ما وراء الخبر

بعد تسريب تسجيل لجواد ظريف.. النجاح أم الفشل مصير محادثات فيينا؟

اعتبرت الباحثة الأولى في مركز الجزيرة للدراسات الدكتورة فاطمة الصمادي أنه رغم تسريب تسجيل سري لوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بشأن محادثات النووي، فإنه ما زالت هناك فرصة لإنقاذ مفاوضات فيينا.

وأكدت الصمادي -في تصريحات لحلقة (2021/4/27) من برنامج "ما وراء الخبر"- أن حديث ظريف الذي جرى تسريبه يعد خرقا أمنيا كبيرا يحسب على الحكومة الإيرانية، ويشكل ضربة كبيرة للتيار الإيراني المعتدل الذي يريد العودة للاتفاق النووي الإيراني، ويواجه ضغوطا من التيار الأصولي الذي لا يريد العودة لهذا الاتفاق، الذي جرى التوصل إليه عام 2015 في عهد حكومة الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما.

وكانت الحكومة الإيرانية أكدت -في وقت سابق اليوم- أن التسجيل الذي تم تسريبه لوزير الخارجية كان عبارة عن تسجيل أرشيفي يقوم به كل الوزراء لتوثيق تجربتهم خلال أداء عملهم للاستفادة منها في وقت لاحق، وتعد هذه التسجيلات في غاية السرية، ويمنع الكشف عنها، ووصفت الحكومة تسريب هذا التسجيل بمؤامرة لم تتضح جميع أركانها بعد.

وفي هذه التسجيلات المسربة تحدث ظريف عن ضغوط داخلية كبيرة يتعرض لها التيار المعتدل لمنع العودة للاتفاق النووي، كما أكد ظريف أن موسكو لا ترغب في حدوث اتفاق بين واشنطن وطهران بشأن الملف النووي.

ووفقا للصمادي، فإن هذه التسريبات عززت القناعة بوجود قوى داخلية إيرانية نافذة لا تريد العودة للاتفاق النووي، وأظهرت حجم المعاناة التي يتعرض لها التيار الإصلاحي بقيادة الرئيس الإيراني حسن روحاني.

غير أن الصمادي اعتبرت أن أخطر النتائج المترتبة على هذه التسريبات أنها شكلت ضربة قاضية للحظوظ الانتخابية للتيار المعتدل الإيراني، وتحديدا لشخص جواد ظريف، الذي كان ينوي الترشح لمنصب الرئاسة، واستبعدت بعد هذه التسريبات أن يحظى ترشيح الرجل بمباركة المجلس الإصلاحي.

ولكن رغم ذلك، اعتبرت الصمادي أنه ما زالت هناك فرصة لنجاح مفاوضات فيينا، وذلك إذا وافقت الإدارة الأميركية على رفع العقوبات بشكل كامل عن إيران، أو رفع معظمها، وأشارت الصمادي إلى أن هذا الأمر كفيل بالحصول على مباركة المرشد الأعلى علي خامنئي للعودة للاتفاق النووي مع الولايات المتحدة، منوهة إلى أن معظم التيارات الإيرانية -بما في ذلك الحرس الثوري- ترى أن العقوبات أثرت على كافة مجالات الحياة بالبلاد.

بدوره، أكد المتخصص في الشؤون الأميركية الدكتور محمد المنشاوي أن كلا من المؤيدين والمعارضين في واشنطن تعاملوا مع تسريبات ظريف بطريقة مختلفة، وأوضح أن المعارضين اعتبروا أن المحادثات كشفت عن الدور الذي لعبه وزير الخارجية الأميركي الأسبق جون كيري في الوصول للاتفاق عام 2015، لذلك هم يطالبون بإقالته من منصبه الحالي.

أما المؤيدون للاتفاق مع طهران، فيرون أنه لا بد من استغلال وجود التيار المعتدل على رأس السلطة والتوصل للاتفاق، قبل أن توصل الانتخابات الإيرانية التيار المتشدد لسدة القرار بالبلاد.

وقال المنشاوي إن المتشددين في الولايات المتحدة يدركون عزم الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن على العودة للاتفاق، وهم يعلمون تماما أن الاتفاق عائد لا محالة، لكنهم يحاولون وضع الكثير من الشروط والقيود على إيران، بما يحقق مصالح إسرائيل وبعض الدول الخليجية في المنطقة.