالية للاتحاد الأفريقي- حدا لهذه المفاوضات التي لا تنتهي، حسب قولها.

وأضافت الوزيرة السودانية أنه يجب وضع مصلحة 250 مليون نسمة يعيشون في الدول الثلاث في الاعتبار، وأكدت أن إقدام إثيوبيا على تنفيذ التعبئة الثانية لسد النهضة من دون اتفاق، سيشكل تهديدا للسودان.

غياب الإرادة السياسية

أما وزارة الخارجية المصرية فقد قالت في بيان بعد انتهاء جولة مفاوضات كينشاسا، إن إثيوبيا رفضت مقترحا سودانيا أيدته مصر بتشكيل لجنة وساطة رباعية دولية يقودها الاتحاد الأفريقي، كما رفضت جميع المقترحات والبدائل الأخرى، التي طرحتها مصر وأيدها السودان، من أجل تطوير العملية التفاوضية.

وأضافت الخارجية المصرية أن الموقف الإثيوبي دليل على غياب الإرادة السياسية لدى أديس أبابا للتفاوض بحسن نية، وعلى سعي إثيوبيا للمماطلة والتسويف، من خلال الاكتفاء بآلية تفاوضية شكلية وغير مجدية.

وفي إثيوبيا، قال مصدر شارك في مفاوضات كينشاسا للجزيرة إن المفاوضات تعثرت بين الدول الثلاث بسبب طرح مصر والسودان ما سماها مقترحات وبنودا خارج مقترحات الأجندة التفاوضية التي قدمتها الوساطة الأفريقية.

وأشار المصدر إلى أن الجانب السوداني اقترح تأجيل التعبئة الثانية، ورفع مستوى المراقبين، وهما مقترحان لم يكونا ضمن أجندة الوساطة الأفريقية، حسب قوله.

ووفقا للمصدر، فإن أجندة الوساطة اقتصرت على منهجية التفاوض، وتأجيل القضايا الخلافية إلى ما بعد التعبئة الثانية للسد، والاتفاق الجزئي على التعبئة الثانية، وتحديد سقف زمني لعملية التفاوض.

من جانب آخر، كشفت وزارة الخارجية الأميركية أن وفدا غادر الولايات المتحدة للتواصل مع عدد من الشركاء بشأن سد النهضة، وأضافت أن الوفد الأميركي شدد على ما وصفه بنهج واشنطن الحيادي تجاه القضايا المتعلقة بسد النهضة.

وأكدت الخارجية الأميركية أن واشنطن تواصل دعم الجهود التعاونية والبناءة من جانب إثيوبيا ومصر والسودان، للتوصل إلى اتفاق بشأن السد، وأن الوفد استمع لجميع الأطراف المعنية بالقضية -بما في ذلك الرئاسة الكونغولية للاتحاد الأفريقي- بشأن أفضل السبل التي يمكن للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي أن يدعما من خلالها جهود حل هذه الأزمة.