ما وراء الخبر

كيف ستسخّر طهران الهجوم على نظنز لمصلحتها؟ وما دورها في الهجوم على السفينة الإسرائيلية؟

قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة طهران حسن أحمديان، إن إيران لو كانت هي المسؤولة عن مهاجمة السفينة الإسرائيلية اليوم، فإن ذلك سيكون في إطار الرد على مهاجمة سفينة لها قبل أسبوع.

وشدد أحمديان -في تصريحات لبرنامج "ما وراء الخبر" بتاريخ (2021/4/13)- على أنه لم يصدر أي تعليق من جانب إيران بشأن الاتهامات الإسرائيلية لها بالوقوف وراء مهاجمة السفينة اليوم، ولكنه أكّد على أن طهران لو كانت هي فعلا التي هاجمت السفينة اليوم، فإن ذلك سيكون ردا على مهاجمة سفينة لها في البحر الأحمر قبل أسبوع.

أما بالنسبة للرد الذي توعدت به طهران والمتعلق بمهاجمة منشأة "نطنز" مؤخرا، فأكد أن الرد الإيراني سيكون بحجم الفعل، وأنه سيكون في داخل إسرائيل، كما أن طهران سوف تستغل هذا الهجوم لصالحها في المفاوضات التي تجري في فيينا بشأن العودة للاتفاق النووي الذي جرى التوصل إليه عام 2015.

وقال أحمديان إن طهران سوف تستغل مهاجمة منشأة نطنز للحصول على موافقة دولية بالسماح لها بنسبة أكبر من التخصيب، وزيادة عدد أجهزة الطرد المركزي، مشددا على أن بلاده أصبحت بموقف أقوى بعد هجوم "نطنز".

واتفق جوزيف سيرسيوني -الذي يعمل ضمن المجلس الاستشاري لوزير الخارجية الأميركي- مع أن هجوم نطنز وضع طهران في موقف أقوى، بينما جعل الإدارة الأميركية في الموقف الأضعف.

ووفقا للمسؤول الأميركي، فإن الضعف الأميركي سببه صمت الإدارة الأميركية على الهجمات التي تعرضت لها طهران مؤخرا، سواء في البحر أو حتى داخل أراضيها. ومع أن الاتهامات كانت تدور حول إسرائيل، فإن إدارة الرئيس جو بايدن لم تنبس ببنت شفة بشأن هذه الهجمات، وهو ما يوحي بأنها كانت على علم مسبق بها أو أنها راضية عنها، مؤكدا أن هذا الانطباع ليس في صالحها أبدا، ولا يخدم موقفها التفاوضي مع طهران بشأن الاتفاق النووي.

لكن سيرسيوني في المقابل نصح طهران بأن تقدّر حجم الضغوط التي تعاني منها إدارة بايدن، حيث إن هناك قوى سياسية مؤثرة في الداخل الأميركي ترفض نهائيا قرار بايدن العودة للاتفاق النووي، ولذلك فإن من الصعب عليه أن يقدم تنازلات أكبر لإيران بشأن الملف النووي.

وفي الوقت ذاته، رأى أن الإدارة الحالية الإيرانية عليها أن تسارع إلى حسم مفاوضات الملف النووي قبل نهاية الشهر، حيث ستبدأ الجمهورية الإسلامية الإيرانية خوض انتخابات رئاسية قد تأتي بقوى لا تريد هي أيضا العودة للاتفاق.

من جانبه، قال المحلل السياسي الإسرائيلي عكيفيا إلدار إن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يحاول -من خلال إعاقة وصول طهران وواشنطن لقرار بشأن العودة للاتفاق النووي- أن يسجل نقاطا لصالحه، تزيد من رصيده لدى الناخب الإسرائيلي، وبالتالي يبعد عن نفسه شبح دخول السجن بسبب قضايا الفساد الموجهة له.

كما تحدث إلدار عن ضغوط قوية تتعرض لها الإدارة الإيرانية داخليا، تدعوها لوقف التفاوض من الأساس ونسيان فكرة العودة للاتفاق النووي.